المجموع : 5
نَعَوهُ عَلى ضَنِّ قَلبي بِهِ
نَعَوهُ عَلى ضَنِّ قَلبي بِهِ / فَلِلَّهِ ماذا نَعى الناعِيانِ
رَضيعُ وَلاءٍ لَهُ شُعبَةٌ / مِنَ القَلبِ فَوقَ رَضيعِ اللِبانِ
بَكَيتُكَ لِلشُرَّدِ السائِرا / تِ تَعبِقُ أَلفاظُها بِالمَعاني
مَواسِمُ تُعلَطُ مِنها الجِباهُ / بِأَشهَرِ مِن مَطلَعِ الزِبرِقانِ
جَوائِفُ تَبقى أَخاديدُها / عِماقاً وَتَعفو نُدوبُ الطَعانِ
تَبِضُّ إِلى اليَومِ آثارُها / بِأَحمَرَ مِن عانِدٍ الطَعنَ قاني
قَعاقِعُهُنَّ تُشَنُّ الحُتوفَ / إِذا هُنَّ أَوعَدنَ لا بِالشِنانِ
وَما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَنونَ / تَفُلُّ مَضارِبَ ذاكَ اللِسانِ
لِسانٌ هُوَ الأَزرَقُ القَعضَبِيُّ / تَمَضمَضَ مِن ريقَةِ الأُفعُوانِ
لَهُ شَفَتا مِبرَدِ الهالِكِي / يِ أَنحى بِجانِبِهِ غَيرَ واني
إِذا لَزَّ بِالعِرضِ مِبراتُهُ / تَصَدَّعَ صَدعَ الرِداءِ اليَماني
يَرى المَوتَ أَن قَد طَوى مَضغَةً / وَلَم يَطوِ إِلّا غِرارَي سِنانِ
فَأَينَ تَسَرُّعُهُ لِلنِضالِ / وهَبّاتُهُ لِلطِوالِ اللِدانِ
يَشُلُّ الجَوائِحَ شَلَّ السِياطِ / وَيَلوي الجَوانِحَ لَيَّ العِنانِ
وَإِن شاءَ كانَ جِماحَ الجِماحِ / وَإِن شاءَ كانَ حِماحَ الحِرانِ
يَهابُ الشُجاعُ غَذاميرَهُ / عَلى البُعدِ مِنهُ مَهابَ الجَبانِ
وَتَعنو المُلوكُ لَهُ خيفَةً / إِذا راعَ قَبلَ اللَظى بِالدُخانِ
وَكَم صاحِبٍ كَمَناطِ الفُؤادِ / عَنانِيَ مِن يَومِهِ ما عَناني
قَدِ اِنتَزَعَت مِن يَدَيَّ المَنونُ / وَلَم يُغنِ ضَمّي عَلَيهِ بَناني
فَزُل كَزِيالِ الشَبابِ الرَطي / بِ خانَكَ يَومَ لِقاءِ الغَواتي
لِيَبكِ الزَمانُ طَويلاً عَلَيكَ / فَقَد كُنتَ خِفَّةَ روحِ الزَمانِ
ذَكَرتُكِ ذَكرَةَ لا ذاهِلٍ
ذَكَرتُكِ ذَكرَةَ لا ذاهِلٍ / وَلا نازِعٍ قَلبُهُ وَالجَنانُ
أُعاوِدُ مِنكِ عِدادَ السَليمِ / فَيا دينَ قَلبِيَ ماذا يُدانُ
عَواطِفُ مِن مُقلِقاتِ الغَرا / مِ يَومَ دُموعي بِها أَروِنانُ
وَيَأبى الجَوى أَن أُسِرَّ الجَوى / إِذا مُلِئَ القَلبُ فاضَ اللِسانُ
وَما خَيرُ عَينٍ خَبا نورُها / وَيُمنى يَدٍ جُذَّ مِنها البَنانُ
فَيا أَثَرَ الحُبُّ أَنّى بَقيتَ / وَقَد بانَ مِمَّن أُحِبُّ العِيانُ
وَقالوا تَسَلَّ بِأَترابِها / فَأَينَ الشَبابُ وَأَينَ الزَمانُ
أَذاعَ بِذي العَهدِ عِرفانُهُ
أَذاعَ بِذي العَهدِ عِرفانُهُ / وَعاوَدَ لِلقَلبِ أَديانُهُ
وَأُضرَبَ سَمعٌ عَنِ العاذِلاتِ / لَها شانُها وَلَهُ شانُهُ
وَماطَلَ قَلباً بِإِبلالِهِ / مِطالُ الغَريمِ وَلَيّانُهُ
أَهاجَكَ ذا الحَيُّ مِن وائِلٍ / تُحَمَّلُ لِلبَينِ أَظعانُهُ
نَأى السِربُ عَنكَ وَعَهدي بِهِ / تَكَنَّسُ في القَلبِ غِزلانُهُ
لَئِن أَوحَشَ الرَبعَ حُلّالُه / لَقَد عَمَرَ القَلبَ سُكّانُهُ
مَرَرنَ غُدوّاً بِرَوضِ الصَري / مِ راقَ مِنَ النَورِ ظُهرانُهُ
فَحَنَّ لِإِلمامِهِم أَثلُهُ / وَمالَ إِلى قُربِهِم بانُهُ
وَما حَمَلَت مِثلَ تِلكَ البُدو / رِ بَينَ الذَوائِبِ أَغصانُهُ
وَلي ناظِرٌ بَعدَ بَينَ الخَلي / طِ ماتَ مِنَ الدَمعِ إِنسانُهُ
رِواءٌ مِنَ الماءِ آماقُهُ / ظِماءٌ مِنَ النَومِ أَجفانُهُ
يَروحُ بِهِم ساهِراً طَرفُه / وَيَغدو لَهُم دامِعاً شانُهُ
يُراخي الهَوى فَأُريغُ السَلُوَّ / قَليلاً وَتَجذَبُ أَشطانُهُ
فَأَينَ مِنَ الداءِ إِفراقُهُ / وَأَينَ مِنَ القَلبِ سُلوانُهُ
فَيا ظالِماً طَيِّباً ظُلمُهُ / كَثيراً عَلى القَلبِ أَعوانُهُ
تَبِعتُ فُؤادي إِلى حُبِّهِ / مُطيعاً وَإِن لَجَّ عِصيانُهُ
يُباعُ بِسَومِكَ حَبُّ القُلوبِ / وَتَغلَقُ عِندَكَ أَثمانُهُ
وَشَرُّ الإِساءَةِ مِن مالِكٍ / أَساءَ وَما نيلَ إِحسانُهُ
وَقَد كُنتُ أُشفِقُ مِن ذا الصُدو / دِ مُذ أَودَعَ القَلبَ خُوّانُهُ
وَيا راكِباً لَجلَجَت نِضوَهُ / ثَنايا الغُوَيرِ وَنَجرانُهُ
يُرَوِّعُهُ الصُبحُ إِسفارُهُ / وَيُؤنِسُهُ اللَيلُ إِدجانُهُ
إِذا مَنزِلٌ آنَ تَعريسُهُ / طَواهُ عَلى الأَينِ ظُعّانُهُ
تَحَمَّل أَلوكَةَ حامي الضُلو / عِ طالَ مِنَ البَينِ إِرنانُهُ
إِلى الحَيِّ مِن يَمتُنٍ إِنَّهُمُ / وَدائِعُ قَلبي وَخُلصانُهُ
لَنالوا مِنَ القَلبِ ما لَم يَنَل / زَعازِعُ حَيٍّ وَشَيحانُهُ
لَأَنتُم أَسِنَّةُ يَومِ الطِعانِ / إِذا أَسلَمَ السَرحَ فُرسانُهُ
كَأَنَّ الجِيادَ تَسامى بِكُم / قِنانُ الشَريفِ وَعُقبانُهُ
وَهَل زانَ تيجانُهُ أُسرَةً / جِباهُهُمُ الغُرُّ تيجانُهُ
وَإِنَّ رِباطَ بَني مالِكٍ / تُقادُ إِلى المَوتِ أَرسانُهُ
إِذا الفَيلَقُ المَجرُ أَدلى لَهُ / إِلى قُلُبِ الذِمرِ مُرّانُهُ
يَكونُ سِواكُم عَقابيلَهُ / وَأَنتُم إِلى الطَعنِ سَرعانُهُ
وَما كُلُّ أَصلٍ كَريمِ العُرو / قِ تَأبى عَلى الغَمزِ عَيدانُهُ
لَكُم كُلَّ جَمعٍ كَما أَقبَلَت / تَمَوَّجُ بِالنَحلِ غيرانُهُ
كَأَنَّ أَسِنَّتَهُ في القَنا / شَرارٌ ظُبى البيضِ نيرانُهُ
هَلِ المَوتُ إِلّا إِذا اِستَجمَعَت / كُعوبُ القَنيَّ وَأَيمانُهُ
إِذا دَبَّرَ الطَعنَ أوهِمتُهُ / تَنِمُّ إِلى النَجمِ خِرصانُهُ
لَقَد ضَلَّ عَهدُكُمُ بِاللَوى / وَطالَ بِدَمعِيَ نِشدانُهُ
أَناقِشُكُم وَوَراءَ النِقا / شِ أَنفُ العَلوقِ وَرِئمانُهُ
وَأَهجُرُكُم هَجرَ مُستَعتِبٍ / وَكَم وامِقٍ طالَ هِجرانُهُ
فَأَنأى وَأَقرَبُ أوبِ الظَلي / مِ يَنتَظِرُ الطُعمَ رِئلانُهُ
سَيَبعَدُ عَنكُم عَلى حَسرَةٍ / طَويلُ جَوى القَلبِ أَسوانُهُ
تَبَدَّلُ بِالمَرءِ أَحبابُهُ / وَتَنبو عَلى المَرءِ أَوطانُهُ
إِذا مَنزِلٌ رابَ سُكّانَهُ / مِنَ الأَرضِ حُرِّمَ إيطانُهُ
إِذا كانَ صَعباً تَناسى الحَنينَ / إِلَيكُم فَهَيهاتَ نِسيانُهُ
وَشَيَّبَني وَالصِبا وارِقٌ / عَلَيَّ وَما اِنجابَ رَيعانُهُ
حَميمٌ تَقَلَّبُ أَخلاقُهُ / وَمَولىً تَلَوَّنُ أَلوانُهُ
ضَلالاً لِسائِلِ هَذي المَغاني
ضَلالاً لِسائِلِ هَذي المَغاني / وَغَيّاً لِطالِبِ تِلكَ الغَواني
وَما أَرَبي بِسُؤالِ الطُلو / لِ إِلّا تَذَكُّرُ ماضي زَماني
خَليلَيَّ إِن جُزتُما ضارِجاً / فَكُرّا المَطِيَّ وَرُدّا المَثاني
وَعوجا عَلَيَّ أُحَيِّ الدِيارَ / فَإِنَّ الدِيارَ لِمَن تَعلَمانِ
سَقاكِ وَلَو بِطَما مُهجَتي / نُجومُ السِماكِ أَوِ المِرزَمانِ
وَلازالَ جَوُّكِ في ناضِرٍ / مِنَ النورِ يَحمَدُهُ الرائِدانِ
لَيالِيَ بَينَ بُرودِ الشَبا / بِ مَنِّيَ غُصنٌ رَطيبُ المَجاني
وَقَد رَجَّلَ البيضُ مِن لِمَّتي / بِطِفلِ الأَنامِلِ بَضِّ البَنانِ
أَفَالآنَ لَمّا أَضاءَ المَشيبُ / وَأَمسى الصَبا ثانِياً مِن عَناني
وَقَد صُقِلَ السَيفُ بَعدَ الصَدا / وَبانَ لَظى النارِ بَعدَ الدُخانِ
يَرُدُّ الزَمانُ عَلَيَّ الهَوى / وَيَطمَعُ في هَفوَةٍ مِن جَناني
فَقُل لِلَّيالي أَلا فَاِقصِري / كَفانِيَ ما عِندَ قَلبي كَفاني
فَإِنَّ المُوَفَّقَ لي جُنَّةٌ / أَرُدَّ بِها كُلَّ رامٍ رَماني
أَغَرُّ هِجانٌ وَما المَكرُماتُ / بِطَوعي لِغَيرِ الأَغَرَّ الهِجانِ
أَيا عِمدَةَ المُلكِ لا اِستُهدِمَت / ذُراهُ وَأَنتَ لَها اليَومَ باني
وَكَيفَ يَني المُلكُ عَمّا تَرومُ / وَسَعيُكَ مِن دونِهِ غَيرُ واني
شَدَدتَ قُواهُ إِلى هَضبَةٍ / أَواخيُّها كُلُّ عَضبٍ يَماني
مَآثِرُ ثَبَّتَّ أَطنابَها / عَلى النَجمِ وَالقَمَرِ الإِضحِيانِ
حَدَوتَ إِلى فارِسٍ بِالرِماحِ / بِكَرِّ الرَدى يَومَ حَربٍ عَوانِ
وَجُرداً تُفالِتُ أَرسانَها / لِيَومِ النِزالِ وَيَومِ الرِهانِ
وَأَقبَلتَها كَذِئابِ الفَضى / تُعاسِلُ في الفَيلَقِ الأَرجُوانِ
تَلَمَّظُ أَلسِنَةُ السَمهَرِي / يِ ما بَينَ آذانِها لِلطِعانِ
بِأَيدي جَرِيّينَ لا كوا الحُرو / بَ وَاِرتَضَعوها اِرتِضاعَ اللِبانِ
بِحَيثُ تَرى العِزَّ أُمُّ الشُجاعِ / وَتَقنَعُ بِالذُلِّ أَمُّ الجِبانِ
عَلى كُلِّ مُعطٍ عَلَيَّ السِيا / طَ لا يَستَرِدُّ بِغَيرِ العِنانِ
يَكُرُّ إِلى الطِعنِ سامي اللِبانِ / وَيَثني عَنِ الطَعنِ دامي البَنانِ
سَرى يَعجِزُ النَجمُ عَن طُرقِهِ / طَويلٌ إِذا نامَ لَيلُ الهِدانِ
وَعَزمٍ يُشاوِرُ حَدَّ الحُسامِ / وَيَدنو وَقائِمُهُ غَيرُ داني
مَواقِفُ يَذهَلُ فيها الشُجاعُ / فَما الظَنُّ بِالعاجِزِ الهَيَّبانِ
نَثَرتَ العِدا بِدَداً بَعدَما / نَظَمتَ المَمالِكِ نَظمَ الجُمانِ
وَكَم عُصبَةٍ أَوضَعَت في الضَلالِ / تُنَقِّبُ عَن يَومِها الأَروَنانِ
جَذَبتَ عَنِ الغَيِّ أَرسانَها / وَقَد شا فَهَتها المَنايا الدَواني
وَأَرسَلتَها بِغِرارِ الحُسامِ / وَخاطَبتَها بِلِسانِ السِنانِ
فَأَعطَتكَ آبِيَ أَعناقِها / تُطيعُ المَقاوِدَ بَعدَ الحِرانِ
تَشَكّى مَوارِنُها في يَدَي / كَ مَسَّ الخِشاشِ وَجَذبَ العِرانِ
فَضائِلُ أَلَّفتَ أَشتاتَها / وَلَم تَكُ مَوجودَةً بِالعِيانِ
فَما القَلَمُ اللَدنُ في راحَتَيكَ / بِأَولى مِنَ الأَسَلاتِ اللِدانِ
لِتَهنِكَ نَعماءُ سُربِلتَها / تَقَطَّعُ عَنها العُيونُ الرَواني
عَلى لَقَبٍ بَيَّنَت صِدقَهُ / مَناقِبُكَ الغُرُّ كُلَّ البَيانِ
وَأَلقابُ قَومٍ إِذا بُرتَها / تَبايَنُ أَلفاظُها وَالمَعاني
فَلا اِرتَجَعَ العِزَّ مُعطيكَهُ / وَلا زِلتَ مِن عَشرَةٍ في أَمانِ
وَلازَمَ ثَوبَيكَ صِبغُ العُلى / كَما لَزِمَت صِبغَةُ الزِبرِقانِ
فَما دُمتَ فَالمُلكُ واري الزِنا / دِ صافي المَوارِدِ عالي المَباني
لَقَد نالَ مِن عِزِّكَ الأَبعَدونَ / وَقَرَّبَ مِن شَأنِهِ غَيرُ شاني
فَرِشني أَكُن لَكَ سَهمَ النِضالِ / وَاِغصِب عَلَيَّ يَدَي مَن بَراني
وَحُك لِيَ بُردَ العُلى ضافِياً / أَحُك لَكَ أَمثالَهُ مِن لِساني
إِذا كُنتَ عَوني فَمَن ذا الَّذي / يُثَبِّطُني عَن بُلوغِ الأَماني
وَأَنتَ الزَمانُ وَأَنّى يَخي / بُ مَن كانَ مُستَشفِعاً بِالزَمانِ
وَبَرقٍ حَدا المُزنَ حَدوَ الثِقالِ
وَبَرقٍ حَدا المُزنَ حَدوَ الثِقالِ / يُزَجّي عَلى الأَينِ حيناً فَحينا
كَراعي العِشارِ أَحَسَّ الظَلامَ / فَساقَ الهَجائِنَ بيضاً وَجونا