المجموع : 3
إذا لم تنَلْ هِمَمَ الأكرمينَ
إذا لم تنَلْ هِمَمَ الأكرمينَ / وَسعيَهُمُ وادِعاً فَاغتَرِبْ
فَكَم دِعَةٍ أَتعَبَتْ أَهلَها / وكَمَ راحةٍ نَتَجَتْ مِن تَعَبْ
أَلا يا خَليفَةَ خَيرِ الوَرى
أَلا يا خَليفَةَ خَيرِ الوَرى / لَقَدْ كَفرَ القَوْمُ إذْ خالَفوكا
أَدَلُّ دَليلٍ على أنَّهُمْ / أَبَوْكَ وَقد سَمِعوا النَّصَّ فِيكا
خِلافُهُمُ بَعدَ دَعواهُمُ / وَنَكْثُهُمُ بَعدَما بايَعوكا
طَغَوْا بِالخَريبَةَ واسْتَنْجَدوا / بِصِفّينَ والنَّهرِ إذْ صالَتوكا
أُناسٌ هُمُ حاصَروا نَعْثَلاً / وَنالوهُ بِالقَتلِ ما اسْتَأْذَنوكا
فَيا عَجَبًا مِنهُمُ إذْ جَنَوْا / دَمًا وَبِثاراتِهِ طالَبوكا
وَلَوْ أَيقَنوا بِنَبِيِّ الهُدى / وَبِاللهِ ذي الطَّوْلِ ما كايَدُوكا
وِلِوْ أَيْقَنوا بِمَعادٍ لَما / أَزالوا النُّصوصَ وِلا مانَعوكا
وِلَوْ أَنَّهُمْ آمِنوا بِالهُدى / لَما مانَعوكا ولا زايَلوكا
وَلكِنَّهُمْ كَتَموا الشَّكَّ في / أَخيكَ النَّبيِّ وَأَبْدَوهُ فِيكا
فَلِمْ لمْ يثوروا بِبَدْرٍ وقَدْ / قَتَلْتَ مِنَ القَومِ مَنْ بارَزوكا
وَلِمْ عَرَّدوا إِذْ ثَنَيْتَ العِدى / بِمِهراسِ أُحْدٍ وَلِمْ نازَلوكا
وَلِمْ أَحْجَموا يَومَ سَلْعٍ وَقَدْ / ثَبَتَّ لِعَمرٍو وَلِمْ أَسْلَموكا
وَلِمْ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ يَثْبُتوا / بِرايةِ أَحْمَدَ واسْتَدْرَكوكا
فَلاقَيْتَ مَرْحَبَ والعَنكَبوتَ / وأُسْدًا يُحامونَ إِذْ وَجَّهوكا
فَدَكْدَكْتَ حِصنَهُمُ قاهِرًا / وَلَوَّحتَ بِالبابِ إِذْ حاجَزوكا
وَلَمْ يَحضُروا بِحُنَينٍ وَقَدْ / صَكَكْتَ بِنَفسِكَ جَيشًا صَكوكا
فَاَنتَ المُقَدَّمُ في كُلِّ ذاكَ / فَيا لَيتَ شِعْرِيَ لِمْ أَخَّروكا
فَيا ناصِرَ المُصطَفى أَحمَدٍ / تَعَلَّمْتَ نُصْرتَهُ مِنْ أَبيكا
وَناصَبتَ نُصّابَهُ عَنْوَةً / فَلَعنَةُ رَبّي عَلى ناصِبيكا
فَأَنتَ الخَليفةُ دونَ الأَنامِ / فَما بالُهُمْ في الوَرى خَلَّفوكا
ولا سِيَّما حينَ وافَيتَهُ / وَقَدْ سارَ بالجَيشِ يَبغي تَبوكا
فقالَ أُناسٌ قَلاهُ النَّبيُّ / فَصِرتَ إلى الطُّهرِ إذْ خفَّضوكا
فقالَ النَّبِيُّ جَوابًا لِما / يُؤدّي إلى مَسمَعِ الطُّهرِ فوكا
أَلَم تَرضَ أَنّا على رَغْمِهِمْ / كَموسى وَهارونَ إذْ وافَقوكا
ولو كانَ بَعدي نَبيٌّ كما / جُعِلتَ الخَليفةَ كُنتَ الشَّريكا
ولكِنّني خاتَمُ المُرسَلين / وأنتَ الخليفَةُ إِنْ طاوَعوكا
يَراكَ نجِيًّا لَهُ المسلِمونَ / وَكانَ الإلهُ الذي يَنتَجيكا
عَلى فَمِ أَحمدَ يوحي إليكَ / وأَهلُ الضَّغائِنِ مُستَشرِفوكا
وَاَنتَ الخليفَةُ في دَعوَةِ الـ / ـعَشيرَةِ إذْ كانَ فيهِم أَبوكا
وَيومَ الغَديرِ وما يَومُهُ / لِيَترُكَ عُذْرًا إِلى غادِريكا
لَهُمْ خَلَفٌ نَصَروا قَولَهم / لِيَبغوا عَلَيكَ وَلمْ يَنصُروكا
إِذا شاهَدوا النَّصَّ قالوا لَنا / تَوانى عَنِ الحَقِّ واسْتَضْعَفوكا
فَقُلْنا لَهُمْ نَصُّ خَيرِ الوِرى / يُزيلُ الظُّنونَ وَيَنْفي الشُّكوكا
أَيا ناصِرَ المُصْطَفى أَحمَدٍ
أَيا ناصِرَ المُصْطَفى أَحمَدٍ / تَعَلَّمْتَ نُصْرَتَهُ مِنْ أَبيكا
وَناصَبتَ نُصابَهُ عَنوَةً / فَلَعنَةٌ رَبّي عَلى ناصِبيكا
وَلَو آمَنوا بِنَبِيِّ الهُدى / وَبَاللهِ ذي الطَّوْلِ ما ناصَبوكا