القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف الرَّضي الكل
المجموع : 5
ذَكَرتُ عَلى بُعدِها مِن مَنالي
ذَكَرتُ عَلى بُعدِها مِن مَنالي / مَنازِلَ بَينَ قَباً وَالمَطالِ
وَمَبنى قِبابِ بَني عامِرٍ / عَلى الغَورِ أَطنابُهُنَّ العَوالي
عَقائِلُ عَلَّمَهُنَّ العَفا / فُ وَصلَ المَطالِ وَمَطلَ الوِصالِ
مَرابِعُ يَشكو بِهِنَّ الجِراحَ / أُسودُ الشَرى مِن ظِباءِ الرِمالِ
مَضاحِكُهُنَّ عُقودُ العُقودِ / وَأَجيادُهُنَّ لَآلي اللَآلي
أَبَعدَ الأَسى عادَ عيدُ الغَرامِ / وَقَرفٌ مِنَ الشَوقِ بَعدَ اِندِمالِ
هَوى بَينَ مُقتَصِّ إِثرِ الغَزا / لِ وَلّى وَمُنتَصِّ جيدِ الغَزالِ
وَما طَلَبُ البَذلِ مِن باخِلٍ / بِمَيسورِهِ غَيرُ داءِ عُضالِ
وَما زالَ يَلوي دُيونَ الهَوى / وَيُؤيِسُنا مِن قَليلِ النَوالِ
إِلى أَن قَنِعنا بِزَورِ المَزا / رِ بَعدَ النَوى وَخَيالِ الخَيالِ
إِلَيكَ فَقَد قَلَصَت شِرَّتي / بُعيدَ البَياضِ قُلوصَ الظِلالِ
وَبُدِّلتُ مِمّا يَروقُ الحِسا / نَ مِن مَنظَرٍ ما يَروعُ العَوالي
سَوادٌ يُعَجِّلُ زَورَ البَياضِ / عُلوقَ الضِرامِ بِرَأسِ الذُبالِ
وَمَرَّ عَلى الرَأسِ مَرَّ الغَمامِ / قَليلَ المُقامِ سَريعَ الزِيالِ
فَلَيسَ الصِبا اليَومَ مِن أُربَتي / وَلا ذَلِكَ البالُ يا عَزَّ بالي
حَلَفتُ بِهِنَّ دَوامي الفِجاجِ / إِلى الخَوفِ يَطلُبنَهُ مِن أُلالِ
خِماصاً تُساوِكُ بِالمُجرِمينَ / بِعُقلِ الوَجا وَقُيودِ الكَلالِ
يُماطِلنَ بِالوَخدِ عِندَ الجِذابِ / كَأَنَّ الزَمامَ مَكانَ العِقالِ
أُطِرنَ مِنَ الأَينِ حَتّى بُري / نَ أَطرَ القِسيِّ وَبَريَ النِبالِ
لَقَد رَبَّنا مِن غِياثِ الأَنامِ / مُقيمُ الصَغا وَدَليلُ الضَلالِ
حَمولٌ نَهوضٌ بِأَعبائِها / إِذا البُزلُ جَرجَرنَ تَحتَ الرِحالِ
فَتىً في النَدى أَخرَقُ الراحَتَينِ / صَناعُهُما في بِناءِ المَعالي
إِذا ما عَلِقتَ بِهِ في الخُطوبِ / زَحَمتَ بِكَلكَلِ عَودٍ جُلالِ
عَرَفنا بِكَ اليَومَ عَليا أَبي / كَ وَالفَحلُ تَعرِفُهُ بِالسِخالِ
هُوَ الغَيثُ أَقلَعَ مُستَخلِفاً / عَلَينا وَقيعَةَ ماءٍ زُلالِ
لَئِن كُنتَ تاليهِ في ذا الجَلالِ / فَإِنَّكَ قُدّامَهُ في الكَمالِ
وَلَولا الحَياءُ لَجاوَرتَهُ / وَرُبَّ أَخيرٍ أَمامَ الأَوالي
مُقيمٌ بِحَيٍّ عَلى فارِسٍ / رِقاقِ البُرودِ رِقاقِ النِعالِ
أَبَوا أَن يُخِلّوا بِنارِ القِرى / وَلَو وَقَدوا نارَهُم بِالعَوالي
يَدُلُّ الضُيوفَ عَلى دارِهِم / سَنا المَجدِ أَو طيبُ عَرفِ الخِلالِ
بِنارِ المَقاري وَنَقعِ الغُبارِ / تَشابَهُ أَيّامُهُم وَاللَيالي
لَقَد نَطَحَ الجَدُّ أَعداءَهُم / بِرَأسٍ جَموحٍ وَرَوقٍ طُوالِ
لَهُم صَفَحاتٌ كَبيضِ الصَفيحِ / حَلاهُنَّ عَن جَوهَرِ المَجدِ حالِ
وَأَيدٍ سِجاحٍ كِرامٍ مَعاً / بِمَجدٍ مَصونٍ وَمالٍ مُذالِ
إِذا اِفتَخَروا ضَعضَعوا الفاخِري / نَ خَطمَ القُرومِ رِقابَ الإِفالِ
وَجاؤوا بِأَصلٍ مِنَ الدَيلَمينَ / أَرسى عُلىً مِن أُصولِ الجِبالِ
أَقولُ لِساعٍ عَلى إِثرِهِم / يُطالِبُ شَأواً بَعيدَ المَنالِ
حَذارِ فَإِنَّ عَلى الجَلهَتَينِ / هَموسَ الدُجى مُرصِداً لِلرِعالِ
لَهُ هامَةٌ كَرَحى الطاحِناتِ / تَدورُ عَلى لُبدَةٍ كَالثِفالِ
يَنوءُ تَحامُلَ ذي رَيثَةٍ / وَيَقعُدُ إِقعاءَ غَرثانَ صالِ
وَما زالَ ساعِدُهُ وَاللَبانُ / عَلى جَزَرٍ مِن لُحومِ الرِجالِ
كَسوبٌ إِذا ما اِكتَفى بِالقَني / صِ لَم يَدَّخِر مَطعَماً لِلعِيالِ
أَلَم يَنهَكُم رَشُّ شُؤبوبِهِ / بِوابِلِ ذي بَرَدٍ وَاِنسِجالِ
وَيَحمِكُمُ عَن وُرودِ الحِمامِ / تَخَمُّطُ قَرمٍ قَديمِ الصِيالِ
وَقَودُ الجِيادِ عَلى أَنَّها / تَصاهَلُ تَحتَ القُنيِّ الطِوالِ
تُوَقَّعُ يَومَ الوَغى بِالنَجيعِ / وَتُنعَلُ بَينَ الفَنا بِالقِلالِ
سَبَقنَ العَجاجَةَ يَحمِلنَها / أَراقِمُ لامِظَةٌ لِلنِزالِ
عَلَيهِنَّ كُلُّ اِبنِ أُمِّ الطِعانِ / رَبِيِّ القَنا أَو رَبيبِ النِصالِ
إِذا ريعَ شَمَّرَ لِلمُحفِظاتِ / وَجَرَّ ذُيولَ الحَديدِ المُذالِ
نَضَحنَ مِنَ الشَدِّ نَضحَ المَزادِ / ثُمَّ اِنطَلَقنَ اِنطِلاقَ العَزالي
يُخَلنَ إِذا بَلَهُنَّ الجَميمُ / عِقبانَ يَومِ نَدىً أَو ظِلالِ
تَرى كُلَّ مُشتَرِفٍ لِلعَوارِ / ضَليعَ الأَضالِعِ سامي القَذالِ
يَفوتُ مُقَلَّدُهُ وَالعِذا / رُ مَرمى يَدِ الشَيظَميِّ الطُوالِ
كَأَنَّ الطَريدَ إِلى ظُلَّةٍ / يَمُدُّ بِعَلوٍ لِفاتَ الجِبالِ
يَنالُ المَدى قَبلَ رَشحِ العِذارِ / وَما سَوطُ فارِسِهِ غَيرَ هالِ
إِذا حَرَّكَتهُ عُروقُ السِياقِ / بَينَ الحِضارِ وَبَينَ الثِقالِ
مَضى يَثِبُ الدَوَّ وَثبَ التَمامِ / وَيَنضو المَقاديمَ نَضوَ التَوالي
مَدَدتُم بِباعِيَ بَعدَ القُصورِ / وَأَلحَقتُمُ عَطَلي بِالحَوالي
وَأَطلَعتُمونِيَ فَوقَ الرَجاءِ / بَعيداً وَفَوقَ مَنالِ اللَيالي
وَأَطلَقتُمُ الحَدَّ مِن مَضرَبي / وَحادَثتُمُ قائِمي بِالصِقالِ
وَأَحذَيتُمُ قَدَمي حَذوَةً / مِنَ المَجدِ غَيرَ جَذيمِ القِبالِ
رَمى اللَهُ دَولَتَكُم بِالثَباتِ / إِذا ما رَمى غَيرَها بِالزَوالِ
وَأَسحَبَكُم صافِناتِ العَلاءِ / جَرَّ الشَموسِ طِراقَ الجِلالِ
جَرَيتُم عَلى الدَهرِ جَريَ الثَقافِ / رَأبَ اللَثى وَقِيامَ المُمالِ
زَمانُ عُلىً كَزَمامِ الشَبابِ / غَضُّ الجَنى أَو زَمانِ الوِصالِ
لَياليهِ صُبحٌ مِنَ المُغبِطاتِ / وَأَيّامُهُ مِن سُكونٍ لَيالي
أَأَبقى كَذا أَبَداً مُستَقِلّا
أَأَبقى كَذا أَبَداً مُستَقِلّا / يُقَلِّبُني الدَهرُ عِزّاً وَذُلّا
وَأَقنَعُ بِالدونِ فِعلَ الذَلي / لِ يَخشى الأَجَلَّ وَيَرضى الأَقَلّا
وَإِنّي رَأَيتُ غَنيَّ الأَنامِ / إِذا لَم يَكُن ذا عَلاءٍ مُقِلّا
وَمِن دونِ ضَيمي فِناءُ الرِماحِ / وَبيضُ القَواضِبِ ذَفّاً وَفَلّا
فَلا زِلتُ كَلّاً عَلى المُقرَباتِ / إِلى أَن أَنالَ ذُرى المَجدِ كُلّا
إِذا عَزَّ قَلبُكَ في دَهرِهِ / فَما عُذرُ وَجهِكَ في أَن يَذُلّا
أَلا فَاِجهَدِ النَفسَ في نَيلِها / وَلا تَرقَبَنَّ عَسى أَو لَعَلّا
إِذا المَرءُ لَم يَحظَ بَعدَ الطِلابِ / فَالجدُّ لا قَدَمُ المَرءِ زَلّا
وَحُلَّ حُبى العَجزِ عَن هِمَّةٍ / تَؤُدُّ الأَيانِقَ شَدّاً وَحَلّا
وَجُب غَيرَ مُستَكثِرٍ بِالصِحابِ / حَزناً يَغولُ المَطايا وَسَهلا
إِلى حَيثُ تومي إِلَيكَ البَنانُ / وَتُصبِحُ ثَمَّ الأَعَزُّ المُجَلّا
قَليلَ المِثالِ وَخَيرَ البِلادِ / حِمى مَنزِلٍ لا أَرى فيهِ مِثلا
وَلا تَصحَبَن غَيرَ حَدِّ الحُسا / مِ بَرقاً يَسُحُّ مِنَ الضَربِ وَبلا
وَأَيمٍ مِنَ السُمرِ طاغي اللِسا / نِ يَأبى اللَديغُ بِهِ أَن يُبِلّا
وَتَعلو المَعالي إِلى العاجِزينَ / وَنحنُ نَرى الذُلَّ أَعلى وَأَغلى
عَدَتكَ أَبا الطَيِّبِ العادِياتُ / فَإِنَّكَ أَبذَلُ جاهاً وَبَذلا
بَلَوتُ خَلائِقَ هَذا الأَنامِ / وَما زِلتُ أَبلو مِراراً وَأُبلى
فَلَم أَرَ إِلّاكَ مَن يَصطَفي / ثَناءً وَيَرعى ذِماماً وَإِلّا
فَأَصبَحَ قَلبي يَرى مُذ رَآ / كَ أَنَّكَ أَوقَعُ فيهِ وَأَحلى
وَحَلَّت نَدايَ جَميعَ الوَرى / غَداةَ اِعتَقَدتُكَ عَضداً وَخِلّا
فِدىً لَكَ أَعمىً عَنِ المَكرُما / تِ يَعجِزُ أَن يَجعَلَ القَولَ فِعلا
يَنامُ عَنِ الخَيرِ نَومَ الضِباعِ / وَفي الشَرِّ يَطلُعُ سِمعاً أَزَلّا
طَويلُ اليَدينِ إِلى المُخزِياتِ / يَمُدُّ إِلى المَجدِ باعاً أَشَلّا
فَتىً أَعلَقَتهُ عِنانَ الفَخارِ / مَكارِمُ جاءَت بِهِ المَجدَ قَبلا
وَأَصبَحَ حاسِدُهُ خابِطاً / إِذا كادَ يُهدى إِلى المَجدِ ضَلّا
أَشَمُّ كَعالِيَةِ السَمهَريِّ / وَهِمَّتُهُ مِنهُ أَغلى وَأَعلى
وَيَجمَعُ قَلباً جَريئاً وَوَجهاً / أَتَمُّ مِنَ البَدرِ نوراً وَأَملا
مَضاءُ القَضيبِ إِذا ما اِنجَلى / وَضَوءُ الهِلالِ إِذا ما تَجَلّى
وَقَلبُ الشُجاعِ حُسامٌ فَإِن / حَلا مَنظَراً فَحُسامٌ مُحَلّى
يُغَيِّمُ يَومَ النَدى المُستَهِلُّ / وَيُقشِعُ يَومَ الوَغى المُصمَئِلّا
وَيوسِعُ مادِحَهُ بِشرَهُ / فَيوليهِ أَضعافَ ما كانَ أَولى
يُشَمِّرُ لِلرَوعِ عَن ساقِهِ / وَيَسحَبُ لِلجودِ ذَيلاً رِفَلّا
فَيَوماً يَعودُ بِجَدٍّ عَلَيٍّ / وَيَوماً يَعودُ بِقِدحٍ مُعَلّى
وَيُلقي إِلَيهِ عَظيمُ الزَمانِ / مِنَ المَأثُراتِ الأَجَلَّ الأَجَلّا
فَيُمسي لِأَسرارِها حافِظاً / وَيَغدو بِأَعبائِها مُستَقِلّا
فَدونَكَها كَإِضاةِ الغَديرِ / أَوِ سُلَّ السَيفِ أَوِ الرَوضِ طُلّا
وَلَولاكَ كانَت كَأَمثالِها / تُصانُ عَنِ المَدحِ عِزّاً وَنُبلا
فَقَد كُنتُ حَصَّنتُ أَبكارَهُنَّ / وَعَوَّدتُهُنَّ عَنِ القَومِ عَضلا
لَعَمرُكَ ما جَرَّ ذَيلُ الفَخا
لَعَمرُكَ ما جَرَّ ذَيلُ الفَخا / رِ إِلّا اِبنُ مُنجِبَةٍ باسِلُ
جَريءٌ يُشَيِّعُهُ قَلبُهُ / كَما شَيَّعَ اللَهذَمَ العامِلُ
يَنالُ مِنَ الطَعنِ ما يَشتَهي / وَيَأخُذُ مِنهُ القَنا الذابِلُ
وَها أَنا ذا غَرِضٌ بِالزَمانِ / فَلا عَيشَ يَألَفُهُ العاقِلُ
وَكُلُّ سُرورٍ أَرى أَنَّهُ / خِضابٌ عَلى لِمَّتي ناصِلُ
إِذا أَنا أَمَّلتُ قالَ الزَما / نُ أَورَقَ حَبلُكَ يا حابِلُ
وَلا بُدَّ مِن أَمَلٍ لِلفَتى / وَأُمُّ المُنى أَبَداً حامِلُ
وَدَهرٌ يُتابِعُ أَحداثَهُ / كَما تابَعَ الطَلَقَ النابِلُ
فَذاكَ أَبا حَسَنٍ في السَما / حِ مَن لا يُلِمُّ بِهِ السائِلُ
لَئيمٌ تَلَمَّسَ مِنهُ العُلى / وَيَأنَفُ مِن يَدِهِ النائِلُ
فَمِثلُكَ مَن لا يَني وَبلَهُ / إِذا اِستَمطَرَ البَلَدُ الماحِلُ
فَما هَزِئَت بِقِراكَ الضُيوفُ / وَلا ذَمَّ مَنزِلَكَ النازِلُ
وَكَم لَكَ مِن هِمَّةٍ يَستَطيلُ / بِها العَضبُ وَالأَزرَقُ العاسِلُ
وَوَعدٍ تُنَفِّرُهُ بِالعَطا / ءِ كَالعامِ أَزعَجَهُ القابِلُ
وَأَفوَهَ بادَرتَهُ بِالمَقالِ / وَقَد لَجَّجَ الذَرِبُ القائِلُ
فَرَجَّعَ في حَلقِهِ غُصَّةً / كَما رَجَّعَ الجَرَّةَ البازِلُ
لَكَ الخَيرُ وَعدُكَ لا يُقتَضى / وَإِن حالَ مِن دونِهِ حائِلُ
وَلا ضَيرَ بَعدَ مَجيءِ الغَما / مِ إِن أَبطَأَ الوابِلُ الهاطِلُ
وَمَطلُ الكَريمِ سَريعُ الزَوا / لِ كَالظِلِّ رَيعانُهُ زائِلُ
وَأَنتَ وَإِن كُنتَ بَحرَ السَما / حِ فَخَيرُ مَواهِبِكَ العاجِلُ
وَما صِدقُ وَعدِكَ إِلّا حُلى / مُكَرَّمَةٍ جيدُها عاطِلُ
أَبيعُكَ بَيعَ الأَديمِ النَغِل
أَبيعُكَ بَيعَ الأَديمِ النَغِل / وَأَطوي وِدادَكَ طَيَّ السِجِل
وَأَنفُضُ ثِقلَكَ عَن عاتِقي / فَقَد طالَ ما أُدتَني يا جَبَل
قَوارِصُ لَفظٍ كَحَزِّ المَدى / وَشَذّانُ لَحظٍ كَوَقعِ الأَسَل
تَبَدَّلتَ مِنّي وَلو ساءَني / لَقُلتُ إِذاً لا هُناكَ البَدَل
فَكَيفَ وَكُنتَ عَلى الساعِدَي / نِ جامِعَةً وَعَلى الجيدِ غُل
وَما عَطَلَ المَرءِ يُزري بِهِ / إِذا كانَ طَوقُ وَريدَيهِ صِل
نَصَبتَ الحِبالَةَ لي طامِعاً / لَقَد خابَ ظَنُّكَ يا مُحتَبَل
وَلَم تَدرِ أَنّي جَرِيُّ الوُثوبِ / إِذا الحَبلُ مَرَّ بِجَنبي نَصَل
وَأَمَّلتَ ما عَكَسَتهُ الخُطوبُ / سَفاهاً أَجَرَّكَ هَذا الأَمَل
لَقَد كِدتَ أَن تَستَزِلَّ الأَديبَ / وَلَكِن تَحامَلَ سِمعٌ أَزَل
أَفَخراً فَحَسبي بِما قَد أَطا / لَ باعي وَأَنزَلَني في القُلَل
وَإِنَّ أَذَلَّ الأَذَلّينَ مَن / يُريعُ بِبِضعِ النِساءِ الدُوَل
حَمَلتُ بِقَلبِيَ حِملَ الجُموحِ / كَما قَطَعَ الصَعبَ ليَّ الطِوَل
نَجَوتُ وَمَن يَنجُ مِن مِثلِها / يَعِش آمِناً بَعدَها مِن زَلَل
وَغادَرتُ غَيرِيَ تَحتَ الهَوا / نِ يَضرُبُ ضَربَ عِرابِ الإِبِل
أَشُمُّ بِبابِلَ بَوَّ الصَغارِ
أَشُمُّ بِبابِلَ بَوَّ الصَغارِ / وَلَو أَنا بِالرَملِ لَم أَفعَلِ
وَأَلقى التَحِيّاتِ مِن مَعشَرٍ / كَما اِرتَجَمَ الحَيُّ بِالجَندَلِ
وَأَنزِلُ في القَومِ أَقلالَهُم / وَلَولا الحَضارَةُ لَم أَنزِلِ
وَلَو كُنتُ راكِبَ هَذا الجَوادِ / بِوادي القَرينَةِ لَم أَرحَلِ
وَلَو مُدَّ لي طُنُبٌ بِالفَلا / حَماني لِداغَ القَنا الذُبَّلِ
وَأُسرَةِ عِزٍّ طِوالِ القَنا / إِذا نَزَلَ الذُلُّ قالوا اِرحَلِ
مُهَجَّنَةٍ أَصطَلي نارَها / وَعَزَّ عَلى الرَجُلِ المُصطَلي
وَلَو شُوِّرَ السَيفُ في مِثلِها / لَقالَ أَطِعني وَلا تَقبَلِ
فَلَو كُنتُ مِن شاهِديها رَأَي / تُ هُوِيَّ الرُؤوسِ عَلى الأَرجُلِ
مَقامٌ يُدَنِّسُ عِرضَ الأَبِيِّ / وَيَلعَبُ بِالقُلَّبِ الحُوَّلِ
وَلَو كُنتُ ذا هِمَّةٍ حُرَّةٍ / لَرَحَّلَني الضَيمُ عَن مَنزِلي
وَكَيفَ تَقَلُّبُ ذي هِمَّةٍ / وَقَد لُزَّ بِالقَرَنِ الأَطوَلِ
أَآبى وَلا حَدُّ أَسطو بِهِ / وَأَينَ الإِباءُ مِنَ الأَعزَلِ
تُرى الجاهِلِيَّةُ أَحمى لَنا / وَأَنأى عَنِ المَوقِفِ الأَرذَلِ
فَلَولا الإِلَهُ وَتَخوافُهُ / رَجَعنا إِلى الطابَعِ الأَوَّلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025