القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف الرَّضي الكل
المجموع : 5
نَعَوهُ عَلى ضَنِّ قَلبي بِهِ
نَعَوهُ عَلى ضَنِّ قَلبي بِهِ / فَلِلَّهِ ماذا نَعى الناعِيانِ
رَضيعُ وَلاءٍ لَهُ شُعبَةٌ / مِنَ القَلبِ فَوقَ رَضيعِ اللِبانِ
بَكَيتُكَ لِلشُرَّدِ السائِرا / تِ تَعبِقُ أَلفاظُها بِالمَعاني
مَواسِمُ تُعلَطُ مِنها الجِباهُ / بِأَشهَرِ مِن مَطلَعِ الزِبرِقانِ
جَوائِفُ تَبقى أَخاديدُها / عِماقاً وَتَعفو نُدوبُ الطَعانِ
تَبِضُّ إِلى اليَومِ آثارُها / بِأَحمَرَ مِن عانِدٍ الطَعنَ قاني
قَعاقِعُهُنَّ تُشَنُّ الحُتوفَ / إِذا هُنَّ أَوعَدنَ لا بِالشِنانِ
وَما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَنونَ / تَفُلُّ مَضارِبَ ذاكَ اللِسانِ
لِسانٌ هُوَ الأَزرَقُ القَعضَبِيُّ / تَمَضمَضَ مِن ريقَةِ الأُفعُوانِ
لَهُ شَفَتا مِبرَدِ الهالِكِي / يِ أَنحى بِجانِبِهِ غَيرَ واني
إِذا لَزَّ بِالعِرضِ مِبراتُهُ / تَصَدَّعَ صَدعَ الرِداءِ اليَماني
يَرى المَوتَ أَن قَد طَوى مَضغَةً / وَلَم يَطوِ إِلّا غِرارَي سِنانِ
فَأَينَ تَسَرُّعُهُ لِلنِضالِ / وهَبّاتُهُ لِلطِوالِ اللِدانِ
يَشُلُّ الجَوائِحَ شَلَّ السِياطِ / وَيَلوي الجَوانِحَ لَيَّ العِنانِ
وَإِن شاءَ كانَ جِماحَ الجِماحِ / وَإِن شاءَ كانَ حِماحَ الحِرانِ
يَهابُ الشُجاعُ غَذاميرَهُ / عَلى البُعدِ مِنهُ مَهابَ الجَبانِ
وَتَعنو المُلوكُ لَهُ خيفَةً / إِذا راعَ قَبلَ اللَظى بِالدُخانِ
وَكَم صاحِبٍ كَمَناطِ الفُؤادِ / عَنانِيَ مِن يَومِهِ ما عَناني
قَدِ اِنتَزَعَت مِن يَدَيَّ المَنونُ / وَلَم يُغنِ ضَمّي عَلَيهِ بَناني
فَزُل كَزِيالِ الشَبابِ الرَطي / بِ خانَكَ يَومَ لِقاءِ الغَواتي
لِيَبكِ الزَمانُ طَويلاً عَلَيكَ / فَقَد كُنتَ خِفَّةَ روحِ الزَمانِ
ذَكَرتُكِ ذَكرَةَ لا ذاهِلٍ
ذَكَرتُكِ ذَكرَةَ لا ذاهِلٍ / وَلا نازِعٍ قَلبُهُ وَالجَنانُ
أُعاوِدُ مِنكِ عِدادَ السَليمِ / فَيا دينَ قَلبِيَ ماذا يُدانُ
عَواطِفُ مِن مُقلِقاتِ الغَرا / مِ يَومَ دُموعي بِها أَروِنانُ
وَيَأبى الجَوى أَن أُسِرَّ الجَوى / إِذا مُلِئَ القَلبُ فاضَ اللِسانُ
وَما خَيرُ عَينٍ خَبا نورُها / وَيُمنى يَدٍ جُذَّ مِنها البَنانُ
فَيا أَثَرَ الحُبُّ أَنّى بَقيتَ / وَقَد بانَ مِمَّن أُحِبُّ العِيانُ
وَقالوا تَسَلَّ بِأَترابِها / فَأَينَ الشَبابُ وَأَينَ الزَمانُ
أَذاعَ بِذي العَهدِ عِرفانُهُ
أَذاعَ بِذي العَهدِ عِرفانُهُ / وَعاوَدَ لِلقَلبِ أَديانُهُ
وَأُضرَبَ سَمعٌ عَنِ العاذِلاتِ / لَها شانُها وَلَهُ شانُهُ
وَماطَلَ قَلباً بِإِبلالِهِ / مِطالُ الغَريمِ وَلَيّانُهُ
أَهاجَكَ ذا الحَيُّ مِن وائِلٍ / تُحَمَّلُ لِلبَينِ أَظعانُهُ
نَأى السِربُ عَنكَ وَعَهدي بِهِ / تَكَنَّسُ في القَلبِ غِزلانُهُ
لَئِن أَوحَشَ الرَبعَ حُلّالُه / لَقَد عَمَرَ القَلبَ سُكّانُهُ
مَرَرنَ غُدوّاً بِرَوضِ الصَري / مِ راقَ مِنَ النَورِ ظُهرانُهُ
فَحَنَّ لِإِلمامِهِم أَثلُهُ / وَمالَ إِلى قُربِهِم بانُهُ
وَما حَمَلَت مِثلَ تِلكَ البُدو / رِ بَينَ الذَوائِبِ أَغصانُهُ
وَلي ناظِرٌ بَعدَ بَينَ الخَلي / طِ ماتَ مِنَ الدَمعِ إِنسانُهُ
رِواءٌ مِنَ الماءِ آماقُهُ / ظِماءٌ مِنَ النَومِ أَجفانُهُ
يَروحُ بِهِم ساهِراً طَرفُه / وَيَغدو لَهُم دامِعاً شانُهُ
يُراخي الهَوى فَأُريغُ السَلُوَّ / قَليلاً وَتَجذَبُ أَشطانُهُ
فَأَينَ مِنَ الداءِ إِفراقُهُ / وَأَينَ مِنَ القَلبِ سُلوانُهُ
فَيا ظالِماً طَيِّباً ظُلمُهُ / كَثيراً عَلى القَلبِ أَعوانُهُ
تَبِعتُ فُؤادي إِلى حُبِّهِ / مُطيعاً وَإِن لَجَّ عِصيانُهُ
يُباعُ بِسَومِكَ حَبُّ القُلوبِ / وَتَغلَقُ عِندَكَ أَثمانُهُ
وَشَرُّ الإِساءَةِ مِن مالِكٍ / أَساءَ وَما نيلَ إِحسانُهُ
وَقَد كُنتُ أُشفِقُ مِن ذا الصُدو / دِ مُذ أَودَعَ القَلبَ خُوّانُهُ
وَيا راكِباً لَجلَجَت نِضوَهُ / ثَنايا الغُوَيرِ وَنَجرانُهُ
يُرَوِّعُهُ الصُبحُ إِسفارُهُ / وَيُؤنِسُهُ اللَيلُ إِدجانُهُ
إِذا مَنزِلٌ آنَ تَعريسُهُ / طَواهُ عَلى الأَينِ ظُعّانُهُ
تَحَمَّل أَلوكَةَ حامي الضُلو / عِ طالَ مِنَ البَينِ إِرنانُهُ
إِلى الحَيِّ مِن يَمتُنٍ إِنَّهُمُ / وَدائِعُ قَلبي وَخُلصانُهُ
لَنالوا مِنَ القَلبِ ما لَم يَنَل / زَعازِعُ حَيٍّ وَشَيحانُهُ
لَأَنتُم أَسِنَّةُ يَومِ الطِعانِ / إِذا أَسلَمَ السَرحَ فُرسانُهُ
كَأَنَّ الجِيادَ تَسامى بِكُم / قِنانُ الشَريفِ وَعُقبانُهُ
وَهَل زانَ تيجانُهُ أُسرَةً / جِباهُهُمُ الغُرُّ تيجانُهُ
وَإِنَّ رِباطَ بَني مالِكٍ / تُقادُ إِلى المَوتِ أَرسانُهُ
إِذا الفَيلَقُ المَجرُ أَدلى لَهُ / إِلى قُلُبِ الذِمرِ مُرّانُهُ
يَكونُ سِواكُم عَقابيلَهُ / وَأَنتُم إِلى الطَعنِ سَرعانُهُ
وَما كُلُّ أَصلٍ كَريمِ العُرو / قِ تَأبى عَلى الغَمزِ عَيدانُهُ
لَكُم كُلَّ جَمعٍ كَما أَقبَلَت / تَمَوَّجُ بِالنَحلِ غيرانُهُ
كَأَنَّ أَسِنَّتَهُ في القَنا / شَرارٌ ظُبى البيضِ نيرانُهُ
هَلِ المَوتُ إِلّا إِذا اِستَجمَعَت / كُعوبُ القَنيَّ وَأَيمانُهُ
إِذا دَبَّرَ الطَعنَ أوهِمتُهُ / تَنِمُّ إِلى النَجمِ خِرصانُهُ
لَقَد ضَلَّ عَهدُكُمُ بِاللَوى / وَطالَ بِدَمعِيَ نِشدانُهُ
أَناقِشُكُم وَوَراءَ النِقا / شِ أَنفُ العَلوقِ وَرِئمانُهُ
وَأَهجُرُكُم هَجرَ مُستَعتِبٍ / وَكَم وامِقٍ طالَ هِجرانُهُ
فَأَنأى وَأَقرَبُ أوبِ الظَلي / مِ يَنتَظِرُ الطُعمَ رِئلانُهُ
سَيَبعَدُ عَنكُم عَلى حَسرَةٍ / طَويلُ جَوى القَلبِ أَسوانُهُ
تَبَدَّلُ بِالمَرءِ أَحبابُهُ / وَتَنبو عَلى المَرءِ أَوطانُهُ
إِذا مَنزِلٌ رابَ سُكّانَهُ / مِنَ الأَرضِ حُرِّمَ إيطانُهُ
إِذا كانَ صَعباً تَناسى الحَنينَ / إِلَيكُم فَهَيهاتَ نِسيانُهُ
وَشَيَّبَني وَالصِبا وارِقٌ / عَلَيَّ وَما اِنجابَ رَيعانُهُ
حَميمٌ تَقَلَّبُ أَخلاقُهُ / وَمَولىً تَلَوَّنُ أَلوانُهُ
ضَلالاً لِسائِلِ هَذي المَغاني
ضَلالاً لِسائِلِ هَذي المَغاني / وَغَيّاً لِطالِبِ تِلكَ الغَواني
وَما أَرَبي بِسُؤالِ الطُلو / لِ إِلّا تَذَكُّرُ ماضي زَماني
خَليلَيَّ إِن جُزتُما ضارِجاً / فَكُرّا المَطِيَّ وَرُدّا المَثاني
وَعوجا عَلَيَّ أُحَيِّ الدِيارَ / فَإِنَّ الدِيارَ لِمَن تَعلَمانِ
سَقاكِ وَلَو بِطَما مُهجَتي / نُجومُ السِماكِ أَوِ المِرزَمانِ
وَلازالَ جَوُّكِ في ناضِرٍ / مِنَ النورِ يَحمَدُهُ الرائِدانِ
لَيالِيَ بَينَ بُرودِ الشَبا / بِ مَنِّيَ غُصنٌ رَطيبُ المَجاني
وَقَد رَجَّلَ البيضُ مِن لِمَّتي / بِطِفلِ الأَنامِلِ بَضِّ البَنانِ
أَفَالآنَ لَمّا أَضاءَ المَشيبُ / وَأَمسى الصَبا ثانِياً مِن عَناني
وَقَد صُقِلَ السَيفُ بَعدَ الصَدا / وَبانَ لَظى النارِ بَعدَ الدُخانِ
يَرُدُّ الزَمانُ عَلَيَّ الهَوى / وَيَطمَعُ في هَفوَةٍ مِن جَناني
فَقُل لِلَّيالي أَلا فَاِقصِري / كَفانِيَ ما عِندَ قَلبي كَفاني
فَإِنَّ المُوَفَّقَ لي جُنَّةٌ / أَرُدَّ بِها كُلَّ رامٍ رَماني
أَغَرُّ هِجانٌ وَما المَكرُماتُ / بِطَوعي لِغَيرِ الأَغَرَّ الهِجانِ
أَيا عِمدَةَ المُلكِ لا اِستُهدِمَت / ذُراهُ وَأَنتَ لَها اليَومَ باني
وَكَيفَ يَني المُلكُ عَمّا تَرومُ / وَسَعيُكَ مِن دونِهِ غَيرُ واني
شَدَدتَ قُواهُ إِلى هَضبَةٍ / أَواخيُّها كُلُّ عَضبٍ يَماني
مَآثِرُ ثَبَّتَّ أَطنابَها / عَلى النَجمِ وَالقَمَرِ الإِضحِيانِ
حَدَوتَ إِلى فارِسٍ بِالرِماحِ / بِكَرِّ الرَدى يَومَ حَربٍ عَوانِ
وَجُرداً تُفالِتُ أَرسانَها / لِيَومِ النِزالِ وَيَومِ الرِهانِ
وَأَقبَلتَها كَذِئابِ الفَضى / تُعاسِلُ في الفَيلَقِ الأَرجُوانِ
تَلَمَّظُ أَلسِنَةُ السَمهَرِي / يِ ما بَينَ آذانِها لِلطِعانِ
بِأَيدي جَرِيّينَ لا كوا الحُرو / بَ وَاِرتَضَعوها اِرتِضاعَ اللِبانِ
بِحَيثُ تَرى العِزَّ أُمُّ الشُجاعِ / وَتَقنَعُ بِالذُلِّ أَمُّ الجِبانِ
عَلى كُلِّ مُعطٍ عَلَيَّ السِيا / طَ لا يَستَرِدُّ بِغَيرِ العِنانِ
يَكُرُّ إِلى الطِعنِ سامي اللِبانِ / وَيَثني عَنِ الطَعنِ دامي البَنانِ
سَرى يَعجِزُ النَجمُ عَن طُرقِهِ / طَويلٌ إِذا نامَ لَيلُ الهِدانِ
وَعَزمٍ يُشاوِرُ حَدَّ الحُسامِ / وَيَدنو وَقائِمُهُ غَيرُ داني
مَواقِفُ يَذهَلُ فيها الشُجاعُ / فَما الظَنُّ بِالعاجِزِ الهَيَّبانِ
نَثَرتَ العِدا بِدَداً بَعدَما / نَظَمتَ المَمالِكِ نَظمَ الجُمانِ
وَكَم عُصبَةٍ أَوضَعَت في الضَلالِ / تُنَقِّبُ عَن يَومِها الأَروَنانِ
جَذَبتَ عَنِ الغَيِّ أَرسانَها / وَقَد شا فَهَتها المَنايا الدَواني
وَأَرسَلتَها بِغِرارِ الحُسامِ / وَخاطَبتَها بِلِسانِ السِنانِ
فَأَعطَتكَ آبِيَ أَعناقِها / تُطيعُ المَقاوِدَ بَعدَ الحِرانِ
تَشَكّى مَوارِنُها في يَدَي / كَ مَسَّ الخِشاشِ وَجَذبَ العِرانِ
فَضائِلُ أَلَّفتَ أَشتاتَها / وَلَم تَكُ مَوجودَةً بِالعِيانِ
فَما القَلَمُ اللَدنُ في راحَتَيكَ / بِأَولى مِنَ الأَسَلاتِ اللِدانِ
لِتَهنِكَ نَعماءُ سُربِلتَها / تَقَطَّعُ عَنها العُيونُ الرَواني
عَلى لَقَبٍ بَيَّنَت صِدقَهُ / مَناقِبُكَ الغُرُّ كُلَّ البَيانِ
وَأَلقابُ قَومٍ إِذا بُرتَها / تَبايَنُ أَلفاظُها وَالمَعاني
فَلا اِرتَجَعَ العِزَّ مُعطيكَهُ / وَلا زِلتَ مِن عَشرَةٍ في أَمانِ
وَلازَمَ ثَوبَيكَ صِبغُ العُلى / كَما لَزِمَت صِبغَةُ الزِبرِقانِ
فَما دُمتَ فَالمُلكُ واري الزِنا / دِ صافي المَوارِدِ عالي المَباني
لَقَد نالَ مِن عِزِّكَ الأَبعَدونَ / وَقَرَّبَ مِن شَأنِهِ غَيرُ شاني
فَرِشني أَكُن لَكَ سَهمَ النِضالِ / وَاِغصِب عَلَيَّ يَدَي مَن بَراني
وَحُك لِيَ بُردَ العُلى ضافِياً / أَحُك لَكَ أَمثالَهُ مِن لِساني
إِذا كُنتَ عَوني فَمَن ذا الَّذي / يُثَبِّطُني عَن بُلوغِ الأَماني
وَأَنتَ الزَمانُ وَأَنّى يَخي / بُ مَن كانَ مُستَشفِعاً بِالزَمانِ
وَبَرقٍ حَدا المُزنَ حَدوَ الثِقالِ
وَبَرقٍ حَدا المُزنَ حَدوَ الثِقالِ / يُزَجّي عَلى الأَينِ حيناً فَحينا
كَراعي العِشارِ أَحَسَّ الظَلامَ / فَساقَ الهَجائِنَ بيضاً وَجونا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025