عرفناك يا يوم عيد الحياة
عرفناك يا يوم عيد الحياة / فإنّ الحياة لمن يعمل
كذا علمت علمنا الكائنات / وأسمى الكواكب والمنجل
وفي الحركات صميم الحياة / إذا فاتها الميت المهمل
فثب حولنا راقصا ضاحكا / أيا عيد واحفل كما نحفل
فهذي الجموع شهود الكفاح / رموز السلام الذي يؤمل
لها العمل المستعزّ الشعار / وإيمانها المعبد المعمل
ففيه الإخاء وفيه الرخاء / وفيه الحضارة تستكمل
وفي كل عام لنا وقفة / تذكر بالحج أو محفل
نحاسب أنفسنا بينما / يداعبنا المقبل الأمثل
يرى أننا أمة لا تنام على / الضيم أو قدرها يغفل
تساوت بها فرص العاملين / ومنها البطالة تستأصل
وفيها التكافؤ أسمى / المظاهر والعمل المثمر الأجمل
ومن كان يعمل فهو الأمير / ولا هكذا مترف يهزل
فيا عيد يا من سبقت الخريف / بعهد الربيع الذي تحمل
وفيك الهدوء وفيك التجدد / والحزم والعزم والموئل
تدفق غناء تدفق مظاهر / للصفو والحب تستأهل
فإنا رعاة حقوق الشعوب / ولو بينها المرهق الأعزل
وما هي إلا سنون تعد فيسجد / للحق من ضللوا
نعيش بعصر له ثورة على / الضعف والجهل لا تجهل
فيا أمم الشرق لا تيسأسي / فما عز دونك مستقبل
هلمي مجنحة بالعلوم إلى / الشمس فالشمس لا تنزل
هلمي محصنة بالعدالة / للمجد فالمجد لا يبذل
وحسبك موعظة يوم / عيد تساوى به الناس واستأهلوا
وسوئلت أين قصيدي المحيي / وما مثل شعري ما يسأل
تدفق كالنبع فوق الصفاة / إذا النبع غازله البلبل
ففي كل مرأى حيالي نشيد / وأهونه ما شدا الجدول
وأعظمه ما حكاه الأنام / قصائد كالحب لا تذبل
فيا عيد فق بالأماني / الحسان فإن الأمانيّ لا تمهل
ويا عيد رتل أحب الأغاني / أغاني للحق لا تغفل