القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صالِح الكَوّاز الحِلّي الكل
المجموع : 5
طربت فعم الكرام الطرب
طربت فعم الكرام الطرب / وضوء ذكاء يمد الشهب
وملت فمالت لك المكرمات / سروراً لما نلت مما تحب
إذا اهتز من دوحةٍ ساقها / فلا عجب إن تهز العذب
وصال على الحزن جيش السرور / فشرده وانثنى بالغلب
وخيم في القلب لا يبتغي / رحيلاً وجودك كان السبب
ولما ابتهجت بدا الابتهاج / علىالخق من عجمها والعرب
كأن سرورك في العالمين / يحاري نوالك أنى ذهب
إلى قول قائلهم صادقاً / كأنا رياض ومنك السحب
ولولا ابتسام وميض الغمام / لما ابتسم النور فوق القضب
ولا عجب أن تسر الأنام / ولو لم تسر لكان العجب
ألست الذي قد بعثت السرور / إلى كل قلبٍ عظيم الكرب
وأنت الذي قد ملأت الجفان / مدعدعةً قد علون الهضب
ترى الناس من وارد ساغب / يعود بطيناً عقيب السغب
فلو حاول الطير منها الطعام / بأم السما نال ما قد طلب
ولو قصد الوحش إدراكها / لما مسه من طوىً ما حجب
وشدت على الطرق للسائلين / قصور علا شيد فيها الحسب
وكم قد تفقدت من مرمل / وأرملةٍ ويتيمٍ سغب
وانعشت افئدةً منهم / تكابد في الحادثات النوب
وآخر جاءك يشكو إليك / من الدهر خطباً عليه خطب
فألفاك أسرع مستنجدٍ / إلى ما دعوه إليه وثب
يداوي بك الفقر حتى يزول / مداواة ذي الطب للمستطب
فمن كان ذا شأنه في الزمان / كان حقيقاً على أن يحب
ومن شاطر الناس أمواله / فقد شاطرته الرضا والغضب
أبا المصطفى قد سبقت الكرام / لغاياتها واحتويت القصب
فللَه درك من ماجد / عن الحق ما مال فيه غضب
تلذذ في بعد أحبابه / ليدنو من اللَه أو يقترب
وما لذة البعد فيما يرى / بأيسر من لذةٍ المقترب
توارثتم الحج جيلاً فجيلاً / كما ورث الهاشمي النسب
فكاد يحول مولودكم / عن المهد فوق ظهور النجب
كأن لكم مكة موطن / يهزكم لحماها الطرب
يشوقكم البرق من نحوها / ويصبيكم الريح أما يهب
وطاتم ثراها فآثاركم / مكررةٌ عندها في الكتب
كما أن آثاركم في الزمان / على أهله واضحات الشهب
فصارت إذا جاءها ابن لكم / رأت في محياه عنون اب
فتعرف في شيخكم كهلها / بسيماء عز عليه غلب
إذا جئتم أرضها رحبت / أباطحها فيكم والهضب
لعمري إذا كنتم تسرعون / إلى الحج أول عام يجب
فكيف يفوتكم غيره / وما غيره مثله في التعب
أرى الحج شاهد عدل لكم / بتأدية الفرض مهما وجب
فمن نال في عزمه النيران / لم يعيه نيله للسحب
ولا غرو أن يركبن الذلول / فتى ليس يعييه ركب الصعب
أرى اللَه أثنى على الأنبياء / لأمرهم الأهل فيما أحب
وها أنت تأمر في الوجبات / أهاليك طراً وبالمستحب
وفارقت عامين في حبه / حبيبيك تشكره محتسب
كأن الحجاز وقد أوطآ / محيا ثراه خفاف النجب
غدا بهما حاسداً للعراق / كما حسد الأعجمي العرب
ورام بقاءهما عنده / ليعلو على غيره في الرتب
ويخصب فضلاً بيمنيهما / له كل ربعٍ محيل جدب
فأتحف عامين نيل المنى / وزال عن المجد بين العطب
ليهن أبا المصطفى والرضا / رضا اللَه والمصطفين النجب
عشية حلّاً عن اليعملات / نسوعاً وشد العقال الركب
وسارا وقد لبيا معلنين / بقلب سليم ونطق عذب
وطاف بدمع غداة الطواف / يضاهي غروب الحيا المنسكب
صدقن أمانيهما في منى / ورب أمانٍ رزقن الكذب
وقد شكر اللَه سعييهما / وأعطاهما منه نيل الأرب
ومذ قضيا من فروض الإله / ما اللَه أوجب أو ما ندب
أثارا ليثرب نضويهما / فطوراً ذميلاً وطوراً خبب
إلى أن بدت قبة المصطفى / عليها رواق المعالي ضرب
كأن السماوات أرض لها / وبالعرض قد نيط منها الطنب
أناخا وسارا لها ماشيين / وخديهما عفراً في الترب
وزارا النبي فزادا علا / وفخراً على كل عالي الرتب
وقاما إزاء قبور البقيع / مقاماً تصانع فيه الكرب
يرد إلى القلب دمع العيون / حذاراً ويرضى بدون الطلب
وسارا يريدان ارض العراق / وأعين سكانه ترتقب
بأنيق تطوي فجاج الوهاد / كطي السجل بها للكتب
إلى أن أتت طور وادي الغري / ونور التجلي عليه ثقب
بباب مدينةٍ عالم الإله / ثنت بعد طول المسير الركب
وقاما يجران برد السرور / وإن رغم الحاسد الكتئب
وقبلت وجهيهها شاحبين / شحوباً به ضاء وجه الحسب
وما النقص أن تشحبن الوجوه / والنقص إن وجه عرض شحب
أتابوت طالوتَ ذا سائراً
أتابوت طالوتَ ذا سائراً / أم النعش فيه الهوادي تسير
وهذي السكينة في ضمنه / أم المرتضى عاد ضمن السرير
وأن سليمان فوق البساط / يحف به الجند جماً غفير
وذي نفحة الصور قد فاجأت / فجاء الورى يومها القمطرير
أم المرتضى جاء فيه النعي / بصوتٍ يهدُّ الرواسي جهير
وقد عطر الكون منه الحنوط / أم الحور ذرت عليه العبير
وذلك لحد له شق أم / خزانةٌ علم العليم الخبير
لئن عقرب العرب / عشية من ناقة أو بعير
فقد عقر المجد من فوقه / فطبق وسع الفضا بالهدير
وإن هي كبت جفان الكرام / وأمسين نيرانهم لا تنير
فقد أخمد النار من بعده / وكب الأواني أناس كثير
فيا راضياً دهره باليسير / ولا شيء فيه عليه عسير
أراك سليمان في ملكه / وسلمان إذ لا تعاف الحصير
فلم أر مثلك كسرى زمان / يقضي الزمان بقلب كسير
لألزمت نفسك عصر الشباب / قيام وصوم الهجير
فرحت على ذاك لا قاعداً / بك الضعف عنها لسن كبير
أبكيك للعلماء الألى / تركتهم بالعظيم الخطير
لأنهم نظم عقد الجمان / أصيب بواسطه المستنير
وهذي الشريعة مما بها / جواب مسائلها لا تحير
عزاء محمد يا ابن الألى / إليهم أمور الرايا تصير
فلا غرو إذ كنت ممن أصيب / بأمر أصاب أباك الأمير
فما يوم عمار من يومه / بأدهى وإن كان يوماً شهير
فا كوكباً في سماء العلا / وينقلب الطرف عنه حسير
جريت فأدركت أقصى المدى / وغيرك في خطة يستدير
إذا ما ارتديت ثياب الفخار / فإرثك لست لها مستعير
وما كان فيك من المكرمات / فشنشنة من نذير بشير
نضارة ذا العود من أصله / وما كل عودٍ تراه نضير
فخفض عليك ونهنه جواك / فبدر الهداية فينا منير
إذا الناس قالوا إلى أيهم / إلى ابن أبيك أشار المشير
إلى سيد القوم مولاهم / ومن هو للدين نعم النصير
همام إذا الدست فيه استقل / تقول على الدست حلماً ثبير
أبا جعفرٍ أنت نعم الدليل / لمن حار يوماً ونعم المجير
فما اعترض الشك قدماً به / ولا اليوم مقترن في نظير
وغيرك ما هو في غيرها / إذا عد منها ولا في النفير
وإن صرفت عنك بعض العيون / ولا تدرك الشمس عين الضرير
وأبناؤك الغر كل نرى / به شبراً ونلاقي شبير
قضى ماجد كان في عصره
قضى ماجد كان في عصره / بمنزلة النور من بدره
ومنزلة الروح من جنبها / ومنزلة القلب من صدره
وأحضى الحمام لدى العتب ذا / لسان تلجلج في عذره
لتبك الشجاعة مقدادها / ويبكي التقى لأبي ذره
ويبكي الزمان بشجو محمداً / حسناً منتهى أمره
فكان العماد وفيه تشاد / خيام الهدى في حمى أمره
ليبك الموحد حزناً له / فقد بسم الشرك عن ثغره
فكسر قنا الشرك في جبره / جبر قنا الشرك في كسره
وأضحى الزمان لما قد عراه / دجى ليس يدعو إلى فجره
فلم يعرف الظهر من ليله / ولم يعرف الليل من ظهره
لقد حملوا نعشه والهدى / يقوم ويكبو على أثره
أرى العلم والحلم والمكرمات / جميعاً حواها ثرى قبره
وما دفنوه به وحده / أجل دفنوا الكون في أسره
محمد لما قضيت الزمان / تسافل منه علا قدره
فشهرك عارٍ على عامه / ويومك عارس على شهره
هجاني لساني إذا هو لم / يكن راثياً لك في شعره
ومادح مهدي فقد الأنام / من اختصه اللَه في ذكره
فكم منكر رد في نهيه / وكم فعل العرف في أمره
أخو منن طالما أشرقت / شموس الثنا في سما شكره
وأحيا نداه رياض العلا / فهاهن ينفحن عن نشره
نرى فيه أثار خير الورى / محمد والمرتضى صهره
أبا جعفرٍ لم أفه بالعزا / لأنك أذكى ذوي دهره
وأنت وعاء علوم الإله / ومؤتمن اللَه في سره
فمن ذا يجيء إلى الشمس في / سراج وللطود في ذره
وما جاء فيه المعزى بشعر / إليك وما جاء في نثره
فذاك لعمري منك إليك / وما فاق غيرك في فخره
لقد صام كيسي صوم الوصال
لقد صام كيسي صوم الوصال / فلا من حرامٍ ولا من حلال
أترضى بأن يغتدي صائماً / وأنت جدير برؤيا الهلاك
ملأت المسامع مني صياحا
ملأت المسامع مني صياحا / أتنعى الدجى أم تحيي الصباحا
أم أنت نذير لمعتنقين / قد رفع الليل عنهم جناحا
خشيت غيور الحمى أن يرى / وصالهما فيثير الكفاحا
فناديت هبا فما في المنام / بلوغ مرامٍ لراجٍ فلاحا
نصحت ورعت فلا تستحق / هجاءاً ولا تستحق امتداحا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025