المجموع : 5
أثابَ وأقصرَ عن جهلهِ
أثابَ وأقصرَ عن جهلهِ / وعرَّى المَطيَّةَ من رَحلهِ
وألبسَهُ الشيبُ ثوبَ النهى / وذادَ الغوانِيَ عن وَصلهِ
وما سرَّهُنَّ بخور العذا / رِ منهُ حتى المطا كهلهِ
وكانَ الشبابُ له صاحباً / على جدِّهِ وعلى هَزلهِ
فَعاصاهُ حينَ أطاعَ المَشي / بَ وأضحى الصبا ليس من أهلهِ
وأعدى الزمانُ بهِ صرفه / كما كانَ يحطِبُ في حبلهِ
وبدلَ من حالهِ حالةً / تليهِ ومن كانَ من قبلهِ
كذاكَ الفتَى وكَذا العاذِلا / تُ ترحضُ قادمَتي نعلهِ
وأيُّ أخي عسرةٍ أوغنىً / طواهُ الجديدُ فلم يَبلهِ
سَيبلى الجديدُ ويَبلى البلي / ويذهبُ ما كانَ من نسلهِ
أقلِّي ملامك إِنِّي امرؤٌ / حريبٌ معَ الدمعِ في سبلهِ
وعِشتُ بِحالينِ في كرِّه / على خصبهِ وعلى محلهِ
وذقت بكفي في حالتي / من صابهِ وجنى نحلهِ
فلم أكتئِب عندَ وَعثائهِ / ولم أمرحِ العيشَ في سهلهِ
فكنتُ كمن أحرزَ المكرما / تِ وأنسبُ فَرعاً على أصلهِ
أحبُّ الكريمَ وأجزي اللئي / مَ بسجلِ اللئامِ على فعلهِ
وكلّ امرئٍ متحت كفُّهُ / ستَشربُ ما كانَ في سجلهِ
يعودُ الملامُ إلى أهلهِ / ويبدا الثناءُ إلى أهلهِ
فَهذا لِهذا وَهذا لذاك / على جُودهِ وعلى بُخلهِ
بعضبٍ كَذي النونِ أو ذِي الفقارِ / تزلُّ الأوابدُ عن نَصلهِ
إذا ما انتضتهُ مُهماتُه / لِهَذِّ الضرائبِ من جدلهِ
رأيت لهُ رَونقاً كالس / سِوارِ باليدِ يُخبرُ عن فضلهِ
تباري الذئابُ عداه الضراب / مزيل للوصلِ عن وصلهِ
إذا أَعمدته يدا فكن / بناه الضَّمير على صقلهِ
يعبرُ عني ولا مسهبٌ / ولا عازبُ الحلمِ عن جهلهِ
مدلٍّ بعزمٍ يقينِ الظنو / نِ يبدِّدهُ رائِيا عقلهِ
جريء الجنانِ كحدِّ السنا / نِ في نقضِ أمرٍ وفي فتلهِ
وما الليثُ في غيلهِ مخدراً / على سيدهِ وعلى ختلهِ
يمنعُ عقوتَهُ بالطِّرادِ / ويَنفي بها الضَّيم عن شبلهِ
بأجرأ منه إذا ما الشجا / عُ لم يحتمله قوى زجلهِ
بدارِ الحفاظِ له منزلٌ / يذودُ يدَ الدَّهرِ عن نقلهِ
منيعُ الحِمى مانعٌ للزما / نِ من يبلهُ صالحاً يُبلهِ
أخو الأخِ إن مَدَّهُ ندبُهُ / فإِن يقصهِ عن قِلىً يقلهِ
كَذاك الكريمُ أخو الأكرَمي / نَ ومن جمع المجدَ من سهلهِ
ألا أيها المحرزُ المكرماتِ / والمربعُ الجود في بذلهِ
سليلُ شقيقِ الندى ثابتٍ / ومن لا يشارُ إلى مثلهِ
سَماحاً وَعزاً وأكرومةً / تدلُّ العِقالَ على رَحلهِ
سَمِيُّ النبي ومن كفهُ / تجيرُ أخا الدهرِ من أجلهِ
إليكَ جوابٌ لفاهُ امرؤٌ / يحبُّ الكريمَ على فضلهِ
فَلستُ كَمَن مد يبغي الندى / لإبداء أمرٍ إلى حلِّهِ
ولكن رأيتكَ مستأهلاً / لودّي قوياً علَى حملهِ
فودُّ الكريمِ يعودُ اللئيم / ويَضعفُ رُكناهُ عن حملهِ
وإنِّي من اللهِ في نعمةٍ / وإياهُ أسألُ من فضلهِ
خليليَّ لا تعذِلا
خليليَّ لا تعذِلا / وفوقَ ذا ما تحمَّلا
ألَم تَريا فيهِ من / تلومانهِ مبتَلي
رميتُ ببدرٍ بدا / فَما أخطأ المَقتلا
فتيمني مدبراً / وأقصدَني مُقبلا
تراني سلوتكَ لا والذي
تراني سلوتكَ لا والذي / يرقيكَ ما عِشتَ لي واصلا
أما ليَ من عَبرتي شاهدٌ / يريكَ بلى بدناً ناحلا
ومن حَسرةٍ تركت لِلحشا / بزَفرَتِها شُغلاً شاغِلا
أتجهلُ ما بي ولكنَّني / أظنُّ صدودَكَ لي قاتِلا
فؤادٌ عليلٌ وجسمٌ نحيلُ
فؤادٌ عليلٌ وجسمٌ نحيلُ / بذاكَ ضناءٌ بهذا نحولُ
بطرفٍ يترجِمُ ما ضُمِّنا / فيفهمُ سائلُهُ ما يقولُ
بنومٍ غريبٍ عن المُقلتَي / نِ ودَمعٍ على وجنتيَّ يسيلُ
فَكيفَ يذوقُ الكَرى مدنفٌ / رثاهُ العِدا فبكاهُ العذولُ
سَلا من سَلا كيف كا
سَلا من سَلا كيف كا / نَ طعمُ الهوى أوَّلا
وكَيف بَكى وَاشتكى / إلى اللَهِ فيما خَلا
وَهل كانَ جلداً على / مقاساةِ جهدِ البلا
فإن شِئتما فاعذرا / وإن شِئتما فاعذلا