لَهُ شُغُلٌ عَنْ سُؤَالِ الطَّلَلْ
لَهُ شُغُلٌ عَنْ سُؤَالِ الطَّلَلْ / أَقَامَ الخَلِيْطُ بِهِ أَمْ رَحَلْ
فَمَا تَطَّبِيْهِ لَحَاظُ الظِّبَاءِ / تَطَالِعُهُ مِنْ سُجُوفِ الكِلَلْ
وَلاَ يَسْتَفِرُّ حِجَاهُ الخُدُودُ / عَصْفَرَهُنَّ احْمِرَارُ الخَجَلْ
كَفَاهُ كَفَاهُ فَلاَ تَعْذِلاَهُ / كَرُّ الجَدِيْدَيْنِ كَرُّ الغَزَلْ
طَوَى الغَيَّ مُنْتَشِرَاً فِي ذُرَاهُ / فَأَطْفَا الصَّبَابَةَ لَمَّا اشْتَعَلْ
لَهُ فِي البُكَاءِ عَلَى الطَّاهِرِيْنَ / مَنْدُوحَةً عَنْ بُكَاءِ الطَّلَلْ
فَكَمْ فِيْهِمُ مِنْ هِلاَلٍ هَوَى / قُبَيْلَ التَّمَامِ وَبَدْرٍ أَفَلْ
لَهُمْ حُجَّةُ اللَّهِ يَوْمَ المَعَادِ / لِلنَّاصِرِيْنَ عَلَى مَنْ خَذَلْ
وَمَنْ أَنْزَلَ اللَّهِ تَفْضِيْلَهُمْ / فَرَدَّ عَلَى اللَّهِ مَا قَدْ نَزَلْ
فَجَدُّهُمُ خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ / يَعْرِفُ ذَاكَ جَمِيْعُ المِلَلْ
وَوَالِدُهُمْ سَيِّدُ الأَوْصِيَاءِ / وَمُعْطِي الفَقِيْرِ وَمُرْدِي البَطَلْ
وَمَنْ عَلَّمَ السُّمْرَ طَعْنَ الكُلَى / لَدَى الرَّوْعِ والبِيْضَ ضَرْبَ القُلَلْ
وَلَوْ زَالَتِ الأَرْضُ يَوْمَ الهِيَاجِ / مِنْ تَحْتِ أَخْمَصِهِ لَمْ يَزُلْ
وَمَنْ صَدَّ عَنْ وَجْهِ دُنْيَاهُمُ / وَقَدْ لَبِسَتْ حَلْيَهَا والحُلَلْ
وَكَانَ إِذَا مَا أَضَافُوا إِلَيْهِ / أَرْفَعَهُمْ رُتْبَةً فِي مَثَلْ
سَمَاءً أَضَفْتَ إِلَيْهِ الحَضِيْضَ / وَبَحْرَاً قَرَنْتَ إِلَيْهِ الوَشَلْ
بِحُودٍ تَعَلَّمَ مِنْهُ السَّحَابُ / وَحِلْمٍ تَوَلَّدَ مِنْهُ الجَبَلْ
فَكَمْ شُبَهٍ بِهُدَاهُ جَلاَ / وَكَمْ حُجَّةٍ بِحِجَاهُ فَصَلْ
وَمَنْ أَطْفَأَ اللَّهُ نَارَ الضَّلاَلِ / بِهِ وَهْيَ تَرْمِي الهُدَى بِالشُّعَلْ
وَمَنْ رَدَّ خَالِقُنَا شَمْسَهُ / عَلَيْهِ وَقَدْ جَنَحَتْ لِلطُّفَلِ
وَلَوْ لَمْ تَعُدْ كَانَ فِي رَأْيَهِ / وَفِي وَجْهِهِ مِنْ سَنَاهَا بَدَلْ
وَمَنْ ضَرَبَ النَّاسَ بِالمُرْهَفَاتِ / عَلَى الدِّيْنِ ضَرْبَ غِرَابِ الإِبِلْ
وَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ يَوْمَ الغَدِيْرِ / بِغَدْرِهِمُ جَرَّ يَوْمَ الجَمَلْ
فَيَا مَعْشَرَ الظَّالِمِيْنَ الَّذِي / أَذَاقُوا النَّبِيَّ مَضِيْضَ الثُّكُلْ
أَفِي حُكْمِكُمْ أَنَّ مَفْضُولَكُمْ / يَؤُمُ نَقِيْصَتَهُ مَنْ فَضَلْ
فإن كان من تزعمون هداه / إماماً فذلك خطب جلل
فَإِنْ خَرَجَ المُصْطَفَى حَافِيَاً / تَمِيْلُ بِهِ سَكَرَاتُ العِلَلْ
فَنَحَّاهُ عَنْ ظِلُ مِحْرَابِهِ / وَنَادَاهُ مُنْتَهِرَاً لاَ تُصَلْ
فَلَوْلاَ تَتَابُعُهُمْ فِي الضَّلاَلِ / لَمَا كَانَ يَطْمَعُ فِيْمَا فَعَلْ
كَأَنْكُمُ حِيْنَ قَلَّدْتُمُوهُ / نَصَبْتُمْ أَسَافَ بِهِ أَوْ هُبَلْ
فَيَا لَكَ مِنْ بَاطِلٍ بِالْمُحَالِ / تَمَّ وَيَا لَكَ حَقَّاً بَطَلْ
عَدَلْتُمْ بِهَا عَنْ إِمَام الهُدَى / فَلاَ عَدَلَ اللَّعْنُ عَمَّنْ عَدَلْ
فَمَا جَاءَنَا مَا جِئْتُمُونَا بِهِ / مِنَ الظُّلْمِ أَعْمَى القُرُونَ الأُوَلْ
يُخَالِفُكُمْ فِيْهِ نَصُّ الكِتَابِ / وَمَا نَصَّ فِي ذَاكَ خَيْرُ الرُّسُلْ
نَبَذْتُمْ وَصِيَّتَهُ بِالْعَرَاءِ / وَقُلْتُمْ عَلَيْهِ الَّذِي لَمْ يَقُلْ
اتَخِذْتُمْ بِذَاكَ البَرَايَا خَوَلء / وَدُنْيَا تَفَرَّقْتُمُوهَا دُوَلْ
لَقَدْ طَمَسَ الْغَيُّ أَبْصَارَكُمْ / وَضَلَّ بِكُمْ عَنْ سَوَاءِ السُّبُلْ
أَيْمنَعُ فَاطِمَةً حَقَّهَا / ظَلُومٌ غَشُومٌ زَنِيْمٌ عُتُلْ
وَتُرْدِي الحُسَيْنَ سُيُوفُ الطُّغَاةِ / ظَمْآنَ لَمْ يُطْفِ حَرَّ الغُلَلْ
يَرِي عَطَشاً وَتَنَالُ الرِّمَاحُ / مِنْ دَمِهِ عَلَّهَا وَالنَّهَلْ
فلم يخسف الله بالظالمين / ولكنه لا يخاف العجل
لَقَدْ نَشِطَتْ لِعِنَادِ الرَّسُولِ / رِجَالٌ بِهَا عَنْ هُدَاهَا كَسَلْ
فَلاَ بُوعِدَتْ أَعْيُنٌ مِنْ عَمَى / وَلاَ عُوفِيَتْ أَذْرُعٌ مِنْ شَلَلْ
نَظَارِ فَإِنَّ بَنَاتِ النَّبِيِّ السَّ / بَايَا وَمَالَ النَّبِيِّ النَّفَلْ
غَداً يَتَوَلَّى الإِلهُ الجِدَالَ / إِنْ كُنْتُمُ مِنْ رِجَالِ الجَدَلْ
فَيُعْلَم مَنْ فِي ظِلاَلِ النَّعِيْمِ / ومن في الجحيم عليه ظلل
أيا رب وقف لخير المقال / إِنْ لَمْ أُوَفَّقْ لِخَيْرِ العَمَلْ
وَلاَ تَقْطَعَنْ أَمَلِي والرَّجَاءَ / فَأَنْتَ الرَّجَاءُ وَأَنْتَ الأَمَلْ