القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 7
إذا ما استشارك ذو كربةٍ
إذا ما استشارك ذو كربةٍ / فضيق عليه طريق الأمل
فإنَّ النُّفوسَ يؤملنَ حتَّى / ليدَخُلنَ سُمَّ الخياطِ الجَملْ
تعلمْ من الختلِ ما تنقي
تعلمْ من الختلِ ما تنقي / به كيدَ كلِّ فتىً خاتلِ
وخذ لمشيبكَ مكرَ الشبابِ / ومن حادثِ العامِ للقابلِ
وإن كانَ جُلُّ الورى في جنونٍ / فما أنتَ وحدكَ بالعاقلِ
فكنْ عالماً عاملاً بينهم / فهم خدمُ العالمِ العاملِ
تقاصرَ عمرُ الظلامِ الطويلْ
تقاصرَ عمرُ الظلامِ الطويلْ / ولا بدَّ من أجلٍ للعليلْ
وضاقَ بهِ الأفق ضيقَ القبور / فزمَّ الكواكبَ يبغي الرحيلْ
وراحَ فخفَّتْ همومُ القلوبْ / كما سار بعدَ المقامِ الثقيل
لقدْ كدتُ أبغضُ لونَ الظلامْ / لولا شفاعةُ طرفٍ كحيلْ
طوى الشمسَ فاختبأت أختها / نفورَ الغزالِة من وجهِ فيلْ
وكانتْ إذا احتجتْ قبلهْ / تجاذبها نسماتُ الأصيلْ
أرى البدرَ غارَ فأغرى بها / وكلُّ جميلٍ يعادي الجميلْ
أم الحظُّ أرسلَ لي ذا الدجى / فكانَ الرسالة وجه الرسولْ
أم الليلٌُ قد قامَ في مأتمٍ / فمنهُ الحدادُ ومنهُ العويلْ
ولم أنسَ ساعةَ أبصرتُها / وجسم النهارِ كجسمي نحيلْ
وقد خرجتْ لتعزي السماءْ / عن ابنتها إذ طواها الأفولْ
على مركبٍ أشبهتهُ البروج / تمرُّ بهِ كالبروقِ الخيولْ
إذا قابلتهُ لحاظُ العيونْ / سمعتَ لأسيافهنَّ صليلْ
وإن قاربتهُ ظنونُ النفوس / رأيتَ النفوسَ عليهِ تسيلْ
وقد أخرجتْ نفحاتُ الرياضْ / زكاةَ الرياحينِ لابنِ السبيلْ
وقد عبثَ الدلُّ بالغانياتْ / فذي تتهادى وهذي تميلْ
كأنَّ الحواجبَ قوسٌ فما / تحركَ إلا جلتْ عن قتيلْ
كأنَّ القلوبَ أضلَّتْ قلوباً / فكانتْ لحاظُ العيونِ الدليلْ
حمائمٌ في حَرَمٍ آمنٍ / بهذي الضلوعِ بناهُ الخليلْ
وما راعها غيرُ لونِ الدجى / يصدئُ لوحَ السماءِ الصقيلْ
فيا قبحَ الليلُ من قادمٍ / بوجهِ الكذوبِ ومرأى العذولْ
بغيضٌ إلينا على ذلَهِ / وشرٌّ من الذلِّ بغضُ الذليلْ
وكم عزني بالأماني التي / أرتني أنَّ زماني بخيلْ
ومن أملِ الناسِ ما لا يُنالْ / كما أنَّ في الناسِ من لا يُنيلْ
أعِرنيَ عينيكَ يا عاذلي
أعِرنيَ عينيكَ يا عاذلي / لعلي أرى الحقَّ كالباطلِ
فعيني قد انصبغتْ بالفؤاد / كمثلِ الزجاجةِ والسائلِ
كلانا يراها وهيهاتَ ما / تَوَجَّعَ بالثكلِ كالثاكلِ
ولو كانَ للصيدِ عينُ الذي / يصيدُ لما اغترَّ بالحابلِ
هويت وأطعمتَ جسمي النحول / فَويْلاهُ من شَرَهِ الآكلِ
كأني ثيابي عليَّ الربيع / كسا جانبَي بلدٍ ماحلِ
كأنَّ عيوني بموجِ الدموع / خِضَمٌّ لهُ الجفنُ كالساحلِ
كأني ودمعي في مقلتي / أرى كفني في يدِ الغاسلِ
ليَ اللهُ هل أنا إلا فتىً / أجدُّ ودهريَ كالهازلِ
ومن سادَ في قومهِ الجاهلون / أضرَّتْ بهِ شيمةُ العاقلِ
كأنَّ الزمانَ بقايا دُجىً / أنا فيهِ كالقمرِ الآفلِ
نزلتُ على حكمهِ طاعةً / لوحي على مهجتي نازلِ
ومن كانَ قاضيهِ من يحب / رأى جائرَ الحكمِ كالعادلِ
يعيبونَ فيها نحولي فَلمْ / يُرى النجمُ في الأُفْقِ كالناحلِ
وكيفَ يُعابُ الحسامُ الصقيل / أرقَّتْ شَباهُ يدُ الصاقلِ
مُهَفْهَفَةٌ فكانَ الهوى / يحاربنا بالقنا الذابلِ
وأعجبُ من أملي وصلها / وبعضُ المنى قاتلُ الأملِ
لها مهجتانِ تحبُّ وتسلو / وما تحتَ ضدينِ من طائلِ
نسيتم ودادي فلم
نسيتم ودادي فلم / تزوروا ولم تسألوا
وسيانَ عندي فلا / أقولُ اهجروا وأوصلوا
ومن كانَ بي جاهلاً / فإني بهِ أجهلُ
يطولُ لحيتهُ كالحبال
يطولُ لحيتهُ كالحبال / فيا ليتَ عمري من طولها
كمروحة الخيشِ في العارضينِ / نطري الهواءَ بتبليلها
وقد لقبوها بستِّ اللحى / لتعظيمها ولتبجيلها
ألستَ تراها تجرُّ الذيولَ / فيحظى الصغارُ بتقبيلها
وكم بحثَ الناسُ في أصلها / وأي الوبا كانَ في جيلها
وكم حكموا انها علةٌ / وما علةُ غيري تعليلها
لئن منعوكَ سلكَ المنام
لئن منعوكَ سلكَ المنام / ما انفكَ ما بيننا ينقلُ
أراها وقد جعلتْ تمطلُ / ذكاءٌ تضيءُ ولا تنزلُ
يضنُّ الجمالُ بأربابهِ / وأهلُ الجمالِ بهِ أبخلُ
وسيانَ في الطيرِ عصفورةٌ / إذا انفلتتْ منكَ والبلبلُ
فيا من جعلتُ لهُ خاتماً / متى تلبسُ الخاتمُ الأنملُ
تدوسينَ فوقَ الثرى مهجتي / وطيفكِ في أعيني يرفلُ
فمنكِ إليَّ ومني إليكِ / كلانا لصاحبهِ يحملُ
وذو الشوقِ يسعى على عينهِ / إذا قعدتْ بالهوى الأرجلُ
سلي الصبحَ كيفَ أراقَ الكرى / وعيني ما أوشكتْ تثملُ
رمى الفجرَ فانفجرتْ عينهُ / دماً فأتى بالندى يغسلُ
وأضرمَ من شمسهِ شعلةً / فجفَّ على حرِّها المقتلُ
كذاكَ أرى الناسَ في غدرهم / تساوى الأواخرُ والأولُ
أصالحُ قل لي متى نلتقي / فبعضيَ عن بعضهِ يسألُ
أراكَ تؤيّدني في البيانِ / كما اتحدَّ الفلبُ والمِقْوَلُ
ولولا الفؤادُ وميزاتهُ / لمالَ اللسانُ فلا يعدلُ
ألا أنذرَ الفئةَ الحاسدين / سيوفاً منا ضربتْ تفصلُ
وقل للعصافيرِ لا تبرحي / ولا تمرحي قد هوى الأجدلُ
عجبتُ لهمْ وعجيبٌ إذا / عجبتُ لمن لم يكنْ يعقلُ
وما يستوي الجفنُ فيه الغبار / وإن أشبهَ الكحلَ والأكحلُ
هم نخلوني فماذا رأوا / اَأَمسكَ نورَ الضُّحى المنخلُ
وثارَ الغبارُ فيا أفقُ هلْ / جلا لكَ مرآتكَ الصيقلُ
وأقبلَ فار فما للجبال / لم يلقَ عاليها الأسفلُ
وكيفَ يخيفُ الهلالَ الدجى / ويرهبُ عنترةَ المنصلُ
رأوا ليَ في حكمتي ثانية / كما ينظرُ الواحدَ الأحولُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025