القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 5
تبسم كالبرق لما ائتلق
تبسم كالبرق لما ائتلق / رشاً خاتل القلب حتى اعتلق
ولاح لنا مرسلاً شعره / فكان الضياء وكان الغسق
كأن سنا نوره صارم / أصيب الصباح به فانفلق
فما حاك من شعره مطرفاً / من الليل إلا وفيه انخرق
بدا والثريا بأفق السماح / كعنقود فاكهة في طبق
فاخجل بدر السما وجهه / فذا الطل راشح ذاك العرق
وحن سهيل إلى وجنتيه / فها هو في الأفق رهن القلق
يجور النطاق على خصره / فها هو منذعر المتنطق
بخديه روض زها زهره / لما قد سقته القلوب العلق
أقام به خاله حارسا / يذود عن الزهر سرح الحدق
فصنه بهذين هب أنه / صلى نار خديك حتى احترق
فقد ماج ماء الصبا فيهما / ألم تخش أن يعتريه الغرق
رشا خمر السكر من صدغه / هما علماني عطف النسق
فبت ومن ريقه خمرتي / ولم أحتس كاس ساقٍ دهق
إذ الزق طير أفراخه / كؤوساً بكف الندامى تزق
ولم أسأم الراح لكنني / تركت الرقيق بأخذ الأرق
سقى بقعة الكرخ من ملعب / ملث القطار مديم الغدق
سكوب يحاكي بتسكابه / غروب السواقي إذا ما اندفق
فلي عندها لا درت عذلي / فتاة تضيء ضياء الفلق
على أنها لم تنلني سوى / شهي المقبل والمعتنق
وكنا رضيعي لبان الهوى / لنا كل ما راق منه ورق
ومذ جاء حق الحجى بالمشيب / وكان الصبا باطلاً قد زهق
لوت حدها والهوى عاكف / وذلك باق بقاء الرمق
ومذ فلق الشيب قد حف بي / تلت قل أعوذ برب الفلق
وتجفو إذا أدكرت من أبي / حروب قريضة والمصطلق
وتطلب عندي قديم الذحول / فتدرك بي وتر من قد سبق
ألا قاتل اللَه ورد الخدود / فكيف استرق وكيف استرق
رمتني ولم أتخذ جوشنا / وهل حدق تتقي بالحلق
فقد أجتني الورد من وجنة / تكاد إذا قبلت تمتحق
وقد أرد الماء محمرة / مذانبه سيط فيها العلق
واملك بالعنف حافاته / إذا لم يرد منهلاً من رفق
وقد أركب العيس زيافة / تشق القفاز وتطوي الشقق
فإن المطايا عشقن السرى / فهن يعانقنه العنق
كم اعتسفت بي ديمومة / إذا اصطبحت لم تجد مغتبق
سباسب لم تند غدرانها / وأشجارها حت عنها الورق
تخال النجوم حباب المياه / فترنو إليها سواهي الحدق
ولو وجدت مصعداً لارتوت / على بعدها من دماء الشفق
إذا نزلت منزلاً قوضت / ومنها به سمة تمتشق
تنوش القشاعم من جلدها / بقية ما بالهجير احترق
لقد أكلت لحمها الهاجرات / فللنسر من عظمها ما اعترق
فقل للمطايا إلا أنما / يطيب الكرى بعد مر الأرق
إلى كاظم الغيظ وجهتها / ليصفو لها الوردُ بعد الرنق
فتى لم يزل ربعه للملا / محط الرحال ومأوى الفرق
يسوق الركاب شذى ذكره / ولولا شذى ذكره لم تسق
عظيم الجدود كريم الجدود / أمام الفريق أمان الفرق
منيع الجوار منيع الذمار / رفيق النجار رفيع الرتق
يطيش ابن قيس لدى حلمه / ويحصر قس إذا ما نطق
فللروض من بشره زهره / وللغيث من جوده مندفق
وللورد من خلقه نفحة / وفي أذفر المسك منها عبق
وللريح من خيله مركض / وللبرق من سيفه مؤتلق
يؤم الوغى طاميا جيشه / إذا ما اللواء عليه خفق
أرى الفضل في الخلق لكن به / تجمع ما في سواه افترق
وحاز المعالي جيمعاً فقل / له كل ما راق منها ورق
هزبر سعى في مراقي العلى / إذا الناس ثاغية في زلق
ومرت على الشح أيديهم / بأفئدة نضجت من حنق
زكام الورى سد آنافهم / فما للمعالي بها من عبق
ترى كل ذي لهجة شأنه / يزخرف من إفكه ما اختلق
وقد كان سوم العلى غاليا / فأرخصه أخذهم بالحمق
ويصبح لوسيم في درهم / ولو أمطروا عسجداً ما نفق
وإن أبصروا المال أبصرتهم / وقد ركبوا طبقاً عن طبق
وقد علموا أن أرزاقهم / يقسمها بينهم من رزق
ورب فتى رزقه عاكف / عليه أطل وفيه التصق
فقل لمجاريه قف واتئد / فحوز الرهان إلى من سبق
وكم أوفت البزل في حلبة / وما أدركت شأوهن الحقق
سلامٌ غدا وسلامٌ يروح
سلامٌ غدا وسلامٌ يروح / عليك وإن نال مني النزوح
بعثت الريح واليعملات / ومؤتلق البرق ما إن يلوح
فبرق يشب وعيس تخب / وريح تهب وطيب يفوح
وشوقي إليك بقلبي غدا / كروح لجسم وجسم لروح
فهاك متون الهوى جملة / أبت أن تفصلهن الشروح
لقد شط الركب من واسط
لقد شط الركب من واسط / فوا شوق نفسي إلى الشاحط
ألست على أخذ عهد الغرام / من قلب إلفك بالشارط
لقد كان هجرك شوك القتاد / فكيف استلان لدى الخارط
وأغيد إن يمتشط جعده / تعبق منه يد الماشط
أرى نوره شق ثوب الدجى / فأعيا على إبر الخائط
سخطت علي ولا ذنب لي / عليك رضا اللَه من ساخط
بسطت إليك يدا الوصال / فهلا رحمت يد الباسط
لقد كان نظمك نثر اللئال / سمحت بهن على اللاقط
إذا طالعتها الشمس وهي سوافر / يجلببها برد الكسوف حياؤها
وما بينها مسكية الطيب ثوبها / إذا لامس الأرض استطاب ثراؤها
مرنحة أعطافها فكأنما / يزر على خوط الأراك رداؤها
لها بين أفلاذ القلوب ملاعب / وإن ضمها في سفح نجد خباؤها
لقد أسرت يا للعشيرة مهجتي / وتلك التي لا يفتدي أسراؤها
فيا ربما خضنا لزورتها الدجى / على حين لم تشعر بنا رقباؤها
فجئنا إليها والظلام يلفنا / مخافة نمام فنم ضياؤها
عسى دارها تدنو فيألف مقلتي / كراها ويشفى بالتداني قذاؤها
وماضي الليالي كان لم يكن
وماضي الليالي كان لم يكن / ومقبلها مثل ما قد مضى
فلا تك منها على غرةٍ / فما هي إلا كبرق أضا
أهاجك وهناً سنا بارق
أهاجك وهناً سنا بارق / دوين ربى الجزع من بارق
أيا قاطعاً منه حبل الوداد / خفرت عهود فتى واثق
أبا قاسم أنت نعم الخليل / وإن حلت عن ودنا الصادق
جريت على حلبات العلوم / كمهر سليم الخطا سابق
جريت فأدركت أقصى المدى / وإنك ذو حسب باسق
فها أنت فيها تناهي صعوداً / فلا تبصر اليوم من لاحق
وما غاديات مراها النسيم / سحبن ضروعا على الشاهق
يحط جلاميده سيلها / بدمع كمدمعي الدافق
بأغزر من كفه وطفة / وكل بصوب حياها سقي
فلا رعت يا قرم هذا الزمان / بخطب مريع الفتى طارق
ولا خامر الحب منك الهموم / ودمت بعيش صفا رائق
أما والذي هو أرسى ثبير / لو دك باق على ما بقى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025