القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 12
عنائيَ غانيةٌ غرَّها
عنائيَ غانيةٌ غرَّها / صباها وأَنّي بها مغرَمُ
تَراني فتبسم من صفرَتي / وأحسن بها حينَما تبسم
لقد كنت يا هذه طفلة / تردُّ العداة وما ترجم
إلى اللَه أشكو هواكِ فقد / تيبَّس منهُ بجسمي الدم
ذريني أكابد مضيض الجوى / وخلِّي عيوني وما تسجم
أَطَعت الهَوى فيك مستسلماً / ومن شام عينيك يَستَسلِم
إذا غال نفسي هواكِ غداً / فإن فؤادك قد يندم
سَتَدرُس بعدي صروح الهَوى / وَتَبقى المَعالِم والأرسم
هبي القلب منك لنا راحما / فإن عيونكِ لا ترحم
لماذا تحركت الأنجمُ
لماذا تحركت الأنجمُ / كأَنَّك مِثلي لا تَعلَمُ
وَما هوَ كنه الأثير الَّذي / فَسيح الفَضاء به مفعمُ
وَبينَ الجواهِر جذب فَما / دَواعيه إِنّيَ مستعلم
هَل الدَفع أَقدر في ذاته / من الجذب أَم هَل هما توأم
هما قوتان تخالفتا / فَذَلك يبني وَذا يهدم
لماذا أجبني نحسّ بِما / نُلاقي فنلتذّ أَو نألم
وَقَد نَتَوَهَّم من نفسنا / لذاكَ بواعثَ أَو نزعم
فنذكر أَشياء لكننا / بما نحن نذكر لا نجزم
وَتقدح بالفكر أَلبابنا / زناداً وَلا يَنجَلي المبهم
وَيأبى لسان الطَبيعة أَن / يَبوح بِما نحن نَستَعلِم
فإن جئت أَسأل ما عندها / تقل كلمات لها تعجم
كَعَذراء تحمل في قَلبِها / غَراماً وَلكنها تكتم
يمر بنا الدَّهر في جريه
يمر بنا الدَّهر في جريه / فنهرم وَالدَّهر لا يهرمُ
أَقول لشيخ بدا ضعفه / وَكاد إِذا ما مَشى يجثم
لَقَد حانَ حينك فاِخضَع له / فأَنتَ من المَوت لا تسلم
قَريباً تَنَزَّل في حفرة / من القَبر باطنها مظلم
فَتبلى لحومك في جوفها / وَتبلى جلودك والأعظم
تعرض لريح الصبا إِنَّها / عليك غداة غد تحرم
غَداً أَنتَ في جدث ضيق / تنام طَويلاً وَلا تحلم
لعلك عند رقادك في / ه تنسى الحَياة الَّتي تؤلم
لَقَد غاظَكَ الدهر حَتّى ودد / تَ أنك من أَهله تنقم
ستدرك تحت الثَرى راحة / لغيظك من أَجلها تكظم
إذا الموت زار تساوى الفقي / ر ذو البؤس والملك الأعظم
يصوّب أسهمهُ نحونا / ويرمي فلا تخطئ الأسهم
سأَشرب بالرغم كأس الردى / ولو أنها الصاب والعلقم
فَريقان بينهما قَد صفا ال
فَريقان بينهما قَد صفا ال / وفاق زماناً كَما أَعلَمُ
فَماذا الَّذي جرّ بينهما / منازعة نارها تضرم
وَشَمَّرَت الحرب عَن ساقها / وَراحَت لأرواحهم تلهم
وَثار الكميُّ عَلى قرنه / وأزبد للغيظ منه الفم
وَذلك يسقط من رمية / وَهَذا يجندله المخذم
وَصوت المدافع بين الصفو / ف كالرعد في قصفه يهزم
تثير دخاناً من الجانبي / نِ وجه السماء به أقتم
تسابقُ للناس في المأزق ال / قَنابل والأجل المبرم
وَتَقتَحم الحرب أَبطالها / فتسأم وَالموت لا يسأم
بهم أم قشعم احدَوْدقت / فَلا الأمّ كانَت ولا قشعم
فَيا لَكِ من حومةٍ لِلوَغى / يسيل عَلى جانبيها الدم
لَقَد حدْت عنها إِلى جانب / فإن الحياد هُوَ الأسلم
دَعاني لنصرته منهما / فَريق هو الطرف الأظلم
فقلت لهم إن هَذا الخصا / م لي إن ولجت به مؤلم
دعونيَ يا قَوم في عزلتي / فَما أَنا منكم وَلا منهم
ابيضَّت عَيني من حزنٍ
ابيضَّت عَيني من حزنٍ / مذ فارق رأسي أسودُهُ
أَما شيبي وَقَد اِستَولى / فَبَياض ما إِن أَحمده
يد دَهري قَد لطمت وَجهي / تبت يده تبت يده
لَو كانَ البائس منتحراً / بالحق لزال تردده
لَم تحو حَياة المرء سِوى / أَمل يبلى وَيُجدده
قلت الأيام ستكسوه / وإذا الأيام تجرده
وَلَقَد آتي فيها عملاً / غيري من بَعدي ينقده
ما أَدري حين أَجيء به / هَل أصلحه أَم أُفسده
أَلهو بِضَعيف من أَملي / فأحل الخيط وأعقده
أَما من كانَ له مال / فَعَليه أَنا لا أَحسده
لا يَستَهويني لؤلؤه / وَزمرُّده وَزبرجده
عَلى الرافدين معاً أمة
عَلى الرافدين معاً أمة / لِنَيل التحرر تستبسلُ
وَكانَ السلامة في ريثها / فينحلّ من نفسه المعضل
وَكَم في التريث من حكمة / ولكنما المرء مستعجل
لنصبر قَليلاً على ضيمنا / لعل الَّذي ضامنا يعدل
ولست أُريد بما قلته / خنوعاً لجائحة تشمل
ولكن أروم لنا موئلاً / ليحميَ حوزتنا الموئل
هنالك شعب يريد العدى / هواناً له وهو لا يقبل
وقد تقتل النفس في ذودها / وفكر التحرر لا يقتل
فَذاكَ لآمالها آخر / وَذاكَ لآمالها أَول
إذا حُرمت ماء أَجدادها / فَلا طابَ من بعدها المنهل
وَقَد يدفع الشعب عن حوضه / دفاع الكميِّ وَيستقتل
سينقض يوماً على خصمه / كَما انقضَّ من حالق أجدل
لَقَد حملوا الشعب من عسفهم / تَكاليف باهظة تثقل
فَهَذا الَّذي يومه أيوَمٌ / كَذاكَ الَّذي ليله أليَل
ومن سيم خسفاً ولَم ينتفض / فإن منيته أفضل
كبا الشعر من بعد ستين عاما
كبا الشعر من بعد ستين عاما / فصحت أَقول سلاماً سلاما
ومن بعد كبوته نام في / فراش الضنى برهة ثم قاما
لَقَد عبس الليل في وجهه / يَروع وكان السحاب ركاما
فَما طالَ حتى بدت أَنجم / يُرين خلال السحاب ابتساما
نجوم طلعن بآفاقه / يضئن فينفين عنها الظلاما
جلا القلبَ من رين أَحزانه / وجوه من الزهر كن وساما
وقد كانَ يأس وهمٌّ معاً / فَلا اليأس طال ولا الهم داما
مشيت إلى الصيد من يعربٍ / أُصافح منهم هماماً هماما
لَقَد جبر اللَه كسري بهم / وَقَد كنت أَحسب كسري لزاما
وَقَد كدت ألقى حِمامي به / وأي امرئٍ لَيسَ يَلقى الحماما
وَما زالَ دهري يخاصمني / على أنني لا أُريد الخصاما
فجرد سيفاً جرازاً له / عليَّ وجردت سيفاً كهاما
وَلست من الموت ذا خشية / وإن كانَ حين يلمُّ زؤاما
ولكن حشو الحياة مُنىً / تحببها ليَ عاما فَعاما
لَقَد حسن الظن بي منكم / فأَكرمتموني وكنتم كراما
فَما أَنا أَنسى حفاواتكم / بشخصي ولا أَنا أَنسى الذماما
حدتكم سجايا نزارية / فجئتم بتَكريم شخصي قياما
وإني سأذكرها شاكراً / أَيادي منكم عليّ جساما
وإني إذا رضيتني الكرا / م خدناً فلست أُبالي اللئاما
لَقَد عشت عمراً أؤمل أن / تميط الحقيقة عنها اللثاما
وَلمّا أَبَت أَن تميط اللثا / م باتَت شكوكي ركاما ركاما
وَقَد زارَني طيفها مرة / فَيا لَك طيفاً يَزور لماما
وَيا علْم قد طبت من موردٍ / وإن لناس إليك أواما
وَلَيسَ زحام على آجن / ولكن على العذب تلفي الزحاما
لَقَد ذكر الغرب أيامه / فَهَل نسي الشرق عهداً قداما
شقيقان ما ائتلفا ساعة / وإِن لكل شقيق مراما
هم القوم قد أحرزوا قوة / ونحن نعالج داء عقاما
هم استيقظوا من رقاد لهم / صباحاً ونحن بقينا نياما
وإنا نزلنا بمنحدر / وهم طفقوا يصعدون الأكاما
تسامى من الشرق يابانُهُ / وَلَولا تعلمه ما تسامى
وَرب تُقاء أناس يرا / ه في زمنٍ آخرونَ أثاما
وَلَولا طماعية في الوَرى / لكان خلاف الشعوب وئاما
وَما نالَ ما كانَ يرَجو امرؤٌ / تجنب للعقبات اقتحاما
وإني لِقَومي أَرى نهضة / فأَرجو لها بين قومي دواما
خذوا العلم يا قوم عن أَهله / فإن العلوم ترقِّي الأناما
وَمن فطم الطفل قبل الأوا / ن عن درّ أمٍّ أساء الفطاما
إذا سقم الرأي في أمة / من الجهل فالعلم يشفي السقاما
هُوَ الجهل أخَّرنا وحده / فَلا النار ضارت ولا السيف ضاما
إذا الريح هبت على دجلة / فَأَنتَ تشاهد فيها التطاما
رأَيت لأبنائها نهضة / فصحت أَقول الأمامَ الأماما
وَرب خصيم تنقصني
وَرب خصيم تنقصني / فَكانَ سكوتيَ عنه كلاما
وَلَو شئت أرهفت ردعاً له / يراعي فكان بكفي حساما
تركت الدفاع لأربابه / وَقَد كنت قبلاً به مستهاما
وَخير حياة على ما أَرا / ه أن لا أضيم وأن لا أضاما
وإن حدثت في مكان وغى / فَقَد لا أشاهد منها القتاما
تذكرت لَيلى وأَيامها
تذكرت لَيلى وأَيامها / وآمال نفسي وأَحلامها
ولذاتها ثم آلامها / فأَسبلت من ذكرها أَدمعي
أَمضَّ حَياتي لليلى الهوى / فلست أُعالج غير الجوى
جزعت وأَنت رضيت النوى / فَيا نفس باللَه لا تجزعي
فديتك يا ليل من معصر / أَقيمي على العهد واستعبرى
وَفي كل صبح لحبي اذكري / إذا مت يوماً ولم ارجع
إذا ما نعيِّي أَتاك اذرفي / دموعك يا ليل بل كفكفي
وأَخفي هواي عن المرجف / فإني سأخفى هواك معي
شدوت مع الورق لما شدت / إذ الشمس شارقة قد بَدَت
وَقَد صرعتني خطوب عدت / فَما ذم من ناظر مصرعي
لقد كان منك إليك السبيلُ
لقد كان منك إليك السبيلُ / فما أزعج الراحلين الرحيلُ
وليس أمام الرحيل زماعٌ / وليس وراء الرحيل قفولُ
وليس طريقُ الردى موعراً / فيتعب سالكه أو يطولُ
يزول الفتى وشعور الفتى / ويبقى هنالك ما لا يزولُ
وصوتك عذبٌ على كل سمع / ووجهك في كل عينٍ جميلُ
وأنت لنا في البداية أمٌّ / وأنت لنا في النهاية غولُ
نهارٌ لمن هو يحيا قصير / وليلٌ لمن هو يردى طويلُ
ظهورٌ وبعد الظهور خفاءٌ / طلوعٌ وبعد الطلوع أفولُ
يحارب بعضك للفوز بعضاً / وأنت الدورعُ وأنت النصولُ
وما الحزمُ في القلب إلا هدى / ولا العقل في الرأس إلا رسولُ
وإنَّ الحياةَ إذا أعوزت / ينازع فيها الشباب الكهولُ
بأيدي الفريقين منهم سيوفٌ / بها من قراع الدروع فلولُ
وبين العيون على قربها / ووجه الحقائق سترٌ يحولُ
حقائقُ قد أعجزت كلَّ رأسٍ / وأعجز ما في الرؤوس العقولُ
أليس هنالك من ومضةٍ / أكل محاولةٍ مستحيلُ
إذا نكل المرء عن ظنه / فليس يعاب عليه النكولُ
تؤول حياتي بعد الردى / ولكن إلى أي شيءٍ تؤولُ
أسير بليلٍ من الشك داجٍ / على ضوء عقلي وهو ضئيلُ
وإن الطبيعة في سيرها / لها سننٌ ليس عنها حَويلُ
وما الكون أجمعُ إلا أسيرٌ / وهذي النواميس إلا كبولُ
طغى البعض يشدو بمجد أثيلٍ / ومن أين للقرد مجدٌ أثيلُ
رأيت ضحى اليوم محلولكاً / فماذا عسى أن يكون الأصيلُ
وأرسلُ طرفي إلى ما بقربي / فيرجع طرفي وهو كليلُ
ولم يبق بي سائلاً غير صحبي / على أنَّ خطبي بصحبي جليلُ
وإنَّ الحفير لآخر بيتٍ / به يجد الراحتين النزيلُ
سيبقى على جهله جيلنا / ومن بعد ذلك جيلٌ فجيلُ
سيبقى شقائي بقاءَ حياتي / فإن هي زالت فهذا يزولُ
على أنَّ موتى إذا حمَّ يوماً / فإني له بحياتي بخيلُ
وإني على كبرتي هذه / أودُّ لو اَنَّ حياتي تطول
درى أنه جاء من غير مقصد
درى أنه جاء من غير مقصد / فسارع للعود والعود أحمد
وأكمل معدود أنفاسه / وكانت تردّد فيهِ وتجهد
وأطلق نفساً رأى أنها / متى علقت بالحياة تقيّد
هو الموت لم ينج منه امرؤ / ولو أنه في بروج تُشيَّد
يموت القويُّ كما أنه / يموت الضعيف فهل من مخلَّد
وما المرء إلَّا رهين الردى / فسبحان من بالبقاء تفرَّد
هو اللَه يعبد في أرضه / كما أنهُ في السماوات يعبد
مصابك إن شئت تخفيفه / ففكر بموت النبيّ محمّد
لقد كان منك اليك السبيل
لقد كان منك اليك السبيل / فما ازعج الراحلين الرحيل
وليس امام الرحيل زماع / وليس وراء الرحيل قفول
وليس طريق الردى موعراً / فيتعب سالكه او يطول
يزول الفتى وشعور الفتى / ويبقى هنالك مالا يزول
وانت الحياة تحول سريعا / وانت البوار الذي لا يحول
وصوتك عذب على كل سمع / ووجهك في كل عين جميل
وانت لنا في البداية ام / وانت لنا في النهاية غول
نهار لمن هو يحيا قصير / وليل لمن هو يردى طويل
ظهور وبعد الظهر خفاء / طلوع وبعد الطلوع افول
يحارب بعضك للفوز بعضا / وانت الدروع وانت النصول
وما الحزم في القلب الا هدى / ولا العقول في الرأس الا رسول
وان الحياة اذا اعوزت / ينازع فيها الشباب الكهول
بايدي الفريقين منهم سيوف / بها من قراع الدروع فلول
وبين العيون على قربها / ووجه الحقائق ستر يحول
حقائق قد اعجزت كل رأس / واعجز ما في الرؤس العقول
أليس هنالك من ومضة / أكل محاولة مستحيل
اذا نكل المرء عن ظنه / فليس يعاب عليه النكول
تؤول حياتي بعد الردى / ولكن الى أي شيء تؤول
اسير بليل من الشك داج / على ضوء عقلي وهو ضئيل
وان الطبيعة في سيرها / لها سنن ليس عنها حويل
وما الكون اجمع الا اسير / وهذي النواميس الا كبول
طغى البعض يشدو بمجد اثيل / ومن اين للقرد مجد اثيل
رأيت ضحى اليوم محلولكا / فماذا عسى ان يكون الاصيل
وارسل طرفي الى ما بقربي / فيرجع طرفي وهو كليل
ولم يبق بي سائلا غير صحبي / على ان خطبي بصحبي جليل
وان الحفير لآخر بيت / به يجد الراحتين النزيل
سيبقى على جهله جيلنا / ومن بعد ذلك جيل فجيل
سيبقى شقائي بقاء حياتي / فان هي زالت فهذا يزول
على ان موتي اذا حم يوما / فاني له بحياتي بخيل
واني على كبرتي هذه / اود لو ان حياتي تطول

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025