القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن غَلبون الصُّوري الكل
المجموع : 36
رضيتُ بمعصيةِ العاتبِ
رضيتُ بمعصيةِ العاتبِ / ولا فرقة السقم اللازبِ
وذلكَ أنَّ الذي هاجَه / تولّى وخلّفه صاحبي
ولستُ أضيعُ في حاضرٍ / وإن ساءني حرمةَ الغائبِ
وكأسٍ عصيتُ على شربها / صُروفاً من الزمنِ الغاصبِ
فَلما رأى أنه لا يلي / نُ له بعدَها أبداً جانبي
رأى أن يسلِّمَ عقلي لها / فمِن سالبٍ وإلى سالبِ
فطافَت بها غادةٌ كاعبٌ / وأغيدُ كالغادةِ الكاعبِ
على فتيةٍ يظلمونَ الزما / نَ ولا يَنزلونَ على واجبِ
يحايدُهم فهو في جانبٍ / من الأرضِ والقومُ في جانبِ
كأنّهم أخذوا في النّدى / برأي أبي الحَسَن الكاتِبِ
فتىً لم يزل طالباً قاصداً / إلى الشكر من قاصدٍ طالبِ
أخو عَزمةٍ ترشُقُ النائبا / تِ بكلّ شهابٍ لها ثاقبِ
لقد حملت نفسُه مالَه / على خُلُق مسرفٍ غالبِ
وقد أعوزَت كلَّ من يرتجي / هِ معرفةُ الأمل الكاذبِ
مناقبُ جاء بها خلقةً / مسلَّمةً من يدِ العائبِ
أقرَّ بتصديقها ثالبوه / وما أصدقَ المدحَ من ثالبِ
وكم مرةٍ جاد لي واهباً / ويحسبُ لي منَّةَ الواهبِ
وفي الناسِ مالٌ بلا باذلٍ / كثيرٌ وحمدٌ بلا كاسبِ
خليلٌ أظلُّ إذا زارَني
خليلٌ أظلُّ إذا زارَني / كأني أُنشيه خَلقاً جديدا
إذا ما تقضَّت به لَيلَةٌ / ودِدتُ على إثرها أن يَعودا
وجُدتُ بنَفسي على حُبِّه / لعلِّي أعلِّمه أن يَجودا
تمادى بهم أمدٌ سرمد
تمادى بهم أمدٌ سرمد / وطال بنا الأمد الأبعدُ
يكون الوفاءُ عليه العفا / إذا يستجدُّ لهم مَوعدُ
وعندي إذا ظعنوا لاعجٌ / مقيمٌ مقيمٌ بهم مقعدُ
وأغيدَ يَحسُنُ فيه الهَوى / كأنَّ الهَوى مِثلُه أغيدُ
يبينُ على شفتيهِ الظما / ذُبولاً وبينَهما موردُ
ويشرقُ من قدِّهِ خدُّه / كما أزهر الغصنُ الأملدُ
وأعجبُ من صُدغه أنه / تحير به ليس يسترشدُ
فدونكمُ البابَ إني امرؤٌ / من الباب في علَّتي أقصدُ
ومع كلِّ من عادَني لوعةٌ / تبيتُ وينصرفُ العوَّدُ
وللعاذلينَ معي شيمةٌ / إذا رغبوا في هوىً أزهدُ
وأولى الورى أن يُرى مفرداً / من الناس من داؤه مفردُ
وسوداء من نكباتِ الزمان / كأن الزمانَ بها أسودُ
ركبتُ وعادلتُها بالثنا / فأجهدتُها مثلَ ما أجهدُ
إلى أحمدٍ ومتى لم يكن / يفرِّقُ ما بيننا أحمدُ
فيحسنُ إلا إلى ماله / ويستصلحُ المال مستفسدُ
أبو المجدِ والمجد لا يولدُ / أخو الجودِ والجودُ لا يوجدُ
تعالَوا أخبِّركم ما العُلى / يدٌ أتربَت من نداها يدُ
وتلك المكارمُ من مثلها / لأمثالِهِ ركبَ السؤدَدُ
وقيسر باتَ صريع المَدى / له في الدجى كالدجى ملحدُ
إذا انتشر الصبحُ أنشرته / فقام تحفُّ به الأسعدُ
فأمضيتَه ما مضى أبيضٌ / وأجريتَه ما جرى أجردُ
ليُبعدَ ما قرَّبَ المبطلون / ويدني إلى الحقِّ ما أبعدوا
وإنك لَلمرتجى المتَّقى / كما الماطرُ البارقُ المرعِدُ
إذا قلتُ لم يَجدوا حيلةً / تضاع لقولي وإن غرَّدوا
ولما انتَهى حسنُه لم يَزِد / فغنوا به مثلما أنشدُ
ستَبقى بذكركَ أخبارُه / وتُسند ما بقي المُسندُ
ولما اتَّفقنا اختلفنا الطري / قَ فأصبح كلٌّ له مقصِدُ
فها أنا للغيثِ مستنزلٌ / وها أنت للجدِّ مستصعِدُ
قطعتُ إليك على ما تَرى / ما الثقلِ تَيهاءَ لا تنفَدُ
لبيضاءَ خلقتها سوِّدَت / من الدينِ تذكر من يَشهدُ
وسوف أروّح يوم اللقا / ففي يومِه للغِنى مَولدُ
ورومية الخدِّ زنجيَّةٍ
ورومية الخدِّ زنجيَّةٍ / يلوحُ على رأسِها شاكرُه
خطبتُ فقرَّرت لي مهرَها / وكل امرئٍ شاهدٌ ذاكرُه
فلما دخلتُ تمادى المِطالُ / وطال ويا ليتَ ذا آخرُه
تعلَّقتُه مُسهِراً مُسكِراً
تعلَّقتُه مُسهِراً مُسكِراً / شَديد الخمار وما خُمِّرا
تقلَّبَ في صورةٍ صورةٍ / كما تَفعلُ الجِنُّ أو أكثَرا
فَفيما أرى غُصناً إذ أَرى / هِلالاً إلى أن أَرى جُؤذَرا
وقد صارَ تخطر في حبِّه / وساوِسُ ما خِلتُ أن تَخطُرا
فقوموا سَلوا عن سلوٍ يُبا / عُ أو استَخبروا عن كرىً يُكتَرى
هل الناسُ مِثلي وإلا فما / أشدَّ القُلوب وما أصبَرا
وصفراء تنفذُ من كأسِها / فتُبصِرُ من حولها أصفَرا
تمدُّ إذا شُعشِعَت كالهَبا / ءِ إذا كان قُدَّامها أو وَرا
وفي القَومِ من لم يكن عنده / إذا أسكرَ القومُ أن يسكَرا
سَقاني وشدَّ معي شربَهُ / فما شَدَّ من بَعدِها مِئزَرا
وبتُّ أدافعُ عنه الهوى / وأمنعُ إبليسَ أن يَحضُرا
وأذكرُ أهل الوفا والعَفا / فِ فَأحسِبُ أوَّلَهم جَعفَرا
وكم يَستذِمُّ به مالُه / فلا يَتَمالكُ أن يَغدرا
وذلك أعدلُ حُكم النَّدى / وإن كان أعدلُهُ أجوَرا
وحقُّ الندى أن يُنادي عَلَي / هِ من يَشتَري جارَنا بالبَرى
على أن يُضيِّعَ ما عِندَه / ويمنَحهُ كلَّ من أبصَرا
ولكن يَنالُكَ من فِعلهِ / إذا نَسيَ الناسُ أن يُذكَرا
فتىً مدَّ بالجودِ كِلتا يَدي / هِ فَمدُّهُما أيمناً أيسَرا
ولاحَ على فعلِه بشرهُ / فألفَيتَهُ مُزهِراً مُثمِرا
وكم فاضَ بالأدبِ المُستَفا / ضِ فأَجرى بهذا وذا أبحُرا
فزُرهُ إذا شئتَ مُستَرفِداً / لتَغنى وإن شئتَ مستنصِرا
ألا كتَبَت أبعدَ اللَهُ دارَه
ألا كتَبَت أبعدَ اللَهُ دارَه / لماذا أطالَ عَلينا سفارَه
وطالَ الكتابُ فلانَ الخطا / بُ إلى قولها هاج للقلبِ نارَه
فإن لم أكن عبدَه حلةً / فتحنو عليَّ أما كنت جارَه
وقد كان يوجبُ حقَّ الجِوا / رِ ألا يَبيتَ يُقاسي انتظارَه
فوا أسَفي أينَ ذاك اللما / مُ بِنا كلَّ وقتٍ وتلكَ الزيارَه
فقلتُ تعرَّضني دونها / رجاءٌ يبشِّرُني عن بشارَه
يبشِّرُني بالغِنى عن فتىً / أجارَ على الدهرِ حتَّى استَجارَه
ومازال ذا غَيرةٍ للعفاةِ / تكادُ تكون على القُدم غارَه
كأن الندى طافَ بين الوَرى / لينزلَ حيثُ ينالُ اختِيارَه
فسار طَويلاً فلما رآهُ / قرَّ فأمسَت يداهُ قرارَه
أَقامَ على خُلقٍ واحِدٍ / من الناسِ والجود طوراً وتارَه
فليسَ يزالُ الندى شأنَه / وليسَ تزالُ المعالي شعارَه
وكم جَحفلٍ لجِبٍ قادَه / إلى جَحفلٍ وغُبارٍ أثارَه
وخيلٍ لفرسانِها في الحرو / بِ مدرَّبةٍ قرحٍ لا مِهارَه
رَماها بيَومٍ تَرى النقع فيه / يسود في كل يومٍ نهارَه
وأقبلَ مُشتَهراً نحوَها / بحيثُ يخافُ الجبانُ اشتهارَه
يضيفُ الوحوشَ بفرسانِها / كأن على كلِّ طرفٍ جزارَه
أضافَ العفاة ولاقى الكماةَ / فأَفنى عِداهُ وأفنى عشارَه
معالٍ تَراها إذا عُدِّدت / على الناسِ تُنسي الفخور افتِخارَه
لئِن قصَّر الشِّعرُ عن وَصفِها / لقد أسمَع الثقلين اعتِذارَه
أبا حسنٍ ربَّ شِعرٍ أطلت / وإن قيل إني اعتَمَدتُ اختِصارَه
إذا ما معانيهِ طالَت فما / يضرُّك إلا تطول العبارَه
إذا النِّعمُ السابِغاتُ التي
إذا النِّعمُ السابِغاتُ التي / عددت مع الناسِ في شُكرِها
غدوتُ إليكَ على حالةٍ / تَراها فتنظرُ في أمرِها
أبيتُ أُصبِّرها جاهداً / وقد تَستجيبُ إلى صَبرِها
وها قصَّتي قد تبيَّنتها / فلو شئتَ وقَّعتَ في ظهرِها
مَضى الجودُ حى لَقد صار يُنكر
مَضى الجودُ حى لَقد صار يُنكر / وأصبحَ يُنسى كما كانَ يُذكر
وأخشَى من الأرضِ تُعدي السما / فإن فعلَت خلتُ أن ليسَ تَمطر
وأنِّي كأنِّي أرَى المكرُماتِ / مَناماً ولكنَّه قد تَفَسر
ولاحَت تَباشيرُه من نَدى / أبي طالبٍ حمزةَ بن المُطهر
سأقطعُ من حيثُ ما أبتَدي / وأختصرُ القولَ والصمتُ أخصر
وذلك أني إذا ما وصفتُ / وأكثرتُ كانَ الذي فيكَ أكثر
إذا افتخرَ الناسُ يومَ الندى
إذا افتخرَ الناسُ يومَ الندى / بأن يَرشَحوا وبأن يَقطروا
جَرى ما لَو اعتَرضوا جرَّهم / فكانَ نَدى جَعفرٍ جَعفَرُ
ليهنِكَ ماضٍ ومُستَقبلٌ / وآخرُ بينَهما يحضُرُ
فبالسعدِ صُمتَ وفيهِ تُتِم / مُ عَلى ما مَضى وبِه تُفطِرُ
كأنَّك سَمعُ الندى إن أَصا / خَ وناظِره عِندما يَنظُرُ
سَأذكرُ ما أنا فيه وما
سَأذكرُ ما أنا فيه وما / لقيتُ وأشرَحه ذاكِرا
ولو لَم أكُن شاعراً لاستَعَن / تُ عَلى وَصفِ ما حلَّ بي شاعِرا
وقد كنتُ أسبَلتُ من قبلِ ذا / كَ دَمعي علَى عَدَمي سايِرا
إلى أن أتى الشهرُ شَهرُ الصِّيا / مِ فأبرزَه وابتَدا ناشِرا
وصارَت لَياليهِ أيامُه / أبيتُ به صائِماً ساهِرا
وأُنسيتُ أهلَ الندى والعُلى / ومَن يذكرُ الزمنَ الغابِرا
وقلتُ نسيتُم بَقاياهُم / فأذكرَني منهم جابِرا
فتىً ورَّثَ المجدَ آباءهُ / وقد يَرثُ الأوَّلُ الآخِرا
وكم سَحبوا من ثيابِ العُلى / ومن طَرزِها الفاخِر الفاخِرا
وقد نَزلوا في محلِّ السِّماكِ / علواً حَكوا نَوأهُ الماطِرا
ودلَّت ولايَتُه الطاهِري / نَ أنَّ له مَولِداً طاهِرا
وإنِّي لأَرثي لصَرفِ الزما
وإنِّي لأَرثي لصَرفِ الزما / نِ وأرحمُ نائِبَة الأدهُرِ
إذا طَرَقاني وجَدواكَ لي / أمَا سَمِعا بِأبي المُنذرِ
بمَن لا يَرى أن يَرى مُعسِراً / ولو كان في حالَةِ المُعسِرِ
ومن لم يَكُن جُودُه ناشِرا / محاسنَه عَنه لم يُنشَرِ
تأمَّل تَر الشمسَ عند الغُرو
تأمَّل تَر الشمسَ عند الغُرو / بِ وقَد يَطلعُ القمرُ الزاهِرُ
محبّاً رأى وَجه مَحبوبِهِ / فماتَ وتابعَهُ الآخَرُ
ألمَّ فأذكَرَهُ ما نَسي
ألمَّ فأذكَرَهُ ما نَسي / خَيالُكَ في غَسقِ الحِندِسِ
وأصبَحَ يَطمعُ في عَودِه / بوَصلٍ من القاطِع المُؤيِسِ
وحمراءَ مُجبرةٍ للعقولِ / على أن تُطيعَ هَوى الأنفُسِ
ببَيتٍ يطوفُ بِها مَن نَبي / تُ كأنا بِأجفانِهِ نَحتَسي
أتانا بِها وأتى خَدُّه / بأشرقَ مِن لونِها مُكتَسي
وجاءَت لواحظُه بالسِّها / مِ ووافَت حَواجِبُهُ بالقِسي
يُسيءُ فإن لم أُقِم عُذرَهُ / عَلى ما تَخيَّر كنتُ المُسي
أرَى روضةً من رياضِ الحُزو / نِ مُفَصَّلةَ النورِ بالسُّندسِ
لِعزِّ الخُدودِ وصَونِ العُيو / نِ تَعللتُ بالوَردِ والنرجِسِ
فأجمحُ خيلِ الهَوى مَركَبي / وأخشَنُ أثوابِهِ مَلبَسي
وفي عَزَماتي زنادُ النوى / ولكنَّها بعدُ لم تُقبَسِ
لأَشتَغِلنَّ بها أو تُظنَّ / عَزائِم عيسى بنُ نَسطورُسِ
فتىً يُستَدلُّ بليلِ المِدا / دِ عَلى صُبحِ ألفاظِه المُشمِسِ
أخو همَّةٍ فتكَت بالنجومِ / وخصَّت بفَتكتها مَبخَسي
فإِمَّا تَناهى إلَيهِ الثنا / فقل للمُجِدِّ بهِ أحبِسِ
كذلكَ مِن شأنِه أن يَكو / نَ وَقفاً عَلى الأنفَسِ الأنفَسِ
ألم يَكُ داعي النوى أخرَساً / ففَهَّمَنا دَعوةَ الأخرَسِ
أحقُّ امرئٍ أجلسَته العُلى / ليَفعلَ أمرينِ في مجلِسِ
أقولُ عَلى غَفلةٍ للزَّما / نِ وإلا فعَهدي بهِ مُبلسي
أذا المجد ما بالُ جدي أرا / هُ إذا ما جَددتُ بهِ مُتعِسي
ومازلتُ قبلكَ أهدي القَري / ضَ إلى كلِّ مرزِئةٍ موكسِ
وكانَ يُسامُ بزُهرِ النجومِ / فأصبحَ يُعرَضُ بالأفلُسِ
على كلِّ ذي راحةٍ تَشتكي / إذا استُرفِدَت وجعَ النقرسِ
فربَّتما غلطَ الدهرُ لي / من الناسِ بالباذلِ المُفلسِ
هُو الحبُّ يَصنعُ ما يَصنعُ
هُو الحبُّ يَصنعُ ما يَصنعُ / فهَل لكَ في سَلوةٍ مَطمَعُ
وما بخلَت مقلةٌ شاقَها / تجودُ عليكَ ولا تمنَعُ
وأحسنُ ما مَلكَت سقمَها / وأنتَ لذلكَ مُستَودَعُ
أوجدٌ عليهم ولا سَلوَةٌ / ولَومٌ عَليكَ ولا مسمَعُ
وسُقمٌ يُقامُ له في الأَنا / مِ من كلِّ ذي سقمٍ إصبَعُ
ومُستَمتِعٍ بالكَرى طرفُهُ / غلطتُ بِه اليومَ مُستَمتِعُ
لَه مِن سَوادِ قُلوب الرِّجا / لِ وأعيُنِها في الهَوى مَوضِعُ
فللخَمر من ريقهِ مَشرَبٌ / ولِلبدرِ مِن وجهِهِ مطلعُ
وكلٌّ وإن كرِهَ الحاسِدو / نَ منَّا لصاحِبه أطوَعُ
تفلَّلَ سيفُ النوى بَينَنا / لطولِ الضرابِ فَما يَقطَعُ
وإن رامَها ملكٌ قبلَهُ / سعَت لي إلى قَلبهِ تَشفَعُ
يَلجُّ المحبُّونَ في ذَمِّها / وإني بحبِّ الهَوى مولَعُ
أرحتُ القَوافي إلى مَدحِها / لما باتَ يَعشَقُها يوشَعُ
يحمِّلُها وُسعَ أَخلاقِه / وما لَم يُطق حمله أوسَعُ
فتىً وجَدَ الحمدَ سُبلاً لَه / فأَصبَحَ في نَهجِها يشرَعُ
يضيِّعُ ما حفِظَ الباخِلو / نَ ويَحفظُ للحمدِ ما ضَيَّعوا
ويُدركُ شأوَهُم واقِفاً / ويَهجَعُ من حيثُ لَم يَهجَعوا
وكيفَ تُزعزِعُه النائِبا / تُ وفي صَدرِه جَبلٌ أفرَعُ
وفي راحتَيهِ وفي مُقلَتي / وإن لَم يسَع ماءَها مشرَعُ
أبا فرجٍ والعُلى حرَّةٌ / وبالجودِ بينَ الوَرى تخدَعُ
هوَ الدَّهرُ وهيَ تصاريفُه / وما في سِواكَ لها مَدفَعُ
رأيتُكَ ذا شَغفٍ بالعُلى / وفي دونِ ما نلتَه مقنَعُ
إلى كَم تلامُ فَلا تَرعَوي / وحتَّامَ تُلحَى فَما تسمَعُ
ألَيسَ المفرَّقُ بينَ الوَرى / من المجدِ عندكَ مُستَجمَعُ
جَنى ما جَنى وانصَرَف
جَنى ما جَنى وانصَرَف / وأنكرَ ثمَّ اعترَف
وظنَّ بأنَّ القِصا / صَ يَمنَعُ منه التَّرَف
وعندكَ مِن طَرفِهِ / وممَّا جَناه طَرَف
فسَل صُدغَه لِم بَدا / ولمَّا بَدا لِم وَقَف
وكانَ عَلى أنَّه / يَجوزُ المَدى فانعَطَف
وأَلا سَعى سَعيَهُ / فأنصَفَنا وانتَصَف
ودَهرٌ عَلا سِنُّه / فبانَ علَيه الخَرَف
مَضى بطِباع النَّدى / فلم يُبقِ إلا الكُلَف
ولَو لَم تَكُن لَم يكُن / لها خَلفٌ يا خَلَف
فَلما دَعَتني صُروفُ الزَّما
فَلما دَعَتني صُروفُ الزَّما / نِ إلَيهِ دَعَتني إِلى صَرفِها
وكلٌّ سِواهُ عَلى قَولِها / يَقولُ وينظُرُ مِن طَرفِها
إِذا ابنُ عَلِيٍّ تَولَّى العُلى / تولَّى المُغالونَ في وَصفِها
أتَسقي جُفونَكَ كأسَ الهَوى
أتَسقي جُفونَكَ كأسَ الهَوى / وتَمنعُ سكرانَها أَن يفيقا
وكنتُ شَفيقاً عَلَى عَبرَتي / فلمَّا جرَت كنتُ مِنها شَفيقا
فَرأيك في مُهجَةٍ لَم تَدَع / لِغَيرِ الحِمامِ إِلَيها طَريقا
فإِن كانَ لا بُدَّ مِن قَتلَتي / فَقُدني إِلى المَوتِ قَوداً رَفيقا
أَراضِيَةٌ أَنتِ إِن شَفَّهُ
أَراضِيَةٌ أَنتِ إِن شَفَّهُ / هَواكِ وساخِطَةٌ إِن سَلا
وَأنتِ بَعَثتِ لَهُ سَلوَةً / تَسُلُّ الهَوى أَوَّلاً أَوَّلا
غَداةَ صدَدتِ فعلَّمتِه / وما كانَ ظَنُّكِ أَن يَفعَلا
فَدومي يَدُم أَو فَعودي يَعُد / فَقَد عَزَم الحبُّ أَن يَعدِلا
إِذا ما ظَمئتُ إلى ريقِه
إِذا ما ظَمئتُ إلى ريقِه / جعلتُ المُدامةَ منه بَديلا
وأَين المُدامَةُ مِن ريقِه / ولكِن أعلِّلُ قلباً عَليلا
هي الشمسُ مسكنُها في السَّماء
هي الشمسُ مسكنُها في السَّماء / فعزِّ الفؤادَ عَزاء جَميلا
فلَن تَستطيعَ إليها طُلوعاً / ولن تستطيعَ إليكَ النُّزولا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025