القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ زَيْدُون الكل
المجموع : 6
لَئِن قَصَّرَ اليَأسُ مِنكِ الأَمَل
لَئِن قَصَّرَ اليَأسُ مِنكِ الأَمَل / وَحالَ تَجَنّيكِ دونَ الحِيَل
وَناجاكِ بِالإِفكِ فِيِّ الحَسودُ / فَأَعطَيتِهِ جَهرَةً ما سَأَل
وَراقَكِ سِحرُ العِدا المُفتَرى / وَغَرَّكِ زورُهُمُ المُفتَعَل
وَأَقبَلتِهِم فِيَّ وَجهَ القَبولِ / وَقابَلَهُم بِشرُكِ المُقتَبَل
فَإِنَّ ذِمامَ الهَوى لَم أَزَل / أُبَقّيهِ حِفظاً كَما لَم أَزَل
فَدَيتُكِ إِن تَعجَلي بِالجَفا / فَقَد يَهَبُ الريثَ بَعضُ العَجَل
عَلامَ اِطّبَتكِ دَواعي القِلى / وَفيمَ ثَنَتكِ نَواهي العَذَل
أَلَم أَلزَمِ الصَبرَ كَيما أَخِفَّ / أَلَم أُكثِرِ الهَجرَ كَي لا أُمَلّ
أَلَم أَرضَ مِنكِ بِغَيرِ الرِضى / وَأُبدي السُرورَ بِما لَم أَنَل
أَلَم أَغتَفِر موبِقاتِ الذُنوبِ / عَمداً أَتَيتِ بِها أَم زَلَل
وَما ساءَ ظَنِّيَ في أَن يُسيءَ / بِيَ الفِعلَ حُسنُكِ حَتّى فَعَل
عَلى حينَ أَصبَحتِ حَسبَ الضَميرِ / وَلَم تَبغِ مِنكِ الأَماني بَدَل
وَصانَكِ مِنّي وَفِيٌّ أَبِيٌّ / لِعِلقِ العَلاقَةِ أَن يُبتَذَل
سَعَيتِ لِتَكديرِ عَهدٍ صَفا / وَحاوَلتِ نَقصَ وِدادٍ كَمَل
فَما عوفِيَت مِقَتي مِن أَذىً / وَلا أُعفِيَت ثِقَتي مِن خَجَل
وَمَهما هَزَزتُ إِلَيكِ العِتابَ / ظاهَرتِ بَينَ ضُروبِ العِلَل
كَأَنَّكِ ناظَرتِ أَهلَ الكَلامِ / وَأوتيتِ فَهماً بِعلمِ الجَدَل
وَلَو شِئتِ راجَعتِ حُرَّ الفَعالِ / وَعُدتِ لِتِلكَ السَجايا الأُوَل
فَلَم يَكُ حَظِّيَ مِنكِ الأَخَسَّ / وَلا عُدَّ سَهمِيَ فيكِ الأَقَلّ
عَلَيكِ السَلامُ سَلامُ الوَداعِ / وَداعِ هَوىً ماتَ قَبلَ الأَجَل
وَما بِاِختِيارٍ تَسَلَّيتُ عَنكِ / وَلَكِنَّني مُكرَهٌ لا بَطَل
وَلَم يَدرِ قَلبِيَ كَيفَ النُزوعُ / إِلى أَن رَأى سيرَةً فَامتَثَل
وَلَيتَ الَّذي قادَ عَفواً إِلَيكِ / أَبِيَّ الهَوى في عَنانِ الغَزَل
يُحيلُ عُذوبَةَ ذاكَ اللَمى / وَيَشفي مِنَ السُقمِ تِلكَ المُقَل
لَئِن كُنتَ في السِنِّ تِربَ الهِلالِ
لَئِن كُنتَ في السِنِّ تِربَ الهِلالِ / لَقَد فُقتَ في الحُسنِ بَدرَ الكَمالِ
أَما وَالَّذي نَكَّدَ الحَظَّ فِيَّ / دُنُوُّ المَكانِ بِبُعدِ المَنالِ
لَقَد بَلَّغَتني دَواعي هَواكَ / إِلى غايَةٍ ما جَرَت لي بِبالِ
فَقُل لِلهَوى يَجرِ مِلءَ العِنانِ / فَمَيدانُ قَلبي رَحيبُ المَجالِ
هِيَ الشَمسُ مَغرِبُها في الكِلَل
هِيَ الشَمسُ مَغرِبُها في الكِلَل / وَمَطلَعُها مِن جُيوبِ الحُلَل
وَغُصنٌ تَرَشَّفَ ماءَ الشَبابِ / ثَراهُ الهَوى وَجَناهُ الأَمَل
تَهادى لَطيفَةَ طَيِّ الوِشاحِ / وَتَرنو ضَعيفَةَ كَرِّ المُقَل
وَتَبرُزُ خَلفَ حِجابِ العَفافِ / وَتَسفِرُ تَحتَ نِقابِ الخَجَل
بَدَت في لِداتٍ كَزُهرِ النُجومِ / حِسانِ التَحَلّي مِلاحِ العَطَل
مَشَينَ يُهادينَ رَوضَ الرُبى / بِيانِعِ رَوضِ الصِبا المُقتَبَل
فَمِن قُضُبٍ تَتَثَنّى بِريحٍ / وَمِن قُضُبٍ تَتَثَنّى بِدَلّ
وَمِن زَهَراتٍ تُنَدّى بِمِسكٍ / وَمِن زَهَراتٍ تُنَدّى بِطَلّ
تَعاهَدَ صَوبُ العِهادِ الحِمى / وَلا زالَ مَربَعُها في مَلَل
مَرادٌ مِنَ الحُبِّ غَضُّ الجَنى / لَدَيهِ مِنَ الوَصلِ وِردٌ عَلَل
لَيالِيَ ما اِنفَكَّ يُهدي السُرورَ / حَبيبٌ سَرى وَرَقيبٌ غَفَل
زَمانٌ كَأَنَّ الفَتى المَسلَمِيَّ / تَكَنَّفَهُ عَدلُهُ فَاِعتَدَل
تَدارَكَ مِن حُكمِهِ أَن يُعيدَ / بِهِ عِزَّةَ الدينِ أَيّامَ ذَلّ
وَيوضِحَ رَسمَ التُقى إِذ عَفا / وَيُطلِعَ نَجمَ الهُدى إِذ أَفَل
حَمِدنا المُظَفَّرَ لَمّا رَأى / لِمَنصورِنا سيرَةً فَاِمتَثَل
مَليكٌ تَجَلّى لَهُ غُرَّةً / تَأَمَّلَها غِرَّةً تُهتَبَل
أَشَفُّ الوَرى في النُهى رُتبَةً / وَأَشهَرُهُم في المَعالي مَثَل
وَأَحرى الأَنامِ بِأَمرٍ وَنَهيٍ / وَأَدرى المُلوكِ بِعَقدٍ وَحَلّ
يَمانٍ لَهُ التاجُ مِن بَينِهِم / بِما أَورَثَ التُبَّعونَ الأُوَل
سَنامٌ مِنَ المَجدِ عالي الذُرا / يَظَلُّ العِدا مِنهُ تَحتَ الأَظَلّ
تَقَيَّلَ في المَهدِ ظِلَّ اللِواءَ / وَسيمَ النُهوضَ بِهِ فَاِستَقَلّ
وَنيطَت حَمائِلُهُ الوافِياتُ / مَكانَ تَمائِمِهِ فَاِحتَمَل
وَما بَلَّتِ البُردَ تِلكَ الدُمو / عُ إِلّا وَفي البُردِ لَيثٌ أَبَلّ
عَهِدنا المَكارِمَ فيهِ مَعاني / تُبَشِّرُنا فيهِ مِنها الجُمَل
تُرى بَعدَ بِشرٍ يُريكَ الغَمامَ / تَهَلَّلَ بارِقُهُ فَاِستَهَلّ
يُصَدِّقُ ما حَدَّثَتنا عَسى / بِهِ عَنهُ أَو أَنبَأتَنا لَعَلّ
فَما وَعَدَ الظَنُّ إِلّا وَفى / وَلا قالَتِ النَفسُ إِلّا فَعَل
فَلَقّى مُناوِئَهُ ما اِتَّقى / وَأَعطى مُؤَمِّلَهُ ما سَأَل
كَمِ اِستَوفَتِ الشُكرَ نَعماؤُهُ / فَأَقبَلَ يُنعِمُ مِن ذي قَبَل
غَمامٌ يُظِلُّ وَشَمسٌ تُنيرُ / وَبَحرٌ يَفيضُ وَسَيفٌ يُسَلّ
قَسيمُ المُحَيّا ضَحوكُ السَماحِ / لَطيفُ الحِوارِ أَديبُ الجَدَل
تُوَشّي البَلاغَةَ أَقلامُهُ / إِذا ما الضَميرُ عَلَيها أَمَلّ
بَيانٌ يُبَيِّنُ لِلسامِعي / نَ أَنَّ مِنَ السِحرِ ما يُستَحَلّ
أَلا هَل سَبيلٌ إِلى العَيبِ فيهِ / فَكَم عينَ مِن قَبلِهِ مَن كَمَل
لَئِن لَبِسَ المُلكَ رَحبَ المُلا / إِ فَاِختالَ مِنهُ بِذَيلٍ رَفَل
فَإِنَّ تَزَوُّدَهُ لِلمَعالي / وَإِنَّ تَأَهُّبَهُ لِلأَجَلّ
فَيا خَيرَ سُوّاسِ هَذي الأُمورِ / وَناسِكَ أَربابِ هَذي الدُوَل
وَليتَ الثُغورَ فَلَم تَعدُ أَن / رَأَبتَ الثَأى وَسَدَدتَ الخَلَل
سِواكَ إِذا قُلِّدَ الأَمرَ جارَ / وَغَيرُكَ إِن مُلِّكَ الفَيءَ غَلّ
حِمىً لا يَزالُ لِمَن حَلَّهُ / أَمانانِ مِن عَدَمٍ أَو وَجَل
فَأَنجُمُ دَهرِهُمُ سَعدَةٌ / وَشَمسُ زَمانِهِمُ في الحَمَل
أَبا بَكرٍ اِسمَع أَحاديثَ لَو / تُبَثُّ بِسَمعِ عَليلٍ أَبَلّ
سَأَشكُرُ أَنَّكَ أَعلَيتَني / بِأَحظى مَكانٍ وَأَدنى مَحَلّ
وَأَنّي إِن زُرتُ لَم تَحتَجِب / وَإِن طالَ بي مَجلِسٌ لَم تَمَلّ
تَبَسَّمتَ ثُمَّ ثَنَيتَ الوِسادَ / فَحَسبِيَ مِن خَطَرٍ ما أَجَلّ
فَلَو صافَحَ التِبرَ خَدّي لَهانَ / وَلَو كاثَرَ القَطرَ شُكري لَقَلّ
بِأَمثالِها يُستَرَقُّ الكَريمُ / إِذا مَطمَعٌ بِسِواهُ أَخَلّ
فَلا تَعدَمَنكَ المَساعي الَّتي / لِأُمِّ المُناويكَ فيها الهَبَل
فَأَنتَ الجَريءُ إِذا الشِبلُ هابَ / وَأَنتَ الدَليلُ إِذا النَجمُ ضَلّ
وَما اِبنُكَ إِلّا جِلاءُ العُيونِ / إِذا ناظِرٌ بِسِواهُ اِكتَحَل
رَبيبُ السِيادَةِ في حِجرِها / تُدِرُّ لَهُ ثَديَها إِذ حَفَل
تَمَكَّنَ يَتلوكَ في الصالِحاتِ / فَلَمّا تَفُتهُ وَلَمّا يَنَل
أَمَولايَ بُلِّغتَ أَقصى الأَمَل
أَمَولايَ بُلِّغتَ أَقصى الأَمَل / وَسُوِّغتَ دَأباً نَساءَ الأَجَل
وَعُمِّرتَ ما شِئتَ في دَولَةٍ / تُقَصِّرُ عَنها طِوالُ الدُوَل
فَأَنتَ الَّذي غُرُّ أَفعالِهِ / تَحَلّى بِها الدَهرُ بَعدَ العَطَل
يُشَرِّفُ مَملوكَكَ المُستَرَقَّ / نَظمٌ مِنَ الكَلِمِ المُنتَخَل
وَراحٌ تُعيدُ إِلى مَن أَسَنَّ / طيبَ زَمانِ الصِبا المُقتَبَل
فَأَخجَلَني البِرُّ مِن فَرطِهِ / وَإِنَّ الجَوابَ لَيُبدي الخَجَل
وَقَد يَقبَلُ الدَهرُ مَولى الأَنا / مِ جُهدَ العُبَيدِ إِذا ما أَقَلّ
سَعِدتَ كَما سَعِدَ المُشتَري / وَنِلتَ عُلاً لَم يَنَلها زُحَل
يُقَصِّرُ قُربُكَ لَيلي الطَويلا
يُقَصِّرُ قُربُكَ لَيلي الطَويلا / وَيَشفي وِصالُكَ قَلبي العَليلا
وَإِن عَصَفَت مِنكَ ريحُ الصُدودِ / فَقَدتُ نَسيمَ الحَياةِ البَليلا
كَما أَنَّني إِن أَطَلتُ العِثارَ / وَلَم يُبدِ عُذرِيَ وَجهاً جَميلا
وَجَدتُ أَبا القاسِمِ الظافِرَ ال / مُؤَيَّدَ بِاللَهِ مَولىً مُقيلا
إِذا ما نَداهُ هَمى وَالحَيا / شَآهُ كَشَأوِ الجَوادِ البَخيلا
وَأَقلامُهُ وَفقُ أَسيافِهِ / يَظَلُّ الصَريرُ يُباري الصَليلا
أَتَتكَ بِلَونِ المُحِبِّ الخَجِل
أَتَتكَ بِلَونِ المُحِبِّ الخَجِل / تُخالِطُ لَونَ المُحِبِّ الوَجِل
ثِمارٌ تَضَمَّنَ إِدراكَها / هَواءٌ أَحاطَ بِها مُعتَدِل
تَأَتّى لِإِلطافِ تَدريجِها / فَمِن حَرِّ شَمسٍ إِلى بَردِ ظِلّ
إِلى أَن تَناهَت شِفاءَ العَليلِ / وَأُنسَ المَشوقِ وَلَهوَ الغَزِل
فَلَو تَجمُدُ الراحُ لَم تَعدُها / وَإِن هِيَ ذابَت فَخَمرٌ تَحِلّ
لَها مَنظَرٌ حَسَنٌ في العُيونِ / كَدُنياكَ لَكِنَّهُ مُنتَقِل
وَطَعمٌ يَلَذُّ لِمَن ذاقَهُ / كَلِذَّةِ ذِكراكَ لَو لَم يُمَلّ
وَرَيّا إِذا نَفَحَت خِلتُها / تُمِلُّ ثَناءَكَ أَو تَستَهِلّ
يُمَثِّلُ مَلمَسُها لِلأَكُفِّ / لينَ زَمانِكَ أَو يَمتَثِل
صَفَوتُ فَأَدلَلتُ في عَرضِها / وَمَن يَصفُ مِنهُ الهَوى فَليُدِلّ
قَبولُكَها نِعمَةٌ غَضَّةٌ / وَفَضلٌ بِما قَبلَهُ مُتَّصِل
وَلَوكُنتُ أَهدَيتُ نَفسي اِختَصَر / تُ عَلى أَنَّها غايَةُ المُحتَفِل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025