لَنا التَهنِئاتُ وَفَرطُ الجَذَل
لَنا التَهنِئاتُ وَفَرطُ الجَذَل / وَأَنتَ أَجَلُّ وَأَعلى مَحل
وان كانَ فَتحاً أَجَلَّ الفَتوح / وَلَكِنَّ قَدرك فَوقَ الأَجَل
وَأَيُّ عَظيمٍ وَمُستَكبِرٍ / إِلى جَنبِ مَجدِك لا يُستَقل
فَمِن فَيلَقٍ سائِرٍ نَحوَهُم / لِغُنمٍ وَمِن غانِمٍ قَد قَفَل
بَشائِرٌ يُطرِبُنا ذِكرُها / وَيُشغِلُنا وَصفُها عَن غَزَل
سَحابُ عِقابِكَ غَشّاهُمُ / فَأَودى بِهِم وَقعُهُ وَهوَ طَل
وَأَهلَكَ أَرضَهُمُ بالرَذاذِ / فَكَيفَ يَكونُ إِذا ما هَطل
وَكَم قَد هَرَقتَ دِماءَ العِدى / تَصُحُّ عَليلاً وَتشفي غُلَل
وَكَم لَكَ مِن غَزوَة قَبلها / وَما لِسواكَ سِوى مُرتَحل
شَحنتَ الشَوانيَ بالدارِعينَ / فَجاءَتكَ مُوقِرةً بالنَفَل
جَوارٍ تَطيرُ بأُسدِ الشَرى / وَتزأَرُ ما غابَ الأَسَل
حَملنَ اليكَ سَبايا الَّذي / طَغى فَحمَّلنَ اليهِ الأَجَل
وَلَو لَم تَصِل سابِقاتُ الرِماحِ / اليهم كَفَت سابِقاتُ الوَهَل
وَلَو لَم يَمتهم قِراعُ السُيوفِ / أَماتَهُمُ خَوفُها وَالوَجَل
وَقَد أَيقَنوا بالتَوى إِذ وَهى / لِبأسِكَ حَولَهُم وَالحِيَل
وَلَكِن تَعرَّضَهُم ضَلَّةً / كِذابُ المُنى وَخِداعُ الأَمَل