المجموع : 5
وَنُبِّئتُ قَوماً بِهِم جِنَّةٌ
وَنُبِّئتُ قَوماً بِهِم جِنَّةٌ / يَقولونَ مَن ذا وَكُنتُ العَلَم
أَلا أَيُّها السائِلي جاهِداً / لِيَعرِفَني أَنا أَنفُ الكَرَم
نَمَت في الكِرامِ بِني عامِرٍ / فُروعي وَأَصلي قُرَيشُ العَجَم
فَإِنّي لأُغني مَقامَ الفَتى / وَأُصبي الفَتاةَ فَما تَعتَصِم
وَجارِيَةٍ خُلِقَت وَحدَها / كَأَنَّ النِساءَ لَدَيها خَدَم
دُوارُ العَذارى إِذا زُرنَها / أَطَفنَ بِحَوراءَ مِثلِ الصَنَم
يَظَلنَ يُمَسِّحنَ أَركانَها / كَما يُمسَحُ الحَجَرُ المُستَلَم
وَبَيضاءَ يَضحَكُ ماءُ الشَبا / بِ في وَجهِها لَكَ إِذ تَبتَسِم
ظَمِئتُ إِلَيها فَلَم تَسقِني / بِرِيٍّ وَلَم تَشفِني مِن سَقَم
وَقالَت هَويتَ فَمُت راشِداً / كَما ماتَ عُروةُ غَمّاً بِغَم
فَلَمّا رَأَيتُ الهَوى قاتِلي / وَلَستُ بِجارٍ وَلا بِاِبنِ عَم
دَسَستُ إِلَيها أَبا مِجلَزٍ / وَأَيَّ فَتىً إِن أَصابَ اِعتَزَم
فَما زالَ حَتّى أَنابَت لَهُ / فَراحَ وَحَلَّ لَنا ما حَرُم
أَصَفراءُ لَيسَ الفَتى صَخرةً / ولَكِنَّهُ نُصبُ هَمٍّ وَغَم
أَقولُ لَها حينَ قَلَّ الثَراء / وَضاقَ المُرادُ وَأَودى النَعَم
إِذا ما اِفتَقَرتُ فَأَحيي السُرى / إِلى اِبنِ العَلاءِ طَبيبِ العَدَم
دَعاني إِلى عُمَرٍ جودُهُ / وَقَولُ العَشيرَةِ بَحرٌ خِضَم
وَلَولا الَّذي زَعَموا لَم أَكُن / لِأَمدَحَ رَيحانَةً قَبلَ شَمّ
أَلا أَيُّها الطالِبُ المُبتَغي / نُجومَ السَماءِ بِسَعيٍ أَمَم
سَمِعتَ بِمَكرُمَةِ اِبنِ العَلا / فَأَنشَأتَ تَطلُبُها لَستَ ثَمّ
إِذا عَرضَ اللَهوُ في صَدرِهِ / لَها بِالعَطاءِ وَضَربِ البُهَم
يَلَذُّ العَطاءَ وَسَفكَ الدِماءِ / وَيغدو عَلى نِعَمٍ أَو نِقَم
فَقُل لِلخَليفَةِ إِن جِئتَهُ / نَصوحاً وَلا خَيرَ في مُتَّهَم
إِذا أَيقَظَتكَ حُروبُ العِدا / فَنَبِّه لَها عُمَراً ثُمَّ نَم
فَتىً لا يَنامُ عَلى ثَأرِهِ / وَلا يَشرَبُ الماءَ إِلاّ بِدَم
إِذا ما غَزا بَشَّرَت طَيرُهُ / بِفَتحٍ وَبَشَّرَنا بِالنِعَم
إِذا قالَ تَمَّ عَلى قَولِهِ / وَماتَ العَناءُ بِلا أَو نَعَم
وَبَعضُ الرِجالِ بِمَوعودِهِ / قَريبٌ وَبِالفِعلِ تَحتَ الرَجَم
كَجاري السَرابِ تَرى لَمعَهُ / وَلَستَ بِواجِدِهِ عِندَكَم
يَطوفُ العُفاةُ بِأَبوابِهِ
يَطوفُ العُفاةُ بِأَبوابِهِ / كَطَوفِ الحَجيجِ بِبَيتِ الحَرَم
أَبى طَلَلٌ بِالجِزعِ أَن يَتَكَلَّما / وَماذا عَلَيهِ لَو أَجابَ مُتَيَّما
وَبِالفِرعِ آثارٌ بَقينَ وَباللِوى / مَلاعِبُ لا يُعرَفنَ إِلاّ تَوَهُّما
إِذا ما غَضِبنا غَضبَةً مُضَرِيَّةً / هَتَكنا حِجابَ الشَمسِ أَو تُمطِرَ الدَما
إِذا ما أَعَرنا سَيِّداً مِن قَبيلَةٍ / ذُرى مِنبَرٍ صَلّى عَلَينا وَسَلَّما
وَإِنّا لَقَومٌ ما تَزالُ جِيادُنا / تُساوِرُ مَلكاً أَو تُناهِبُ مَغنَما
خَلَقنا سَماءً فَوقَنا بِنُجومِها / سُيوفاً وَنَقعاً يَقبِضُ الطَرفَ أَقنَما
وَمَحبِسِ يَومٍ جَرَّتِ الحَربُ ضَنكَهُ / دَنا ظِلُّهُ وَاِحمَرَّ حَتّى تَحَمَّما
تَفَوَّقتُ أَخلافَ الصِبا وَتَقَدَّمَت / هُمومِيَ حَتّى لَم أَجِد مُتَقَدَّما
فَهَذا أَوانَ اِستَحيَتِ النَفسُ وَاِرعَوى / لِداتي وَراجَعتُ الَّذي كانَ أَقوَما
وَيَومٍ كَتَنّورِ الإِماءِ سَجَرنَهُ / وَأَوقَدنَ فيهِ الجَزلَ حَتّى تَضَرَّما
رَمَيتُ بِنَفسي في أَجيجِ سَمومِهِ / وَبِالعيسِ حَتّى بَضَّ مِنخَرُها دَما
تَبوحُ بِسِرِّكَ ضيقاً بِهِ
تَبوحُ بِسِرِّكَ ضيقاً بِهِ / وَتَبغي لِسِرِّكَ مَن يَكتُمُ
وَكِتمانُكَ السِرَّ عَمّن تَخافُ / وَمَن لا تَخَوَّفُهُ أَحزَمُ
إِذا ضاعَ سِرُّكَ مِن مُخبِرٍ / فَأَنتَ إِذا لُمتَهُ أَلوَمُ
عَلى النَفسِ مِن عَينِها شاهِدٌ
عَلى النَفسِ مِن عَينِها شاهِدٌ / فَكاتِم حَديثَكَ أَو نُمَّه
وَعِيُّ الفِعالِ كَعِيِّ المَقالِ
وَعِيُّ الفِعالِ كَعِيِّ المَقالِ / وَفي الصَمتِ عِيٌّ كَعِيِّ الكَلِم