تَذَكَّرَ أيامَه الخالِيه
تَذَكَّرَ أيامَه الخالِيه / فما رَقَأت عَبرةٌ جَاريه
أقولُ لمُعتكِرِ الطُّرَّتَيِنِ / مَنَ الغَيثِ مُلتَهِبِ الحاشِيه
على الرَّبَضِ المُرتَدي بالرَّياضِ / سِجالُك والبيعةِ الدَّانيه
على طَلعةِ الجَدِّ نَغنَى بها / عن الصُّبحِ في اللَّيلةِ الدَّاجِيه
وحَسناءَ لمَّا يشِن حُسنَها / تَقادمُ أعوامِها الماضيه
ومأهولةٍ من تَماثِيلِها / إذا هي يوماً غدَت خَاليه
وما منحَ الشمسَ شَمَّاسُها / وما خَبَأ القَسُّ في الخابيه
فسَقياً لملعبِ غِزلانِها / وأَعظُمِ رُهبانِها البَاليه
وساحرةِ الطَّرفِ مَطبوعةٍ / على الظَّرفِ مُقسِمةٍ شَافيه
ونقشِ عَبيرٍ على وَجنةٍ / كما نُقِشَ الوَرد ُبالغاليه
رِباعٌ تَقَّنصتُ غِزلانَها / وقَارَعتُ آسادَها الضَّاريه
إذا غنَّتِ الطَيرُ فيها ضُحىً / حَسِبْتُ القِيانَ بها شَاديه
وإن راحَ رُعيانُها أْطْرَبَتْكَ / فَواقِدُ أولادِها الثَّاغيه
لَقِيتُ سروري بها كاملاً / وصافحْتُ كأسي بها وافِيه
فإِن أرَها سَالِماً أستَلِم / فَوارِعَ أركانِها العالِيه
وَإنْ أَغْشَ حَانَةَ أُترُجَّةٍ / أَمُت ثالثَ الدَّنَّ والباطيه
ويَغمِزُ كفِّيَ كَفَّ النَّديمِ / ويُومِضُ طَرفي إلى السَّاقِيه
وأسبُقُ بالسُّكرِ أُولَى الصَّلاَةِ / وَأّثْنِي العِنانَ إلى الثانيه
وأَضرِبُ بالفَصِّ وجهَ الثَّرى / فإمَّا عليَّ وإمَّا لِيه
فإن كُنتَ للخُلدِ رَيحانةً / فدَعني أكنْ حَطَبَ الهاويه
وإن كنتَ تَدعو إلى مَذهبٍ / فإني إلى تَركِه دَاعيه