المجموع : 5
متى فلك الحادثات استدارا
متى فلك الحادثات استدارا / فغادر كل حشىً مستطارا
كيوم الحسين ونار الوغى / تصاعد للفرقدين الشرارا
فلم تر إلا شهاباً ورى / وسهماً بنقع المنايا توارى
إلى أن أطل بها فادحاً / تزلزل منه الوجود ومارا
وعاد ابن أزكى الورى محتداً / وأمنع كل البرايا جوارا
تجول على جسمه الصافنات / وتكسوه من نقعها ما استثارا
فيا ثاوياً يملأ الكائنات / علاً ويضيء الوجود منارا
ويا سابقاً قد دهاه العثار / فليت العثار أصاب العثارا
فكيف وأنت حسام الإله / تقلل منك المنايا غرارا
وتدعو وأنت حمى المستجير / فيعي عليك الورى إن تجارا
وتستسقى من لفحات الظما / فتسقى من المشرفي الغرارا
وتبقى ثلاثاً بديمومة / معرى بجرعائها لا توارى
فكيف يعفر منك الصعيد / محياً به الملكوت استنارا
وصدرك عيبة علم الاله / بعد لخيل الأعادي مغارا
فذلك أجرى دموعي دماً / وأوقد ما بين جنبيّ نارا
أتسري وأنك مأوى الأسير / بناتك فوق المطايا أسارى
تجوب بها مربعاً مربعاً / وتجتاز فيها دياراً ديارا
فهل تعلم العيس من فوقها / تجاذبها السير ولهى حيارى
فما للحرائر واليعملات / وما لاقتحام الفلا والعذارى
وان تركب التيب مهزولة / وتوسعها في الترامي مغارا
وما لعقائل أزكى الأنام / لينحى بها في الفلا أو يسارا
وزينب تدعو الأهل مجير / يجير وأنى لها أن تجارا
بقلب يذيب الصفا شجوه / ودمع سكوب يضاهي القطارا
سأهجر إلا البكاء والعويل / وءآلف إلا الهنا والقرارا
أرى واحدي مركزاً للرماح / ومن بعد يوجس قلبي اصطبارا
وتدعو أخاها وأنى تجاب / وما كان أن لا يجيب احتقارا
أخي صرت قطب مدار الخطوب / يدور علي مدى ما استدارا
يشاطرني الدهر أحداثه / وتدعو بي النائبات البدارا
الوث على المرزئات الأزار / والوي على المعضلات الخمارا
وقلبي من الثكل في كل آن / يموت مراراً ويحيى مرارا
أراك تكابد وقع الحمام / بحر حشىً يضرم القلب نارا
ويجلى كريمك في السمهري / وجسمك حلبة قب المهارى
وحولك من هاشم عصبةٌ / وصحب وفوا للمعالي ذمارا
أصاتت بهم هاتفان المنون / وجد الحمام عليهم وجارا
كشهب تنكب عن أوجها / وتهوي إلى الأرضين انتثارا
ظماة وما أوردوا غلة / على الغب إلا قناً وشفارا
فياليتني وارد وردهم / وحسبي بذاك الورود افتخارا
أقول وماذا يفيد المقال / ولكن شرار الفؤاد استطارا
أمية هل أحجمت هاشم / عن الثار أم هل أمنت المثارا
وإن لأوتارها قائم / ينال ولو في المقادير ثارا
أبا القاسم انهض وزج القضا / وجاوز مدى النيرات الغبارا
فليس لنا مدرك الإصطبار / وأنى ننال عليه اقتدارا
وهذا تراثكم في النهاب / وهذي عقائلكم في الأسارى
وإني لارعاك يوما أغر / يطبق بالصافنات القفارا
تدك بهن جبال الضلال / وتشرع للدين فيها منارا
فأنتم غياث جميع الورى / إذا انغمروا في الخطوب انغمارا
بدنياي كنتم منال الرجا / وكنتم بأخراي لي مستجار
وأيان أنمى إلى مدحكم / فأرقى لام السماء مطارا
وأنى أحاول أوصافكم / وكيف أحيط بهن اختبارا
عليكم صلاة الإله العلي / ما عاقب الليل وقتا النهارا
سبقنا فلا أحد قبلنا
سبقنا فلا أحد قبلنا / سوى من برانا ومنا الصنيع
فذا الخلق منا إلينا لنا / فمنا المنادي ومنا السميع
لك الحلم والعفو قد أصبحا
لك الحلم والعفو قد أصبحا / وزيرين دون الورى يا علي
لرفعه شأنك خط القضا / على كل وجهِ علي علي
مصابٌ من الأرض جاس الخلال
مصابٌ من الأرض جاس الخلال / فكادت له أن تزول الجبال
ولما نظرت بعين الكمال / توسمت وجه السما والهلال
تقوس والليل قد عسعسا /
وماج القتام كبحرٍ طما / فوارى بأمواجه الأنجما
فقلت وجو السما أظلما / كأن المحرم جاس السما
بما سود الفلك الأطلسا /
وقد هتكت سبحات الجلال / وضاق بآل النبي المجال
عشية عاشور يا للرجال / الم فقوس ظهر الهلال
ليرمي الورى بسهام الأسى
ليرمي الورى بسهام الأسى /