لو ان دموعي استهلت دما
لو ان دموعي استهلت دما / لما أنصفت بالبكا مسلما
قتيل أذاب الصفا رزؤه / وأحزن تذكاره زمزما
وأورى الحجون بنار الشجون / وأبكى المقام واشجى الحمى
أتى أرض كوفان في دعوة / لها الأرض خاضعة والسما
فلبّوا دعاه وأمُّوا هداه / لينقذهم من غشاء العمى
وأعطوه منعهدهم ما يكاد / الى السهل يستدرج الأعصما
وما كان يحسب وهو الوفي / أن ينقضوا عهده المبرما
فديتك من مفرد أسلموه / لحكم الدعيِّ فما استسلما
والجأه غدرهم أن يحلَّ / في دار طوعة مستسلما
فمذ قحموا منه في دارها / عريناً أبى الليث أن يقحما
أبان لهم كيف يضرى الشجا / عُ ويشتدّ بأساً إذا أسلما
وكيف تهبُّ أسود الشرى / إذا رأت الوحش حول الحمى
وكيف تُفَرِّقُ شهبُ البزا / ةِ بغاثاً تطيف بها حوَّما
ولما رأوا بأسه لا يطاق / وماضيه لا يرتوي بالدما
أطلُّوا على شرفات السطو / حِ يرمونه الحطب المضرما
ولولا خديعتهم بالأمان / لما أوثقوا ذلك الضيغما
وكيف يحسُّ بمكر الأثيم / من ليس يقترف المأثما
لئن يُنسني الدهر كل الخطو / ب لم ينسني يومك الأيوما
أتوقف بين يدي فاجر / دعيٍّ إلى شرِّهم منتمي
ويشتم أسرتك الطاهرين / وقد كان أولى بأن يُشتَما
وتقتل صبراً ولا طالب / بثارك يسقيهم العلقما
وترمى الى الأرض من شاهق / ولم ترمِ أعداك شهبُ السما
فإن يحطموا منك ركن الحطيم / وهدُّوا من البيت ما استحكما
فلست سوى المسك يذكو شذاه / ويزداد طيباً إذا حطما
فإن تَخلُ كوفان مننادب / عليك يقيم لك المأتما
فإن ظبى الطالبيين قد / غدت لك بالطف تبكي دما
زها منهمُ النقع في أنجمٍ / أعادت صباح العدى مظلما