القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِيليا أَبو ماضي الكل
المجموع : 2
ديارُ السلامِ وأرضُ الهنا
ديارُ السلامِ وأرضُ الهنا / يشقُّ على الكلِّ أنْ تحزنا
فَخَطْبُ فلسطينَ خطبُ العلى / وما كانَ رزءُ العُلى هيِّنا
سَهِرنْا لَهُ فكأنَّ السيوفَ / تخزُّ بأكبادِنا ههنا
وكيفَ يزورُ الكرى أعيناً / ترى حولَهَا للرَّدى أعينا ؟
وكيفَ تطيبُ الحياةُ لقومٍ / تُسدَّ عليهمْ دروبُ المنى ؟
بلادهمُ عرضةٌ للضَّياعِ / وأمَّتهمْ عرضةٌ للفنا
يُريدُ اليهودُ بأنْ يصلبوها / وتأبى فلسطينُ أنْ تذعنا
وتأبى المرؤةُ في أهلِها / وتأبى السيوفُ وتأبى القَنَا
أأرضُ الخيالِ وآياتِهِ / وذاتُ الجَلالِ وذاتُ السنا
تصيرُ لغوغائهمْ مسرحاً / وتغدو لشذَّاذِهمْ مَكْمنا ؟
بنفسيَ (أُردنُّها) السلسبيلُ / وَمَنْ جاوروا ذلكَ الأُردنا
لقد دافعوا أمسِ دونَ الحمى / فكانتْ حروبهمُ حربنا
وجادوا لكلِّ الذي عندهمْ / ونحنُ سنبذلُ ما عندنا
فقلْ لليهودِ وأشياعهم / لقد خدعتكمْ بُروقُ المنى
ألا لَيتَ (بلفورَ) أعطاهمُ / بلاداً لَهُ لا بلاداً لنا
(فلندنُ) أرحبُ من قُدسِنا / وأنتمْ أحبُّ إلى (لندنا)
ومنَّاكمُ وطناً في النجومِ / فلا عربيَّ بتلكَ الدنى
أيسلبُ قومَكم رشدَهمْ / ويدعوهُ قومكمُ محسنا ؟
ويدفعُ للموتِ بالأبرياءِ / ويحسبهُ معشرٌ دِّينا ؟
ويا عَجَباً لكمُ توغرونَ / على العَرَبِ (التامزَ والهدسنا)
وترمونهمْ بقبيح الكلامِ / وكانوا أحقَّ بضافي الثنا
وكلُّ خطيئاتهمْ أنَّهمْ / يقولونَ º لا تسرقوا بيتنا
فليستْ فلسطينُ أرضاً مشاعاً / فَتُعطى لمنْ شاءَ أن يسكنا
فإنْ تطلبوها بسمرِ القنا / نردُّكمُ بطوالِ القنا
ففي العربيِّ صفاتُ الأنامِ / سوى أنْ يخافَ وأنْ يجبُنا
وإنْ تحجلوا بيننا بالخداعِ / فلنْ تَخْدعوا رجلاً مؤمنا
وكانتْ لأجدادنا قبلَنا / وتبقى لأحفادِنا بعدنا
وإنْ لكمْْ بسواها غنى / وليسَ لنا بسواها غنى
فلا تحسبوها لكُمْ موطناً / فلمْ تكُ يوماً لكمْ موطنا
وليسَ الذي نَبْتغيهِ مُحالاً / وليسَ الذي رُمتمُ ممكنا
نصحناكُم فارعووا وانبذوا / (بليفورَ) ذيَّالكَ الأرعنا
وإمَّا أبيتمْ فأُوصيكمُ / بأنْ تحملوا معكمُ الأكفنا
فإنَّا سنجعلُ من أرضِها / لنا وطَناً ولكمْ مدفنا !
كلوا و اشربوا أيّها الأغنياء
كلوا و اشربوا أيّها الأغنياء / و إن ملأ السكك الجائعون
و لا تلبسوا الخزّ إلاّ جديدا / و إن لبس الخرق البائسون
و حوطوا قصوركم بالرجال / و حوطوا رجالكم بالحصون
فلا ضحايا الطّوى / و لا يبصرون الذي تصنعون
و إن ساءكم في الوجود / و أزعجكم أنّهم يولون
مرّوا فتصول الجنود عليهم / تعلّمهم فتك المنون
فهم معتدون و هم مجرمون / و هم مقلقون و هم ثائرون
و تلك العصيّ لتلك الرؤوس / و تلك الحراب لتلك البطون
و تلك السّجون لمن شدّتموها / إذا تزجّوهم في السّجون ؟
كلوا للظبي حلق عاماتهم / فإنّ الملوك كذا يفعلون
إذا الجند لم يحرسوكم و أنتم / سراة البلاد فمن يحرسون ؟
و إن هم لم يقتلوا الأشقياء / فيا ليت شعري من يقتلون ؟
و لا يحزننّكم موتهم / فإنّهم للردى يولدون
و قولوا كذا قد أراد الإله / و إن قدّر الله شيئا يكون
و يا فقراء لماذا التشكّي ؟ / ألا تستحون ؟ ألا تخجلون ؟
دعوا الأغنياء و لذّاتهم / فهم مثل لذّاتهم زائلون
سيمسون في " سقر " خالدين / و تمسون في جنّة تنعمون
فلا تعطشون و لا تسغبون / و لا يرتوون و لا يشبعون
لكم وحدكم ملكوت السّماء / فما بالكم لستم تقنعون ؟
فلا تحزنوا أنّكم ساهرون / فسوف تنامون ملء الجفون
ستتّكئون مع الأنبياء / تظلّلكم وارفات الغصون
يضوع السّنا بالشّذى / و تجري الطّلا أنهرا و عيون
و تسقيكم الخمر حور حسان / كما يشتهين كما تشتهون
كذا وعد الله أهل التقى / و أنتم هم أيّها المتعبون
ألا تؤمنون بقول الكتاب ؟ / فويل لكم إنّكم كافرون !

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025