المجموع : 36
رضيتُ بمعصيةِ العاتبِ
رضيتُ بمعصيةِ العاتبِ / ولا فرقة السقم اللازبِ
وذلكَ أنَّ الذي هاجَه / تولّى وخلّفه صاحبي
ولستُ أضيعُ في حاضرٍ / وإن ساءني حرمةَ الغائبِ
وكأسٍ عصيتُ على شربها / صُروفاً من الزمنِ الغاصبِ
فَلما رأى أنه لا يلي / نُ له بعدَها أبداً جانبي
رأى أن يسلِّمَ عقلي لها / فمِن سالبٍ وإلى سالبِ
فطافَت بها غادةٌ كاعبٌ / وأغيدُ كالغادةِ الكاعبِ
على فتيةٍ يظلمونَ الزما / نَ ولا يَنزلونَ على واجبِ
يحايدُهم فهو في جانبٍ / من الأرضِ والقومُ في جانبِ
كأنّهم أخذوا في النّدى / برأي أبي الحَسَن الكاتِبِ
فتىً لم يزل طالباً قاصداً / إلى الشكر من قاصدٍ طالبِ
أخو عَزمةٍ ترشُقُ النائبا / تِ بكلّ شهابٍ لها ثاقبِ
لقد حملت نفسُه مالَه / على خُلُق مسرفٍ غالبِ
وقد أعوزَت كلَّ من يرتجي / هِ معرفةُ الأمل الكاذبِ
مناقبُ جاء بها خلقةً / مسلَّمةً من يدِ العائبِ
أقرَّ بتصديقها ثالبوه / وما أصدقَ المدحَ من ثالبِ
وكم مرةٍ جاد لي واهباً / ويحسبُ لي منَّةَ الواهبِ
وفي الناسِ مالٌ بلا باذلٍ / كثيرٌ وحمدٌ بلا كاسبِ
خليلٌ أظلُّ إذا زارَني
خليلٌ أظلُّ إذا زارَني / كأني أُنشيه خَلقاً جديدا
إذا ما تقضَّت به لَيلَةٌ / ودِدتُ على إثرها أن يَعودا
وجُدتُ بنَفسي على حُبِّه / لعلِّي أعلِّمه أن يَجودا
تمادى بهم أمدٌ سرمد
تمادى بهم أمدٌ سرمد / وطال بنا الأمد الأبعدُ
يكون الوفاءُ عليه العفا / إذا يستجدُّ لهم مَوعدُ
وعندي إذا ظعنوا لاعجٌ / مقيمٌ مقيمٌ بهم مقعدُ
وأغيدَ يَحسُنُ فيه الهَوى / كأنَّ الهَوى مِثلُه أغيدُ
يبينُ على شفتيهِ الظما / ذُبولاً وبينَهما موردُ
ويشرقُ من قدِّهِ خدُّه / كما أزهر الغصنُ الأملدُ
وأعجبُ من صُدغه أنه / تحير به ليس يسترشدُ
فدونكمُ البابَ إني امرؤٌ / من الباب في علَّتي أقصدُ
ومع كلِّ من عادَني لوعةٌ / تبيتُ وينصرفُ العوَّدُ
وللعاذلينَ معي شيمةٌ / إذا رغبوا في هوىً أزهدُ
وأولى الورى أن يُرى مفرداً / من الناس من داؤه مفردُ
وسوداء من نكباتِ الزمان / كأن الزمانَ بها أسودُ
ركبتُ وعادلتُها بالثنا / فأجهدتُها مثلَ ما أجهدُ
إلى أحمدٍ ومتى لم يكن / يفرِّقُ ما بيننا أحمدُ
فيحسنُ إلا إلى ماله / ويستصلحُ المال مستفسدُ
أبو المجدِ والمجد لا يولدُ / أخو الجودِ والجودُ لا يوجدُ
تعالَوا أخبِّركم ما العُلى / يدٌ أتربَت من نداها يدُ
وتلك المكارمُ من مثلها / لأمثالِهِ ركبَ السؤدَدُ
وقيسر باتَ صريع المَدى / له في الدجى كالدجى ملحدُ
إذا انتشر الصبحُ أنشرته / فقام تحفُّ به الأسعدُ
فأمضيتَه ما مضى أبيضٌ / وأجريتَه ما جرى أجردُ
ليُبعدَ ما قرَّبَ المبطلون / ويدني إلى الحقِّ ما أبعدوا
وإنك لَلمرتجى المتَّقى / كما الماطرُ البارقُ المرعِدُ
إذا قلتُ لم يَجدوا حيلةً / تضاع لقولي وإن غرَّدوا
ولما انتَهى حسنُه لم يَزِد / فغنوا به مثلما أنشدُ
ستَبقى بذكركَ أخبارُه / وتُسند ما بقي المُسندُ
ولما اتَّفقنا اختلفنا الطري / قَ فأصبح كلٌّ له مقصِدُ
فها أنا للغيثِ مستنزلٌ / وها أنت للجدِّ مستصعِدُ
قطعتُ إليك على ما تَرى / ما الثقلِ تَيهاءَ لا تنفَدُ
لبيضاءَ خلقتها سوِّدَت / من الدينِ تذكر من يَشهدُ
وسوف أروّح يوم اللقا / ففي يومِه للغِنى مَولدُ
ورومية الخدِّ زنجيَّةٍ
ورومية الخدِّ زنجيَّةٍ / يلوحُ على رأسِها شاكرُه
خطبتُ فقرَّرت لي مهرَها / وكل امرئٍ شاهدٌ ذاكرُه
فلما دخلتُ تمادى المِطالُ / وطال ويا ليتَ ذا آخرُه
تعلَّقتُه مُسهِراً مُسكِراً
تعلَّقتُه مُسهِراً مُسكِراً / شَديد الخمار وما خُمِّرا
تقلَّبَ في صورةٍ صورةٍ / كما تَفعلُ الجِنُّ أو أكثَرا
فَفيما أرى غُصناً إذ أَرى / هِلالاً إلى أن أَرى جُؤذَرا
وقد صارَ تخطر في حبِّه / وساوِسُ ما خِلتُ أن تَخطُرا
فقوموا سَلوا عن سلوٍ يُبا / عُ أو استَخبروا عن كرىً يُكتَرى
هل الناسُ مِثلي وإلا فما / أشدَّ القُلوب وما أصبَرا
وصفراء تنفذُ من كأسِها / فتُبصِرُ من حولها أصفَرا
تمدُّ إذا شُعشِعَت كالهَبا / ءِ إذا كان قُدَّامها أو وَرا
وفي القَومِ من لم يكن عنده / إذا أسكرَ القومُ أن يسكَرا
سَقاني وشدَّ معي شربَهُ / فما شَدَّ من بَعدِها مِئزَرا
وبتُّ أدافعُ عنه الهوى / وأمنعُ إبليسَ أن يَحضُرا
وأذكرُ أهل الوفا والعَفا / فِ فَأحسِبُ أوَّلَهم جَعفَرا
وكم يَستذِمُّ به مالُه / فلا يَتَمالكُ أن يَغدرا
وذلك أعدلُ حُكم النَّدى / وإن كان أعدلُهُ أجوَرا
وحقُّ الندى أن يُنادي عَلَي / هِ من يَشتَري جارَنا بالبَرى
على أن يُضيِّعَ ما عِندَه / ويمنَحهُ كلَّ من أبصَرا
ولكن يَنالُكَ من فِعلهِ / إذا نَسيَ الناسُ أن يُذكَرا
فتىً مدَّ بالجودِ كِلتا يَدي / هِ فَمدُّهُما أيمناً أيسَرا
ولاحَ على فعلِه بشرهُ / فألفَيتَهُ مُزهِراً مُثمِرا
وكم فاضَ بالأدبِ المُستَفا / ضِ فأَجرى بهذا وذا أبحُرا
فزُرهُ إذا شئتَ مُستَرفِداً / لتَغنى وإن شئتَ مستنصِرا
ألا كتَبَت أبعدَ اللَهُ دارَه
ألا كتَبَت أبعدَ اللَهُ دارَه / لماذا أطالَ عَلينا سفارَه
وطالَ الكتابُ فلانَ الخطا / بُ إلى قولها هاج للقلبِ نارَه
فإن لم أكن عبدَه حلةً / فتحنو عليَّ أما كنت جارَه
وقد كان يوجبُ حقَّ الجِوا / رِ ألا يَبيتَ يُقاسي انتظارَه
فوا أسَفي أينَ ذاك اللما / مُ بِنا كلَّ وقتٍ وتلكَ الزيارَه
فقلتُ تعرَّضني دونها / رجاءٌ يبشِّرُني عن بشارَه
يبشِّرُني بالغِنى عن فتىً / أجارَ على الدهرِ حتَّى استَجارَه
ومازال ذا غَيرةٍ للعفاةِ / تكادُ تكون على القُدم غارَه
كأن الندى طافَ بين الوَرى / لينزلَ حيثُ ينالُ اختِيارَه
فسار طَويلاً فلما رآهُ / قرَّ فأمسَت يداهُ قرارَه
أَقامَ على خُلقٍ واحِدٍ / من الناسِ والجود طوراً وتارَه
فليسَ يزالُ الندى شأنَه / وليسَ تزالُ المعالي شعارَه
وكم جَحفلٍ لجِبٍ قادَه / إلى جَحفلٍ وغُبارٍ أثارَه
وخيلٍ لفرسانِها في الحرو / بِ مدرَّبةٍ قرحٍ لا مِهارَه
رَماها بيَومٍ تَرى النقع فيه / يسود في كل يومٍ نهارَه
وأقبلَ مُشتَهراً نحوَها / بحيثُ يخافُ الجبانُ اشتهارَه
يضيفُ الوحوشَ بفرسانِها / كأن على كلِّ طرفٍ جزارَه
أضافَ العفاة ولاقى الكماةَ / فأَفنى عِداهُ وأفنى عشارَه
معالٍ تَراها إذا عُدِّدت / على الناسِ تُنسي الفخور افتِخارَه
لئِن قصَّر الشِّعرُ عن وَصفِها / لقد أسمَع الثقلين اعتِذارَه
أبا حسنٍ ربَّ شِعرٍ أطلت / وإن قيل إني اعتَمَدتُ اختِصارَه
إذا ما معانيهِ طالَت فما / يضرُّك إلا تطول العبارَه
إذا النِّعمُ السابِغاتُ التي
إذا النِّعمُ السابِغاتُ التي / عددت مع الناسِ في شُكرِها
غدوتُ إليكَ على حالةٍ / تَراها فتنظرُ في أمرِها
أبيتُ أُصبِّرها جاهداً / وقد تَستجيبُ إلى صَبرِها
وها قصَّتي قد تبيَّنتها / فلو شئتَ وقَّعتَ في ظهرِها
مَضى الجودُ حى لَقد صار يُنكر
مَضى الجودُ حى لَقد صار يُنكر / وأصبحَ يُنسى كما كانَ يُذكر
وأخشَى من الأرضِ تُعدي السما / فإن فعلَت خلتُ أن ليسَ تَمطر
وأنِّي كأنِّي أرَى المكرُماتِ / مَناماً ولكنَّه قد تَفَسر
ولاحَت تَباشيرُه من نَدى / أبي طالبٍ حمزةَ بن المُطهر
سأقطعُ من حيثُ ما أبتَدي / وأختصرُ القولَ والصمتُ أخصر
وذلك أني إذا ما وصفتُ / وأكثرتُ كانَ الذي فيكَ أكثر
إذا افتخرَ الناسُ يومَ الندى
إذا افتخرَ الناسُ يومَ الندى / بأن يَرشَحوا وبأن يَقطروا
جَرى ما لَو اعتَرضوا جرَّهم / فكانَ نَدى جَعفرٍ جَعفَرُ
ليهنِكَ ماضٍ ومُستَقبلٌ / وآخرُ بينَهما يحضُرُ
فبالسعدِ صُمتَ وفيهِ تُتِم / مُ عَلى ما مَضى وبِه تُفطِرُ
كأنَّك سَمعُ الندى إن أَصا / خَ وناظِره عِندما يَنظُرُ
سَأذكرُ ما أنا فيه وما
سَأذكرُ ما أنا فيه وما / لقيتُ وأشرَحه ذاكِرا
ولو لَم أكُن شاعراً لاستَعَن / تُ عَلى وَصفِ ما حلَّ بي شاعِرا
وقد كنتُ أسبَلتُ من قبلِ ذا / كَ دَمعي علَى عَدَمي سايِرا
إلى أن أتى الشهرُ شَهرُ الصِّيا / مِ فأبرزَه وابتَدا ناشِرا
وصارَت لَياليهِ أيامُه / أبيتُ به صائِماً ساهِرا
وأُنسيتُ أهلَ الندى والعُلى / ومَن يذكرُ الزمنَ الغابِرا
وقلتُ نسيتُم بَقاياهُم / فأذكرَني منهم جابِرا
فتىً ورَّثَ المجدَ آباءهُ / وقد يَرثُ الأوَّلُ الآخِرا
وكم سَحبوا من ثيابِ العُلى / ومن طَرزِها الفاخِر الفاخِرا
وقد نَزلوا في محلِّ السِّماكِ / علواً حَكوا نَوأهُ الماطِرا
ودلَّت ولايَتُه الطاهِري / نَ أنَّ له مَولِداً طاهِرا
وإنِّي لأَرثي لصَرفِ الزما
وإنِّي لأَرثي لصَرفِ الزما / نِ وأرحمُ نائِبَة الأدهُرِ
إذا طَرَقاني وجَدواكَ لي / أمَا سَمِعا بِأبي المُنذرِ
بمَن لا يَرى أن يَرى مُعسِراً / ولو كان في حالَةِ المُعسِرِ
ومن لم يَكُن جُودُه ناشِرا / محاسنَه عَنه لم يُنشَرِ
تأمَّل تَر الشمسَ عند الغُرو
تأمَّل تَر الشمسَ عند الغُرو / بِ وقَد يَطلعُ القمرُ الزاهِرُ
محبّاً رأى وَجه مَحبوبِهِ / فماتَ وتابعَهُ الآخَرُ
ألمَّ فأذكَرَهُ ما نَسي
ألمَّ فأذكَرَهُ ما نَسي / خَيالُكَ في غَسقِ الحِندِسِ
وأصبَحَ يَطمعُ في عَودِه / بوَصلٍ من القاطِع المُؤيِسِ
وحمراءَ مُجبرةٍ للعقولِ / على أن تُطيعَ هَوى الأنفُسِ
ببَيتٍ يطوفُ بِها مَن نَبي / تُ كأنا بِأجفانِهِ نَحتَسي
أتانا بِها وأتى خَدُّه / بأشرقَ مِن لونِها مُكتَسي
وجاءَت لواحظُه بالسِّها / مِ ووافَت حَواجِبُهُ بالقِسي
يُسيءُ فإن لم أُقِم عُذرَهُ / عَلى ما تَخيَّر كنتُ المُسي
أرَى روضةً من رياضِ الحُزو / نِ مُفَصَّلةَ النورِ بالسُّندسِ
لِعزِّ الخُدودِ وصَونِ العُيو / نِ تَعللتُ بالوَردِ والنرجِسِ
فأجمحُ خيلِ الهَوى مَركَبي / وأخشَنُ أثوابِهِ مَلبَسي
وفي عَزَماتي زنادُ النوى / ولكنَّها بعدُ لم تُقبَسِ
لأَشتَغِلنَّ بها أو تُظنَّ / عَزائِم عيسى بنُ نَسطورُسِ
فتىً يُستَدلُّ بليلِ المِدا / دِ عَلى صُبحِ ألفاظِه المُشمِسِ
أخو همَّةٍ فتكَت بالنجومِ / وخصَّت بفَتكتها مَبخَسي
فإِمَّا تَناهى إلَيهِ الثنا / فقل للمُجِدِّ بهِ أحبِسِ
كذلكَ مِن شأنِه أن يَكو / نَ وَقفاً عَلى الأنفَسِ الأنفَسِ
ألم يَكُ داعي النوى أخرَساً / ففَهَّمَنا دَعوةَ الأخرَسِ
أحقُّ امرئٍ أجلسَته العُلى / ليَفعلَ أمرينِ في مجلِسِ
أقولُ عَلى غَفلةٍ للزَّما / نِ وإلا فعَهدي بهِ مُبلسي
أذا المجد ما بالُ جدي أرا / هُ إذا ما جَددتُ بهِ مُتعِسي
ومازلتُ قبلكَ أهدي القَري / ضَ إلى كلِّ مرزِئةٍ موكسِ
وكانَ يُسامُ بزُهرِ النجومِ / فأصبحَ يُعرَضُ بالأفلُسِ
على كلِّ ذي راحةٍ تَشتكي / إذا استُرفِدَت وجعَ النقرسِ
فربَّتما غلطَ الدهرُ لي / من الناسِ بالباذلِ المُفلسِ
هُو الحبُّ يَصنعُ ما يَصنعُ
هُو الحبُّ يَصنعُ ما يَصنعُ / فهَل لكَ في سَلوةٍ مَطمَعُ
وما بخلَت مقلةٌ شاقَها / تجودُ عليكَ ولا تمنَعُ
وأحسنُ ما مَلكَت سقمَها / وأنتَ لذلكَ مُستَودَعُ
أوجدٌ عليهم ولا سَلوَةٌ / ولَومٌ عَليكَ ولا مسمَعُ
وسُقمٌ يُقامُ له في الأَنا / مِ من كلِّ ذي سقمٍ إصبَعُ
ومُستَمتِعٍ بالكَرى طرفُهُ / غلطتُ بِه اليومَ مُستَمتِعُ
لَه مِن سَوادِ قُلوب الرِّجا / لِ وأعيُنِها في الهَوى مَوضِعُ
فللخَمر من ريقهِ مَشرَبٌ / ولِلبدرِ مِن وجهِهِ مطلعُ
وكلٌّ وإن كرِهَ الحاسِدو / نَ منَّا لصاحِبه أطوَعُ
تفلَّلَ سيفُ النوى بَينَنا / لطولِ الضرابِ فَما يَقطَعُ
وإن رامَها ملكٌ قبلَهُ / سعَت لي إلى قَلبهِ تَشفَعُ
يَلجُّ المحبُّونَ في ذَمِّها / وإني بحبِّ الهَوى مولَعُ
أرحتُ القَوافي إلى مَدحِها / لما باتَ يَعشَقُها يوشَعُ
يحمِّلُها وُسعَ أَخلاقِه / وما لَم يُطق حمله أوسَعُ
فتىً وجَدَ الحمدَ سُبلاً لَه / فأَصبَحَ في نَهجِها يشرَعُ
يضيِّعُ ما حفِظَ الباخِلو / نَ ويَحفظُ للحمدِ ما ضَيَّعوا
ويُدركُ شأوَهُم واقِفاً / ويَهجَعُ من حيثُ لَم يَهجَعوا
وكيفَ تُزعزِعُه النائِبا / تُ وفي صَدرِه جَبلٌ أفرَعُ
وفي راحتَيهِ وفي مُقلَتي / وإن لَم يسَع ماءَها مشرَعُ
أبا فرجٍ والعُلى حرَّةٌ / وبالجودِ بينَ الوَرى تخدَعُ
هوَ الدَّهرُ وهيَ تصاريفُه / وما في سِواكَ لها مَدفَعُ
رأيتُكَ ذا شَغفٍ بالعُلى / وفي دونِ ما نلتَه مقنَعُ
إلى كَم تلامُ فَلا تَرعَوي / وحتَّامَ تُلحَى فَما تسمَعُ
ألَيسَ المفرَّقُ بينَ الوَرى / من المجدِ عندكَ مُستَجمَعُ
جَنى ما جَنى وانصَرَف
جَنى ما جَنى وانصَرَف / وأنكرَ ثمَّ اعترَف
وظنَّ بأنَّ القِصا / صَ يَمنَعُ منه التَّرَف
وعندكَ مِن طَرفِهِ / وممَّا جَناه طَرَف
فسَل صُدغَه لِم بَدا / ولمَّا بَدا لِم وَقَف
وكانَ عَلى أنَّه / يَجوزُ المَدى فانعَطَف
وأَلا سَعى سَعيَهُ / فأنصَفَنا وانتَصَف
ودَهرٌ عَلا سِنُّه / فبانَ علَيه الخَرَف
مَضى بطِباع النَّدى / فلم يُبقِ إلا الكُلَف
ولَو لَم تَكُن لَم يكُن / لها خَلفٌ يا خَلَف
فَلما دَعَتني صُروفُ الزَّما
فَلما دَعَتني صُروفُ الزَّما / نِ إلَيهِ دَعَتني إِلى صَرفِها
وكلٌّ سِواهُ عَلى قَولِها / يَقولُ وينظُرُ مِن طَرفِها
إِذا ابنُ عَلِيٍّ تَولَّى العُلى / تولَّى المُغالونَ في وَصفِها
أتَسقي جُفونَكَ كأسَ الهَوى
أتَسقي جُفونَكَ كأسَ الهَوى / وتَمنعُ سكرانَها أَن يفيقا
وكنتُ شَفيقاً عَلَى عَبرَتي / فلمَّا جرَت كنتُ مِنها شَفيقا
فَرأيك في مُهجَةٍ لَم تَدَع / لِغَيرِ الحِمامِ إِلَيها طَريقا
فإِن كانَ لا بُدَّ مِن قَتلَتي / فَقُدني إِلى المَوتِ قَوداً رَفيقا
أَراضِيَةٌ أَنتِ إِن شَفَّهُ
أَراضِيَةٌ أَنتِ إِن شَفَّهُ / هَواكِ وساخِطَةٌ إِن سَلا
وَأنتِ بَعَثتِ لَهُ سَلوَةً / تَسُلُّ الهَوى أَوَّلاً أَوَّلا
غَداةَ صدَدتِ فعلَّمتِه / وما كانَ ظَنُّكِ أَن يَفعَلا
فَدومي يَدُم أَو فَعودي يَعُد / فَقَد عَزَم الحبُّ أَن يَعدِلا
إِذا ما ظَمئتُ إلى ريقِه
إِذا ما ظَمئتُ إلى ريقِه / جعلتُ المُدامةَ منه بَديلا
وأَين المُدامَةُ مِن ريقِه / ولكِن أعلِّلُ قلباً عَليلا
هي الشمسُ مسكنُها في السَّماء
هي الشمسُ مسكنُها في السَّماء / فعزِّ الفؤادَ عَزاء جَميلا
فلَن تَستطيعَ إليها طُلوعاً / ولن تستطيعَ إليكَ النُّزولا