المجموع : 6
لَئِن قَصَّرَ اليَأسُ مِنكِ الأَمَل
لَئِن قَصَّرَ اليَأسُ مِنكِ الأَمَل / وَحالَ تَجَنّيكِ دونَ الحِيَل
وَناجاكِ بِالإِفكِ فِيِّ الحَسودُ / فَأَعطَيتِهِ جَهرَةً ما سَأَل
وَراقَكِ سِحرُ العِدا المُفتَرى / وَغَرَّكِ زورُهُمُ المُفتَعَل
وَأَقبَلتِهِم فِيَّ وَجهَ القَبولِ / وَقابَلَهُم بِشرُكِ المُقتَبَل
فَإِنَّ ذِمامَ الهَوى لَم أَزَل / أُبَقّيهِ حِفظاً كَما لَم أَزَل
فَدَيتُكِ إِن تَعجَلي بِالجَفا / فَقَد يَهَبُ الريثَ بَعضُ العَجَل
عَلامَ اِطّبَتكِ دَواعي القِلى / وَفيمَ ثَنَتكِ نَواهي العَذَل
أَلَم أَلزَمِ الصَبرَ كَيما أَخِفَّ / أَلَم أُكثِرِ الهَجرَ كَي لا أُمَلّ
أَلَم أَرضَ مِنكِ بِغَيرِ الرِضى / وَأُبدي السُرورَ بِما لَم أَنَل
أَلَم أَغتَفِر موبِقاتِ الذُنوبِ / عَمداً أَتَيتِ بِها أَم زَلَل
وَما ساءَ ظَنِّيَ في أَن يُسيءَ / بِيَ الفِعلَ حُسنُكِ حَتّى فَعَل
عَلى حينَ أَصبَحتِ حَسبَ الضَميرِ / وَلَم تَبغِ مِنكِ الأَماني بَدَل
وَصانَكِ مِنّي وَفِيٌّ أَبِيٌّ / لِعِلقِ العَلاقَةِ أَن يُبتَذَل
سَعَيتِ لِتَكديرِ عَهدٍ صَفا / وَحاوَلتِ نَقصَ وِدادٍ كَمَل
فَما عوفِيَت مِقَتي مِن أَذىً / وَلا أُعفِيَت ثِقَتي مِن خَجَل
وَمَهما هَزَزتُ إِلَيكِ العِتابَ / ظاهَرتِ بَينَ ضُروبِ العِلَل
كَأَنَّكِ ناظَرتِ أَهلَ الكَلامِ / وَأوتيتِ فَهماً بِعلمِ الجَدَل
وَلَو شِئتِ راجَعتِ حُرَّ الفَعالِ / وَعُدتِ لِتِلكَ السَجايا الأُوَل
فَلَم يَكُ حَظِّيَ مِنكِ الأَخَسَّ / وَلا عُدَّ سَهمِيَ فيكِ الأَقَلّ
عَلَيكِ السَلامُ سَلامُ الوَداعِ / وَداعِ هَوىً ماتَ قَبلَ الأَجَل
وَما بِاِختِيارٍ تَسَلَّيتُ عَنكِ / وَلَكِنَّني مُكرَهٌ لا بَطَل
وَلَم يَدرِ قَلبِيَ كَيفَ النُزوعُ / إِلى أَن رَأى سيرَةً فَامتَثَل
وَلَيتَ الَّذي قادَ عَفواً إِلَيكِ / أَبِيَّ الهَوى في عَنانِ الغَزَل
يُحيلُ عُذوبَةَ ذاكَ اللَمى / وَيَشفي مِنَ السُقمِ تِلكَ المُقَل
لَئِن كُنتَ في السِنِّ تِربَ الهِلالِ
لَئِن كُنتَ في السِنِّ تِربَ الهِلالِ / لَقَد فُقتَ في الحُسنِ بَدرَ الكَمالِ
أَما وَالَّذي نَكَّدَ الحَظَّ فِيَّ / دُنُوُّ المَكانِ بِبُعدِ المَنالِ
لَقَد بَلَّغَتني دَواعي هَواكَ / إِلى غايَةٍ ما جَرَت لي بِبالِ
فَقُل لِلهَوى يَجرِ مِلءَ العِنانِ / فَمَيدانُ قَلبي رَحيبُ المَجالِ
هِيَ الشَمسُ مَغرِبُها في الكِلَل
هِيَ الشَمسُ مَغرِبُها في الكِلَل / وَمَطلَعُها مِن جُيوبِ الحُلَل
وَغُصنٌ تَرَشَّفَ ماءَ الشَبابِ / ثَراهُ الهَوى وَجَناهُ الأَمَل
تَهادى لَطيفَةَ طَيِّ الوِشاحِ / وَتَرنو ضَعيفَةَ كَرِّ المُقَل
وَتَبرُزُ خَلفَ حِجابِ العَفافِ / وَتَسفِرُ تَحتَ نِقابِ الخَجَل
بَدَت في لِداتٍ كَزُهرِ النُجومِ / حِسانِ التَحَلّي مِلاحِ العَطَل
مَشَينَ يُهادينَ رَوضَ الرُبى / بِيانِعِ رَوضِ الصِبا المُقتَبَل
فَمِن قُضُبٍ تَتَثَنّى بِريحٍ / وَمِن قُضُبٍ تَتَثَنّى بِدَلّ
وَمِن زَهَراتٍ تُنَدّى بِمِسكٍ / وَمِن زَهَراتٍ تُنَدّى بِطَلّ
تَعاهَدَ صَوبُ العِهادِ الحِمى / وَلا زالَ مَربَعُها في مَلَل
مَرادٌ مِنَ الحُبِّ غَضُّ الجَنى / لَدَيهِ مِنَ الوَصلِ وِردٌ عَلَل
لَيالِيَ ما اِنفَكَّ يُهدي السُرورَ / حَبيبٌ سَرى وَرَقيبٌ غَفَل
زَمانٌ كَأَنَّ الفَتى المَسلَمِيَّ / تَكَنَّفَهُ عَدلُهُ فَاِعتَدَل
تَدارَكَ مِن حُكمِهِ أَن يُعيدَ / بِهِ عِزَّةَ الدينِ أَيّامَ ذَلّ
وَيوضِحَ رَسمَ التُقى إِذ عَفا / وَيُطلِعَ نَجمَ الهُدى إِذ أَفَل
حَمِدنا المُظَفَّرَ لَمّا رَأى / لِمَنصورِنا سيرَةً فَاِمتَثَل
مَليكٌ تَجَلّى لَهُ غُرَّةً / تَأَمَّلَها غِرَّةً تُهتَبَل
أَشَفُّ الوَرى في النُهى رُتبَةً / وَأَشهَرُهُم في المَعالي مَثَل
وَأَحرى الأَنامِ بِأَمرٍ وَنَهيٍ / وَأَدرى المُلوكِ بِعَقدٍ وَحَلّ
يَمانٍ لَهُ التاجُ مِن بَينِهِم / بِما أَورَثَ التُبَّعونَ الأُوَل
سَنامٌ مِنَ المَجدِ عالي الذُرا / يَظَلُّ العِدا مِنهُ تَحتَ الأَظَلّ
تَقَيَّلَ في المَهدِ ظِلَّ اللِواءَ / وَسيمَ النُهوضَ بِهِ فَاِستَقَلّ
وَنيطَت حَمائِلُهُ الوافِياتُ / مَكانَ تَمائِمِهِ فَاِحتَمَل
وَما بَلَّتِ البُردَ تِلكَ الدُمو / عُ إِلّا وَفي البُردِ لَيثٌ أَبَلّ
عَهِدنا المَكارِمَ فيهِ مَعاني / تُبَشِّرُنا فيهِ مِنها الجُمَل
تُرى بَعدَ بِشرٍ يُريكَ الغَمامَ / تَهَلَّلَ بارِقُهُ فَاِستَهَلّ
يُصَدِّقُ ما حَدَّثَتنا عَسى / بِهِ عَنهُ أَو أَنبَأتَنا لَعَلّ
فَما وَعَدَ الظَنُّ إِلّا وَفى / وَلا قالَتِ النَفسُ إِلّا فَعَل
فَلَقّى مُناوِئَهُ ما اِتَّقى / وَأَعطى مُؤَمِّلَهُ ما سَأَل
كَمِ اِستَوفَتِ الشُكرَ نَعماؤُهُ / فَأَقبَلَ يُنعِمُ مِن ذي قَبَل
غَمامٌ يُظِلُّ وَشَمسٌ تُنيرُ / وَبَحرٌ يَفيضُ وَسَيفٌ يُسَلّ
قَسيمُ المُحَيّا ضَحوكُ السَماحِ / لَطيفُ الحِوارِ أَديبُ الجَدَل
تُوَشّي البَلاغَةَ أَقلامُهُ / إِذا ما الضَميرُ عَلَيها أَمَلّ
بَيانٌ يُبَيِّنُ لِلسامِعي / نَ أَنَّ مِنَ السِحرِ ما يُستَحَلّ
أَلا هَل سَبيلٌ إِلى العَيبِ فيهِ / فَكَم عينَ مِن قَبلِهِ مَن كَمَل
لَئِن لَبِسَ المُلكَ رَحبَ المُلا / إِ فَاِختالَ مِنهُ بِذَيلٍ رَفَل
فَإِنَّ تَزَوُّدَهُ لِلمَعالي / وَإِنَّ تَأَهُّبَهُ لِلأَجَلّ
فَيا خَيرَ سُوّاسِ هَذي الأُمورِ / وَناسِكَ أَربابِ هَذي الدُوَل
وَليتَ الثُغورَ فَلَم تَعدُ أَن / رَأَبتَ الثَأى وَسَدَدتَ الخَلَل
سِواكَ إِذا قُلِّدَ الأَمرَ جارَ / وَغَيرُكَ إِن مُلِّكَ الفَيءَ غَلّ
حِمىً لا يَزالُ لِمَن حَلَّهُ / أَمانانِ مِن عَدَمٍ أَو وَجَل
فَأَنجُمُ دَهرِهُمُ سَعدَةٌ / وَشَمسُ زَمانِهِمُ في الحَمَل
أَبا بَكرٍ اِسمَع أَحاديثَ لَو / تُبَثُّ بِسَمعِ عَليلٍ أَبَلّ
سَأَشكُرُ أَنَّكَ أَعلَيتَني / بِأَحظى مَكانٍ وَأَدنى مَحَلّ
وَأَنّي إِن زُرتُ لَم تَحتَجِب / وَإِن طالَ بي مَجلِسٌ لَم تَمَلّ
تَبَسَّمتَ ثُمَّ ثَنَيتَ الوِسادَ / فَحَسبِيَ مِن خَطَرٍ ما أَجَلّ
فَلَو صافَحَ التِبرَ خَدّي لَهانَ / وَلَو كاثَرَ القَطرَ شُكري لَقَلّ
بِأَمثالِها يُستَرَقُّ الكَريمُ / إِذا مَطمَعٌ بِسِواهُ أَخَلّ
فَلا تَعدَمَنكَ المَساعي الَّتي / لِأُمِّ المُناويكَ فيها الهَبَل
فَأَنتَ الجَريءُ إِذا الشِبلُ هابَ / وَأَنتَ الدَليلُ إِذا النَجمُ ضَلّ
وَما اِبنُكَ إِلّا جِلاءُ العُيونِ / إِذا ناظِرٌ بِسِواهُ اِكتَحَل
رَبيبُ السِيادَةِ في حِجرِها / تُدِرُّ لَهُ ثَديَها إِذ حَفَل
تَمَكَّنَ يَتلوكَ في الصالِحاتِ / فَلَمّا تَفُتهُ وَلَمّا يَنَل
أَمَولايَ بُلِّغتَ أَقصى الأَمَل
أَمَولايَ بُلِّغتَ أَقصى الأَمَل / وَسُوِّغتَ دَأباً نَساءَ الأَجَل
وَعُمِّرتَ ما شِئتَ في دَولَةٍ / تُقَصِّرُ عَنها طِوالُ الدُوَل
فَأَنتَ الَّذي غُرُّ أَفعالِهِ / تَحَلّى بِها الدَهرُ بَعدَ العَطَل
يُشَرِّفُ مَملوكَكَ المُستَرَقَّ / نَظمٌ مِنَ الكَلِمِ المُنتَخَل
وَراحٌ تُعيدُ إِلى مَن أَسَنَّ / طيبَ زَمانِ الصِبا المُقتَبَل
فَأَخجَلَني البِرُّ مِن فَرطِهِ / وَإِنَّ الجَوابَ لَيُبدي الخَجَل
وَقَد يَقبَلُ الدَهرُ مَولى الأَنا / مِ جُهدَ العُبَيدِ إِذا ما أَقَلّ
سَعِدتَ كَما سَعِدَ المُشتَري / وَنِلتَ عُلاً لَم يَنَلها زُحَل
يُقَصِّرُ قُربُكَ لَيلي الطَويلا
يُقَصِّرُ قُربُكَ لَيلي الطَويلا / وَيَشفي وِصالُكَ قَلبي العَليلا
وَإِن عَصَفَت مِنكَ ريحُ الصُدودِ / فَقَدتُ نَسيمَ الحَياةِ البَليلا
كَما أَنَّني إِن أَطَلتُ العِثارَ / وَلَم يُبدِ عُذرِيَ وَجهاً جَميلا
وَجَدتُ أَبا القاسِمِ الظافِرَ ال / مُؤَيَّدَ بِاللَهِ مَولىً مُقيلا
إِذا ما نَداهُ هَمى وَالحَيا / شَآهُ كَشَأوِ الجَوادِ البَخيلا
وَأَقلامُهُ وَفقُ أَسيافِهِ / يَظَلُّ الصَريرُ يُباري الصَليلا
أَتَتكَ بِلَونِ المُحِبِّ الخَجِل
أَتَتكَ بِلَونِ المُحِبِّ الخَجِل / تُخالِطُ لَونَ المُحِبِّ الوَجِل
ثِمارٌ تَضَمَّنَ إِدراكَها / هَواءٌ أَحاطَ بِها مُعتَدِل
تَأَتّى لِإِلطافِ تَدريجِها / فَمِن حَرِّ شَمسٍ إِلى بَردِ ظِلّ
إِلى أَن تَناهَت شِفاءَ العَليلِ / وَأُنسَ المَشوقِ وَلَهوَ الغَزِل
فَلَو تَجمُدُ الراحُ لَم تَعدُها / وَإِن هِيَ ذابَت فَخَمرٌ تَحِلّ
لَها مَنظَرٌ حَسَنٌ في العُيونِ / كَدُنياكَ لَكِنَّهُ مُنتَقِل
وَطَعمٌ يَلَذُّ لِمَن ذاقَهُ / كَلِذَّةِ ذِكراكَ لَو لَم يُمَلّ
وَرَيّا إِذا نَفَحَت خِلتُها / تُمِلُّ ثَناءَكَ أَو تَستَهِلّ
يُمَثِّلُ مَلمَسُها لِلأَكُفِّ / لينَ زَمانِكَ أَو يَمتَثِل
صَفَوتُ فَأَدلَلتُ في عَرضِها / وَمَن يَصفُ مِنهُ الهَوى فَليُدِلّ
قَبولُكَها نِعمَةٌ غَضَّةٌ / وَفَضلٌ بِما قَبلَهُ مُتَّصِل
وَلَوكُنتُ أَهدَيتُ نَفسي اِختَصَر / تُ عَلى أَنَّها غايَةُ المُحتَفِل