القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد مُحرَّم الكل
المجموع : 4
لِمَنْ تَجمعُ الُّرومُ أبطالها
لِمَنْ تَجمعُ الُّرومُ أبطالها / وتحملُ للحربِ أثقالَها
أللجاعِلينَ نُفوسَ العبادِ / وَدائِعَ يَقْضونَ آجالَها
إذا استعجلوها ببيضِ الظُّبَى / فلن يملكَ القومُ إمهالَها
جُنودٌ تُقدِّمُ أرواحَها / وتَبذلُ في اللهِ أموالَها
لئن جاوزَتْ غايةَ العاملين / لقد بَارَكَ اللهُ أعمالها
وَمَنْ مِثلُ عُثمَانَ يَرْعَى النُّفوسَ / إذا آدَها الأمرُ أو عَالَها
كثيرُ النَّوالِ رَحِيبُ المجالِ / إذا رَامَ مَنزلةً نالَها
أبا بكرٍ اخْترتَ أبقى الثراء / وجَنَّبتَ نَفْسَكَ بَلبالَها
تَمنَّيتَها نِعمةً سمحةً / فألبَسَكَ اللَّهُ سِرْبَالَها
وإنّ لِصحبِكَ في الباذلين / مَناقِبَ نُدمِنُ إجلالَهَا
ألحَّ النِّساءُ على حَلْيهِنّ / وأقبلنَ في ضَجّةٍ يا لها
نَبِيَّ الهُدَى أتُلِمُّ الحقوقَ / فنأبَى ونُؤثِرُ إهمالَها
وتذهبُ منّا ذَواتُ الحِجالِ / تُجرجِرُ في الحيِّ أذيالَها
لقد طافَ طائِفُها بالفتاةِ / فأرَّقها ما عَنَا آلها
فما أمسكَ البُخلُ دُمْلُوجَها / ولا مَلَكَ الحِرصُ خلخَالَها
مشَى الجحفلُ الضَّخمُ في جحفلٍ / يُحِب الحُروبَ وأهوالَها
وخافَ من الحرِّ أهلُ النِّفاقِ / فقالوا البيوتَ وأظلالَها
وأهْلَكَهُمْ شَيْخُ أشياخِهم / بِشَنعاءِ يَأثَمُ مَن قَالها
بَني الأصفر استبِقوا للوغى / وخَلُّوا النُّفوسَ وآمالها
وقفتم من الرُّعبِ ما تُقدمون / وما هَاجتِ الحربُ أغوالَها
فكيف بكم بَيْن أنْيَابِها / إذا جَمَع اللَّهُ آكالَها
رأى عُمَرٌ رأيَهُ في الرَّحيلِ / فلا تُكْثِرِ الرُّومُ أوجالَها
لهم دَونَ مَهلكِهمْ مُدّةٌ / مِنَ الدّهرِ يَقضونَ أحوالَها
تَبوكُ اشْهَدِي نَزَواتِ الذّئاب / وحَيِّ الأسودَ وأشبالها
أما يَنبغِي لكِ أن تَعرفِي / شُيوخَ الحُروبِ وأطفالها
هي المِلَّةُ الحقُّ لن تَستكين / ولن يدَعَ السَّيفُ أقتَالَها
رأتْ ملّةَ الكُفرِ تغزو النُّفوس / فجاءَتْ تُمزِّقُ أوصالَها
لها من ذويها حُماةٌ شِداد / يُبيدونَ مَن رامَ إذلالَها
فلن يَعرِفَ النّاسُ أمثالَهم / ولن يَشهد الدّهرُ أمثالَها
ولن تَستبينَ سَبيلُ الهُدَى / إذا اتَّبعَ النَّاسُ ضُلَّالها
فَمَنْ كانَ يُحزِنُه أن تَبِيد / قُوَى الشّركِ فَلْيَبْكِ أطلالَها
لأهلِ المُفَصَّلِ من آيهِ / مَوَارِدُ يُسقَوْنَ سِلْسَالَها
تردُّ القُلوبَ إلى ربِّها / وتَفتحُ للنُّورِ أقفالَها
أخالدُ إنّكَ ذو نَجْدَةٍ
أخالدُ إنّكَ ذو نَجْدَةٍ / فَهيَّا إلى دُومَةِ الجندلِ
إلى معشرٍ كفروا بالكتابِ / وحَادوا عن المذهبِ الأمثلِ
دَعاكَ الرسولُ فأنت الرسول / وليس له عنك من مَعدلِ
أمامك حِصنٌ طويلُ الذُّرَى / فَخُذْهُ بِصَمصامِكَ الأطولِ
وَمُرْ بالأكيدرِ يَقذفْ به / إليك على كِبرهِ من عَلِ
قتلتَ أخاهُ وألقى إليك / جَناحَ الذليلِ فلم يُقتلِ
وجِئتَ به سيِّدَ الفاتحين / فأوغَلَ في قلبهِ المقفلِ
هَداه إلى اللَّهِ بعد الضلالِ / وبعد العَمى لم يَكَدْ يَنجَلِي
وأعطاه من عهدهِ موئلاً / يَقيهِ فيا لك من مؤئلِ
فَصبراً أُكيدرُ إنّ الزمان / سيكشفُ عن غَدِكَ المقْبلِ
سَتنقُض عهدكَ دَأْبَ الشقِيِّ / وتجمعُ في غَيِّكَ الأوّلِ
فيرميك ربُّكَ بابنِ الوليدِ / ويشفيكَ من دائِكَ المعضلِ
بصاعقةٍ مَنْ يَذُقْها يَقُلْ / كأنَّ الصّواعقَ لم تُرْسَلِ
أتفعلُ وَيْحَكَ ما لو عقلتَ / لأعرضتَ عنه ولم تفعلِ
أُكيدرُ ليس لنفسٍ وَقاء / إذا ما ابتلى اللَّهُ مَن يبتلي
أَعيدوا الحَديثَ وَقولوا أَجَلْ
أَعيدوا الحَديثَ وَقولوا أَجَلْ / أَجابَ الرَجاءُ وَلَبّى الأَمَلْ
أَجَل هَكَذا فَليُنادي المُلوكُ / بِحَقِّ الشُعوبِ وَأَمرِ الدُوَلْ
أَجَل هَكَذا فَليَجِلّ المَقامُ / وَيَسمُ المَرامُ وَيَعلُ المَثَلْ
أَرى الشَرقَ يَهتَزُّ مِمّا رَأى / كَما اِهتَزَّ ذو النَشواتِ الثَمِلْ
تَخايَلَ فيهِ بَريدُ المُلوكِ / يُقِلُّ المَمالِكَ فيما حَمَلْ
يُقِلُّ الكِنانَةَ في عِزِّها / وَأُبَّهَةِ الفاتِحينَ الأُوَلْ
تَسيرُ مَواكِبُها فَخمَةً / تَهِلُّ البِقاعُ لَها وَالسُبُلْ
مَواكِبُ مُطلَقَةٌ حُرَّةٌ / تَعافُ الحِجالَ وَتَأبى الكَلَلْ
مُلوكَ الكِنانَةِ سيروا بِها / فَقَد نَشَطَت بَعدَ طولِ المَلَلْ
وَما نَكَبَت عَن مَعالي الأُمورِ / عَلى الرَيثِ مِن أَمرِها وَالعَجَلْ
أَضيئوا الشِعابَ وَروضوا الرِكابَ / إِذا نَدَّ جامِحُها أَو جَفَلْ
فَنِعمَ السَبيلُ السَوِيُّ الأَمينُ / وَنِعمَ المَطِيُّ السِماحُ الذُلُلْ
وَخَيرُ العَتادِ لَها هِمَّةٌ / يَذوبُ لَها الخَطبُ أَو يَضمَحِلْ
وَرَأيٌ يُسَدِّدُ مِنها الخُطى / وَيُمسِكُ أَقدامَها أَن تَزَلْ
سَكَتُّم وَضَجَّت تُنادي الشُعوبُ / فَكانَ السُكوتُ لِأَمرٍ جَلَلْ
فَمَن يُنكِرُ اليَومَ أَو مَن يَقولُ / بِلادٌ هَواءٌ وَشَعبٌ هَمَلْ
نُعيدُ الحَديثَ إِذا ما اِمتَرى / وَنُسهِبُ فيهِ إِذا ما جَهِلْ
جَعَلناهُ دَعوَتَنا في الصَلاةِ / إِذا خَرَّ ساجِدُنا يَبتَهِلْ
أَقولُ لِمِصرَ وَمِصرُ الحَياةُ / حَياةُ الغَدِ الدائِمِ المُتَّصِلْ
لَقَد جَدَّ شَعبُكِ في شَأنِهِ / فَما يَتَوانى وَما يَتَّكِلْ
قَضى اللَهُ رَبُّكِ أَن تَخلَعي / قُيودَ الهَوانِ وَأَن يَستَقِلْ
هو الجِدُّ لا عُذْرَ للهازلين
هو الجِدُّ لا عُذْرَ للهازلين / ولا حقَّ إن غَلَب الباطلُ
ولا خيرَ في العيش إن لم يَفُزْ / على الجاهلِ الكيِّسُ العاقلُ
حياةُ البلادِ بِنُوَّابِها / وآفتُها النّائبُ الجاهلُ
تهزّ الزلازلُ أقطارها / وَمقْعَدُهُ نائمٌ غافلُ
إذا جَدَّ أمرٌ تولَّى به / من الهزل شُغلٌ له شاغلُ
جبانُ اللّسانِ جبانُ الجَنان / على أنّه البطلُ الباسلُ
خُذوا الأمرَ يا قومُ أَخْذَ الرجال / فهذا هو الموقفُ الفاصلُ
دَعوا جانباً نَزَعاتِ الهوى / فما في اتّباعِ الهوى طائلُ
أَعن حقِّ مصرَ ودستورِها / ننامُ وقد نشط الواغل
أيبقى الفسادُ فلا حاجزٌ / يهدُّ قُواهُ ولا حائلُ
أَلا فاهدموا النفَر الأرذلين / فخيركم الهادمُ الخاذلُ
بناهم لحاجته مُفسِدٌ / له مأربٌ سيّئٌ سافلُ
تردَّى به الغَيُّ إذ قدّسوه / وطاح به الخَبلُ الخابلُ
بَلَتْهُ المقاديرُ تلهو بهِ / وجرَّبَهُ الزَّمنُ الهازلُ
فلا رأيُه راجحٌ حازمٌ / ولا حُكمُه صالحٌ عادلُ
عَرَفناهُ يركبُ أهواءَه / ويركبُه الجاهلُ العاطلُ
يُريد فيذهبُ مِلءَ الفجاج / كما يذهبُ الجامح الجافلُ
ويُومِي فيهوي هُوِيَّ الفراش / تخطّفَهُ القدر النّازلُ
لئن بات يبكي بُكاءَ النّساء / لقد هاجه عهدُه الزّائلُ
وإن أكلَتْه عوادي الذّئاب / ففي عِرضِه وَقعَ الآكلُ
يقول الغواةُ إذا ابتاعهم / فيفضحه منهمُ القائلُ
أنحن قتلنا الرئيسَ الجليلَ / غداةَ هوى نجمُه الآفلُ
لقد كذب القومُ كم من قتيل / سوى نفسِه ما له قاتلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025