المجموع : 5
ذَكَرتُ عَلى بُعدِها مِن مَنالي
ذَكَرتُ عَلى بُعدِها مِن مَنالي / مَنازِلَ بَينَ قَباً وَالمَطالِ
وَمَبنى قِبابِ بَني عامِرٍ / عَلى الغَورِ أَطنابُهُنَّ العَوالي
عَقائِلُ عَلَّمَهُنَّ العَفا / فُ وَصلَ المَطالِ وَمَطلَ الوِصالِ
مَرابِعُ يَشكو بِهِنَّ الجِراحَ / أُسودُ الشَرى مِن ظِباءِ الرِمالِ
مَضاحِكُهُنَّ عُقودُ العُقودِ / وَأَجيادُهُنَّ لَآلي اللَآلي
أَبَعدَ الأَسى عادَ عيدُ الغَرامِ / وَقَرفٌ مِنَ الشَوقِ بَعدَ اِندِمالِ
هَوى بَينَ مُقتَصِّ إِثرِ الغَزا / لِ وَلّى وَمُنتَصِّ جيدِ الغَزالِ
وَما طَلَبُ البَذلِ مِن باخِلٍ / بِمَيسورِهِ غَيرُ داءِ عُضالِ
وَما زالَ يَلوي دُيونَ الهَوى / وَيُؤيِسُنا مِن قَليلِ النَوالِ
إِلى أَن قَنِعنا بِزَورِ المَزا / رِ بَعدَ النَوى وَخَيالِ الخَيالِ
إِلَيكَ فَقَد قَلَصَت شِرَّتي / بُعيدَ البَياضِ قُلوصَ الظِلالِ
وَبُدِّلتُ مِمّا يَروقُ الحِسا / نَ مِن مَنظَرٍ ما يَروعُ العَوالي
سَوادٌ يُعَجِّلُ زَورَ البَياضِ / عُلوقَ الضِرامِ بِرَأسِ الذُبالِ
وَمَرَّ عَلى الرَأسِ مَرَّ الغَمامِ / قَليلَ المُقامِ سَريعَ الزِيالِ
فَلَيسَ الصِبا اليَومَ مِن أُربَتي / وَلا ذَلِكَ البالُ يا عَزَّ بالي
حَلَفتُ بِهِنَّ دَوامي الفِجاجِ / إِلى الخَوفِ يَطلُبنَهُ مِن أُلالِ
خِماصاً تُساوِكُ بِالمُجرِمينَ / بِعُقلِ الوَجا وَقُيودِ الكَلالِ
يُماطِلنَ بِالوَخدِ عِندَ الجِذابِ / كَأَنَّ الزَمامَ مَكانَ العِقالِ
أُطِرنَ مِنَ الأَينِ حَتّى بُري / نَ أَطرَ القِسيِّ وَبَريَ النِبالِ
لَقَد رَبَّنا مِن غِياثِ الأَنامِ / مُقيمُ الصَغا وَدَليلُ الضَلالِ
حَمولٌ نَهوضٌ بِأَعبائِها / إِذا البُزلُ جَرجَرنَ تَحتَ الرِحالِ
فَتىً في النَدى أَخرَقُ الراحَتَينِ / صَناعُهُما في بِناءِ المَعالي
إِذا ما عَلِقتَ بِهِ في الخُطوبِ / زَحَمتَ بِكَلكَلِ عَودٍ جُلالِ
عَرَفنا بِكَ اليَومَ عَليا أَبي / كَ وَالفَحلُ تَعرِفُهُ بِالسِخالِ
هُوَ الغَيثُ أَقلَعَ مُستَخلِفاً / عَلَينا وَقيعَةَ ماءٍ زُلالِ
لَئِن كُنتَ تاليهِ في ذا الجَلالِ / فَإِنَّكَ قُدّامَهُ في الكَمالِ
وَلَولا الحَياءُ لَجاوَرتَهُ / وَرُبَّ أَخيرٍ أَمامَ الأَوالي
مُقيمٌ بِحَيٍّ عَلى فارِسٍ / رِقاقِ البُرودِ رِقاقِ النِعالِ
أَبَوا أَن يُخِلّوا بِنارِ القِرى / وَلَو وَقَدوا نارَهُم بِالعَوالي
يَدُلُّ الضُيوفَ عَلى دارِهِم / سَنا المَجدِ أَو طيبُ عَرفِ الخِلالِ
بِنارِ المَقاري وَنَقعِ الغُبارِ / تَشابَهُ أَيّامُهُم وَاللَيالي
لَقَد نَطَحَ الجَدُّ أَعداءَهُم / بِرَأسٍ جَموحٍ وَرَوقٍ طُوالِ
لَهُم صَفَحاتٌ كَبيضِ الصَفيحِ / حَلاهُنَّ عَن جَوهَرِ المَجدِ حالِ
وَأَيدٍ سِجاحٍ كِرامٍ مَعاً / بِمَجدٍ مَصونٍ وَمالٍ مُذالِ
إِذا اِفتَخَروا ضَعضَعوا الفاخِري / نَ خَطمَ القُرومِ رِقابَ الإِفالِ
وَجاؤوا بِأَصلٍ مِنَ الدَيلَمينَ / أَرسى عُلىً مِن أُصولِ الجِبالِ
أَقولُ لِساعٍ عَلى إِثرِهِم / يُطالِبُ شَأواً بَعيدَ المَنالِ
حَذارِ فَإِنَّ عَلى الجَلهَتَينِ / هَموسَ الدُجى مُرصِداً لِلرِعالِ
لَهُ هامَةٌ كَرَحى الطاحِناتِ / تَدورُ عَلى لُبدَةٍ كَالثِفالِ
يَنوءُ تَحامُلَ ذي رَيثَةٍ / وَيَقعُدُ إِقعاءَ غَرثانَ صالِ
وَما زالَ ساعِدُهُ وَاللَبانُ / عَلى جَزَرٍ مِن لُحومِ الرِجالِ
كَسوبٌ إِذا ما اِكتَفى بِالقَني / صِ لَم يَدَّخِر مَطعَماً لِلعِيالِ
أَلَم يَنهَكُم رَشُّ شُؤبوبِهِ / بِوابِلِ ذي بَرَدٍ وَاِنسِجالِ
وَيَحمِكُمُ عَن وُرودِ الحِمامِ / تَخَمُّطُ قَرمٍ قَديمِ الصِيالِ
وَقَودُ الجِيادِ عَلى أَنَّها / تَصاهَلُ تَحتَ القُنيِّ الطِوالِ
تُوَقَّعُ يَومَ الوَغى بِالنَجيعِ / وَتُنعَلُ بَينَ الفَنا بِالقِلالِ
سَبَقنَ العَجاجَةَ يَحمِلنَها / أَراقِمُ لامِظَةٌ لِلنِزالِ
عَلَيهِنَّ كُلُّ اِبنِ أُمِّ الطِعانِ / رَبِيِّ القَنا أَو رَبيبِ النِصالِ
إِذا ريعَ شَمَّرَ لِلمُحفِظاتِ / وَجَرَّ ذُيولَ الحَديدِ المُذالِ
نَضَحنَ مِنَ الشَدِّ نَضحَ المَزادِ / ثُمَّ اِنطَلَقنَ اِنطِلاقَ العَزالي
يُخَلنَ إِذا بَلَهُنَّ الجَميمُ / عِقبانَ يَومِ نَدىً أَو ظِلالِ
تَرى كُلَّ مُشتَرِفٍ لِلعَوارِ / ضَليعَ الأَضالِعِ سامي القَذالِ
يَفوتُ مُقَلَّدُهُ وَالعِذا / رُ مَرمى يَدِ الشَيظَميِّ الطُوالِ
كَأَنَّ الطَريدَ إِلى ظُلَّةٍ / يَمُدُّ بِعَلوٍ لِفاتَ الجِبالِ
يَنالُ المَدى قَبلَ رَشحِ العِذارِ / وَما سَوطُ فارِسِهِ غَيرَ هالِ
إِذا حَرَّكَتهُ عُروقُ السِياقِ / بَينَ الحِضارِ وَبَينَ الثِقالِ
مَضى يَثِبُ الدَوَّ وَثبَ التَمامِ / وَيَنضو المَقاديمَ نَضوَ التَوالي
مَدَدتُم بِباعِيَ بَعدَ القُصورِ / وَأَلحَقتُمُ عَطَلي بِالحَوالي
وَأَطلَعتُمونِيَ فَوقَ الرَجاءِ / بَعيداً وَفَوقَ مَنالِ اللَيالي
وَأَطلَقتُمُ الحَدَّ مِن مَضرَبي / وَحادَثتُمُ قائِمي بِالصِقالِ
وَأَحذَيتُمُ قَدَمي حَذوَةً / مِنَ المَجدِ غَيرَ جَذيمِ القِبالِ
رَمى اللَهُ دَولَتَكُم بِالثَباتِ / إِذا ما رَمى غَيرَها بِالزَوالِ
وَأَسحَبَكُم صافِناتِ العَلاءِ / جَرَّ الشَموسِ طِراقَ الجِلالِ
جَرَيتُم عَلى الدَهرِ جَريَ الثَقافِ / رَأبَ اللَثى وَقِيامَ المُمالِ
زَمانُ عُلىً كَزَمامِ الشَبابِ / غَضُّ الجَنى أَو زَمانِ الوِصالِ
لَياليهِ صُبحٌ مِنَ المُغبِطاتِ / وَأَيّامُهُ مِن سُكونٍ لَيالي
أَأَبقى كَذا أَبَداً مُستَقِلّا
أَأَبقى كَذا أَبَداً مُستَقِلّا / يُقَلِّبُني الدَهرُ عِزّاً وَذُلّا
وَأَقنَعُ بِالدونِ فِعلَ الذَلي / لِ يَخشى الأَجَلَّ وَيَرضى الأَقَلّا
وَإِنّي رَأَيتُ غَنيَّ الأَنامِ / إِذا لَم يَكُن ذا عَلاءٍ مُقِلّا
وَمِن دونِ ضَيمي فِناءُ الرِماحِ / وَبيضُ القَواضِبِ ذَفّاً وَفَلّا
فَلا زِلتُ كَلّاً عَلى المُقرَباتِ / إِلى أَن أَنالَ ذُرى المَجدِ كُلّا
إِذا عَزَّ قَلبُكَ في دَهرِهِ / فَما عُذرُ وَجهِكَ في أَن يَذُلّا
أَلا فَاِجهَدِ النَفسَ في نَيلِها / وَلا تَرقَبَنَّ عَسى أَو لَعَلّا
إِذا المَرءُ لَم يَحظَ بَعدَ الطِلابِ / فَالجدُّ لا قَدَمُ المَرءِ زَلّا
وَحُلَّ حُبى العَجزِ عَن هِمَّةٍ / تَؤُدُّ الأَيانِقَ شَدّاً وَحَلّا
وَجُب غَيرَ مُستَكثِرٍ بِالصِحابِ / حَزناً يَغولُ المَطايا وَسَهلا
إِلى حَيثُ تومي إِلَيكَ البَنانُ / وَتُصبِحُ ثَمَّ الأَعَزُّ المُجَلّا
قَليلَ المِثالِ وَخَيرَ البِلادِ / حِمى مَنزِلٍ لا أَرى فيهِ مِثلا
وَلا تَصحَبَن غَيرَ حَدِّ الحُسا / مِ بَرقاً يَسُحُّ مِنَ الضَربِ وَبلا
وَأَيمٍ مِنَ السُمرِ طاغي اللِسا / نِ يَأبى اللَديغُ بِهِ أَن يُبِلّا
وَتَعلو المَعالي إِلى العاجِزينَ / وَنحنُ نَرى الذُلَّ أَعلى وَأَغلى
عَدَتكَ أَبا الطَيِّبِ العادِياتُ / فَإِنَّكَ أَبذَلُ جاهاً وَبَذلا
بَلَوتُ خَلائِقَ هَذا الأَنامِ / وَما زِلتُ أَبلو مِراراً وَأُبلى
فَلَم أَرَ إِلّاكَ مَن يَصطَفي / ثَناءً وَيَرعى ذِماماً وَإِلّا
فَأَصبَحَ قَلبي يَرى مُذ رَآ / كَ أَنَّكَ أَوقَعُ فيهِ وَأَحلى
وَحَلَّت نَدايَ جَميعَ الوَرى / غَداةَ اِعتَقَدتُكَ عَضداً وَخِلّا
فِدىً لَكَ أَعمىً عَنِ المَكرُما / تِ يَعجِزُ أَن يَجعَلَ القَولَ فِعلا
يَنامُ عَنِ الخَيرِ نَومَ الضِباعِ / وَفي الشَرِّ يَطلُعُ سِمعاً أَزَلّا
طَويلُ اليَدينِ إِلى المُخزِياتِ / يَمُدُّ إِلى المَجدِ باعاً أَشَلّا
فَتىً أَعلَقَتهُ عِنانَ الفَخارِ / مَكارِمُ جاءَت بِهِ المَجدَ قَبلا
وَأَصبَحَ حاسِدُهُ خابِطاً / إِذا كادَ يُهدى إِلى المَجدِ ضَلّا
أَشَمُّ كَعالِيَةِ السَمهَريِّ / وَهِمَّتُهُ مِنهُ أَغلى وَأَعلى
وَيَجمَعُ قَلباً جَريئاً وَوَجهاً / أَتَمُّ مِنَ البَدرِ نوراً وَأَملا
مَضاءُ القَضيبِ إِذا ما اِنجَلى / وَضَوءُ الهِلالِ إِذا ما تَجَلّى
وَقَلبُ الشُجاعِ حُسامٌ فَإِن / حَلا مَنظَراً فَحُسامٌ مُحَلّى
يُغَيِّمُ يَومَ النَدى المُستَهِلُّ / وَيُقشِعُ يَومَ الوَغى المُصمَئِلّا
وَيوسِعُ مادِحَهُ بِشرَهُ / فَيوليهِ أَضعافَ ما كانَ أَولى
يُشَمِّرُ لِلرَوعِ عَن ساقِهِ / وَيَسحَبُ لِلجودِ ذَيلاً رِفَلّا
فَيَوماً يَعودُ بِجَدٍّ عَلَيٍّ / وَيَوماً يَعودُ بِقِدحٍ مُعَلّى
وَيُلقي إِلَيهِ عَظيمُ الزَمانِ / مِنَ المَأثُراتِ الأَجَلَّ الأَجَلّا
فَيُمسي لِأَسرارِها حافِظاً / وَيَغدو بِأَعبائِها مُستَقِلّا
فَدونَكَها كَإِضاةِ الغَديرِ / أَوِ سُلَّ السَيفِ أَوِ الرَوضِ طُلّا
وَلَولاكَ كانَت كَأَمثالِها / تُصانُ عَنِ المَدحِ عِزّاً وَنُبلا
فَقَد كُنتُ حَصَّنتُ أَبكارَهُنَّ / وَعَوَّدتُهُنَّ عَنِ القَومِ عَضلا
لَعَمرُكَ ما جَرَّ ذَيلُ الفَخا
لَعَمرُكَ ما جَرَّ ذَيلُ الفَخا / رِ إِلّا اِبنُ مُنجِبَةٍ باسِلُ
جَريءٌ يُشَيِّعُهُ قَلبُهُ / كَما شَيَّعَ اللَهذَمَ العامِلُ
يَنالُ مِنَ الطَعنِ ما يَشتَهي / وَيَأخُذُ مِنهُ القَنا الذابِلُ
وَها أَنا ذا غَرِضٌ بِالزَمانِ / فَلا عَيشَ يَألَفُهُ العاقِلُ
وَكُلُّ سُرورٍ أَرى أَنَّهُ / خِضابٌ عَلى لِمَّتي ناصِلُ
إِذا أَنا أَمَّلتُ قالَ الزَما / نُ أَورَقَ حَبلُكَ يا حابِلُ
وَلا بُدَّ مِن أَمَلٍ لِلفَتى / وَأُمُّ المُنى أَبَداً حامِلُ
وَدَهرٌ يُتابِعُ أَحداثَهُ / كَما تابَعَ الطَلَقَ النابِلُ
فَذاكَ أَبا حَسَنٍ في السَما / حِ مَن لا يُلِمُّ بِهِ السائِلُ
لَئيمٌ تَلَمَّسَ مِنهُ العُلى / وَيَأنَفُ مِن يَدِهِ النائِلُ
فَمِثلُكَ مَن لا يَني وَبلَهُ / إِذا اِستَمطَرَ البَلَدُ الماحِلُ
فَما هَزِئَت بِقِراكَ الضُيوفُ / وَلا ذَمَّ مَنزِلَكَ النازِلُ
وَكَم لَكَ مِن هِمَّةٍ يَستَطيلُ / بِها العَضبُ وَالأَزرَقُ العاسِلُ
وَوَعدٍ تُنَفِّرُهُ بِالعَطا / ءِ كَالعامِ أَزعَجَهُ القابِلُ
وَأَفوَهَ بادَرتَهُ بِالمَقالِ / وَقَد لَجَّجَ الذَرِبُ القائِلُ
فَرَجَّعَ في حَلقِهِ غُصَّةً / كَما رَجَّعَ الجَرَّةَ البازِلُ
لَكَ الخَيرُ وَعدُكَ لا يُقتَضى / وَإِن حالَ مِن دونِهِ حائِلُ
وَلا ضَيرَ بَعدَ مَجيءِ الغَما / مِ إِن أَبطَأَ الوابِلُ الهاطِلُ
وَمَطلُ الكَريمِ سَريعُ الزَوا / لِ كَالظِلِّ رَيعانُهُ زائِلُ
وَأَنتَ وَإِن كُنتَ بَحرَ السَما / حِ فَخَيرُ مَواهِبِكَ العاجِلُ
وَما صِدقُ وَعدِكَ إِلّا حُلى / مُكَرَّمَةٍ جيدُها عاطِلُ
أَبيعُكَ بَيعَ الأَديمِ النَغِل
أَبيعُكَ بَيعَ الأَديمِ النَغِل / وَأَطوي وِدادَكَ طَيَّ السِجِل
وَأَنفُضُ ثِقلَكَ عَن عاتِقي / فَقَد طالَ ما أُدتَني يا جَبَل
قَوارِصُ لَفظٍ كَحَزِّ المَدى / وَشَذّانُ لَحظٍ كَوَقعِ الأَسَل
تَبَدَّلتَ مِنّي وَلو ساءَني / لَقُلتُ إِذاً لا هُناكَ البَدَل
فَكَيفَ وَكُنتَ عَلى الساعِدَي / نِ جامِعَةً وَعَلى الجيدِ غُل
وَما عَطَلَ المَرءِ يُزري بِهِ / إِذا كانَ طَوقُ وَريدَيهِ صِل
نَصَبتَ الحِبالَةَ لي طامِعاً / لَقَد خابَ ظَنُّكَ يا مُحتَبَل
وَلَم تَدرِ أَنّي جَرِيُّ الوُثوبِ / إِذا الحَبلُ مَرَّ بِجَنبي نَصَل
وَأَمَّلتَ ما عَكَسَتهُ الخُطوبُ / سَفاهاً أَجَرَّكَ هَذا الأَمَل
لَقَد كِدتَ أَن تَستَزِلَّ الأَديبَ / وَلَكِن تَحامَلَ سِمعٌ أَزَل
أَفَخراً فَحَسبي بِما قَد أَطا / لَ باعي وَأَنزَلَني في القُلَل
وَإِنَّ أَذَلَّ الأَذَلّينَ مَن / يُريعُ بِبِضعِ النِساءِ الدُوَل
حَمَلتُ بِقَلبِيَ حِملَ الجُموحِ / كَما قَطَعَ الصَعبَ ليَّ الطِوَل
نَجَوتُ وَمَن يَنجُ مِن مِثلِها / يَعِش آمِناً بَعدَها مِن زَلَل
وَغادَرتُ غَيرِيَ تَحتَ الهَوا / نِ يَضرُبُ ضَربَ عِرابِ الإِبِل
أَشُمُّ بِبابِلَ بَوَّ الصَغارِ
أَشُمُّ بِبابِلَ بَوَّ الصَغارِ / وَلَو أَنا بِالرَملِ لَم أَفعَلِ
وَأَلقى التَحِيّاتِ مِن مَعشَرٍ / كَما اِرتَجَمَ الحَيُّ بِالجَندَلِ
وَأَنزِلُ في القَومِ أَقلالَهُم / وَلَولا الحَضارَةُ لَم أَنزِلِ
وَلَو كُنتُ راكِبَ هَذا الجَوادِ / بِوادي القَرينَةِ لَم أَرحَلِ
وَلَو مُدَّ لي طُنُبٌ بِالفَلا / حَماني لِداغَ القَنا الذُبَّلِ
وَأُسرَةِ عِزٍّ طِوالِ القَنا / إِذا نَزَلَ الذُلُّ قالوا اِرحَلِ
مُهَجَّنَةٍ أَصطَلي نارَها / وَعَزَّ عَلى الرَجُلِ المُصطَلي
وَلَو شُوِّرَ السَيفُ في مِثلِها / لَقالَ أَطِعني وَلا تَقبَلِ
فَلَو كُنتُ مِن شاهِديها رَأَي / تُ هُوِيَّ الرُؤوسِ عَلى الأَرجُلِ
مَقامٌ يُدَنِّسُ عِرضَ الأَبِيِّ / وَيَلعَبُ بِالقُلَّبِ الحُوَّلِ
وَلَو كُنتُ ذا هِمَّةٍ حُرَّةٍ / لَرَحَّلَني الضَيمُ عَن مَنزِلي
وَكَيفَ تَقَلُّبُ ذي هِمَّةٍ / وَقَد لُزَّ بِالقَرَنِ الأَطوَلِ
أَآبى وَلا حَدُّ أَسطو بِهِ / وَأَينَ الإِباءُ مِنَ الأَعزَلِ
تُرى الجاهِلِيَّةُ أَحمى لَنا / وَأَنأى عَنِ المَوقِفِ الأَرذَلِ
فَلَولا الإِلَهُ وَتَخوافُهُ / رَجَعنا إِلى الطابَعِ الأَوَّلِ