المجموع : 5
عَلى المأزمين حبست الركابا
عَلى المأزمين حبست الركابا / مذيلا من العين قلبا مذابا
وما انا ممن شجته الديار / اذا الذاريات كستها الثيابا
ولست بمن اوهنته الخطوب / فيوشك ان لا يطيق الخطابا
وهل أَنا الا عصي الدموع / ابى ان تصوب ولو سيم صابا
بَلى ذللت ادمعي نكبة / بها اشتعل الراس شيبا فشابا
غداة طغى في عراص الطفوف / دم اوجس الكون منه انقلابا
دم حرمت سفكه الصابئون / ولكن اباحته حرب الحرابا
بيوم تألبت الصافنات / تقل الى الروع اسدا غضابا
اذا انبعثت يسبكر القتام / فتنسج للشمس منها نقابا
ولما ابوا غير سفك الدماء / وَباءوا بغيضهم حيث آبا
اطل عليهم باسد العرين / تشق القلوب وتفري الرقابا
ودمدم ثمة ثبت الجنان / فمزق بالبرق منها السحابا
وَشمر للحرب عبل الذراع / فضيق رعبا عليها الرحابا
كأَني به ماثلا بالحسام / لاهوت قدس يقل الشهابا
او الليث شد على سابح / يخوض من الدم بحرا عبابا
ولما دَعاه اليه القضاء / لبى بحيث القضا منه لابا
وخر كليما ذبيح الخَليل / تَغتصب النفس منه اِغتصابا
فَلَهفي لعينيه نحو الخيام / ينقلب الطرف منها انقلابا
وَلِلَّه رأَسك يا ابن النَبي / يعلى على الرمح يتلو الكتابا
وَلِلَّه سبيك فوق المطي / لها العيس ترغو اسى واكتئابا
حواسر من فوق عجف النياق / تجوب الهضاب وتطوي الشعابا
اذا ما استغشن باسد العرين / سمعن صليل السياط الجوابا
ولم انس زينب اذ تَستَغيث / ابا الفضل يا كهف عزي المهابا
وَيا ليث قومي اذا الخطب ناب / وكشرت الحرب سنا ونابا
اتتركني نصب عين العدو / تنتهب القوم رحلي انتهابا
وقد خلت خيمك يأبى العتاب / فوا ضيعتي أذ أفيك العتابا
فَلِلَّه شيمة ذاك الطعين / يضطرب الجسم منه اضطرابا
وَلِلَّه مقولها اذ تَقول / ينشعب القلب منه انشعابا
عذرتك يا ابن ابي فالحميم / بكفيه يحمي اذا الخطب نابا
فشلت اكف علوج برت / يمينك اذ يسلبوني النقابا
وَذابَ حديد عمود رماك / واخطأ سهم حشاك اصابا
بمن صات ناعيك هلا درى
بمن صات ناعيك هلا درى / بفرق العلى وبفيه الثرى
اصات بنعيك لا بل اشاط / بنفسي فَسالَت دما احمرا
نعى بك ناعيك نجما اضا / ء وبرقا تألق زندا ورى
نعى بك ناعيك غيثا همى / وَبحبها تدفق سيلا جرى
نعى للوَرى بك نفس الحياة / وهل انت الا حياة الوَرى
نعى بك ناعيك زاد المقل / فكان المقل وان اكثرا
نعى بك ناعيك ضوء الصباح / فَصلى عليك وما كبرا
واذن بالعير ذاك النعي / فعاد النَفير اجب القرا
نعى بك ناعيك جون السحاب / فصك انعقادا وما امطرا
اهل مني الناس بالاشهبين / فما ان تغاث ولن تعصرا
لصك برزئك كف المصاب / جبين الهدى فكبا للثرى
ورزؤك مِمّا يشيب الرؤس / فَلَو كانَ في صخرة اثرا
وَحطك ام حط من هاشم / وَبطحائها العز وَالمفخرا
وَسير نحوي جيش الهموم / فاورد امرا وما اصدرا
وَبهجني قبل فيك البَشير / فاورق عودي وما اثمرا
واودت به لفحات السموم / فعاد هشيما كما قد ترى
فَما بال حظي ذاك المشوم / فبينا يرى مقبلا ادبرا
لَقَد غسلوك بماء السماء / وَقَد كنت من مائه اطهرا
وقد عقدوا من عليك الردا / فحل الحبى منك سامى الذرى
وانت ومن انت انت الَّذي / تزمل بالحمد وادثرا
وقد مهدوا لك وجه الحضيض به / انف المجد ان تقبرا
فقبرك اما سواد العيون / واما سويدا الحشى لا الثرى
وما انكر الموت اني اخاف / عليه نكيرا ولا منكرا
ولكنه حسنات الزَمان / يغطي بها فعله المنكرا
ابى او يبوء بذاك الشَنيع / فاعيت مساويه ان تسترا
وهب انه مساء وهو المسيء / ولا يعرف السوء مستنكرا
فان بحسبي هَذا الاغر / فَتى يملأ الدست والمنبرا
سَرى عجلا لهما صالح / وَناقته الجود اتى سرى
لعمر العلى لهو ذاك الَّذي / يريك وعمرو العلى جعفرا
فما ذكر المجد الا اراك / تجملة افعاله المصدرا
انامله قل بها عشرة / سحائب لا سبعة ابحرا
وَللبحر جزر اذا قيل مد / وَحاشا اياديه ان تجزرا
اذا مر قلت نسيم الصباح / ذلاذله تحمل العنبرا
وَمَهما تكلم وهو البَليغ / وابلغ منه جَميع القرى
فمن نثره فالتقط لؤلؤا / ومن نظمه الدر والجوهرا
لَقَد حدثتَني بنات الخَيال / حديثا وما كان بالمفترى
اليه وشيكا تصير الامور / فمن شاء قدم او اخرا
فجهلا قانص المكرمات / امامك لا ترجع القهقري
فما الدر الا باصدافه / وَما الصيد الا بجوف الفرا
أثعبان فرعون خان العهود
أثعبان فرعون خان العهود / وكنت اظنك ثعبانه
اذا لم تكن لي معينا عليه / فانك تصبح هامانه
إلام تجور على الواله
إلام تجور على الواله / أعيذك باللَه من حاله
يدا بيد مر فيك العذول / فَيا لشماتة عذاله
إلام تجور على الواله
إلام تجور على الواله / فدعه ينوء باثقاله
بحال ترق له العاذلون / اعيذك باللَه من حاله
يدا بيد مر فيك العذول / فادرك غاية آماله
يغامز الحاظه شامتا / فَيا لشماتة عذاله