مُصابٌ جليلٌ وصنعٌ جميل
مُصابٌ جليلٌ وصنعٌ جميل / وَمُلكٌ سعيدٌ وأجرٌ جزيل
فذاكَ يهيِّجُ برحَ الأسى / وهذا يسكِّنُ فرطَ الغليل
وكلُّ الأنامِ له باحثُ / وكلُّ فؤادٍ صحيح عَليل
فمذ غاض بحرُ النَّدى لم تَزَل / بِحارُ الدموع عليه تسِيل
وحقَّ لأجفاننا أن تصوبَ / وحقَّ لأجسادنا أن تحول
لئن ساءنا خطبُ ذاك المصابِ / لقد سرَّه وشكُ ذاك الرحيل
فَمِن قصرِهِ وإلى قصرِه / فطابَ مُعرَّسهُ والمَقيل
تبدَّل من نعمة تنقضي / نعيماً مقيماً ونعم البديل
وعُوِّضَ من زائلٍ باقياً / فها هو في نعمةٍ لا تزول
فقل للمعادين موتوا أسىً / وقُل للموالينَ كُفُّوا العوَيل
فقد حلَّ حيث اشتهى وارتقى / بأعلى محَلٍّ وأسنى مَقِيل
وأولاه مولاه ما اختاره / وقابل أعماله بالقبول
فما زال حزبُ الهدى في اعتزاز / لديه وحزبُ الضلال الذليل
فطَوراً يَسيرُ إلى حربهم / ففي كل فج دماء تسيل
وطوراً يجهّز جيشاُ لهم / في كل حَزنٍ وسهل رعيل
وخلَّف فينا الرضا العادل ال / إمام السعيد الهمام الجليل
به ألّف الله شمل الهدا / ة وجدَّد ربعَ المعالي المَحيل
ضللنا لفقد إمام الهُدى / فكان لنا منه أهدى دليل
فقام لإعزاز ديني الإله / فكان له الله نعم الوكيل
فلولاكَ يا مُحييِ المكرُما / تِ لمَا غادرَ الحزنُ مِنَّا العقولُ
ولولاكَ مَن للعلى بعده / وللصفح عن مذنب مستقيل
ومن للكفاح وسمر الرما / ح ومن للحُسام اليمان الصقيل
ومن للعباد ومن للبلاد / ومن للسماح وبذل الجزيل
وقد جبر الله صَدعَ القلوب / بجارٍ على نهج تلك السبيل
يُغيثُ العُفاةَ وسم العداة / وأسعد كافٍ وأسنى كفيل
فأشرقَت الأرض من بعدما / تردَّت بغيهب ذاك الأفول
وألبس أندلُساً عدله / جمالاً فليس لها من عديل
وقابِل جميعَ جيوش الأسى / بصبر يَرُدُّ شِباهاً قَليل
ولا زلتَ في ملكك المعتلي / وفي نعم ضافيات الذُيول