المجموع : 12
بخيلٌ يُصَوِّمُ أضْيافَهُ
بخيلٌ يُصَوِّمُ أضْيافَهُ / ويَبْخَلُ عنهمْ بأجرِ الصيامِ
يدُسُّ الغلامَ فيوليهمُ / جفاءً فيُشْتَمُ مَوْلى الغُلامِ
فهم مُفْطِرونَ ولا يُطعَمونَ / وهم صائمون وهم في أثامِ
فيحتال بُخلاً لأن يُفْطِروا / على رَفَثِ القولِ دون الطعامِ
لقد جاء باللؤمِ من فصِّهِ / وتمَّ له البُخلُ كُلَّ التمامِ
شكوتُ الزمانَ فقال الزمانُ
شكوتُ الزمانَ فقال الزمانُ / وكان خصيماً ألدَّ الخصامِ
لك الذنبُ لا ليَ فيما شكوتَ / بمدح اللئامِ وتركِ الكرامِ
عليك أبا الصقر ذاك الذي / يمحِّصُ عني ذنوبَ اللئامِ
بجدواه يُغفرُ لي لومُهم / ويُغمدُ عني لسان الملامِ
فلا يُخلني الله من مثله / يقومُ بعذريَ عند الأثامِ
ودرعٍ إذا أنا أسلمتُها
ودرعٍ إذا أنا أسلمتُها / وقتْني وإن أحمها أُكلمِ
هو المالُ إن أُعطه أهلهُ / يَفِرْني وإن أُعفه أُذممِ
تظلَّمَ شِعري إلى القاسمِ
تظلَّمَ شِعري إلى القاسمِ / فأعْدَى على الزمنِ الغاشمِ
تطوَّلَ حتى توهمتُهُ / يُطاولُ بدْرَ بني هاشمِ
ونوَّلَ حتى لقد خِلُتهُ / يُساجلُ فيِّ أبا القاسمِ
فتىً نال عافُوهُ مَرْضاتَهُمْ / فجلَّ على مَرْغمِ الراغمِ
نُطيفُ ببَحْرٍ لهُ زاخرٍ / ونأوي إلى جبلٍ عاصمِ
بناهُ الإله لنا مَعْقِلاً / بناءَ المُخلِّدِ لا الهادمِ
هو الدهرُ مُصْغٍ إلى سائلٍ / وليسَ بِمُصْغٍ إلى لائمِ
تظلُّ يداه يديْ غارمٍ / وبَهْجَتُةُ بهجةَ الغانمِ
وما غارمٌ حَصَّلَتْ كفُّهُ / له الحمدَ والأجرَ بالغارمِ
وما تستفيقُ يدا قاسمٍ / كأنَّ يديْهِ يدا عائمِ
يحاذر إن وَنَتَا طَرْفةً / حذارَ امرئٍ حازمٍ عازمِ
ويرهب أحدوثةَ الباخلي / نَ في أزمةِ الزَمنِ الآزمِ
ومَنْ كفَّ مِنْ زَمن عارمٍ / تسلَّمَ مِنْ زمَنٍ عارمِ
وليستْ بسيِّدِنا خَلَّةٌ / تُخَوِّفُهُ العَذْمَ من عاذمِ
لقد نَصَّهُ اللَّهُ في مَنْصبٍ / سليمٍ من الذامِ والذائمِ
فلا عيبَ فيه سوى نائلٍ / يراهُ المُنَوِّلُ كالحالمِ
يظلُّ يرى حقَّهُ باطلاً / أطافَ خيالاً على نائمِ
فلا انْفَكَّ تالِفَ أموالهِ / وقاءً على عِرْضِهِ السالمِ
ولا زال غيثاً على سائلٍ / مُحِقٍّ وغيظاً على ناقمِ
فما تاجرٌ باعَهُ حَمْدَهُ / بِمُحتقبٍ حَسْرَةَ النادمِ
وإني وقدْ آب لا خائباً / ولا حاملاً ثقَلَ الآثمِ
فلا يتوهَّمْ أخو شُبْهةٍ / فلمْ يَبْقَ وهْمٌ على واهمِ
عجبتُ لمَنْ حَزْمُهُ حزمُهُ / تكونُ يداه يدَيْ حاتمِ
عجبْتُ لمن جودُهُ جودُهُ / تكونُ له عُقدةُ الحارمِ
عجبتُ لِمَنْ حِلمُهُ حلمُهُ / تكونُ له صَوْلةُ الصّارمِ
عجبتُ لمن حَدُّهُ حَدُّهُ / تكونُ له رأفَةُ الراحمِ
أرى كلَّ ضِدٍّ إلى ضِدِّهِ / من الخير في طبعه السالمِ
إليكمْ جُفاةَ العلى إنَّني / دُفعْتُ إلى مُفضلٍ عالمِ
يُضيء بيوم لهُ شامسٍ / ويسقي بيومٍ له غائمِ
يقولُ فيروِي صدَى جاهلٍ / ويُعطي فيروي صدى حائمِ
قراني قِرَى غيرَ ما عاتم / وليس قِرَى السَّمحِ بالعاتمِ
قراني لُهىً وقراني نُهىً / فلستُ لرِفدَيْنِ بالعادمِ
فما لمديحيَ من خاتمٍ / وما لعطاياه من خاتمِ
فتىً لا يُذَمُّ بجودِ المُضِي / عِ كلّا ولا بخَلِ النادمِ
ألا أجرِ مدحكَ في قاسم / فما لحروفِكَ من جازمِ
أمُسْتَكْتِمِي قاسمٌ عُرْفَهُ / أَبَيْتُ على المُحْسِنِ الظالمِ
كريمٌ أسرَّ إليَّ الغِنى / وما أنا للْعُرْفِ بالكاتمِ
وهَبْني كتَمْتُ أتخفى له / بروقُ نداه على الشائمِ
ووسْمُ اليسارِ عل موسرٍ / وسِيما النعيمِ على ناعمِ
أقاسِمُ يا قاسمَ المُنْفسا / تِ لا زلتَ في جَذلٍ دائمِ
مدحتك مدحةَ لا باخسٍ / ثناءَكَ حقَّاً ولا زاعمِ
فساجلتُ شيْخَ بني تَغلبٍ / وساجلتُ شيخَ بني دارمِ
أُجَهِّزُ فيك جميلَ الثنا / إلى حافظٍ وإلى راقمِ
وحسبي معانيكَ من جَوْهرٍ / وحسبُكَ عبْدُكَ مِنْ ناظمِ
ولم أر مثلكَ مِنْ سيِّدٍ / وكم لك مِثْليَ من خادمِ
فلا زلتَ غيثاً على سائلٍ / ولا زلتَ غيظاً على راغمِ
وإن كنتَ أعقبتني جفوةً / وما أنا والله بالجارمِ
وراعيتَ غيري وأغفلتني / خلافاً لميزانِكَ القائمِ
وليستْ بحاليَ من مُسْكةٍ / وإن جَمْجَمَتْ سكتةُ الكاظمِ
أبى ذاك أنَّكُمُ مَعْشَرٌ / مناعيشُ للرازحِ الرازمِ
وأنْ ليس للداءِ داءِ الفقي / رِ غيرُكُمُ الدهرَ من حاسمِ
ومن تُسْلِموهُ لأيّامِهِ / ففي شظفٍ لازبٍ لازمِ
أمِنْ بَعْدِ منزلة المُطْعِمي / نَ أعْدِمْتُ منزلةَ الطاعمِ
أمِنْ بَعْدِ منعي حريمَ المَضِي / مِ أسلمتموني إلى الضائمِ
فلانتْ قناتيَ للغامزي / نَ وارْفَتَّ عُوديَ للعاجمِ
أَلَمْ أك في أُفقٍ مُسْفِرٍ / فماليَ في أُفقٍ قاتمِ
ألمْ أكُ جذلان في ظلكم / فماليَ في مَقعَد الواجمِ
إلى عدلكَ المُشْتَكَى كُلُّهُ / فحَسْبي بعدْلِكَ من حاكمِ
وإني لأظلمُ إذْ أشتكي / وعدلُكَ كالكوكبِ الناجمِ
أرى بَقَر الإنس مِنِّي تُرا
أرى بَقَر الإنس مِنِّي تُرا / عُ أطْيَشَ ما كنتُ عنها سهاما
وأنَّي تَفَرَّعَ رأْسِي المشيبُ / ولم أتفرَّعْ ثلاثين عاما
صِلُوا نِصْفَ كنيته باسمه
صِلُوا نِصْفَ كنيته باسمه / إذا اجتمعا وانظروا ما هما
هما عبدُ سوء إذ أُلِّفا / يوافِقُ معناه معناهُما
تمادى الصِّبا بيَ في غيِّهِ
تمادى الصِّبا بيَ في غيِّهِ / وأسلمني للْهوى لُوّمي
وراجعتُ لهْوِي ولذَّاته / ونزَّهتُ نفسي عن المَحْرَم
وقال العواتقُ أهلاً بمَنْ / تناهَى إلى الخُلق الأكرم
فكم ليَ فيهنَّ من قاضياتٍ / نذوراً لذاكَ ولمْ أعلم
وقائلةٍ بين أترابها / أما يتقي الله ذا في دمي
ألا ليتَهُ زارَ مُسْتخْفِياً / إذا رقدتْ أعينُ النُّوَّم
فأنقعَ مِنْ قُربهِ غُلَّةً / بقلبيَ من حُبِّهِ الأقدم
أتتْنِي الرسالةُ عنها بذاك / على منطقٍ ليس بالأعجمي
فأنْبأْتُها أنَّني حافظ / لأشياخِها ذمَّةَ المُسلم
وأوْدعْتُها حسرةً بالعفافِ / ووفرتُ دِيني فلم أثلمِ
ألا فاسقِني من بناتِ الكُروم / وروِّ بكاساتِها أعْظُمي
على لحن صوتٍ تخيَّرتُهُ / وإلا فلا تُدْنِها مِنْ فَمِي
غشيتُ المنازلَ بالأنْعُمِ / كَمُنْعرجِ الوشي في المِعْصمِ
على الطائر الأيمن المرتجى
على الطائر الأيمن المرتجى / وسعدٍ من الطالعِ النَّاجِمِ
أتاك أبو غالب كالهلال / بدا ليلةَ الفطرِ للصائمِ
يُبَشِّر بالخَيْرِ بعد السرورِ / وبالرُّخْصِ بعد الغلا الدَّائم
وبالخِصْبِ بعد السنينَ الَّتي / توالتْ جُدوباً على العالم
فآذنَ بالفرجِ المُرْتَجَى / وصدَّق رُؤْيَايَ في الخاتم
وسرَّ الصديق وساءَ العِدا / وراغَمَ ذا المَعْطِسِ الرَّاغم
سليلُ تَقيٍّ نَقيِّ الجيو / بِ من دنسَ العابِ والمأثم
كريمٌ لأكرمِ مَنْ يُرتَجى / وأجودُ في الجودِ من حاتم
وبدْرٌ لبدرٍ بدا مُشْبِهاً / لوالدهِ غيرَ ما ظالم
فهُنِئْته يا أبا الصقر من / بشيرٍ بثانٍ له قادم
وعمَّرهُ اللَّهُ حتَّى تَرى / بنيه رُعاةَ بني آدم
وبلَّغهُ مبْلَغَ الصالحين / وأرقدَ عَيْنَيْهِ من نائم
غدوْتُ إليكَ ولي واعدا
غدوْتُ إليكَ ولي واعدا / نِ ربٌّ رحيمٌ ورجْسٌ رجيمُ
فللرجْسِ وعْدٌ بنكرائه / ليحرمني وهو خَبٌّ لئيمُ
ولله وعْد بمعروفه / ألا فلْيُصدِّقْ كريماً كريمُ
وأنت بتحقيقِ ما أرتجيه / وإبطال أسوأ ظنٍّ زعيمُ
وكنتُ إذا ما هجاني امرؤٌ
وكنتُ إذا ما هجاني امرؤٌ / لئيمٌ عرفت دواءَ اللئيمِ
أعدُّ هجائي له نائلاً / وأبذُلُه بذلَ سَمْح كريمِ
فأبلغُ من شتمه حاجتي / ولم أهدِ في ذاك هَدْي المليمِ
تعرَّضَ لي دونه مَعْشرٌ
تعرَّضَ لي دونه مَعْشرٌ / كرامٌ وما ذاك أنْ أكرموهُ
ولكنّهُمْ أعظموا مَنطقي / وكان جديراً بأنْ يُعْظِمُوه
فصانوا هجائيَ عنْ عرضه / بأعراضه شدّ ما استْلأموه
لئن رَحِموا الشعرَ من لؤمه / لحقَّ وحقوا بأنْ يرْحموه
أقامَ مشيبي عليَّ القيامَهْ
أقامَ مشيبي عليَّ القيامَهْ / وعمَّمَني منه أخْزَى عِمامَهْ
فأفسدَ بيني وبينَ الملاح / وأوحشَ منِّي كؤوسَ المُدامهْ
ظُلِمتُ ولا حاكمٌ عادلٌ / على الشيبِ يسمعُ مِنِّي الظُّلامه
ولما رأيت سِهام المشيب / جعلتُ الخضاب مجنّاً ولامه
وما زلتُ ألطفُ في حيلةٍ / تعيد الشبيبة لي والوسامه
تبيَّنْتُ منذ خضبتُ المشي / ب بعد اعوجاج أموري استقامه
وعادتْ إليَّ خِلالُ الشباب / جميعاً سوى فَتْكه والعرامه
سوادُكَ فيه دليلٌ على / شبابٍ وفيه عليه علامه
ستندم إنْ أنتَ لمْ تَخْتَضِبْ / فسوِّدْ خضابَكَ قبل النَّدامه
ولا تَلْحَنِي في طِلابِ الشبابِ / فنفسي به لم تَزَلْ مُسْتهامه