المجموع : 5
أَهاجَكَ رَبعٌ عَفا مُخلِقُ
أَهاجَكَ رَبعٌ عَفا مُخلِقُ / نَعَم فَفُؤادُكَ مثستَغلِقُ
لِذِكرِكَ مَن قَد نَأَت دارُهُ / وَقَلبُكَ في إِثرِهِ مُوثَقُ
يُذَكِّرُني الدَهرَ ما قَد مَضى / مِنَ العَيشِ فَالعَينُ تَغرَورِقُ
لَياليَ أَهلي وَأَهلُ الَّتي / دُمُوعي لِذِكرَتِها تَسبِقُ
خَلِيطانِ مَحضَرُنا وَاحِدٌ / وَحَبلُ المَوَدَّةِ لا يَخلُقُ
لَنا وَلهندٍ بِبَطنِ العَقي / قِ مُبدىً وَمَنزِلُهُ مُونِقُ
فَإِن يَكُ ذاكَ الزَمانُ اِنقَضى / وَحَبلُكَ مِن حَبلِها مُطلَقُ
فَقَد عِشتُ فِيما مَضى خِدنَها / لَيالي الوِصالُ بِها يَعنقُ
لَعَمرُكَ ما تَستَطيعُ الغُمُوضا
لَعَمرُكَ ما تَستَطيعُ الغُمُوضا / وَكَيفَ ادِّكارُكَ ما لَن يَغيضا
وَلا مِنهُمُ نائِلٌ عاجِلٌ وَلا / بِالفُرُوضِ جَزَونا قُرُوضا
فَقُلتُ لِهِندٍ وَتِربٍ لَها / دَعاني وَغَيري بِهَذا فَرُوضا
فَدَيتُكِ مِن كاعِبٍ ناعِمٍ / تُقَلِّبُ لِلدَّلِّ طَرفاً غَضيضا
تَقُولُ مَرَضتُ فَما عُدتَني / وَكَيفَ يَعُودُ مَرِيضٌ مَرِيضا
خَلِيلَيَّ عُوجا نُحَيِّ نِباعا
خَلِيلَيَّ عُوجا نُحَيِّ نِباعا / وَخَيماً بِهِ وَنُحَيِّ الرِباعا
تَبَدَّلَتِ الأُدمَ مِن أَهلِها / وَعَينَ المَها وَنَعاماً رِتاعا
يُسَوِّقُها بِالرِياضِ الظَليمُ / سِياقَ المُعاقِبِ رَكباً سِراعا
فَلا ما وَقالا جِداءٌ قَليلٌ / سُؤالُكَ رَبعاً مُحِيلاً وَقاعا
رَأَيتَ المُحبِّينَ قَد أَقصَرُوا / وَتَأبى لِحينِكَ إِلّا اِتِّباعا
لِلَيلى فُؤادَكَ في خَلوَةٍ / وَفي مَجلِسٍ أَو سَمِعتَ السَماعا
تَحِنُّ إِذا ذُكِرَت مَرَّةً / حَنينَ الطَرِيفِ أَرادَ النِزاعا
فَقُلتُ بَلى عَرِّجا ساعَةً / وَغُضّا المَلامَ فَعاجا وَطاعا
لِذي شَجَنٍ يَعتَريهِ المِرا / رَ شَوقٌ يُعالِجُ مِنهُ رُداعا
فَظَلتُ أُبَكّي وَقَد أَسعَدا / عَلى ذاكَ فيهِ بِهِ ما اِستَطاعا
بِأَجرَعَ جَعدِ الثَرى مُكتَسٍ / مِنَ البَقلِ حَوذانَهُ وَالدُعاعا
وَمَجلِسِ خَمسٍ بِهِ مَوهِناً / تَواعَدنهُ إِذ أَرَدنَ اِجتِماعا
بَعَثنَ رَسُولاً كَتُوماً لِما / أَرَدنَ إِذا ما الرَسُولُ أَذاعا
إِلَيَّ بِأَن إِيتِنا وَاحذَرَن / وَقاكَ الرَدى أَهلَنا وَالشِناعا
عِداةً لَنا الدَهرَ لا يَغفَلُونَ / أذا وَجَسُوا نَظَراً وَاِستِماعا
فَأَقبَلتُ أَمشي كَمَشي الفَنيقِ / رَأَتهُ المَخاضُ فَطارَت شَعاعا
عَلَيَّ كِساءٌ تَقَنَّعتُهُ / عَلى سُنَّتي خَشيَةً أَن يُذاعا
بِمَمشايَ أَن كاشِحٌ رانئٌ / فَلَمّا بَلَغتُ كَشَفتُ القِناعا
عَقائِلُ كَالمُزنِ فيها البُرُو / قُ يُعشى العُيُونَ سَناها التِماعا
إِذا ما سَفَرنَ وَإِمّا اِختَبَي / نَ أَبصَرتُ مِن ضَوئِهِنَّ الشَعاعا
كَما تَتَراءى خِلالَ السَحا / بِ شَمسُ النَهارِ تَرُومُ اطِّلاعا
أَقُولُ غَداةَ استَقَلَّ الجَمِي
أَقُولُ غَداةَ استَقَلَّ الجَمِي / عُ وَالعَينُ مِن بَينِهِم تَسفَحُ
كَدَفعِ دَوالِجَ مِن أُكرَةٍ / مَواهِبَ جَمٌّ لَها المَنضَحُ
أُكَفكِفُها جاهِداً عَنهُمُ / وَتَغلِبُ صَبري فَما تَنشَحُ
إِذا نَقَصَ الحَزنُ مِن مائِها / غَطا مَدُّ جَيّاشِهِ يَطفَحُ
لِقَلبٍ بِهِ قَرحَةٌ مِنهُمُ / أَلا إِنَّهُم رُبَّما أَقرَحُوا
أَتَصبِرُ لِلبَينِ أَم تَنتَحي / لِسَلمى فَذاكَ إِذَن أَروَحُ
عَلَيكَ فَإِن يُصبِحُوا أَفسَدُوا / مِنَ امرِكَ ما قَبلَهُ أَصلَحُوا
فَلَلصَّبرُ عِندَ اِنفِتالِ الزَما / نِ بِالمَرءِ فيما رَجا أَنجَحُ
مِنَ الآن فَاترُك طِلاب الَّذي / تَوَلّى مِنَ الأَمرِ إِذ أَصبَحُوا
أَطاعُوا بِهِجرانِكَ الكاشِحينَ / وَقِدماً أُطِيعَ بِكَ الكُشَّحُ
وَلا تَبتَئِس بِهِمُ أَن جَرى / عَدُوٌّ بِأَمرٍ فَلَم يَسجَحُوا
فَسَوفَ إِذا فَكَّروا يَعلَمُونَ / أَجَيبُكَ أَم جَيبُهُ أَنصَحُ
وَمَن هُوَ في قَولِهِ صادِقٌ / وَمَن أَمرُهُ مُبرَمٌ مُوجَحُ
فَكادَ لِمَوعِظَتي يَرعوى / عَنِ الجَهلِ وَالمُرعِوي المُفلِحُ
فَأَدركَهُ مِن هَوى تُكتَمٍ / عَقابِيلُ أَهوَنُها يَجرَحُ
فَأَودى بِهِ وَثَوَت جُثَّةٌ / وَعَينٌ بِطَرفٍ لَها تَطرَحُ
حِذارَ نَوى وَليِهم أَن نَأوا / وَمَن سَكَنُوا وَليَهُم أَنزَحُ
كَأَنَّ حُمُولَهُمُ إِذ غَدَوا / نَخيلٌ عَلى نُهُرٍ دُلَّحُ
مِنَ الوُقرِ في وَطَنٍ ما بِهِ / قِفافُ سِباخٍ وَلا أَبطَحُ
تَسِيخُ العُرُوقُ بِها وَالفُرُو / عُ في الجَوِّ رانِيَةٌ تَطمَحُ
إِذا ذَكرَ النَخلَ أَربابُها / وَقالوا مُبَكِّرُها المُبلِحُ
تَعَجَّلَ عَن جَريةِ الماذِيانِ / فَنَوَّرَ أَو بَعضُهُ المُشقِحُ
يَرى السائِمُونَ إِذا ما اِشتَرى / جَناها امرُؤٌ أَنَّهُ يَربَحُ
شَهِيدي جُوانٌ عَلى حُبِّها
شَهِيدي جُوانٌ عَلى حُبِّها / أَلَيسَ بِعَدلٍ عَلَيها جُوانُ