تلافَ فُلاناً وَأَخْلِفْ فلانا
تلافَ فُلاناً وَأَخْلِفْ فلانا / كَفضانا مَنًى وَكَفَانا امْتِنَانا
وطاولْ بعمرِكَ عُمْرَ السُّهَى / فَأَبْلِ زَمَاناً وجدِّدْ زمانا
ولحْ إنْ خلا الأفقُ منهُ فأنتَ / أَسْنَى كياناً وأَسْمَى مكانا
وأمّا وقد أصبحَ الناسُ مجداً / سَمَاعاً فَكُنْ أنتَ مجداً عيانا
وزاحمْ بصرفك صَرْفَ الزمانِ / مُفِيداً مُفَاداً مُعيناً مُعَانا
وضايِقْهُ في الناسِ جيلاً فجيلا / وطَالبه بالودِّ شَاناً فشانا
وَسَلْهُ على ما أراد الدليلَ / وأَلْزِمْهُ في ما أَبَارَ الضمانا
وَرُعه وَدَعْ سَلْمَهُ جَانباً / فلولاك أصْبَح حَرْباً عَوانا
ولا تَتَغَمّدْ له زَلَّةً / فقد كان مما جَنَاهُ وَكانا
وَأدْرِكْ لديه ذُحولَ الكرامِ / فَقَدْ غَرَّهُمْ بين أخْنَى وَخَانا
وَأعْدِ عليه بناتِ الهديلِ / عَلَوْنَ فُنُوناً وَنُحْنَ افتنانا
ثَكالَى يُرَدِّدْنَ من شَجْوِهِنَّ / أسىً عزَّ فيه التأسي وَهَانا
لبسنَ الحدادَ مكانَ الحُلِيِّ / فَقُمْنَ يُحَاسِنَّ فيه الحسانا
وكم حاسدٍ ظنّهُ زينةً / ويأبى لها ثُكْلُها أن تُزَانا
وهل هو إلا شجىً لم تُسِغْهُ / فلاحَ بأَجْيادِها وَاسْتَبانا
وسالَ بها سَيلُ دَمْعِ الفراق / فَرِدْهُ تَرِدْ كبداً أو جَنَانا
كما سُوْقَها ومناقيرَهَا / وأعْيُنَها عَنْدماً أو رِقَانا
وإلا تُكَفْكِفْهُ شيئاً يُضَرِّجْ / جآجِئَها والغصونَ اللدانا
وقد حسدتكِ القيانُ الحنينَ / فهَلاّ حسدتِ السُّرورَ القيانا
صوادحُ إن فَرَعَتْ أيكةً / حسبت لها كلِّ غُصْنٍ كِرَانا
وسائلْهُ ما فَعَلَ القارظانِ / اضَلَّ دليلُهما أمْ تَوَانى
أَلمْ يَجِدَا قَرَظاً منهما / يُريغانِهِ حيثُ مَنْ حَانَ حانا
وأينَ أضلَّ قبيساً أبوه / على أنه ما ألاه حنانا
أَغَادَرَهُ وَالهاً بَعْدَه / وَأَشْمَتَ رضوى به أو ابانا
وها أمُّ دَفْرٍ لديها ابنُها / وقد أثكلَ ابنيْ عِيانٍ عِياناً
وَأعْفَى من الفُرْقَةِ الفَرْقَدينِ / وسام السمّاكين بَيْناً فَبانا
وَحُدَّ لذي الرمحِ أن لا يَرُوْعَ / أخاهَ فقد جاء يبغي الأمَانا
وإلا فَسَلّحْهُ رُمْحاً كَرُمْحٍ / ونبّئْهما أنْ يُجيدا الطّعانا
ولو أنّهُ هزَّ يُمناكَ رمحاً / وركّبَ بأْسََ فيه سنانا
لقامَ فَبَدَّدَ شَمْلَ الثريّا / ولو أنّها زَبَنَتْ بالزُّبَانى
وَكُرَّ لِطَسْمٍ ليالي جَديسَ / حتى يَدينَ لها أو تُدَانا
وَخُذه بمدينَ حتى تَعُودَ / وَنَسْراً فَخُذْهُ به والمَدَانا
وما كانَ لي فيهما منْ هَوًى / ولكنْ عَسَى أن يَذُوْقَ الهوانا
وكم لي بمدينَ منْ أُسْوَةٍ / ولكنّها غايةٌ لا تُدَانى
أُهنّيكَ ما شِئْتَ من رِفْعَة / وَشِعْري وَسَعْدَك والمِهْرَجانا
وأنك قَارَنْتَها أربعاً / فَأَنْسَيْتَ زُهْرض النُّجومِ القِرانا
وأنّكَ ظَلْتَ لدارِ الملوك / يميناَ وللعلمِ فينا لسانا
وللدين رِدْءاً وللمسلمينَ / مآلاً وللحقِّ يَعْلُو وآنا
ودونَ حمى الملك عَضْباً صقيلاً / أذالَ حِمَى كلِّ شيءٍ وَصَانا
من البيضِ راعَ بناتِ الصدورِ / إما سَراراً وإما عِلانا
جرى مَتْنُهُ وذكَتْ شفرتاهُ / فإن شئتَ رابَ وإن شئتَ رانا
تأَلَّفَهُ الموتُ ماء وناراً / وأوْلمَ فيه نَدًى أو دُخانا
وليس كما خِلتَهُ إنما / هو الموتُ أَبْهَمَهُ أو أَبانا
ولما جلا غمدُهُ رَوضَةً / طَواه بها حَيّةً أُفْعُوانا
كَعَزْمِكَ لو أَنه لا يُفَلُّ / كهمكَ لو أنه لا يُفانى
ركبتَ الخطوبَ وأَرْكَبْتَها / تكفُّ الجماحَ وَتُكفَى الحِرانا
وأشْبَهْتَ آباءك الأكْرَمينَ / عِرْضاً عزيزاً ومالاً مُهانا
وأحسنتَ بينَ النَّدى والنَّدِيِّ / حييّاً وَقاحاً جريّاً جبانا
وكان الربيعُ ربيعَ الأنامِ / وكنتَ به بِشْرَه الأْضحِيانا
تسابِقُهُ في مَدَى كلِّ مجدٍ / أما لو أردتَّ لردَّ الرِّهانا
وصبَّحْتَ أُقليشَ في جَحْفَلٍ / أغَصَّ الوهادَ وآدَ الرِّعانا
بكلِّ كميٍّ يروعُ الأسودَ / خِماصاً ويَرعى عليها بِطانا
على كلِّ نَهْدٍ أمامَ الرياح / وزاد عليها القَرا واللَّبانا
يجرُّ العِنانَ إلى كلِّ حَرْبٍ / مَرَتْهُ فدونكَ منْهُ عنانا
هي الضمَّرُ الغُلْبُ فاصْدِمْ بها / صفاً واثنِ أعطافَها خَيْزُرانا
فأُبْتَ وغادرتَ تلك الديارَ / عِجافاً تَهادَى خُطُوباً سمانا
إذا هيَ لم تُفْهِمِ السائلينَ / كان لها سيفُكَ التُرجمانا
ورثتَ الوزارةَ لا مُحصَراً / عيياً ولا مُستضاماً هِدَانا
وآزرتها بأبي عامرٍ / فمن شاءَ أنأَى ومن شاءَ دانى
حَمَيْتَ بها حَوْزَةَ المكرُمَاتِ / ليثاً هصوراً وَقرْماً هِجانا
وأشْهَدْتَنا منه يوماً تَعالى / فذلَّ الزمانُ له واستكانا
نَثَرَنا له زَهَراتِ النجومِ / إذا نثروا لؤلؤاً أو جُمَانا
ودارتْ علينا حُميّا السرور / بَعْدَ الكؤوسِ فهاتِ الدنانا
وحدِّثْ عن الدَّهْرِ طُولاً وعَرْضاً / وَعَنْ صرْفِهِ عِزَّةً وامتهانا
وقُل وأعِدْ عنه لا عن جِفانٍ / وزد حُبْسَةً فيه تزَدَدْ بياناً
فما كلُّ من قالَ يَنْمي الحديثَ / ولا كل مَنْ سالَ يُهْدَى البيانا
عجبت لجانبه ما أشدَّ / أأمرٌ عَنى أم أميرٌ أعانا
أما طَيَشتْ لُبَّهُ نَظْرةٌ / على خطّة كلّما اشتدَّ لانا
أرَتْهُ النجومَ تُسامي السَّراةَ / وابن ذُكاءٍ يُسامُ الختانا
فأَجرى النعيمَ دماً آنياً / ليومٍ من العيشةِ الرَّغْدِ آنا
بحيثُ أتَوْا بالرُّبَى والوهادِ / فحسب العُلا جفنةً أو خُوانا
وقاموا فحثّوا المنى أَكؤساً / فهاكَ ولو مزجوها ثُمَانى
وَحَيّوْا ولا مِسْكَ إلا الشبابُ / فإنْ شيتَ فالبَسْ له عُنْفُوانا
أيا ابنَ الجحاجحةِ الأشعرينَ / دعوةَ صدقٍ وَمَنْ مانَ مانا
ويا با الحسينِ ويا ابنَ الربيع / وناهيكَ أسبابَ مجدٍ مِتَانا
إليكَ وإنْ رَغِمَ الكاشحونَ / وُدّاً صحيحاً وَشِعْراً قُرانا
قَوَافيَ كالشُّهْبِ لكنَّ تلك / تُصَانُ فَهَبْ هذه أنْ تُصانا
تُشَمّمُكَ الوردَ والياسمينَ / وإن كانتِ الشّيحَ والأيْهُقانا