القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفضل الوليد الكل
المجموع : 13
أيا زهرةً من حبيبةِ قلبي
أيا زهرةً من حبيبةِ قلبي / أريجُكِ فاحَ فنفّس كربي
حسَدتُك لما جنَتكِ ضحىً / أنامِلُ كادت تطير بِلُبّي
تنشَّقتُ مِنكِ ومنها شذا / فرقَّق شِعري ولطّفَ حبّي
فأنتِ العزيزةُ من أجلِها / ومن أجلِ ذكرٍ هُنالِكَ عذب
فهل تشعرينَ شُعوري وهل / ترينَ النّسيمَ تحيّةَ ركب
وَهل وطنٌ تأسفين عليه / وهل أنتِ ما بين حبٍّ وحربِ
غريباً صَبوتُ وصبّاً بَكيتُ / لِهدرةِ موجٍ وحنة سربِ
نَعم أنتِ ذابلةٌ وأنا / أذوبُ لتذكار أهلي وصَحبي
كلانا يَحنُّ إلى أرضِه / وعيشٍ مضى بين عذبٍ ورَطبِ
فؤادي تعوَّدَ نَشقَ الصَّبا / فكيف تلذُّ له ريحُ غرْبِ
وضعتُكِ في الماءِ صُبحاً كما / وضعتُ هوى مَن جَنَتكِ بقلبي
ولا بدَّ من ذَبلَةٍ فَلَكم / رأيتُ ذبولاً بزَهرِ وعشبِ
وإن يَفنَ مثلكِ قلبي فَهل / يَرى الزهرَ فوق عظامي وتربي
أصاحِبَ لا تعذليه سلام
أصاحِبَ لا تعذليه سلام / على زَفَراتِك عِند الحمام
بَكيتَ غريباً فأبكَيتَني / فروحي وروحُك إلفا حمام
دموعُكَ سالت لذكر العراق / فسالت دموعي لذكرى الشآم
وكم شاعرٍ مُستهامٍ بَكى / على طَللي مَنزِلِ وغرام
وعاشَ على أملٍ خُلَّبٍ / وما ظَفرت نفسُهُ بمرام
إذا مابنينا قصورَ الرّجاء / رأينا خَرائبَها والحطام
شَقينا كلانا فمتَّ وكدتُ / أموتُ فجسمي براه السقام
ومرَّ شبابي سَريعاً ولم / يَزُر طيفُ سعدٍ ولو في المنام
سعينا لخيرِ الأمورِ بلا / مكافأةٍ حيث فازَ اللئام
فوا أسفاه كذاكَ ولِدنا / لِنَشقى وما في الثُّغورِ ابتِسام
فمِثلُكَ خضتُ بحاراً وجبتُ / قفاراً وشبتُ لِفرطِ اهتمام
فذوّبتُ قلبي وعَيني جَوى / ونفسي مطامِعُها كالضرام
ولم أجنِ إلا الندامةَ مما / غَرَستُ وهذا نصيبُ الكرام
تَغرَّدتُ بينَ الورى بُلبُلاً / فضاعَ الصَّفيرُ وضاق المُقام
وشِعرُكَ شقَّ حِجابَ العصور / وذِكرُكَ فيهِ كريَّا الخزام
فَرَدَّدَهُ الخافقانِ فكان / لروحِكَ بعد المماتِ انتِقام
وذابت عليهِ حَشايَ لأني / بشِعرِ الشّعورِ شديدُ الهيام
وأيُّ حشىً لا تذوبُ على / قوافيكَ وهي دَوامي السِّهام
فنفسُكَ سالت كنفسِ الهَزار / على نغمِ الشَّوقِ والاغتمام
وللحزنِ والحبِّ أعذَبُ صوتٍ / وأرفَعُ شعرٍ وأقوى كلام
وإيمانُ قلبكَ في الشعرِ لاح / يُعزِّيكَ حُسناً وراءَ لِثام
وليس لِقَلبي الجموحِ عزاءٌ / ولليأسِ والشكّ فيهِ اصطِدام
فكم في القنوطِ لهُ صَيحةً / صَداها تكرَّر تحتَ الظَّلام
وأشعارُنا لغةٌ بَيننا / ولكنَّها عجمةٌ للأنام
فما لغةُ العربِ مَسموعةٌ / من القومِ والأكثرونَ نيام
ضرائرُها كدنَ يَقتُلنَها / وكدنا نقولُ عليها السلام
وما عربيَّةُ هذا الزمانِ / كتِلكَ التي ربيَت في الخيام
تُحمِّسَ جَيشاً وتُنشِدُ شِعراً / وتَعلو الجوادَ وتَجلو الحُسام
وأفضلُ من هؤلاءِ البنينَ / عظامُ الجدودِ الغزاة العظام
فأين الإباءُ وأينَ السخاءُ / وأينَ الوفاءُ وأينَ الذِّمام
على فقدنا بالرجاءِ نَعيشُ / لعلَّ نجوماً وراءَ الغَمام
إذاً فلنُغَنِّ وننسَ الهمومَ / فإنَّ الحياةَ غداً لانصِرام
ألا تذكُرينَ ضياءَ القمرْ
ألا تذكُرينَ ضياءَ القمرْ / يُريني على شَفَتيكِ الدُّرَرْ
وزهراً تُحيِّيكِ أنفاسُهُ / وطلّاً عليهِ كدمعي انتَثر
وَهينَمَةً من نسيم الصَّبا / وماءً كشِعري جَرى وهدر
وشَكوى نُلطِّفُها بالدّموع / ونجوى تُرينا أدقَّ الصور
وبين الفؤادَينِ أحدوثةٌ / منعَّمةٌ كرنين الوَتر
ومن لحظاتِكِ يَبدو الشُّعاعُ / ومن لحظاتي يَطيرُ الشَّرَر
فقلتِ رُوَيدَكَ إنَّ جمالي / تَقِيهِ الملائكُ شرَّ البشر
فلم تكُ إِلا عبادةَ وجهٍ / يردُّ الشفاه ويُغري النَّظر
وعقدَ يدٍ بيدٍ رَخصةٍ / يفوزُ بتَقبيلها مَن صَبر
فيا حبذا عهدُ حبٍّ مَضى / ويا حبَّذا منهُ طيبُ الذكَر
ويا حبّذا سمَرٌ قد أسالَ / شعورَ الفؤادِ ونورَ البَصر
ويا حبذا الكفرُ إن كان في / عبادةِ حُسنِكِ قلبي كفَر
ويا حبذا تحتَ جنحِ الظّلامِ / وقوفٌ إِلى أن يلوحَ السحَر
هنالِكَ كنّا نخافُ الرّقيبَ / فنحسبُ همساً حفيفَ الشّجَر
لكِ اللهُ ما أجزعَ العاشقينَ / وأبسَلهم في ركوبِ الخَطَر
لأجلِ الغرامِ أحبُّوا الهلاكَ / فهل ينفعُ العاشقينَ الحذر
فلو كان ليلٌ بدونِ صباحٍ / لعاشوا وكلُّ الحياة سمَر
بما في ليالي الهوى من أرقْ
بما في ليالي الهوى من أرقْ / وما في ليالي النَّوى من قَلقْ
هَبي مُغرماً نفَساً سارياً / على شفَتَيكِ بعرفِ الحبق
كما حملت نفحاتُ الصَّبا / إليكِ من الرَّوضِ عطراً عبق
وقد بلَّلَ الزّهرَ دمعُ النَّدى / وورَّدَ خدَّ السماءِ الشَّفق
أفضتِ على العينِ نورَ الهوى / فلذَّ البكاءُ لها والأرق
وشاقَ جمالُكِ قلبي الذي / كَسَقطِ الفراشةِ فيهِ احتَرَق
قِفي نقضِ تحتَ الدّجى لذَّةً / فهذا الشّبابُ كطيفٍ طرَق
فما أنتِ أوّلُ معشوقةٍ / وما أنا أولُ صبٍّ عَشق
فكم سرقت من شذاكِ الصَّبا / وكم سرقت من سناكِ الحدَق
لئن قلتِ في خَصرنا رقَّةٌ / فقلبي وشِعري ولفظي أرَق
وإن قلتِ في ساقِنا دِقَّةٌ / فرأيي وفِكري وذوقي أدَق
جبينُكِ نسرينةٌ أزهَرت / عَليها النّدى وعليهِ العَرَق
وقدُّكِ أغصانُ تفّاحةٍ / أحاطَ بها زَهرُها والوَرَق
وَشعرُكِ سَربٌ يحومُ على / ترائبَ مُزدانةٍ بالحَلق
وخدُّكِ فَلقَةُ رمّانةٍ / ومثلَ السوارِ فؤادي خَفَق
سأذكرُ يا هندُ من حبِّنا / وداعَ الصّباحِ وشوقَ الغَسَق
وأفدي جمالاً هداني إلى / عفافِ غرامٍ وقوَّةِ حَق
فتاتي الصغيرةُ تهوى النقارا
فتاتي الصغيرةُ تهوى النقارا / وقلبي زَقا وإليها استطارا
تعشَّقتُها بنتَ خمسٍ وعشرٍ / توقَّد في عَينها الحبُّ نارا
وفي وَجهها قطراتُ جمالٍ / على كلِّ قلبٍ تصيرُ شرارا
إذا لحَظتها العيونُ أرَتها / من الوردِ في خدِّها جلّنارا
تُزقزقُ عصفورةً وتطيرُ / فراشةَ رَوضٍ تحبُّ اخضِرارا
ويبرزُ من ثوبها ساقُها / دقيقاً فأهوى الثيابَ القِصارا
وفي وَجهها الزهراتُ تقولُ / لرامِقها ما أعزَّ الثمارا
وفي مِعصَميها سوارانِ صيغا / لأسري ففي الأسرِ أهوى السِّوارا
وفي جيدها عَقدُ درّ ثمينٍ / إذا برزت في الظلامِ أنارا
لها أُمها صنعتهُ وفيهِ / صليبٌ حَمى الطهرَ ليلَ نهارا
خفوقٌ على صدرِها كفؤادي / إذا التفتت فأرَتني الشِّفارا
مشت فرأتني بها لاحقاً / فخافت وهمّت ترومُ استتارا
فقلتُ فَديتُكِ لا تنفُري / ولو كنتُ منكِ أحبُّ النفارا
فقالت بصوت رخيم كذا / أتيت ولم تخش لوماً وعارا
فقلتُ لحسنِكِ جئتُ أُصلّي / وأفدي العفافَ وأحمي العَذارى
خِمارُكِ فيهِ لقلبي خمرْ
خِمارُكِ فيهِ لقلبي خمرْ / وتحتَ دُجاهُ يلوحُ الفَلقْ
له شبةٌ من شعاعِ القمرْ / وتلكَ الخيوطُ تفكُّ الحلق
من العينِ قلبي إليكِ خرجْ / وعينُكِ تَهتُكُ أستارَهُ
وهذا الحريرُ وهذا الأرجْ / يزينانِ للصبِّ أوطارَه
أعاقِبةُ الصَّبرِ منكِ الفرجْ / وقد أنفدَ المطلُ أعذارَه
خِماركِ فيهِ الغرام اختمرْ / ومرّ النسيمُ عليهِ مَلق
إلامَ تصونينَ أشهى الثمرْ / ورمَّانُ صَدركِ هذا انفَلق
تردّينَ كفّي عن قَطفِهِ / وفي ظلِّهِ للفؤادِ مقيل
سآخذُ قدَّكِ من عَطفِهِ / ولو قَدَّ صَدري حسامٌ صقيل
وشاحُكِ يشتاقُ سيفَ عمرْ / فللعينِ والقلبِ منه قَلق
بأمرِ الجمالِ فتاكِ ائتَمَرْ / وقلبي لِقَلبكِ رَبِّي خلق
تَنَفَّستِ الظبيةُ النافِرهْ
تَنَفَّستِ الظبيةُ النافِرهْ / وأنفاسُها هبَّةٌ عاطِرهْ
وبالعَرقِ الخدُّ سوسانةٌ / عليها دموعُ النَّدى قاطِره
إلى نزهةٍ ذهبت بكرةً / فما أجملَ المعصرَ الباكره
ومرَّت على الزَّهرِ أترابُها / وبينَ الحقولِ غدَت طافره
وعادت وفي يَدِها طاقةٌ / وأخرى على صَدرِها ناضره
فكم قَطَفَت كفُّها زهرةً / وكانت لجارَتها ناثره
فؤادي كحقلٍ لها مسرحٌ / عليهِ وطلعتُها باهره
فتَجني عواطفَهُ ضمَّةً / وليست بما نثرَت شاعره
بروحي التي وَقفت واجلَهْ
بروحي التي وَقفت واجلَهْ / وفي وجنَتيها يذوبُ الحياء
فقالت أتيتُ لصنعِ حذاء / وعن رِجلِها كَشَفت خاجلَهْ
فقلتُ حنانيكِ لا تَسخري / فجاري هناكَ هو الجوَّهري
هنالِكَ جاري فِسيري إليهِ / لقد حيَّرَ الناسَ صنعُ يديه
أضنُّ بدقَّةِ هذي القدم / وليسَ أديمي على قدره
له الصبُّ ينزعُ من صدرهِ / حشاهُ ويَبكي بدمعِ ودَم
رَأيتُ الجواهرً في حِرزها / تُصانُ وتُحجَبُ في عزِّها
حذاؤكِ من ذهبٍ يُصنعُ / فرجلُكِ جوهرةٌ تَسطَعُ
أتضمدُ جرحاً وتمسحُ دمعا
أتضمدُ جرحاً وتمسحُ دمعا / وترجو من الدَّهر عوداً وجمعا
وتلكَ الحزينةُ فارقتَها / ولم يُجدِ طولُ اغترابكَ نفعا
فوا حَسرتي هل أعودُ وهل / أَرى لقيودي الثقيلةِ قَطعا
وأُمّي تُقبِّلُ خدِّي وشَعري / وتحنُو عليَّ وتذرفُ دَمعا
فأبكي ودمعي يسيلُ على / يديها وأنضرُ بالأصلِ فرعا
فكم شقيَت وشقيتُ وكلٌّ / يُكفكِفُ دَمعاً ويسترُ صدعا
فإن يكُ بعد الوداعِ سلامٌ / غَفَرتُ لدَهري الاساءَةَ سَبعا
ففي النأي أفقَدني كلَّ شيءٍ / وعادَ فعوَّضَ أُمّاً وربعا
ألا مَن لقلبٍ كثيرِ العِللْ
ألا مَن لقلبٍ كثيرِ العِللْ / كثيرِ الشعورِ كثيرِ الوَجَلْ
بماذا يُعالَجُ مَن داؤهُ / عياءٌ وإن طالَ داءٌ قتل
فما هو إلا إناءٌ كسيرٌ / وفيهِ العواطِفُ زَهرٌ ذَبَل
أقولُ وغيري يُحِبُّ الحياةَ / إلامَ الحياةُ إلامَ الأمل
سلامٌ عليكِ صباحَ مساء
سلامٌ عليكِ صباحَ مساء / فقد كنتِ من فُضلياتِ النساء
لقلبي وعينيَّ منكِ هُدَى / ورَسمُكِ منهُ لجرحي إساء
أرى المرءَ يُولَدُ للنعمةِ
أرى المرءَ يُولَدُ للنعمةِ / وبالجهلِ مجلبةُ الشَقوةِ
وما اللهُ والناسُ ظلّامُنا / ولكنَّها قلُّةُ الخبرة
فلا قلبَ إلا وفيهِ هوى / ولا رأسَ خالٍ من الحكمة
ولا دولةٌ لِذَوي فتنةٍ / ولا فطنةٌ لذوي بطنة
سَلوتُ بقَطعِ الأملْ
سَلوتُ بقَطعِ الأملْ / وجرحُ هَواكِ اندَمَلْ
فما فيكِ إلا الذي / يعافُ غدا أو يُمَلّ
وما أنتِ أهلٌ لأن / تذُوقي ألذَّ القُبَل
فلا كان ذاكَ الهوى / ولا كان هذا المَلل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025