المجموع : 5
أَصاحِ إِذا ما أَتاكَ القَضاءُ
أَصاحِ إِذا ما أَتاكَ القَضاءُ / لَم يَقِكَ الدُرعُ وَالجَوشَنُ
فَلا يَشكُوَنَّكَ جارُ الفَناءِ / يَقولُ تَعَدّى لَهُ رَوشَنُ
فَإِنَّ الَّذينَ أَحَبّوا الخُلو / دَ لانوا مِنَ الخَوفِ وَاِخشَوشَنوا
لَبيبٌ إِلى الدَهرِ لا يَركُنُ
لَبيبٌ إِلى الدَهرِ لا يَركُنُ / وَإِنقاذِيَ النَفسَ لا يُمكِنُ
فَحَسبي مِنَ المالِ قوتي بِهِ / وَحَسبي مِنَ البَلَدِ المَسكَنُ
أَقَمتُ بِرَغمي وَما طائِري
أَقَمتُ بِرَغمي وَما طائِري / بِراضٍ إِذا أَلِفَتهُ الوُكونُ
وَلي أَمَلٌ كَأَتمِّ القَنا / وَحالٌ كَأَقصَرِ سَهمٍ يَكونُ
فَيا أَلِفَ اللَفظِ لا تَأمُلي / حَراكاً فَما لَكِ إِلّا السُكونُ
أَوانِيَ هَمٌّ فَأَلقى أَواني
أَوانِيَ هَمٌّ فَأَلقى أَواني / وَقَد مَرَّ في الشَرخِ وَالعُنفُوانِ
وَضَعتُ بُوانيَّ في ذِلَّةٍ / وَأَلقَيتُ لِلحادِثاتِ البَواني
ثَوانِيَ ضَيفٌ فَلَم أَقرِهِ / أَوائِلَ مِن عَزمَتي أَو ثَواني
فَيا هِندُ وانٍ عَنِ المَكرُما / تِ مَن لا يُساوِرُ بِالهُندُواني
زَوانِيَ خَوفُ المَقامِ الذَمي / مِ عَن أَن أَكونَ خَليلَ الزَواني
رَوانِيَ صَبري فَأَضحَت إِلَيَّ / عُيونٌ عَلى غَفَلاتٍ رَواني
عَواني قَضاءٌ دُوينَ المُرادِ / وَما بِكرُ شَأنِكَ مِثلُ العَوانِ
وَهَل جَعَلَ الشائِماتِ الوَميضَ / تَوانِيَ غَيرُ اِتِّصالِ التَواني
فَما لِرِكابِكَ هَذي الوُقوفِ / عَدا حادِيَيها الَّذي يَرجُوانِ
حَوانِيَ لِلوِردِ أَعناقَها / وَما عَلِمتُ أَيَّ وَقتٍ حَواني
وَلَم يَلقَ في دَهرِهِ أَجرَبِيٌّ / هَوانِيَ فَليَنأَ عَنّي هَواني
وَعِندِيَ سِرٌّ بَذِيُّ الحَديثِ / كُنتُ عَنهُ في العالَمينَ الغَواني
إِذا رَملَةٌ لَم تَجِئ بِالنَباتِ / فَقَد جَهِلَت إِن سَقَتها السَواني
جَرَيتُ مَعَ الدَهرِ جَريَ المُطيعِ / بَينَ اللَياحِيِّ وَالأُرجُواني
كَأَنِّيَ في العَيشِ لَدنُ الغُصو / نِ مَن شاءَ قَوَّمَني أَو لَواني
وَلا لَونَ لِلماءِ فيما يُقالُ / وَلَكِن تَلَوُّنُهُ بِالأَواني
وَفي كُلِّ شَرٍّ دَعَتهُ الخُطوبُ / شَواسِعُ مَنفَعَةٍ أَو دَواني
وَأَجزاءُ تِرياقِهِم لا تَتِمُّ / إِلّا بِجُزءٍ مِنَ الأُفعُوانِ
فَلا تَمدَحاني يَمينَ الثَناءِ / فَأَحسَنُ مِن ذاكَ أَن تَهجُواني
وَإِنِّيَ مِن فِكرَتي وَالقَضا / ءِ ما بَينَ بَحرَينِ لا يَسجُوانِ
وَإِنَّ النَهارَ وَإِنَّ الظَلامَ / عَلى كُلِّ ذي غَفلَةٍ يَدجُوانِ
وَكَيفَ النَجاءُ وَلِلفَرقَدَينِ / فَضلٌ وَآلَيتُ لا يَنجُوانِ
فَلَم تَطلُبا شيمَتي ناشِئَينِ / وَعَمّا لَطَفتُ لَهُ تَحفُوانِ
فَإِن تَقفوا أَثَري تُحمَدا / وَإِن تَعرِفا النَهجَ لا تَقفُوانِ
وَقَد أَمَرَ الحِلمُ أَن تَفصَحا / وَنادى بِلُطفٍ أَلا تَعفُوانِ
فَلَن تَقذَيا بِاِغتِفارِ الذُنوبِ / وَلَكِن بِغُفرانِها تَصفُوانِ
وَلَولا القَذى طِرتُما في الهَواءِ / وَفي اللُجِّ أُلفَيتُما تَطفُوانِ
فَكونا مَعَ الناسِ كَالبارِقينِ / تَعُمّانِ بِالنورِ أَو تَخفُوانِ
فَلَم تُخلَقا مَلَكي قُدرَةٍ / إِذا ما هَفا الإِنسُ لا تَهفُوانِ
أَلَم تَرَنا عُصُرَي دَهرِنا / يَأودانِ بِالثِقلِ أَو يَأدُوانِ
وَما فَتِئَ الفَتَيانِ الحَياةَ / يَروحانِ بِالشَرِّ أَو يَغدُوانِ
عَدُوّانِ ما شَعَرا بِالحِمامِ / فَكَيفَ تَظَنُّهُما يَعدُوانِ
أَلا تَسمَعُ الآنَ صَوتَيهِما / بِكُلِّ اِمرِئٍ فيهِما يَحدُوانِ
وَما كَشَفَ البَحثُ سِرَّيهُما / وَما خِلتُ أَنَّهُما يَبدُوانِ
وَكَم سَرَوا عالَماً أَوَّلاً / وَما سَرُوا فَمَتى يَسرُوانِ
وَبَينَهُما أَهلَكَ الغابِرينَ / ما يَقرِيانِ وَما يَقرُوانِ
إِذا ما خَلا شَبَحي مِنهُما / فَما يُقفِرانِ وَلا يَخلُوانِ
قَلَينا البَقاءَ وَلَم يَبرَحا / بِنا في مَراحِلِهِ يَقلُوانِ
وَكَم أَجلَيا عَن رِجالٍ مَضَوا / وَأَخبارُ ما كانَ لا يَجلُوانِ
كَما خُلقا غَبَرا في العُصو / رِ لا يَرخُصانِ وَلا يَغلُوانِ
تَمُرُّ وَتَحلو لَنا الحادِثاتُ / وَما يَمقَرانِ وَلا يَحلُوانِ
إِذا تَلَوا عِظَةً فَالأَنا / مُ لا يَأذَنونَ لِما يَتلُوانِ
مُغِذّانِ بِالناسِ لا يَلغُبانِ / وَسَيفانِ لِلَّهِ لا يَنبُوانِ
وَلَو خُلِقا مِثلَ خَلقِ الجِيادِ / رَأَيتَهُما في المَدى يَكبُوانِ
لَعَلَّكُما إِن تَهُبَّ الصَبا / إِلى بَلَدٍ نازِحٍ تَصبُوانِ
فَلا رَيبَ أَنَّ الَّذي تُحبِيا / نِ أَفضَلُ مِنُ الَّذي تَحبُوانِ
فَعيشا أَبِيَّينِ لِلمُخزِيا / تِ مِثلَ السِماكينِ لا تَأبُوانِ
إِذا شَبَّتِ الشِعرِيانِ الوَقودَ / فَفي الحُكمِ أَنَّهُما تَخبُوانِ
وَكونا كَريمَينِ بَينَ الأَني / سِ لا تَنمُلانِ وَلا تَأثُوانِ
إِذا الخِلُّ أَعرَضَ لَم تُلفَيا / لِسوءِ أَحاديثِهِ تَنثُوانِ
وَإِن لَم تُهيلا إِلى مُعدِمٍ / طَعاماً فَيَكفيهِ ما تَحثُوانِ
وَجَهلٌ مُرادُ كَما في المَقيظِ / عَهداً مِنَ الوَردِ وَالأُقحُوانِ
وَما الحادِيانِ سِوى الجُندَبَي / نِ في حَرِّ هاجِرَةٍ يَنزُوانِ
وَما أَمِنَ البازِيانِ القِصاصَ / وَأَن يُؤخَذا بِالَّذي يَبزُوانِ
فَإِن تُهمِلا كُلَّ ما تَخزُنانِ / فَلَم يَأتِ بِالخَزيِ ما تَخزُوانِ
وَلا توجَدا أَبَداً كاهِنَينِ / تَروعانِ قَوماً بِما تَخزُوانِ
وَنُصّا إِلى اللَهِ مَغزاكُما / فَذَلِكَ أَفضَلُ ما تَغزُوانِ
وَلا تَعزُوا الخَيرَ إِلّا إِلَيهِ / فَيَجني الشِفاءُ بِما تَعزُوانِ
وَإِن عُرِّيَت كاسِياتُ الغُصو / نِ فَلتَكسُ بِالدِفءِ مَن تَكسُوانِ
وَضِنّا بِعُمرِكُما أَن يَضيعَ / وَلا تُفنِيا وَقتَهُ تَلهُوانِ
بِذِكرِ إِلَهِكُما فَأبَها / لَعَلَّكُما بِالتُقى تَبهُوانِ
فَيا رُبَّ طاهي صِلالٍ يَبيتُ / مُتَّخِذاً طَعمَهُ يَطهُوانِ
وَسيرا وَساعَينِ في المَكرُما / تِ لا تَدلُجانِ وَلا تَقطُوانِ
مَطا بِكُما قَدَرٌ لا يَزالُ / جَديداهُ في غَفلَةٍ يَمطُوانِ
فَوَيحٌ لِخاطِئَتَي مارِدٍ / تَنُصّانِ في ما لَهُ تَخطُوانِ
لَقَد فُقِدَ الخَيرُ بَينَ الأَنا
لَقَد فُقِدَ الخَيرُ بَينَ الأَنا / مِ وَالشُرُّ في كُلِّ وَجهٍ يَعِن
أَعِن بِجَميلٍ إِذا ما حَضَرتَ / وَعِد بِالسُكوتِ إِذا لَم تُعِن
وَإِن جاءَكَ المَوتُ فَاِفرَح بِهِ / لِتَخلُصَ مِن عالَمٍ قَد لُعِن
هُمُ ضَرَبوا حَيدَراً ساجِداً / وَحَسبُكَ مِن عُمَرٍ إِذا طُعِن