أَلا قُل لِتَيّاكَ ما بالُها
أَلا قُل لِتَيّاكَ ما بالُها / أَلِلبَينِ تُحدَجُ أَحمالُها
أَم لِلدَلالِ فَإِنَّ الفَتا / ةَ حَقٌّ عَلى الشَيخِ إِدلالُها
فَإِن يَكُ هَذا الصِبى قَد نَبا / وَتَطلابُ تَيّا وَتَسآلُها
فَأَنّى تَحَوَّلُ ذا لِمَّةٍ / وَأَنّى لِنَفسِكَ أَمثالُها
عَسيبُ القِيامِ كَثيبُ القُعو / دِ وَهنانَةٌ ناعِمٌ بالُها
إِذا أَدبَرَت خِلتَها دِعصَةً / وَتُقبِلُ كَالظَبيِ تِمثالُها
وَفي كُلِّ مَنزِلَةٍ بِتَّها / يُؤَرِّقُ عَينَيكَ أَهوالُها
هِيَ الهَمُّ لَو ساعَفَت دارُها / وَلَكِن نَأى عَنكَ تَحلالُها
وَصَهباءَ صِرفٍ كَلَونِ الفُصوصِ / سَريعٍ إِلى الشِربِ إِكسالُها
تُريكَ القَذى وَهيَ مِن دونِهِ / إِذا ما يُصَفَّقُ جِريالُها
شَرِبتُ إِذا الراحُ بَعدَ الأَصي / لِ طابَت وَرُفِّعَ أَطلالُها
وَأَبيَضَ كَالنَجمِ آخَيتُهُ / وَبَيداءَ مُطَّرِدٍ آلُها
قَطَعتُ إِذا خَبَّ رَيعانُها / وَنُطِّقَ بِالهَولِ أَغفالُها
بِناجِيَةٍ مِن سَراةِ الهِجا / نِ تَأتي الفِجاجَ وَتَغتالُها
تَراها كَأَحقَبَ ذي جُدَّتَي / نِ يَجمَعُ عوناً وَيَجتالُها
نَحائِصَ شَتّى عَلى عَينِهِ / حَلائِلَ لَم يُؤذِهِ قالُها
عَنيفٌ وَإِن كانَ ذا شِرَّةٍ / بِجَمعِ الضَرائِرِ شَلّالُها
إِذا حالَ مِن دونِها غَبيَةٌ / مِنَ التَربِ فَاِنجالَ سِربالُها
فَلَم يَرضَ بِالقُربِ حَتّى يَكونَ / وِساداً لِلَحيَيهِ أَكفالُها
أَقامَ الضَغائِنَ مِن دَرئِها / كَفَتلِ الأَعِنَّةِ فَتّالُها
فَذَلِكَ شَبَّهتُهُ ناقَتي / وَما إِن لِغَيرِكَ إِعمالُها
وَكَم دونَ بَيتِكَ مِن مَهمَهٍ / وَأَرضٍ إِذا قيسَ أَميالُها
يُحاذِرُ مِنها عَلى سَفرِها / مَهامِهُ تيهٌ وَأَغوالُها
فَمِنكَ تَؤوبُ إِذا أَدبَرَت / وَنَحوَكَ يُعطَفُ إِقبالُها
إِياسُ وَأَنتَ اِمرُؤٌ لا يُرى / لِنَفسِكَ في القَومِ مِعدالُها
أَبَرُّ يَميناً إِذا أَقسَموا / وَأَفضَلُ إِن عُدَّ أَفضالُها
وَجارُكَ لا يَتَمَنّى عَلَي / هِ إِلّا الَّتي هُوَ يَقتالُها
كَأَنَّ الشَموسَ بِها بَيتُهُ / يُطيفُ حَوالَيهِ أَوعالُها
وَكامِلَةِ الرِجلِ وَالدارِعينَ / سَريعٍ إِلى القَومِ إيغالُها
سَمَوتَ إِلَيها بِرَجراجَةٍ / فَغودِرَ في النَقعِ أَبطالُها
وَمَعقودَةِ العَزمِ مِن رَأيِهِ / قَليلٌ مِنَ الناسِ يَحتالُها
تَمَّمتَ عَلَيها فَأَتمَمتَها / وَتَمَّ بِأَمرِكَ إِكمالُها
وَإِنَّ إِياساً مَتى تَدعُهُ / إِذا لَيلَةٌ طالَ بَلبالُها
أَخٌ لِلحَفيظَةِ حَمّالُها / حَشودٌ عَلَيها وَفَعّالُها
وَفي الحَربِ مِنهُ بَلاءٌ إِذا / عَوانٌ تَوَقَّدَ أَجذالُها
وَصَبرٌ عَلى الدَهرِ في رُزئِهِ / وَإِعطاءُ كَفٍّ وَإِجزالُها
وَتَقوادُهُ الخَيلَ حَتّى يَطو / لَ كَرُّ الرُواةِ وَئيغالُها
إِذا أُدلِجوا لَيلَةً وَالرِكا / بُ خوصٌ تَخَضخَضَ أَشوالُها
وَتُسمَعُ فيها هَبي وَاِقدَمي / وَمَرسونُ خَيلٍ وَأَعطالُها
وَنَهنَهَ مِنهُ لَهُ الوازِعو / نَ حَتّى إِذا حانَ إِرسالُها
أُجيلَت كَمَرِّ ذَنوبِ القَرى / فَأَلوى بِمَن حانَ إِشعالُها
فَآبَ لَهُ أُصُلاً جامِلٌ / وَأَسلابُ قَتلى وَأَنفالُها
إِلى بَيتِ مَن يَعتَريهِ النَدى / إِذا النَفسُ أَعجَبَها مالُها
وَلَيسَ كَمَن دونَ ماعونِهِ / خَواتِمُ بُخلٍ وَأَقفالُها
فَعاشَ بِذَلِكَ ما ضَرَّهُ / صُباةُ الحُلومِ وَأَقوالُها
يَنولُ العَشيرَةَ ما عِندَهُ / وَيَغفِرُ ما قالَ جُهّالُها
وَبَيتُكَ مِن سِنبِسٍ في الذُرى / إِلى العِزِّ وَالمَجدِ أَحبالُها