القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد مُحرَّم الكل
المجموع : 4
لَكَ اللهُ أَقبِلْ أبا خَيْثَمهْ
لَكَ اللهُ أَقبِلْ أبا خَيْثَمهْ / فِللّهِ صُنْعَكَ ما أَكْرَمَهْ
قَعدتَ فلما كَرِهتَ القُعودَ / نَفرت حَثيثاً إلى المَلْحَمَهْ
دَخلتَ العَريشَ على نَعجتيك / فَسُبحانَ ربِّكَ ما أعظَمَهْ
نَعِيمٌ يَروقُ وظِلٌّ يشوقُ / وعَيشٌ يَسرُّكَ أن تَغْنَمَهْ
فذكَّرَكَ اللهُ حَرَّ الجهاد / وألهمَ قلبكَ ما ألْهَمَهْ
فقلتَ أيمضي الرسولُ الكريم / يُكابِدُ في اللَّهِ ما جَشَّمَهْ
وأبقى هُنا في هَوى نَعْجَتيّ / وَحُبِّ العريشِ كذِي الملأمَهْ
وَسِرْتَ فأدركَتَهُ في تبوك / وللجيشِ من حَوْلِهِ هَمْهَمَهْ
يقولون مَن ذا وما خطبهُ / ألا إنّه لأبو خَيْثَمَهْ
ألم يَكُ في المعشرِ القاعدين / فماذا عراهُ وما أَقْدَمَهْ
هُوَ اللَّهُ يَهدِي نُفوسَ الرجال / ويَرزقها البِرَّ والمَرْحَمَهْ
إلى طَيِّئٍ يا ابنَ عمِّ النبيِّ
إلى طَيِّئٍ يا ابنَ عمِّ النبيِّ / إلى معشرٍ يعبدون الصَّنَمْ
إلى الفلسِ في جُندِكَ الغالبين / فلن يَلبثَ الشِّركُ أن يُصطلَمْ
أضلّ العُقولَ وأعْمَى القلوب / وأشقى النُّفوسَ وهدَّ الهِمَمْ
أرى طَيِّئاً خَذلتْ ربَّها / فما من مَلاذٍ ولا مُعتصَمْ
فيا لكَ ربّاً يذوقُ الهوان / فَيُغضِي عليه ولا يَنْتَقِمْ
مضى عزُّه وانْطَوى مجدُه / فَزالَ الجَلالُ وبَادَ العِظَمْ
وأصبح تَذْرُوه هُوجُ الرياحِ / فَتلكَ تَفارِيقُه ما تُلَمّ
وهاتيك أسلابُه أُطلِقَتْ / وكانت حبائسَ منذُ القِدَمْ
سُيوفٌ بَقينَ طِوالَ العُصورِ / ودائعَ للوارثينَ الأُمَمْ
مَلَلْنَ لدى الفلسِ عهدَ الظّلامِ / فأصبحن مِيراثَ ماحِي الظُّلَمْ
أضاءَ الرَّسُوبُ به واليماني / وأشرقَ في راحَتَيْهِ الخَذمْ
وما نَظرتْ أعينُ الدَّارعين / كأدراعهِ الغالياتِ القِيَمْ
رَجعْتَ بها يا ابنَ عمِّ النبيِّ / وبالشاءِ مجلوبةً والنَّعَمْ
وبالسَّبْيِ مُغتنَماً ما رأى / حُماةَ المحارمِ إذ يُغْتَنَمْ
ومَرَّ النبيُّ بِسُفَّانَةٍ / فقامَتْ إليه تَبُثُّ الأَلَمْ
وقالت نَشدتك فامْنُنْ عليّ / فما حقُّ مِثليَ أن يُهْتَضَمْ
أنا ابنةُ مَن كانَ في قومِهِ / عَقيدَ السَّخاءِ حَليفَ الكَرَمْ
وما بِكَ في حاتمٍ رِيبةٌ / بلى إنّه للجوادُ العَلَمْ
يَفُكُّ العُناةَ ويُعطِي العُفاةَ / ويكسو العُراةَ ويَحمِي الحُرَمْ
ويُفْشِي السَّلامَ ويرعى الذِّمامَ / ويَقْرِي الضُّيوفَ وَيَشْفِي القَرَمْ
فقال لها صِفةُ المؤمنين / فلو أنّه كان فيهم رُحِمْ
كريم يُحبُّ حِسانَ الخِلال / ويَكرهُ مِن حُبّها أن يُذَمّ
مَننتُ عليك فإن تفرحي / فَغَيرُكَ أولى بِحُزْنٍ وَهَمّ
فقالت شَهِدتُ مع الشّاهدين / فذلِك دينُ الهُدى لا جَرَمْ
رأيتُ السّبيلَ فآثرتُه / وفارقتُ دِينَ العَمَى والصَّمَمْ
كَساها وأركَبها واستهلّ / عليها بغَمرٍ من المالِ جَمّ
فراحت بخيرٍ وراح الثناءُ / يَجوبُ السُّهولَ ويَطوِي الأكم
وجاءت أخاها فقالت عديُّ / أرى الحقَّ أخلقَ أن يُلتزَمْ
وإنّي استقمتُ على واضحٍ / من الأمرِ يا ابنَ أبي فَاسْتَقِمْ
دَعِ الشِّركَ واذهبْ إلى يثربٍ / فثَمَّ هُدَى اللهِ باري النَّسَمْ
هُناك هُناكَ جَلاءُ العَمَى / ورِيُّ الصَّدَى وشِفاءُ السَّقَمْ
هُناكَ النبيُّ العظيمُ الجلال / هناك الرّسولُ الكريمُ الشِّيَمْ
هُناك النجاةُ لِهَلْكَى النُّفوس / فَطُوبى لمن رَامها فَاعْتَزَمْ
أَرى الأَرضَ تَرجُفُ بِالعالَمينَ
أَرى الأَرضَ تَرجُفُ بِالعالَمينَ / وَيَسبَحُ سُكّانُها في الدَمِ
وَفي مِصرَ شَعبٌ دَهاهُ القَضاءُ / فَلَم يَدرِ شَيئاً وَلَم يَعلَمِ
يَجيءُ وَيَذهَبُ في المُضحِكاتِ / كَعَهدِكَ في الزَمَنِ الأَقدَمِ
وَما يَعرِفُ الشَعبُ كُنهَ الأُمورِ / بِرَأيٍ غَوِيٍّ وَقَلبٍ عَمِ
لَقَد كَشَفَ الدَهرُ أَسرارَهُ / وَأَبدى الخَفِيَّ فَلَم يَكتُمِ
وَجاءَت مِنَ اللَهِ رُسلٌ غَضابٌ / تَصُبُّ العَذابَ عَلى المُجرِمِ
حَذارِ بَني مِصرَ مِن وَقعِها / صَواعِقَ تَعصِفُ بِالأَنجُمِ
تَناهَوا عَنِ الغَيِّ وَاِستَيقِظوا / فَقَد وَضَحَ الصُبحُ لِلنُوَّمِ
وَرُدّوا النُفوسَ إِلى رَبِّها / وَعودوا إِلى دينِهِ القَيِّمِ
عَجِبتُ لِمُستَهتِرٍ لَم يَتُب / عَنِ الفاحِشاتِ وَلَم يَندَمِ
تَقومُ القِيامَةُ في العالَمينَ / وَتَبرُزُ في هَولِها الأَعظَمِ
وَنَحنُ عَلى الشَرِّ مِن عُكَّفٍ / نُوالي الضَجيجَ وَمِن حُوَّمِ
جَعَلناهُ ديناً فَمِن مَأثَمٍ / يَهُزُّ السَماءَ إِلى مَأثَمِ
يَجودُ الغَوِيُّ بِمِلءِ اليَدَينِ / إِذا راحَ في غَيِّهِ يَرتَمي
وَيَسأَلُهُ اللَهُ أَدنى القُروضِ / فَيَأبى وَيَبخَلُ بِالدِرهَمِ
وَشَرُّ البَرِيَّةِ ذو نِعمَةٍ / يَشُنُّ الحُروبَ عَلى المُنعِمِ
وَلَو عَرَفَ القَومُ مَعنى الحَياةِ / وَماذا يُرادُ مِنَ المُسلِمِ
لَهَبّوا سِراعاً إِلى الصالِحاتِ / وَساروا عَلى السَنَنِ الأَقوَمِ
وَشَدّوا عُرى الدينِ وَاِستَمسَكوا / مِنَ اللَهِ بِالسَبَبِ المُحكَمِ
تَوَلّى القَوِيُّ بِحَقِّ الضَعيفِ / وَجارَ الغَنِيُّ عَلى المُعدِمِ
تَمَرَّدَ هَذا فَلَم يَزدَجِر / وَعَربَدَ هَذا فَلَم يرحمِ
أَخافُ عَلى القَومِ مِن نَكبَةٍ / تَبيتُ لَها مِصرُ في مَأتَمِ
أَرى الأَرضَ تَخسِفُ بِالظالِمينَ / وَأَيُّ بَني مِصرَ لَم يَظلِمِ
خَذَلنا الكِتابَ وَرَبَّ الكِتابِ / فَأَينَ الحِمى وَبِمَن نَحتَمي
وَمَن يَخذلِ اللَهُ لا يَنتَصِر / وَمَن يُهِنِ اللَهُ لا يُكرَمِ
وَمَن لا يُرِد عِندَهُ عِصمَةً / إِذا فَدَحَ الخَطبُ لَم يُعصَمِ
إلى المجد إنّا بنوه الكرامْ
إلى المجد إنّا بنوه الكرامْ / إلى المجد إنّا هُداةُ الأُمَمْ
ندينُ مدى الدّهر بين الأنامْ / بدين المعالي ودنيا الهِمَمْ
أوائلُنا زلزلوا الراسياتْ / أنرقدُ نحن مع الرّاقدينْ
بِسرِّ الوجودِ ومعنى الحياةْ / تَنزّلَ فينا الكتابُ المبينْ
أهاب الحمى بِحُماةِ الذّمارْ / فأين اللّواءُ وأين البطلْ
شبابَ البلادِ البِدارَ البِدارْ / فإنّ الحياةَ حياةُ العملْ
إلى المجد ما من سَبيلٍ سِواهْ / فنعم السَّبيلُ سبيل الفلاحْ
سلوا كلّ ذي مأربٍ هل قَضاهْ / بغير الجهادِ وطولِ الكفاحْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025