أمَا في الهَوَى حاكِمٌ يَعدِلُ
أمَا في الهَوَى حاكِمٌ يَعدِلُ / ولا مَنْ يَكُفُّ ولاَ يَعذِلُ
ولا مَن يَفُكُّ أُسارَى الغَرا / مِ والوجْدِ مِن ثِقلِ ما حُمِّلُوا
ولا مُنصفٌ عالمٌ أَنّهُ / إذا قالَ بالظَّنِّ يُستجهَلُ
إذا هُو لم يَدْرِ ما يلتَقي / أخُو الوجدِ مِنْ دَائِه يَسألُ
لِيَعلَمَ أنَّ سِهامَ الغَرا / مِ قبلَ إصابَتِها تَقتُلُ
وأنَّ الدموعَ إذا ما سُفِحْنَ / أَثَرْنَ لَظىً في الحَشا يُشعَلُ
وإن قَال هُنَّ مياهٌ فقُلْ / صَدقتَ وفي الماءِ ما يَسْمُلُ
مسَاكينُ أهلُ الهَوى مالَهُم / مُجيرٌ ولا لهُمُ مَوئِلُ
ولا راحمٌ لهُمُ يَستدي / مُ حُسنَ المعافَاةِ مما بُلُوا
قتيلُهُمُ مالَه واتِرٌ / ومظلومُهُمْ أبداً يُخذَلُ
وإعلانُهُم للهوى فاضِحٌ / قَتولٌ وكِتمانُهم أَقْتَلُ
وإن جَحدوا الحبَّ خوفَ الوُشاةِ / أقرّتْ بهِ أدمعٌ تَهمِلُ
وفي سُقمِهمْ إنْ هُمُ أنكرُوا / صبابَتَهُم شَرحُها المُجملُ
وكُلُّهُمُ خاضِعٌ يَستكي / نُ للظُّلمِ أوْ وَالِهٌ يُعوِلُ
وعَيشُهُمُ تَعَبٌ كلُّهُ / وبالموتِ راحَتُهُمْ تَحصُلُ
بِنَفسِيَ مُستَهتَرٌ بالصّدو / دِ حازَ الجمالَ ولا يُجمِلُ
جُنُونِي بهِ أَبَداً زائدٌ / وماضِي غَرامِيَ مُستقبَلُ
مَلِيحٌ بإجماعِ كلِّ الأَنامِ / سواءٌ محبُّوهُ والعُذَّلُ
مِنَ الحُورِ رضوانُه بُخْلُهُ / وَرِيقَتُهُ البارِدُ السَّلسَلُ
وما ذُقتُها غيرَ أَنْ العُيونَ / شهادَتُها أبداً تُقبلُ
بخيلٌ على مُقلَتِي بالرّقَادِ / ولستُ عَليهِ بِهَا أبْخَلُ
سَقامِيَ مُستَصْغَرٌ عِندَهُ / وأَمريَ مُطَّرَحٌ مُهمَلُ
يَرانِيَ مِن حُبِّهِ في السِّيا / قِ وهْو بِمَا بيَ لا يَحفِلُ
أُعاتبُهُ وهو لا يَرْعَوِي / وأَعذِلُهُ وهو لا يَقبلُ
فلا الوصلُ لي فيهِ مِن مطمَعٍ / ولا الهجرُ فيَّ لَهُ مَحملُ
ولا فيهِ عاطِفَةٌ تُرتَجى / وكلُّ بَلائِي بهِ مُشكِلُ
وسُكرِيَ من حُبِّهِ لا أُفِي / قُ منهُ فأعَلَمَ ما أَعمَلُ
وبعدُ فأَستَغفِرُ الله مِن / مَقالِي فإنّي بهِ أَهزِلُ
وَما أَنا بالحُبِّ ذُو خِبرةٍ / ولا هُو لي عَن عُلاً مُشغِلُ
ولَكِن كما قالَ ربُّ العبا / دِ فينا نَقولُ ولا نَفعَلُ