المجموع : 7
عنائيَ غانيةٌ غرَّها
عنائيَ غانيةٌ غرَّها / صباها وأَنّي بها مغرَمُ
تَراني فتبسم من صفرَتي / وأحسن بها حينَما تبسم
لقد كنت يا هذه طفلة / تردُّ العداة وما ترجم
إلى اللَه أشكو هواكِ فقد / تيبَّس منهُ بجسمي الدم
ذريني أكابد مضيض الجوى / وخلِّي عيوني وما تسجم
أَطَعت الهَوى فيك مستسلماً / ومن شام عينيك يَستَسلِم
إذا غال نفسي هواكِ غداً / فإن فؤادك قد يندم
سَتَدرُس بعدي صروح الهَوى / وَتَبقى المَعالِم والأرسم
هبي القلب منك لنا راحما / فإن عيونكِ لا ترحم
لماذا تحركت الأنجمُ
لماذا تحركت الأنجمُ / كأَنَّك مِثلي لا تَعلَمُ
وَما هوَ كنه الأثير الَّذي / فَسيح الفَضاء به مفعمُ
وَبينَ الجواهِر جذب فَما / دَواعيه إِنّيَ مستعلم
هَل الدَفع أَقدر في ذاته / من الجذب أَم هَل هما توأم
هما قوتان تخالفتا / فَذَلك يبني وَذا يهدم
لماذا أجبني نحسّ بِما / نُلاقي فنلتذّ أَو نألم
وَقَد نَتَوَهَّم من نفسنا / لذاكَ بواعثَ أَو نزعم
فنذكر أَشياء لكننا / بما نحن نذكر لا نجزم
وَتقدح بالفكر أَلبابنا / زناداً وَلا يَنجَلي المبهم
وَيأبى لسان الطَبيعة أَن / يَبوح بِما نحن نَستَعلِم
فإن جئت أَسأل ما عندها / تقل كلمات لها تعجم
كَعَذراء تحمل في قَلبِها / غَراماً وَلكنها تكتم
يمر بنا الدَّهر في جريه
يمر بنا الدَّهر في جريه / فنهرم وَالدَّهر لا يهرمُ
أَقول لشيخ بدا ضعفه / وَكاد إِذا ما مَشى يجثم
لَقَد حانَ حينك فاِخضَع له / فأَنتَ من المَوت لا تسلم
قَريباً تَنَزَّل في حفرة / من القَبر باطنها مظلم
فَتبلى لحومك في جوفها / وَتبلى جلودك والأعظم
تعرض لريح الصبا إِنَّها / عليك غداة غد تحرم
غَداً أَنتَ في جدث ضيق / تنام طَويلاً وَلا تحلم
لعلك عند رقادك في / ه تنسى الحَياة الَّتي تؤلم
لَقَد غاظَكَ الدهر حَتّى ودد / تَ أنك من أَهله تنقم
ستدرك تحت الثَرى راحة / لغيظك من أَجلها تكظم
إذا الموت زار تساوى الفقي / ر ذو البؤس والملك الأعظم
يصوّب أسهمهُ نحونا / ويرمي فلا تخطئ الأسهم
سأَشرب بالرغم كأس الردى / ولو أنها الصاب والعلقم
فَريقان بينهما قَد صفا ال
فَريقان بينهما قَد صفا ال / وفاق زماناً كَما أَعلَمُ
فَماذا الَّذي جرّ بينهما / منازعة نارها تضرم
وَشَمَّرَت الحرب عَن ساقها / وَراحَت لأرواحهم تلهم
وَثار الكميُّ عَلى قرنه / وأزبد للغيظ منه الفم
وَذلك يسقط من رمية / وَهَذا يجندله المخذم
وَصوت المدافع بين الصفو / ف كالرعد في قصفه يهزم
تثير دخاناً من الجانبي / نِ وجه السماء به أقتم
تسابقُ للناس في المأزق ال / قَنابل والأجل المبرم
وَتَقتَحم الحرب أَبطالها / فتسأم وَالموت لا يسأم
بهم أم قشعم احدَوْدقت / فَلا الأمّ كانَت ولا قشعم
فَيا لَكِ من حومةٍ لِلوَغى / يسيل عَلى جانبيها الدم
لَقَد حدْت عنها إِلى جانب / فإن الحياد هُوَ الأسلم
دَعاني لنصرته منهما / فَريق هو الطرف الأظلم
فقلت لهم إن هَذا الخصا / م لي إن ولجت به مؤلم
دعونيَ يا قَوم في عزلتي / فَما أَنا منكم وَلا منهم
كبا الشعر من بعد ستين عاما
كبا الشعر من بعد ستين عاما / فصحت أَقول سلاماً سلاما
ومن بعد كبوته نام في / فراش الضنى برهة ثم قاما
لَقَد عبس الليل في وجهه / يَروع وكان السحاب ركاما
فَما طالَ حتى بدت أَنجم / يُرين خلال السحاب ابتساما
نجوم طلعن بآفاقه / يضئن فينفين عنها الظلاما
جلا القلبَ من رين أَحزانه / وجوه من الزهر كن وساما
وقد كانَ يأس وهمٌّ معاً / فَلا اليأس طال ولا الهم داما
مشيت إلى الصيد من يعربٍ / أُصافح منهم هماماً هماما
لَقَد جبر اللَه كسري بهم / وَقَد كنت أَحسب كسري لزاما
وَقَد كدت ألقى حِمامي به / وأي امرئٍ لَيسَ يَلقى الحماما
وَما زالَ دهري يخاصمني / على أنني لا أُريد الخصاما
فجرد سيفاً جرازاً له / عليَّ وجردت سيفاً كهاما
وَلست من الموت ذا خشية / وإن كانَ حين يلمُّ زؤاما
ولكن حشو الحياة مُنىً / تحببها ليَ عاما فَعاما
لَقَد حسن الظن بي منكم / فأَكرمتموني وكنتم كراما
فَما أَنا أَنسى حفاواتكم / بشخصي ولا أَنا أَنسى الذماما
حدتكم سجايا نزارية / فجئتم بتَكريم شخصي قياما
وإني سأذكرها شاكراً / أَيادي منكم عليّ جساما
وإني إذا رضيتني الكرا / م خدناً فلست أُبالي اللئاما
لَقَد عشت عمراً أؤمل أن / تميط الحقيقة عنها اللثاما
وَلمّا أَبَت أَن تميط اللثا / م باتَت شكوكي ركاما ركاما
وَقَد زارَني طيفها مرة / فَيا لَك طيفاً يَزور لماما
وَيا علْم قد طبت من موردٍ / وإن لناس إليك أواما
وَلَيسَ زحام على آجن / ولكن على العذب تلفي الزحاما
لَقَد ذكر الغرب أيامه / فَهَل نسي الشرق عهداً قداما
شقيقان ما ائتلفا ساعة / وإِن لكل شقيق مراما
هم القوم قد أحرزوا قوة / ونحن نعالج داء عقاما
هم استيقظوا من رقاد لهم / صباحاً ونحن بقينا نياما
وإنا نزلنا بمنحدر / وهم طفقوا يصعدون الأكاما
تسامى من الشرق يابانُهُ / وَلَولا تعلمه ما تسامى
وَرب تُقاء أناس يرا / ه في زمنٍ آخرونَ أثاما
وَلَولا طماعية في الوَرى / لكان خلاف الشعوب وئاما
وَما نالَ ما كانَ يرَجو امرؤٌ / تجنب للعقبات اقتحاما
وإني لِقَومي أَرى نهضة / فأَرجو لها بين قومي دواما
خذوا العلم يا قوم عن أَهله / فإن العلوم ترقِّي الأناما
وَمن فطم الطفل قبل الأوا / ن عن درّ أمٍّ أساء الفطاما
إذا سقم الرأي في أمة / من الجهل فالعلم يشفي السقاما
هُوَ الجهل أخَّرنا وحده / فَلا النار ضارت ولا السيف ضاما
إذا الريح هبت على دجلة / فَأَنتَ تشاهد فيها التطاما
رأَيت لأبنائها نهضة / فصحت أَقول الأمامَ الأماما
وَرب خصيم تنقصني
وَرب خصيم تنقصني / فَكانَ سكوتيَ عنه كلاما
وَلَو شئت أرهفت ردعاً له / يراعي فكان بكفي حساما
تركت الدفاع لأربابه / وَقَد كنت قبلاً به مستهاما
وَخير حياة على ما أَرا / ه أن لا أضيم وأن لا أضاما
وإن حدثت في مكان وغى / فَقَد لا أشاهد منها القتاما
تذكرت لَيلى وأَيامها
تذكرت لَيلى وأَيامها / وآمال نفسي وأَحلامها
ولذاتها ثم آلامها / فأَسبلت من ذكرها أَدمعي
أَمضَّ حَياتي لليلى الهوى / فلست أُعالج غير الجوى
جزعت وأَنت رضيت النوى / فَيا نفس باللَه لا تجزعي
فديتك يا ليل من معصر / أَقيمي على العهد واستعبرى
وَفي كل صبح لحبي اذكري / إذا مت يوماً ولم ارجع
إذا ما نعيِّي أَتاك اذرفي / دموعك يا ليل بل كفكفي
وأَخفي هواي عن المرجف / فإني سأخفى هواك معي
شدوت مع الورق لما شدت / إذ الشمس شارقة قد بَدَت
وَقَد صرعتني خطوب عدت / فَما ذم من ناظر مصرعي