سلام على الربع من ذي سلم
سلام على الربع من ذي سلم / ودامت تروّي ثراه الديم
فقد هيّج الشوق تذكارهُ / وعلّم جفيني البكاء العلم
أقام بتلك الرسوم الهوى / وخيذم ما بين تلك الخيم
وقد كلف القلب مستسلما / بسلمى وأعجب به إن سلم
وما ألم القلب بعد النوى / وشوّقه غير طيفٍ ألم
أجدك لي في ظباء الصريم / ظبيّ حبال وصالي صرم
أروم الوصال فيابى له / نعيم الدلال بقولٍ نعم
أنوح كنوح الحمام اغتدى / ترنّمهُ بالضحى يغتنم
يهيّجُ شوقاً قديماً غدا / لقلبيَ في ساحتيه قدم
واصبوا إذا مرّ وفد النسيم / عسى يجمع الشمل باري النسم
فيا عاذلي في هواه اتئّد / فقد كلّم القلب منك الكلِم
وقد أظهر البين مخفّي ما / كتمت وبدّلَ دمعي بدم
وهل يكتم الحب من دمعه / أبى أن يرى سرّه مكتتم
فسل جيرة الحيّ عن مغرم / أضاع الفؤاد ولم يغترم
وقل للزمان أفق إنّني / لدى حرمان نزيل الحرم
لدى اسد الدين ذي المكرما / ت مردي الكماة مفيض الكرم
وأحمد أنزلني نعمة / من العيش أتبعها بالنعم
وغادرني من ندى كفّهِ / قسيم العلى وهو أوفى القسَم
وعم من الجود حتى اغتدى / حسودي أخ وابن عمّ وعم
وأرغم من نيله حسّدي / فراحوا وكل نديم الندم
فماذا أرسم في مدحه / ويمتثل الدهر ما قد رسم
فلو أوتيَ البحر من جوده / لأمّ ورود جداه الأمَم
ولو أنّ للغيث جدوى يدي / م به أفعمَ بالكسب حقّا وعم
مليك غدا في الورى شامة / بطيب الخلال وحسن الشيم
فقد قسّم العمر للجود وال / نزال كأنّ عليه قسم
فبالمعتدين نزول النقم / وللقاصدين حلول النعم
سل الكرح والروم عن فتكه / فأبطالهم منه راحت رمم
أزال لدى الحرب هاماتهم / بضربٍ تحيّرُ فيه الهمم
ففي رمحه الكدن فري الكلى / وفي قائم السيف برى القمم
يدين له القرم خوف الرد / كأنّ به نحوه من قرم
فقد أعرب العرب عن وصفه / وأعجم بالمدح فيه العجم
فلو أنّ للشمس أنواره / لفما ظلمت بدياجي الظلم
ولو أنّ للأمم الهالكا / ت آراءَه لنجت عن أمم
أيا أسد الدين إن الال / حكمته إذ بكم قد حكم
هنيء لك الصوم إذ شرّفت / لياليه منك بعزم أصم
لزمت عرى الدين حتى غدت / حبال التقى بكم تلتزَم
فدمت وبارت فداك العدى / وإن فنى الناس طرّا فدم