هي الدار تعرف اسوانها
هي الدار تعرف اسوانها / فما لك تنكر عرفانها
فقف بيَ مستلما تربها / وجانب بثقلك خفانها
وعج بارائك ذات الاراك / وصف ليَ نعمى ونعمانها
ويمم طلاع ثنايا الغمير / وشعب الغوير ونجرانها
وسلّم على سلمات العذيب / سقتها البوارق تهتانها
بمرتسناتٍ بمثل الارا / قم جذبا تحارش آذانها
فمن كل نافحة بالذميل / تلاعب في الجد ارسانها
تجوب المواميَ مذئوبة / تناقل في الدو سرجانها
اقول لسعدٍ على اليعملات / والعيس تعمل وخدانها
طوى البيد اشعث رث القميص / خميص الحشاشة طيانها
يزج ضوامر مثل الصقور / كواسر تسبق عقبانها
بعينٍ تخلَّج في ماقها / قذى كاد يقلع انسانها
بوادي العقيق جرت بالعقيق / وبالسفح تسفح عقيانها
خليليَّ لي بمنى حاجةٌ / منىً لو اناشد جيرانها
لقد كنت قبل طروق المشيب / طويل الذؤابة فينانها
اخا لمَّةٍ ليَ غربيبة / اطرت على الخيف غربانها
شروب الغديات وقت الضحى / طروب العشيات نشوانها
فمن لي بطيبة في طيبها / ومكة امسح اركانها
ظمئت لبارد ذاك القليب / رميض الجوانح حرانها
الا لاعدا فيح تلك البطاح / سقيط يباكر حوذانها
وكلل بالوبل اعرافها / وقرّط بالطلّ آذانها
تفيء بالطل اوراقها / علينا وتشبك اغصانها
ويرقص منتشياً اثلها / اذا سكر الزمن قضبانها
سقاها رباب الحيا المستهلّ / وروَّض بالعشب كثبانها
وهبَّت علينا صبّا شمأَل / بليل تباكر غيطانها