طريقتنا قل بأقوالها
طريقتنا قل بأقوالها / ودع عنك تفنيد عذالها
خذ الفرق ما بين أهل الهدى / وأهل الضلال وأعمالها
لكل على زعمه طاعة / وقانون وضع لأفعالها
وفي كل طائفة همة / لتحصيل غايات أحوالها
وفيهم سلوك على منهج / صواب لدى عقد عمالها
ولكن سوى دين أهل الهدى / عقول رأت حسن إضلالها
فقالت على الحق ما لم يقل / وقد زخرفت قبح أقوالها
فلا وضع شرع لها ثابت / لينوي به قرب إيصالها
بصبر وزهد وأكلِ الحلال / وشكر وتقوى وأشكالها
وصوم وترك لذيذ النكاح / وشهوات نفسٍ وآمالها
وترك الزنى والربا والريا / وظلم وقتل وأنكالها
فنيتهم فعلها لم يكن / لهم طاعة دون أفعالها
فيبقى لهم فعلها هكذا / بلا قصد وضع لتمثالها
وغاية ذلك نيل الصفا / وترك الجسوم لأثقالها
وتحصيل خفَّتها والفهو / م ترتاض من ترك أشغالها
وإن دام أنتج قدس النفوس / وتطهيرها من قذى حالها
وكشفاً عن الملكوت الذي / لأرواحه سر إقبالها
وهم في حجاب عن الله عن / معاني التجلي وإنزالها
وأما طريقة أهل الهدى / كماهم نزول بأطلالها
فوضع صحيح به مؤمنون / على مقتضى حكم أرسالها
فأفعالهم لكمالاتهم / بنيَّتهم وضع إكمالها
فوصف الصفا عندهم زائد / وقدس النفوس بأفضالها
وفي ملكوت السما كشفهم / عن الروح تفصيل إجمالها
وقد زادهم ربهم علمهم / به في المجالي وإجلالها
وأنوار غيب إلهية / مثالية تملك الوالِها
منزلة عندهم في المواد / لتعريفهم غيب آزالها
فيبدي الخيال بها جهده / وتوفي القروض بأمثالها