تَلُومُ وأَيُّ فتىً لم يُلَمْ
تَلُومُ وأَيُّ فتىً لم يُلَمْ / وانْ كانَ حُراً كريمَ الشِّيَمْ
عييتُ ولم أَعْيَ الاَّ بِهُنَّ / وايثارُهُنَّ سَوادَ اللِّمَمْ
ومولىً يُكاتمنى ضِغنَه / ولا تكتمُ العَينُ ما قد كَتَمْ
لهُ لحظةٌ غيرُ مأمونَةٍ / كما يَلْحَظُ الحَاسِدُونَ النِّعَمْ
عجبتُ لمبتَهِجٍ بالبقَا / ءِ يفرحُ بعدَ الصِّبا بالهَرَمْ
ودارٍ يُغَرُّ بِهَا أَهُلها / غُرورَ المُحبِّ بطيفِ الحُلُمْ
تأَمُّلهَا يقظةٌ من كَرى / ولذتُها راحةٌ من أَلَمْ
عناءُ الحياةِ وروحُ الوفَاةِ / تقاربَ وجدانُها والعَدَمْ
طوت ألَ قيصرَ طيَّ الرِّدَاءِ / وُأسْرَةَ اسفَنْديَارٍ وَجَمْ
أَعدوا السيوفَ لأَدائِهم / فأينَ السُّيوفُ وأَينَ القِمَمْ
ولكنَّ مرتدياً بالوَقا / رِ يمنَعهُ الجِدُّ أنْ يَبتِسمْ
جَنَى وهو طفلٌ ثِمَارَ العُلا / وسادَ الورى وهو لم يَحْتَلْمِ
تُضامُ لرؤيتهِ سُجَّداً / وجوهُ الملوكِ التي لم تُضَمْ
كأَنَّ على خَشَبَاتِ السَّري / رِ صَقْراً يُصَرْصِرُ فوقَ العَلَمْ
بعيدُ المَرامِ على قُربهِ / ككَيْوَانُ في بُعدهِ والعظَمْ
رمى بالبديهة مَنْ ظَنَّهُ / خبيئةَ سِرهم المُكْتَتَمْ
فكلُّهُمُ بعضُ أَعْضَائِهِ / على بعض أَعضَائِهِ يُتَّهَمْ
مَساعيهِ تأكلُ أَكبادَهُمْ / كما تأكلُ النارُ قلبَ الفَحَمْ
وفي التاج أَبلجُ زانَ الجَمَا / ل دِيباجَتَي خَدِّهِ بالشَّمَمْ
قليلٌ على المالِ ابقاؤهُ / وما آفةُ المالِ الاَّ الكَرمْ
يُظُنُ الجهولُ به غِرَّةً / ولا يعلمُ الدهرُ ما قد عَلِمْ
فما وَلَدَتْ أُمّهاتُ الرِّجا / لِ مِثلكَ في العُربِ أَوفى العَجمْ
أَشدَّ ارتياحاً ببذلِ اللُّها / وأَوفى يمنياً بِعَقْدِ الذِّمَمْ
وأَمضى على غرَرٍ مُقْدِماً / اذا ما العَزائمُ خُنَّ الهِمَمْ
وملَّ الجيادُ وجيفَ القيادِ / وأَلفَينَ بَعْد السُّروجِ اللُجُمْ
ظِماء الى أَنْ يَراها الحِمَا / مُ هِيْماً على وِرْدِهِ المُزْدَحِمْ
رآها الردى قبلَ وِرْدِ المياهِ / كرُوْعاً على حَوضِهِ تَزدَحِمْ
طلعتَ فكنتَ بهاءَ العلا / وَجُدتَ فكنتَ غِياثَ الأُمَمْ
وسرتَ كما سارَ بينَ النُّجُو / مِ بَدْرٌ تَصَدَّعُ عنه الظُّلَمْ
بأَرعنَ ملتَئِمٍ بالقَتَا / مِ لا تَعْرِفُ الساقُ القَدَمْ
تُصابُ الكتائبُ من لونِهِ / ومن جَرسهِ بالعَمى والصَّممْ
وأَنتَ تُريدُ غَداةَ الصَّباحِ / بأَهِلكَ احدى بَنَاتِ الرَّقِمْ
فلما اشْرَأَبَّتْ صدورُ الرما / ح للطعنِ أَطَّتْ اليكَ الرَّحِمْ
تَغارُ على النِّعَمِ السَّابغَا / تِ من أَنْ تُغيرَ عليها النِّقَمْ
الى أَن رأيتَ المُسيءَ المُصِرْ / رَ يَمحو اسَاءَ تَهُ بالنَّدَمْ
وما بَرحَتْ كتبهم بالعِتَا / بِ تَقرعُ قلبَكَ حتى أَلَمْ
يَفُلُونَ حدَّ الظُّبى بالرُّقَى / ولا يَبلُغُ السيف كيدَ القَلَمْ
بَذلتَ وصُلتَ فهان الغِنى / وقلَّ احتفالُ الثَّرى بالدِّيَمْ
وخافَكَ من وَلَدَتْهُ النِّسَا / ءُ حتى السباعُ التي في الأَجَمْ
أراها كأنَّ بها نَشْوَةً / من السكرِ أَوْ عارضاً من لَمَمْ
فَخَلِّ لها نزراتِ الجيا / دِ وارمِ جوانِحَها بالجَذمْ
اذا أَنتَ حاربتَ فاجفُ الكَرى / وخذْ من نفوسِ العِدَى بالكَظَمْ
فانَّ أَخا الحَربِ مُسْتَيقِظٌ / اذا هي نامتْ له لم يَنَمْ