دعا من دعاه الهوى والغرام
دعا من دعاه الهوى والغرام / فلباهما وكذا المستهامُ
مَشوقٌ تنمَّ بأسراره / جفون مؤرقة ما تنامُ
يحن إذا عنَّ برقُ الحِمى / ويشجوه حين ينوحُ الحمامُ
لقد حم الوجد في قلبه / عشية قوضن تلك الخيامُ
عشية وكلنه بالاسي / ظباء على رامة لا ترامُ
حذارِ حذارِ إذا ما سفرنَ / فتحتَ البراقعِ موت زؤامُ
بدور وَهَبن لجسمي المحاقَ / إِ لا يفارقهنّ التَّمام
فعام وصالهِم ساعَةَ / وساعة هجرهم المرّعامُ
تشام السيوف إذا أومضت / مياسمهن التي لا تسامُ
سقى عهدهن عهاد لها / إذا هطلت مثل دمعي أنسجامُ
ففيهن كل فتاة لها / قوام قناة وطرف حسامُ
يجوع موشحها والحقاب / ويشبع دملجها والخدام
وتزهر للحسن في خدها / رياض لها من جفوني غمامُ
تعلقتها في زمان الصبا / وشبت بها وغرامي غلامُ
لقد طاف بي طيفها برهة / ولكن جفا مذ جفاني المنام
فما ينجع العذل في حبها / ولا في ندى ابن الدوامي الملام
كريم له في اقتناء الثناء / مساع يقصِّر عنها الكرامُ
بناديه تطردُ المكرماتُ / ويُطرد جيشُ الهمومِ اللهام
إذا هم بالأمر لم يستشِر / سوى عزمه وكذاك الهمامُ
ربيع العفاة ومن ربعه / فسيحُ به للوفود ازدحامُ
له عَرَضٌ لم يزل مهملاً / حلال لعافٍ وعرضُ حرامُ
وخلق كمارق رأد الضحى / شمال وراقت شمول مدامُ
وذو صفحة ويد هذه / يد الدهر تضحي وهذى تغامُ
يروع العدا ويراعي العفاة / ويحمي ويرعى لديه الذمامُ
ويعفو وفيه إذا هجته / معا لعفو والصفح أيضا انتقامُ
تيقظ للجود مستأثرا / له مؤثرا حين نام الأنامُ
فنيرانه منتدى للضيوف / وجيرانه في حمى لا تضامُ
أبا الفرج المجندي والذي / بجدوى يديه يبل الأوامُ
لك الفل تالده والطري / ف والمجد مفرده والتؤام
تهن بعيد لعوداته / عليك بما ترتجيد دوام
فقد حدَّث الفِطر عن كل ما / فعلت من الصالحات الصيامُ
بناك الإله فما للذي / بنيبتَ من الماثراتِ انهدامُ