كَسَتْكَ الشَّبيبةُ رَيعانَها
كَسَتْكَ الشَّبيبةُ رَيعانَها / وأهدَتْ لكَ الرَّاحُ رَيحانَها
فَدُمْ للنَّديمِ على عَهْدِهِ / وغادِ المُدامَ ونَدمانَها
فقَد خلَعَ الأُفقُ ثَوْبَ الدُّجى / كما نَضَتِ البيضُ أجفانَها
وساقٍ يُواجِهُني وجهُهُ / فتَجْعَلُه العَينُ بستانَها
يُتوِّجُ بالكأسِ كَفَّ النَّديمِ / إذا نَظَمَ الماءُ تِيجانَها
فطَوْراً يُوشِّحُ ياقوتَها / وطَوْراً يُرصِّعُ عِقيانَها
رَمَيْتُ بأفراسِها حَلبةً / مِنَ اللَّهْوِ تُرْهِجُ مَيدانَها
وديرٍ شُغِفْتُ بِغِزلانِه / فكِدْتُ أُقَبِّلُ صُلبانَها
فلما دَجَى اللَّيلُ فرَّجْتُه / برُوحٍ تُحيِّفُ جُثمانَها
بشَمْعٍ أُعِيرَ قُدودَ الرِّماحِ / وسُرْجٍ ذُراها وألوانها
غُصونٌ من التِّبْرِ قد أَزهَرَتْ / لهيباً يُزَيِّنَ أفنانَها
فيا حُسنَ أرواحِها في الدُّجى / وقد أكَلتْ فيه أبدانَها
سَكِرتُ بِقُطرُبُّلٍ ليلةً / صَبْوتُ فغازلْتُ غِزلانَها
وأيُّ ليالي الهَوى أحسَنَتْ / إليَّ فأَنكرْتُ إحسانَها