سَأَلتُ الدِيارَ وَأَطلالَها
سَأَلتُ الدِيارَ وَأَطلالَها / وَما إِن تُجاوِبُ سُؤالَها
مَنازِلُ قَد أَقفَرَت بَعدَنا / وَجَرَّت بِها الريحُ أَذيالَها
وَصَهباءَ تَعمَلُ في الناظِرَينَ / شَرِبتُ عَلى الريقِ سَلسالَها
وَقَد كُنتُ لِلكَأسِ وَالغانِياتِ / إِذا هَجَرَ القَومُ وَصّالُها
وَكَم قَد رَفَعتُ سُتورَ المُلوكِ / وَزاوَلتُ بِالشِعرِ أَزوالَها
وَنِلتُ مَجالِسَ مَشهورَةً / يُنالُ الكِرامُ بِمَن نالَها
لَقَد جَعَلَ اللَهُ في راحَتَيكَ / حَياةَ النُفوسِ وَآجالُها
وَجَدناكَ في كُتُبِ الأَوَّلينَ / مُحيي النُفوسِ وَقِتالَها
وَموسى شَبيهُ أَبي جَعفَرٍ / وَمُعطي الرَغائِبِ سُؤّالَها
وَلَولا مَكانُكَ مِن بَعدِهِ / لِأَنكَرَتِ العوذُ أَطفالَها