القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 5
أَصاحِ إِذا ما أَتاكَ القَضاءُ
أَصاحِ إِذا ما أَتاكَ القَضاءُ / لَم يَقِكَ الدُرعُ وَالجَوشَنُ
فَلا يَشكُوَنَّكَ جارُ الفَناءِ / يَقولُ تَعَدّى لَهُ رَوشَنُ
فَإِنَّ الَّذينَ أَحَبّوا الخُلو / دَ لانوا مِنَ الخَوفِ وَاِخشَوشَنوا
لَبيبٌ إِلى الدَهرِ لا يَركُنُ
لَبيبٌ إِلى الدَهرِ لا يَركُنُ / وَإِنقاذِيَ النَفسَ لا يُمكِنُ
فَحَسبي مِنَ المالِ قوتي بِهِ / وَحَسبي مِنَ البَلَدِ المَسكَنُ
أَقَمتُ بِرَغمي وَما طائِري
أَقَمتُ بِرَغمي وَما طائِري / بِراضٍ إِذا أَلِفَتهُ الوُكونُ
وَلي أَمَلٌ كَأَتمِّ القَنا / وَحالٌ كَأَقصَرِ سَهمٍ يَكونُ
فَيا أَلِفَ اللَفظِ لا تَأمُلي / حَراكاً فَما لَكِ إِلّا السُكونُ
أَوانِيَ هَمٌّ فَأَلقى أَواني
أَوانِيَ هَمٌّ فَأَلقى أَواني / وَقَد مَرَّ في الشَرخِ وَالعُنفُوانِ
وَضَعتُ بُوانيَّ في ذِلَّةٍ / وَأَلقَيتُ لِلحادِثاتِ البَواني
ثَوانِيَ ضَيفٌ فَلَم أَقرِهِ / أَوائِلَ مِن عَزمَتي أَو ثَواني
فَيا هِندُ وانٍ عَنِ المَكرُما / تِ مَن لا يُساوِرُ بِالهُندُواني
زَوانِيَ خَوفُ المَقامِ الذَمي / مِ عَن أَن أَكونَ خَليلَ الزَواني
رَوانِيَ صَبري فَأَضحَت إِلَيَّ / عُيونٌ عَلى غَفَلاتٍ رَواني
عَواني قَضاءٌ دُوينَ المُرادِ / وَما بِكرُ شَأنِكَ مِثلُ العَوانِ
وَهَل جَعَلَ الشائِماتِ الوَميضَ / تَوانِيَ غَيرُ اِتِّصالِ التَواني
فَما لِرِكابِكَ هَذي الوُقوفِ / عَدا حادِيَيها الَّذي يَرجُوانِ
حَوانِيَ لِلوِردِ أَعناقَها / وَما عَلِمتُ أَيَّ وَقتٍ حَواني
وَلَم يَلقَ في دَهرِهِ أَجرَبِيٌّ / هَوانِيَ فَليَنأَ عَنّي هَواني
وَعِندِيَ سِرٌّ بَذِيُّ الحَديثِ / كُنتُ عَنهُ في العالَمينَ الغَواني
إِذا رَملَةٌ لَم تَجِئ بِالنَباتِ / فَقَد جَهِلَت إِن سَقَتها السَواني
جَرَيتُ مَعَ الدَهرِ جَريَ المُطيعِ / بَينَ اللَياحِيِّ وَالأُرجُواني
كَأَنِّيَ في العَيشِ لَدنُ الغُصو / نِ مَن شاءَ قَوَّمَني أَو لَواني
وَلا لَونَ لِلماءِ فيما يُقالُ / وَلَكِن تَلَوُّنُهُ بِالأَواني
وَفي كُلِّ شَرٍّ دَعَتهُ الخُطوبُ / شَواسِعُ مَنفَعَةٍ أَو دَواني
وَأَجزاءُ تِرياقِهِم لا تَتِمُّ / إِلّا بِجُزءٍ مِنَ الأُفعُوانِ
فَلا تَمدَحاني يَمينَ الثَناءِ / فَأَحسَنُ مِن ذاكَ أَن تَهجُواني
وَإِنِّيَ مِن فِكرَتي وَالقَضا / ءِ ما بَينَ بَحرَينِ لا يَسجُوانِ
وَإِنَّ النَهارَ وَإِنَّ الظَلامَ / عَلى كُلِّ ذي غَفلَةٍ يَدجُوانِ
وَكَيفَ النَجاءُ وَلِلفَرقَدَينِ / فَضلٌ وَآلَيتُ لا يَنجُوانِ
فَلَم تَطلُبا شيمَتي ناشِئَينِ / وَعَمّا لَطَفتُ لَهُ تَحفُوانِ
فَإِن تَقفوا أَثَري تُحمَدا / وَإِن تَعرِفا النَهجَ لا تَقفُوانِ
وَقَد أَمَرَ الحِلمُ أَن تَفصَحا / وَنادى بِلُطفٍ أَلا تَعفُوانِ
فَلَن تَقذَيا بِاِغتِفارِ الذُنوبِ / وَلَكِن بِغُفرانِها تَصفُوانِ
وَلَولا القَذى طِرتُما في الهَواءِ / وَفي اللُجِّ أُلفَيتُما تَطفُوانِ
فَكونا مَعَ الناسِ كَالبارِقينِ / تَعُمّانِ بِالنورِ أَو تَخفُوانِ
فَلَم تُخلَقا مَلَكي قُدرَةٍ / إِذا ما هَفا الإِنسُ لا تَهفُوانِ
أَلَم تَرَنا عُصُرَي دَهرِنا / يَأودانِ بِالثِقلِ أَو يَأدُوانِ
وَما فَتِئَ الفَتَيانِ الحَياةَ / يَروحانِ بِالشَرِّ أَو يَغدُوانِ
عَدُوّانِ ما شَعَرا بِالحِمامِ / فَكَيفَ تَظَنُّهُما يَعدُوانِ
أَلا تَسمَعُ الآنَ صَوتَيهِما / بِكُلِّ اِمرِئٍ فيهِما يَحدُوانِ
وَما كَشَفَ البَحثُ سِرَّيهُما / وَما خِلتُ أَنَّهُما يَبدُوانِ
وَكَم سَرَوا عالَماً أَوَّلاً / وَما سَرُوا فَمَتى يَسرُوانِ
وَبَينَهُما أَهلَكَ الغابِرينَ / ما يَقرِيانِ وَما يَقرُوانِ
إِذا ما خَلا شَبَحي مِنهُما / فَما يُقفِرانِ وَلا يَخلُوانِ
قَلَينا البَقاءَ وَلَم يَبرَحا / بِنا في مَراحِلِهِ يَقلُوانِ
وَكَم أَجلَيا عَن رِجالٍ مَضَوا / وَأَخبارُ ما كانَ لا يَجلُوانِ
كَما خُلقا غَبَرا في العُصو / رِ لا يَرخُصانِ وَلا يَغلُوانِ
تَمُرُّ وَتَحلو لَنا الحادِثاتُ / وَما يَمقَرانِ وَلا يَحلُوانِ
إِذا تَلَوا عِظَةً فَالأَنا / مُ لا يَأذَنونَ لِما يَتلُوانِ
مُغِذّانِ بِالناسِ لا يَلغُبانِ / وَسَيفانِ لِلَّهِ لا يَنبُوانِ
وَلَو خُلِقا مِثلَ خَلقِ الجِيادِ / رَأَيتَهُما في المَدى يَكبُوانِ
لَعَلَّكُما إِن تَهُبَّ الصَبا / إِلى بَلَدٍ نازِحٍ تَصبُوانِ
فَلا رَيبَ أَنَّ الَّذي تُحبِيا / نِ أَفضَلُ مِنُ الَّذي تَحبُوانِ
فَعيشا أَبِيَّينِ لِلمُخزِيا / تِ مِثلَ السِماكينِ لا تَأبُوانِ
إِذا شَبَّتِ الشِعرِيانِ الوَقودَ / فَفي الحُكمِ أَنَّهُما تَخبُوانِ
وَكونا كَريمَينِ بَينَ الأَني / سِ لا تَنمُلانِ وَلا تَأثُوانِ
إِذا الخِلُّ أَعرَضَ لَم تُلفَيا / لِسوءِ أَحاديثِهِ تَنثُوانِ
وَإِن لَم تُهيلا إِلى مُعدِمٍ / طَعاماً فَيَكفيهِ ما تَحثُوانِ
وَجَهلٌ مُرادُ كَما في المَقيظِ / عَهداً مِنَ الوَردِ وَالأُقحُوانِ
وَما الحادِيانِ سِوى الجُندَبَي / نِ في حَرِّ هاجِرَةٍ يَنزُوانِ
وَما أَمِنَ البازِيانِ القِصاصَ / وَأَن يُؤخَذا بِالَّذي يَبزُوانِ
فَإِن تُهمِلا كُلَّ ما تَخزُنانِ / فَلَم يَأتِ بِالخَزيِ ما تَخزُوانِ
وَلا توجَدا أَبَداً كاهِنَينِ / تَروعانِ قَوماً بِما تَخزُوانِ
وَنُصّا إِلى اللَهِ مَغزاكُما / فَذَلِكَ أَفضَلُ ما تَغزُوانِ
وَلا تَعزُوا الخَيرَ إِلّا إِلَيهِ / فَيَجني الشِفاءُ بِما تَعزُوانِ
وَإِن عُرِّيَت كاسِياتُ الغُصو / نِ فَلتَكسُ بِالدِفءِ مَن تَكسُوانِ
وَضِنّا بِعُمرِكُما أَن يَضيعَ / وَلا تُفنِيا وَقتَهُ تَلهُوانِ
بِذِكرِ إِلَهِكُما فَأبَها / لَعَلَّكُما بِالتُقى تَبهُوانِ
فَيا رُبَّ طاهي صِلالٍ يَبيتُ / مُتَّخِذاً طَعمَهُ يَطهُوانِ
وَسيرا وَساعَينِ في المَكرُما / تِ لا تَدلُجانِ وَلا تَقطُوانِ
مَطا بِكُما قَدَرٌ لا يَزالُ / جَديداهُ في غَفلَةٍ يَمطُوانِ
فَوَيحٌ لِخاطِئَتَي مارِدٍ / تَنُصّانِ في ما لَهُ تَخطُوانِ
لَقَد فُقِدَ الخَيرُ بَينَ الأَنا
لَقَد فُقِدَ الخَيرُ بَينَ الأَنا / مِ وَالشُرُّ في كُلِّ وَجهٍ يَعِن
أَعِن بِجَميلٍ إِذا ما حَضَرتَ / وَعِد بِالسُكوتِ إِذا لَم تُعِن
وَإِن جاءَكَ المَوتُ فَاِفرَح بِهِ / لِتَخلُصَ مِن عالَمٍ قَد لُعِن
هُمُ ضَرَبوا حَيدَراً ساجِداً / وَحَسبُكَ مِن عُمَرٍ إِذا طُعِن

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025