القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حسن الطّويراني الكل
المجموع : 33
إلهي تقضَّى شَبابي وَعُمري
إلهي تقضَّى شَبابي وَعُمري / بِذَنب وَعَيبٍ وَجُرم ووزر
قطعت الليالي غروراً وَلَهواً / فَعادَت خَيالاً فَيا لَيت شعري
أَرى المَوت يُدني بَعيد الحَياة / وَيَطوي مكرّاً لِأَسباب نَشري
أَراني غَريباً طَريقي طَويلٌ / مهولٌ وَزادي قَليل وَأَجري
وَقدما اجتليت المَنايا أَمان / وَذُقت الغُرور كَمسموم خمر
تَقضّى صفاها فَلم يَبقَ إِلا / أَليم المَعاصي وَقَد عَزّ عُذري
إلهي أَخاف النكال الشَديد / وَأَخشى جَحيماً لعلمي بصبري
وَأَنتَ الرَحيم وَأَنتَ الرؤف / وَأَنتَ الغَني وُجودك ذُخري
وَقَد كانَ مني الَّذي كان جَهلاً / وَقَد جئت أَرجو وَأَسلمت أَمري
تغربت في الأَرض حَتّى
تغربت في الأَرض حَتّى / رَأَيت لسيري قرارا
وعايشت فيه رِجالاً / بخمر الأَماني سكارى
فَلو طلعت عليهم / لَوليت مِنهُم فَرارا
تبدّى الصَفاءُ وَطاب الأَريجْ
تبدّى الصَفاءُ وَطاب الأَريجْ / وَغَنى الحمام وَراقَت مُروجْ
تَأمّل خَليلي لصفو السَماء / وَحسن الجِنان البَهيّ البَهيج
سَماء تَسير بِها الزُهر سَيراً / كدوٍّ تَهادى عَلَيهِ الحدوج
كَأَن الدَراري سَفينٌ تَهادى / كَأن الظَلام بحار تَموج
كَأَن المجرّة سَيف صَقيل / نَضاه الغُروب لحرب الزُنوج
كَأَن الثريا عَلى نهرها / نَدامى تَنادوا براح مَزيج
تبدّت سِوى الشَمس زُهر النُجوم / كَجَيش الخديو يَصون البُروج
مَليك وَكُل الرَعايا عَبيد / ذُكاءٌ وَكُل البَرايا بُروج
حبى العَدل حَتّى غَدا الظُلم مَيتاً / تقيم التَهاني عَلَيهِ الضَجيج
أَنام العُيون بِمهد الأَماني / وَعمّ العُموم بِفَيض نَجيج
لَياليه خالٌ بخد الزَمان / وَأَيامه الغرّ خضرُ الفجوج
فَيا كم تَأنّّى إِلى أَن تهنّى / بِما قَد تمنى زَمانٌ لَجوج
وَطاف البِلاد لخير العباد / فَعاد وَسُوق المَعالي تَروج
فَلا زالَ بَدراً يُنير اللَيالي / وَشَمس النَهارِ بعدل بَليج
فَيا مصر تيهي عَلى كُل مَصر / بعز العَزيز الرَحيب الرتوج
لَقَد سارَ غَيثاً فَأَروى محولا / وَأَروى قُلوباً شجاها الأَجيج
وَعاد فَقال الهَنا أَرّخوا / قُدوم الخديوي سَرور بَهيج
معالي الرِجال إِليكِ البشارهْ
معالي الرِجال إِليكِ البشارهْ / رجال المعالي ولاة الإِدارهْ
فهذي الأَماني وفت بالتهاني / وحلو التداني أَزال المراره
فقرّت عُيون بما أَبصرته / وَقرّت قُلوب على استطاره
وَفرّق شمل الطغاة البغاة / فجمَّع شمل كرام النظاره
وَعزز أنس الديار اعتزازٌ / فشرّف داراً وَأَعلى مناره
فَبشراك يا مصر بالنصر سودي / بيمن المعالي وحسن الحضاره
فَتوفيق مَولاك بالفتح وافى / حماه المعزز ووالى انتصاره
وَزان الرياسة حرّ شَريفٌ / جَليل السجايا أَصيل الإِماره
فَقل لليالي الهَنا أَرّخي / فَحقّاً شَريف رَئيس الوزاره
يا لَودّي وَالَّذي أَمضى النَوى
يا لَودّي وَالَّذي أَمضى النَوى / بَينَنا رغماً عَن الحَزم الأَشدّْ
وَالَّذي أَبلى شؤون العين بال / مرسلات وَالفؤادَ بالكمدْ
ما وَجدتُ عَنكُم من بدل / وَسلوا القَلبَ ليدري ما وَجد
ما شربت الراحَ إِلّا مزجها / من غروب مالها إِن تجر مدّ
ما تسلت مهجتي عَن حُبكم / بحبيبٍ زانَهُ حُسنُ الغيد
لا وَلا عاينت بَدراً في سَما / مثلكم إِلا اِبتَدى شَوقي وَجدّ
لا وَلا ماست بِرَوضٍ أَغصُنٌ / تَزدَهي إِلا تخيل منكَ قَد
حَسبي اللَه عَلى هَذا النَوى / ما الَّذي أَبلغه هذا الأَمد
حَبيبي إِلى كَم تُداني الأَعادي
حَبيبي إِلى كَم تُداني الأَعادي / وَتُقصي مُحبّاً بِطُول البِعادِ
وَما الصَفوُ إِلا مدامٌ وَوَصلٌ / مدامٌ وَساقٍ نَديمٌ وَنادِ
لَدى رَوضِ أُنسٍ بسوم الزُهور / تَباكَت عَلَيهِ عُيونُ الغَوادي
سها الدَهرُ عَنهُ لرب الأَماني / وَقَد نامَ فيهِ عُيونُ العَوادي
وَتلك الغُصون بدت راقصاتٍ / وَهَذي الطُيور غَدَت كَالشَوادي
يَسبِّحنَ ربّاً عَظيماً براها / وَتُبدي الرَسيسَ رَسيسَ الفُؤاد
رَعى اللَهُ هَذا اللقا وَالتَداني / لنَنسى التَنائي وَيَحلو التَنادي
وَيَخطرَ هَذا القوامُ بتيهٍ / وَتَحكُمَ بيضٌ سَمت بِالسَواد
فَخلقٌ جَميلٌ وَخَلقٌ لَطيفٌ / وَنُطقٌ وَدودٌ وَقَلبٌ كَعادي
لَهُ اللَه من ذي دَلالٍ وَعجبٍ / بَغيُّ الغَرام قَضى في رشادي
وَحيَّى بِفيه وَما فيهِ خَمرٌ / فَأَسكر لُبّي بنيل المراد
وَلمّا تجلّى تَوسَّمتُ مِنهُ / جَمالاً كَبدرٍ إِلى الأنس هادي
فَبتنا بِلَيلٍ هنيءٍ وَأُنسٍ / وَبات العَذولُ حَليفَ السهاد
شُعورُك فَوق بَياض الجَبين
شُعورُك فَوق بَياض الجَبين / صَباحٌ وَلَيلٌ يُطوّلُ وَجدي
وَخالُك فَوق احمِرار الخُدود / خويدمُ يَحرسُ جَنّاتِ وَردِ
وَدلُّك يَقضي بذلِّ اعتزازي / وَتيهُكَ يَرضى انتهاكي وَجَهدي
فَباللَهِ قُل لي بِأَيةِ حُكمٍ / تُحرّمُ وُدِّي وَتَقصدُ صَدّي
تَركتَ فُؤادي مُعَنَّىً جَواداً / وَفي العَين أَجريتَ وَكّافَ جُودي
وَهَذا وِدادي وَهَذا اشتياقي / وَهَذا جَفاكَ بِإخلاف عَهدي
تَقلدْ حَبيبي بسيفِ النعسْ
تَقلدْ حَبيبي بسيفِ النعسْ / وَإلا اعتقل لي بهذا الميسْ
وَما شئتَ فَافعل بقلبٍ هَوى / فَما حبُّ صبٍّ لهذا ابتأس
وَلَكن تفضّل وَقل ما جَزا / فُؤادي إِذا كانَ طَرفي اختلس
بلحظٍ كحيلٍ وَقدٍّ رَشيقْ
بلحظٍ كحيلٍ وَقدٍّ رَشيقْ / فُؤادي طَعينٌ وَقَلبي رَشيقْ
رَقيقَ الكَلامِ رَقيقَ الفؤادِ / تَدارك رَقيقاً غَدا كَالرَقيقْ
وَجُد بالرحيق الشَهيِّ العَتيق / ليَشفي عضالي وَيُطفي حَريق
وَقرّب مَزاري وَقرّر قَراري / وَيَكفيك هَذا الجَفا يا صَديق
أَرى الجسمَ أَمسى عَليلاً نَحيلا
أَرى الجسمَ أَمسى عَليلاً نَحيلا / وَأَصبَح صَبري قَليلاً بَخيلا
وَجفني رَسولاً وَقلبي مجيباً / وَحبُّك يَرضى افتضاحي سَبيلا
وَقَد كُنت خال وَقَد كانَ حالي / سِوى ما تَراه بِأُنسي كَفيلا
رَعى اللَه دَهراً تَقضّى بلومي / محباً كَئيباً وَصَبّاً ذَليلا
إِلى أَن دَهَتني صُروف اللَيالي / وَأَلفى الهَوى للفؤاد الوصولا
وَقَفنا لننظرْ لحُسنٍ بهيّْ
وَقَفنا لننظرْ لحُسنٍ بهيّْ / وَلَحظٍ كَحيلٍ وَقَدٍّ شهيّْ
وَوَجهٍ مُنيرٍ وَشَعرٍ رَسيلٍ / كبدرٍ مضيءٍ وَليلٍ دجيّ
وَثغرٍ أَنيقٍ كدرّ نَسيق / برمزٍ مريبٍ وَلثمٍ خفيّ
وَفي القَلب وَجدٌ وفي العَين سهدٌ / نُرَجّي وَصالَ الخَليل الخليّ
أَشارَت الينا ببعضِ السلام / وَقالت حَبيبي حَبيبي إِليّ
وَمالت فَملنا لضمٍّ ولثمٍ / وَحيّت فَأَحيت فيا قَلب حيّ
وَبتنا بليل وَلا كل لَيل / نَغيظ العذول وَنُرضي الحميّ
رَماني زَماني بحبِّ الملاحْ
رَماني زَماني بحبِّ الملاحْ / فلم يشك مني عُيوناً شحاحْ
تَقضّى الشَبابُ فملّت كعابٌ / وَعيف الشَرابُ الهنيّ المباح
وَكُنّا نَزِين الدُمَى وَالنَدامَى / بِإنصاف جدّ وَحلو المزاح
غَنمنا التصابي بمُردٍ حسانٍ / وَنلنا الغَواني ذوات الوشاح
وَكُنا نُرَجّي امتدادَ الليالي / فصرنا نُرجّي اقترابَ الصَباح
أَمن بعد خمس وَعشرين وَلّت / نُرجّي ارتياحاً وَنَلهو براح
فودّع غرورَ الهَوى وَالتَصابي / وَبلّغ وَداعي الوُجوهَ الصِباح
حلالي افتضاحي وَخلعُ العذارْ
حلالي افتضاحي وَخلعُ العذارْ / عَلى رَشفِ ظَلْمٍ وَلَثمِ العذارْ
وفي الخزِّ تهتزُّ أَغصانُ دلٍّ / تُحاكي ارتجاجَ وَشيحٍ وَغار
وَنَحنُ هَنِئنا بصفوِ التَداني / وَصَوتِ الأَغاني وَكَأسِ العُقار
فَساقٍ صبيحٌ بلَفظٍ وَلَحظٍ / يُثنِّي الحُمَيّا وَيُبدي المَسار
وَحبٌّ موافٍ وَدَهرٌ مصافٍ / وَإِقبالُ أُنسٍ وَقُربُ المَزار
وَعِينٌ كِحالُ العُيونِ سُكارى / صُحاةٌ عِزازٌ ذَواتُ انكسار
رَمانيَ مِنها غَريرٌ عَزيزٌ / لَهُ من طِباع الظِباءِ النَّفار
عَلى وَجنَتيهِ رِياضُ الجَمال / وَمِن فَوقَها ماءٌ مِنَ البشرِ جار
وَقامَ عَلَيها من الخالِ داعٍ / يُنادي القُلوبَ هلموا لنار
لذاكَ تَراني إِذا ما تَبدّى / أَرى جُلَّ ناري مِنَ الجُلَّنار
وَأَنَّى تَثنَّى فَحَدْقُ العُيونِ / صُروحٌ وَدَمعي جُمانُ النثار
وَيَزداد حالي عَلَيهِ اشتهارا / وَوَجديَ إِن مرّ في استتار
وَقَد كانَ سكري براحٍ فَثنَّى / بظَلْمٍ فما لي وَما للوقار
فَيا حبّذا جرُّ ذيلِ التصابي / وَأُنسِ الشَباب بدار وَجار
تمتّع بغنمِ اللقا وَانتهزه / فإنَّ ليالي التلاقي قِصار
دُموعي غِطائي وَوَجدي فِراشي
دُموعي غِطائي وَوَجدي فِراشي / فَمِن أَينَ تَرجو حَبيبي انتعاشي
أَبِيتُ اللَيالي تضجُّ النجومُ / وَأُصبحُ وَالصبحُ بالهمّ غاشي
وَكَم ذا أَنوحُ وَلم يُجدِ نَوحٌ / وَأَكتمُ وَالحالُ بالسرّ فاشي
أَهذي شؤونُ المحبين جَمعاً / وَإِلا خُصِصتُ بهذا التَلاشي
أَكفُّ النَسيمِ بدرِّ الرذاذ
أَكفُّ النَسيمِ بدرِّ الرذاذ / يُحيِّي صَباحاً أَزاهرَ وَردِ
أَم الكَأسُ جال عَلَيها حَبابٌ / فراقت لعيني وَطابَت لوردي
سَعى نَحوي يهوي بذياك ساقي / شَقيقيّ خدّ وَشيجيّ قَدِّ
عَزيز يَهون عَلَيهِ افتضاحي / وَفيهِ جحيمي وَجَنّاتُ خلدي
شَربنا وَغَنّى فَأَغنى عُيوني / بحسنٍ وَأغنى فؤادي بودّ
شربنا عَلى الخَدّ وَالظل ضافٍ / عَلى الماء صافٍ عَلى الزَهر يندي
وَنلنا الأَماني بكلِّ التَهاني / وَعاد الزَمان مجيباً لقصدي
فمَن مخبرٌ عاذلي بالذي / أَباح الحَبيبُ ووَفَّى بوعدي
وَكَأسٍ شَربنا عَلى رَوضةٍ
وَكَأسٍ شَربنا عَلى رَوضةٍ / مِن الخَمر تحكي مذابَ الوَرسْ
وَللورد خدٌّ بِهِ حمرةٌ / وَللغصنِ قَدٌّ زَهى بِالميس
يَقول النَسيمُ بلطف صِلوا / زَمان التَهاني وَحُبِّ الخلس
فَقُلت صدقتَ وَلا غرو ذا / فَإِنّ النَسيمَ زَكيّ النَفس
حَنيني لمصر وَسكانِها
حَنيني لمصر وَسكانِها / حَنين القماري لأوكانها
فَوجدي مديدٌ عَلى آلها / وَشَوقي طَويل لندمانها
ديارٌ بِها علّمتني الهَوى / عُيونٌ سَبَتني بِأَجفانها
فَكَم لي بها غادة رودة / يَهيج اشتياقي على شانها
وَكَم أَغيد حسنُه مفردٌ / يَردّ الغَواني بِأَحزانها
هلموا إليها بحكم الهَوى / وَحُكم الحُميّا وَإخوانها
كُلُّ شَيءٍ قَد مَضى أَحسنُه
كُلُّ شَيءٍ قَد مَضى أَحسنُه / وَالليالي ذهبت بالأطيبِ
وَزَمانٌ صار شيخاً هرماً / لَيسَ يَلهو مثل ما كانَ صبي
فَاِرتَضِ الأَيامَ في أَحكامِها / إِنّ من غالب يَوماً يُغلَبِ
ما بقي من لذة ما يُصطفَى / غَير شغل بفنون الأَدب
لذيذ المبادي غصيصُ الخواتي
لذيذ المبادي غصيصُ الخواتي / مِ ذكرُ الهَوى بَعد فَوتِ الشَبابِ
وَمرَأىً قَريبٌ وَنيلٌ بعيدٌ / وَفاءُ الحَبيبِ وَودُّ الصحابِ
وَلم أَر أَجرَى إِلى الدمع حُزناً / وَأَشجى إِلى القَلب بعد اكتئاب
من البعد حتّى تذل النُفوس / فَتعتاض بالقرب لثمَ الكتاب
رَحيل النُفوس بركب النَفَسْ
رَحيل النُفوس بركب النَفَسْ / رَحيل جلِيٌّ وَإِن لَم يُحَسْ
وَسفْنُ الأَماني وَإِن قَد جرت / ببحر المحال ستلقى اليبس
وَيَبدو لعين اليقين الخفا / من الدَهر وَالأَمر مهما التبس
وَتعلم أَنْ ما تَرى باطِلاً / إِذا ما انتبهت وَجيب الغلس
فَيا قائماً بِالهَوى آملاً / سِواك كَبيرٌ بيأس جلس
فَبادر إِلى الجدّ وَالهَزلَ دَع / فَإِنّ الزَمان سِواك افترس

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025