القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 9
إذا عارضٌ نحوَ أرضٍ عدَلْ
إذا عارضٌ نحوَ أرضٍ عدَلْ / وطاب الهواءُ له واعتدلْ
ومرَّ فجانبَ صوبَ الجَنو / بِ منحدراً بالشِّمال اشتملْ
إذا شام دارَ كرامٍ جرتْ / عَزَاليهِ أو دارَ لؤمٍ عَزَل
بفارسَ أَمَّ ودار الحسي / ن أحبب بشيرازَ منها نزلْ
ومَن جاورَ الغيثَ أنَّى أقا / م يتبعُه الغيثُ أنَّى رحلْ
بلى إن أعاد حياه حياً / وكان عتيقَ سحابٍ رحلْ
فساهمْهُ من عَبرتي ما أطاقَ / وحمِّلْه من زفرتي ما حملْ
وقل إن سئلت بشيراز مَنْ / قتيلُ اشتياقٍ إلينا نُقِلْ
وواليكُمُ لم يُحلْه البعادُ / وعاشقُكم لم يَرُعْه العذَلْ
يؤمِّل كبتَ أعاديكُمُ / وقد حقّق الله ذاك الأملْ
وخانك من كذَّبته الظنونُ / وكذَّب فيك الرُّقَى والحِيلْ
رِضىً بالوشاية دون اللقاء / وما تلك من عزَمات البطلْ
إذا سرتَ منتصرا بالنهو / ضِ كاتبَ معتذراً بالفشلْ
فكان لك السؤلُ لمّا نهضتَ / وكان له السوءُ لمّا نكلْ
هنَتْكَ وشائحُ علَّقتَها / يدَ الملك عُروتُها ما تُحَلّْ
وغنَّاءُ من رايةٍ أسكنت / ك ظلّاً لها ليس بالمنتقِلْ
وبعدُ فسلْ بفؤادي وعن / تلاعبِ شوقي به لا تسلْ
وظُنَّ بعينيَّ لا ما يُقِرُّ / إذا فاض دمعُهما فانهملْ
أمرُّ بدارك مستسقياً / فأرجعُ وهي عِدادُ العَلَلْ
أردِّدُ هل زمني راجعٌ / بربعكِ قالت نعم بعد هَلْ
تمهَّلْ فغير بعيدٍ تراه / وكم عجِلَ الحظُّ بعد المهَلْ
ويأمرُ فيك بما لا يُرَد / دُ ليس كما خالف ابنُ الجَمَلْ
فقلت أقصُّ عليه الحديثَ / لعلِّيَ أُنصَفُ قالت أجلْ
لك الخيرُ شكوى ذليلِ السؤا / لِ لو كنتَ حاضرَه لم يُذَلّْ
كرُمتَ ابتداءً كما قد علم / تَ كالغيث لم يَنتظِرْ أن يُسَلْ
فعارضَ أمرَك بالإمتنا / ع علجٌ إذا حفَّ رضوَى ثَقُلْ
وقال ويكذبُ سيّانِ ما / أُحيل علىَّ وما لم يُحَلْ
وقد كنتُ كاتبتُه مرّةً / فأبرمَ ما بيننا وانفصلْ
فأحسب أنّ عبيدَ الصلي / ب تذكُرُ ما بيننا من ذَحَلْ
وما جنت الفرسُ أُولى الزمانِ / على الروم فاقتصَّني بالأُولْ
كأنّي أنا قلت في مريمٍ / وحاش لها من تقيّ الحبلْ
وشاركتُ في دمِ عيسى اليهودَ / كما عنده أنّ عيسى قُتِلْ
وهدّمت مذبح مَرْسَرْجِسٍ / وأطفأتُ قنديلَه المشتعِلْ
وحرَمت وحديَ دون الأنا / م من لحمِ خنزيره ما استحلّْ
وكشَّفتُ عن ولَدِ الجاثليق / وما عرفوا جاثليقاً نَسَلْ
ولمْ لا يغالطُني في الحسا / ب من عنده أنّ ربّاً نَجَلْ
وأن ثلاثتَه واحدٌ / ويزعُم من ردَّ هذا جهِلْ
وعندي له الأسهمُ القاصداتُ / بِشَرِّ المقَاوِلِ سودَ المُقَلْ
قوافٍ تؤدُّ فلو عُدِّلتْ / على جنب والدِهِ ما حَملْ
فمرْنِيَ فيه ودعْه معي / فوارحمتَا من يدِي للسِّفَلْ
ومن أكلَ السُّحتَ كلبٌ إذا / سمحتَ بمالك عفواً بَخِلْ
متى كان أمرُك لولا الشقيُّ / يُردُّ وحاشاك ممّا فعلْ
عجِلتَ بحطّك فيها الرِّحالا
عجِلتَ بحطّك فيها الرِّحالا / أثِرها أمنتُ عليك الكَلالا
وقُدْها محدّبهً كالقسيِّ / من الضّال تسبي الفيافي نِضالا
كما انتحل الشدّنيُّ الحنينَ / بطوناً خماصاً وسُوقاً خِدالا
ركائب من لا يخاف النها / ر يَعلَى ولا طارقَ الليل عالا
أعذني فقد كدّني في اللّئا / م سومي بها حاجةً لن تُنالا
وإنّ بواسطَ جوداً يكون / لرأسٍ عِقالاً ورجلٍ شكالا
ومجداً إذا المجد كان الغريبَ / لقيتَ به منه حيّاً حِلالا
وإلا فصفْ أنت حالي وقل / إِنِ الدهرُ دون مُنَى النفس حالا
أيا جامعاً فِرقَ الخافقيْن / أوانسَ كنَّ شِماساً مَلالا
خلتْ تتوافقُ فيها البلادُ / فها هي فيك اختصاماً تَقالى
وإنّ لبغدادَ دَيناً عليك / وقد ضعُفَتْ أن تُطيق المِطالا
وفيها وفي أهلها عزّةٌ / أساء الولاةُ لها الإبتذالا
تسرَّعْ لإصلاح قومٍ ترى / خلالَ أمورهمُ الإختلالا
سوامٌ تطاوَلَ نومُ الرعا / ة عن هديهم فتفانوا ضلالا
تداركْ بعدلك أرماقَهم / فما أبقت النارُ إلا الذُّبالا
غرائس إحسانك الأولون / بجودك أُعْطُوا الحيا والظِّلالا
ومذ لم تزل تبعث المكرما / ت بينهمُ وتبُثُّ النوالا
وترعى لهم حرمةَ الإختلاطِ / بهم والمزارَ لهم والوصالا
عبيدٌ وأنت بحكم الوفاء / تخالهمُ لك عمّاً وخالا
ودار ندىً لك بل ندوةٌ / نحرت البدورَ بها لا الفِصالا
مراتع يرتادها القانصو / ن صادوا غزالتها والغزالا
تفانَى الملوكُ على حبّها / وعقَّ لها ابنٌ أباه قتالا
أما اشتقت مغنى الهوى حيث طاب / ومنبِتَ غصنِ الهوى حيثُ طالا
أما آن من نازحٍ أن يحنَّ / وللوصل من هاجرٍ أن يُذالا
وبعدك قد أنكرتْ حسنَها / وحالت على الطِّيب حالاً فحالا
وكانت بعيداً عن الحادثات / فقد أخذ الدهرُ منها ونالا
أعِرْها بقربك من دائها / شفاءً وإن كان داءً عُضالا
وكذِّب على الرغم من حاسديك / أحاديثَ تحسبُ منها المُحالا
ومعتبرين بعجز الولا / ة عنها نُكولاً ومنها نَكالا
يسوّون في البطش كلتا اليدين / وينسون فضلَ اليمين الشِّمالا
فظنّوك تعيا بحمل العراق / كأنْ لم يَرَوك حملتَ الجبالا
وأنزلتَ بالعُصُم العازبا / ت عنها وما طاولتك النزالا
وكم زاحمتْها صروفُ الزما / ن قبلُ فكانت عليها ثقالا
ولو لم تكن في العلوّ السماءَ / لما كان غُنمُك منها هلالا
سريتَ إليه فكنتَ السّرارَ / لهُ ولبدرٍ أبيه الكمالا
جديد التجارب غِرّ اللقا / ءِ ما ردّدته الحروب انتقالا
وأعجبَه عددٌ زاده / غداة تولى هزيماً خبالا
رأى حربَك النارَ تُذكَي فسا / قَ حَشْداً ليُطْفئَها واحتفالا
ولم يدرِ مختبطاً أَنّها / بفضل الوَقود تزيد اشتعالا
بعثتَ سيوفاً إذا الدهرُ زل / ل جِئن به صاغراً فاستقالا
فداويتَه من سَقام العقوقِ / وعلَّمتَه الصبرَ والإحتمالا
وبدّلتَ من حلقاتِ الدروعِ / خفافاً له الحلقاتِ الثقالا
فقصَّر مشيتَه مكرهاً / نتيجةَ أدهمَ بالأمسِ حالا
تؤمل رجلاه جدوَى يديه / إذا رَفع الخيطَ فِتْراً فشالا
ومذخورة من كنوز الزما / ن جرّ عليها السنينَ الطّوالا
وأودعَها الحقَّ مستظهرٌ / توثّق ما اسطاع جهداً وعالى
أقام الكواكبَ حرّاسَها / عيوناً له لا تخاف اغتيالا
وباعَ بها نفسه والنفوسَ / زماناً فأرخصَ منها وغالى
شجاً قائماً في حلوقِ الملوك / إذا حلَموا أبصروه خَيالا
إلى أن بعثتَ لها آيةً / نسختَ بهَدْيك فيها الضلالا
وعلّمتَ فيها البخيلَ السماحَ / وحسّنت للكادح الإتكالا
فلا حصَّن الناسُ من بعدها / مآلاً ولا ادخروا قطُّ مالا
وكائن ببغدادَ من آملٍ / ومن زاجرٍ فيك فالاً ففالا
ومن عاطشٍ فمُه فاغرٌ / يراقب واديك من أين سالا
يعدّ النهارَ بساعاته / يسائلُ عنك الضحى والزوالا
ومثليَ من خادمٍ خاملٍ / ولو طاول النجم بالفضل طالا
ومن جامعٍ حسناتِ الخِلال / وقد قبّح الفقر تلك الخِلالا
لعلّك تحيى الحظوظَ الرفاتَ / وتُسمن هذي الجدودَ الهِزالا
تلاشى مع الكرماء الثناءُ / فلا قول معناه أن لا فعالا
وما زال مسؤولهم جافياً / وحاشاك حتى جفونا السؤالا
سكتُّ طويلاً إلى أن وجدتُ / مقاماً أُصدَّق فيه مَقالا
لسانٌ حسامٌ ولا مضربٌ / فلو ذاب سيفٌ لذاب انفلالا
أعَدَّ لوصفك آياتِه / ليُظهر صفواً له وانتخالا
وقدَّمَ مستقبلاً هذه / شبيه مدحك واقتبالا
تُزاحمُ حولك وفدَ الثناء / وإن عدمتْ في الزحام المَنالا
فلا تجعلنَ كثرةَ الزائرين / لها فترةً وعليها اعتلالا
فمن كان لا غيره في الزما / ن كان الأنامُ عليه عيالا
سلا مَن سلا مَن بنا استبدلا
سلا مَن سلا مَن بنا استبدلا / وكيفَ محا الآخرُ الأوّلا
وأيّ هوىً حادث العهد أم / س أنساه ذاك الهوى المُحوِلا
وأين المواثيقُ والعاذلاتُ / يضيق عليهنّ أن تعذُلا
أكانت أضاليلَ وعدِ الزما / ن أم حُلُمَ الليلِ ثم انجلى
وممّا جرى الدمعُ فيه سؤا / لُ من تاه بالحسن أَن يُسألا
أقول برامةَ يا صاحبيَّ / مَعاجاً وإن فعلا أجملا
قفا لعليل فإنّ الوقوفَ / وإن هو لم يشفِه علّلا
بغربيّ وجرةَ ينشُدنَه / وإن زادنا صلةً منزلا
وحسناء لو أنصفتْ حسنَها / لكان من القُبح أن تبخَلا
رأت هجرَها مرِخصاً من دمي / على النأيِ عِلقاً قديماً غلا
ورُبَّتَ واشٍ بها منبضٍ / أسابقه الردَّ أن يُنبلا
رأى ودَّها طللا ممحِلا / فلفَّق ما شاء أن يَمحَلا
وألسنة كأعالي الرماح / رددتُ وقد شُرعتْ ذُبَّلا
ويأبى لحسناءَ إن أقبلت / تعرُّضَها قمراً مقبلا
سقى الله ليلاتنا بالغوي / ر فيما أعلَّ وما أنهلا
حياً كلّما أسبلت مقلةٌ / حنيناً له عبرةً أسبلا
وخَصَّ وإن لم تعد ليلةً / خلت فالكرى بعدها ما حلا
وفَى الطيفُ فيها بميعاده / وكان تعوّد أن يمطُلا
فما كان أقصرَ ليلي به / وما كان لو لم يزر أطولا
مساحبُ قصَّر عنّي المشي / بُ ما كانَ منها الصِّبا ذيَّلا
ستصرفني نزواتُ الهمو / م بالأرَب الجِدِّ أن أهْزِلا
وتنحتُ من طرَفي زفرةٌ / مباردها تأكل المُنصُلا
وأُغري بتأبين آل النبي / يِ إن نسّبَ الشعرُ أو غزّلا
بنفسي نجومَهم المخمَداتِ / ويأبى الهدى غير أن تُشعَلا
وأجسامَ نور لهم في الصعي / د تملؤه فيضيء الملا
ببطن الثرى حملُ ما لم تُطِقْ / على ظهرها الأرضُ أن تحمِلا
تفيض فكانت ندًى أبحرا / وتهوِي فكانت عُلاً أجبُلا
سل المتحدِّي بهم في الفخا / ر أين سمت شُرفات العلا
بمن باهل اللهُ أعداءَه / فكان الرسولُ بهم أبهلا
وهذا الكتاب وإعجازُه / على مَنْ وفي بيت مَنْ نُزِّلا
وبدرٌ وبدرٌ به الدِّينُ تم / مَ من كان فيه جميلَ البلا
ومن نام قومٌ سواه وقام / ومن كان أَفقَهَ أو أعدلا
بمن فُصِلَ الحكم يوم الحنين / فطَّبق في ذلك المَفْصِلا
مساعٍ أطيلُ بتفصيلها / كفى معجزاً ذكرُها مجمَلا
يميناً لقد سُلّط الملحِدون / على الحقّ أو كاد أن يبطُلا
فلولا ضمانٌ لنا في الظهور / قضى جدَلُ القول أن نخجلا
أأللهَ يا قومُ يقضِي النبيُّ / مطاعاً فيُعصَى وما غُسِّلا
ويوصِي فنخرُصُ دعوى علي / ه في تركه دينَه مهمَلا
ويجتمعون على زعمهم / وينبيك سعدٌ بما أَشكلا
فيُعقِب إجماعُهم أن يبي / تَ مفضولُهم يقدُمُ الأفضلا
وأن يُنزع الأمرُ من أهله / لأنّ عليّا له أُهِّلا
وساروا يحطّون في آله / بظلمهمُ كلكلاً كلكلا
تدبُّ عقاربُ من كيدهم / فتفنيهمُ أوّلا أوّلا
أضاليلُ ساقت مصابَ الحسين / وما قبلَ ذاك وما قد تلا
أميَّةُ لا بسةٌ عارَها / وإن خَفِيَ الثأرُ أو حُصِّلا
فيومُ السقيفة يا بن النبي / يِ طرّق يومَك في كربلا
وغصبُ أبيك على حقِّه / وأمِّك حَسّنَ أن تُقتَلا
أيا راكبا ظهرَ مجدولةٍ / تُخالُ إذا انبسطت أجدلا
شأت أربَعَ الريح في أربَعٍ / إذا ما انتشرن طوين الفلا
إذا وَكَّلتْ طَرفها بالسما / ء خِيل بإدراكها وُكِّلا
فعزَّت غزالتَها غُرّةً / وطالت غزال الفلا أيطلا
كطّيك في منتهىً واحد / لتُدرِكَ يثربَ أو مرقلا
فِصلْ ناجيا وعلىَّ الأمانُ / لمن كان في حاجةٍ مُوصَلا
تحمَّلْ رسالةَ صبٍّ حملتَ / فناد بها أحمدَ المرسَلا
وحيِّ وقُلْ يا نبيّ الهدى / تأشَّب نهجُك واستوغلا
قضيتَ فأرمضنا ما قضيتَ / وشرعُك قد تمَّ واستكملا
فرامَ ابنُ عمكّ فيما سنن / تَ أن يتقبَّل أو يَمثُلا
فخانك فيه من الغادري / ن من غيَّر الحقَّ أو بدّلا
إلى أن تحلّت بها تيمها / وأضحت بنو هاشم عُطَّلا
ولما سرى أمرُ تيم أطا / ل بيتُ عديٍّ لها الأحبلا
ومدّت أميَّةُ أعنَاقها / وقد هُوّن الخطبُ واستُسهلا
فنال ابن عفّانَ ما لم يكن / يُظَنّ وما نال بل نُوِّلا
فقرَّ وأنعمُ عيش يكو / ن من قبله خَشناً قُلْقُلا
وقلّبها أردشيريّةً / فحرَّق فيها بما أشعلا
وساروا فساقوه أو أوردوه / حياضَ الردى منهلاً منهلا
ولما امتطاها عليٌّ أخو / ك رَدَّ إلى الحقّ فاستُثقِلا
وجاؤُا يسومونَه القاتلين / وهم قد ولُوا ذلك المقتَلا
وكانت هَناةٌ وأنت الخصيمُ / غداً والمعاجَلُ من أُمهِلا
لكم آل ياسين مدحي صفا / وودّي حلا وفؤادي خلا
وعندي لأعدائكم نافذا / تُ قولِيَ ما صاحبَ المِقولا
إذا ضاق بالسير ذرعُ الرفيق / ملأتُ بهنّ فروجَ الملا
فواقرُ من كلّ سهمٍ تكون / له كلُّ جارحةٍ مقتَلا
وهلّا ونهجُ طريقِ النجاة / بكم لاح لي بعد ما أشكلا
ركبتُ لكم لُقَمي فاستننتُ / وكنتُ أخابطه مَجهَلا
وفُكَّ من الشِّرك أسِري وكا / ن غُلّاً على مَنكِبي مُقفَلا
أواليكُمُ ما جرت مزنةٌ / وما اصطخب الرعد أو جلجلا
وأبرأُ ممن يعاديكُمُ / فإن البراءةَ أصلُ الولا
ومولاكُمُ لا يخاف العقابَ / فكونوا له في غدٍ موئلا
لمن طلٌ بلِوَى عاقِلِ
لمن طلٌ بلِوَى عاقِلِ / عفا غير منتصبٍ ماثِلِ
تشرَّفَ يُصغِي لأمر الرياح / وإمّا إلى واقفٍ سائلِ
تنكّرت العينُ ما لا تزا / ل تعرفُ من ربعه الآهِلِ
بدائدُ من قاطني الوحش فيه / بدائلُ من أنسه الراحلِ
وقفتُ به ناحلاً أجتدى / شفاءَ سقامِيَ من ناحلِ
مشوقَيْن لكنَّه لا يلام / ولا يُرتَجَى الجودُ من باخلِ
وأدري ولم يدر ما نابه / وتنجو الغباوة بالجاهلِ
أكنتَ مع الركب طاوين عنه / مَطا كلِّ مطّردٍ جائلِ
له من ثرى الأرض ما لا يمسُّ / سوى مسحةِ الغالط الغافلِ
كأنّ يديه تبوعان شَوْطَا / ظليمٍ أهَبتَ به جافلِ
ترى البدرَ راكبَه قاطعاً / به فلكَ العقربِ الشائلِ
وفي الحيّ مختلفاتُ الغصو / ن من مستوٍ لك أو مائلِ
ومن جائرٍ ليتَ ما قبله / تعلّم من قدّه العادلِ
تنابلن بالحدق الفاتنات / وفي كبدي غرضُ النابلِ
أأصحو على النظرِ البابلي / يِ والخمرُ والسحرُ في بابلِ
تعجَّلتُ يوم اللوى نظرةً / ولم أتلفَّتْ إلى الآجلِ
فكنتُ القنيصَ لها لا الغزالُ / بعينيَّ لا كفّةِ الحابلِ
فياربّ قلّد دمي مقلتي / بما نظرتْ واعفُ عن قاتلي
هنيئاً لحبِّكِ ذات الوشاح / دمٌ طُلَّ فيه بلا عاقلِ
وشكواي منك إلى مُعْرِض / وضنُّكِ منّي على باذلِ
وحبّي لذكركِ حتى لثم / تُ مسلَكه من فم العاذلِ
وليل يطالِبُ عند الصبا / ح دَينَ الغريم على الماطلِ
رددتُ أداهمَ ساعاتِهِ / أشاهبَ من دمعِيَ السائلِ
وما عند صبري على طوله / ولا فيضِ جفنِيَ من طائلِ
أرى صِبغة العيش عند الحسا / ن حالت مع الشعَر الحائلِ
وأَشمسَ شيْبي فهل فَيْئة / تعود بظلّ الصِّبا الزائلِ
عزفتُ سوى عَلَقٍ بالوفا / ء لم يك عنه النهى شاغلي
وقمتُ على سرف الأربعي / ن آخذُ للحقّ من باطلي
يعيب عليَّ الرضا بالكَفافِ / سريعٌ إلى رزقه الفاضلِ
وهان على عزّتي ذلُّهُ / هوانَ الفصيل على البازلِ
ويحسُدني وهو بي جاهلٌ / ومن لك بالحاسد العاقلِ
نصحتُك خالفْ فإن الخلافَ / دليلٌ ينوِّه بالخاملِ
وما لم تكن ذا يدٍ بالعدوّ / فحالفْ عدوَّك أو خاتلِ
فإما كفى العامُ أو نم له / وراقبْ به غَدرة القابلِ
وإياك وابنَ العلاء الجديدِ / ونعمةَ مستحدثٍ ناقلِ
إذا أبصر العقل في قسمةٍ / تعجّب من غلَط الكائلِ
حريص على الزاد حرصَ الذئاب / فياخبَث الطُّعمِ والآكلِ
رأى نزقةً وادّعى طَرْبَةً / فلم يحتشم ذلَّةَ الواغلِ
يروم ابنَ عبد الرحيم الرجالُ / ولا يلحَقُ الرِّدفُ بالكاهلِ
ويرجون ما ناله والكعو / بُ منحدراتٌ عن العاملِ
ولما وُزِنتَ بأحسابهم / وأحلامهم زِنةَ العادلِ
رجحتَ وشالت موازينُهم / فثاقلْ بمجدك أو طاولِ
رأيت السماحةَ وهي الخلو / دُ للذكر والعزَّ في العاجلِ
فقلتَ لمالك لا مرحباً / بمَيسرةٍ في يدَيْ باخلِ
ولولا سموُّ الندى ما علت / يدُ المستماحِ يدَ السائلِ
فمن كان يوماً له مالُه / فأنت ومالُك للآملِ
ورثتَ الفخار فأعليتَ فيه / وجاءوه من جانبٍ نازلِ
وأنّ مماشيك في المكرمات / لَحافٍ يجعجع بالناعلِ
وكنتَ متى خار عرضٌ فخا / فَ من قائلٍ فيه أو قابلِ
نجوتَ بعرضٍ عن المخزيا / تِ أملَسَ من عارها ناصلِ
وربَّ مغرِّرةٍ بالألدِّ / لجوجٍ على فِقرة القائلِ
فَلجتَ بها قاطعاً للخصوم / وقد فُضَّ عنها فمُ الفاصلِ
ويومٍ تُرَدُّ الحكوماتُ فيه / إلى طاعة المِخذمِ القاصلِ
وأزرقَ ظمآن لا يستشير / إذا عرضَت فرصةُ الناهلِ
يغادر نجلاءَ مفروجةً / كَمنفجَةِ الفرسِ البائلِ
إذا لم يجارِ السنانَ اللسانُ / فما شرفُ المرء بالكاملِ
وما ابنك في المجد إلا أبوه / إذا نُسبَ الشِّبلُ للباسلِ
شبيهك حمّلتَه المكرماتِ / فلم يك عنهنّ بالناكلِ
وأبصرت فيه وليداً مناك / وقد يصدق الظنُّ بالخائل
وقام بأمرك في الوافدين / قيامَ وفيٍّ بهم كافلِ
ولا تنجب الشمسُ ما طرَّقت / بأنجب من قمرٍ كاملِ
فبورك نسلا وأترابه / بنوك وبوركتَ من ناسلِ
وخافتك فيهم عيونُ الزما / ن من قاصد السهم أو جائلِ
وشرّ التحاسد فهو الذي / أدبَّ الضغائنَ في وائل
وما دام يبقَى أبو سعدهم / فما نجم سعدك بالآفلِ
حملتم مُنايَ على ثِقلها / وليس الكريمُ سوى الحاملِ
بأقوالكم وبأفعالكم / وما كلّ من قال بالفاعلِ
ولَلْوُدّ يخلطني بالنفو / س أحظى لديَّ من النائلِ
وحاملةٍ لك محمولةٍ
وحاملةٍ لك محمولةٍ / على ظهرِ محتقِرٍ ثِقلَها
تضيقُ بنانُك عن بعضها / حساباً وتحسبُها كلَّها
إذا عونقتْ مَنعتْ وصلَها / وإن صورمتْ وصلَت حبلَها
وأسمنها ربُّها في السماءِ / قديما ولكنه استلَّها
إذا لقِحتْ بالظُّبا أُكرمتْ / نِتاجاً وما طارقت فحلَها
ولايدرك الحظَّ منها امرؤٌ / إذا لم يكن رأسُها رجلَها
وما زائدٌ أبداً ناقصٌ
وما زائدٌ أبداً ناقصٌ / فطوراً يقوم وطوراً يميلُ
إذا ضلَّ فهمُ الدليل الحليم / هدَى الناسَ منه دليلٌ جهولُ
متى خفَّ أو طاش أعمدتُه / ويُحمدُ وهو رزينٌ ثقيلُ
له مَرفِقان يقيم الحدودَ / على صمتِه فيهما ما يقولُ
فحاضره صحّةٌ أو ضنىً / وغائبه سمِجٌ أو جميلُ
سوى رسَني قاده الباطلُ
سوى رسَني قاده الباطلُ / وعاج به الطائلُ الحائلُ
وغيري شَفاه الخيالُ الكذوبُ / وعلَّله الواعدُ الماطلُ
وبات يغلغل في صدره / بجِدِّ الأسى رشأٌ هازلُ
نبا اليومَ عن كلّ سمعٍ أحبَّ / وسمعي له وطنٌ قابلُ
سرى البرقُ وهناً فما شاقني / وثار فما راعني البازلُ
وغنّى الحمامُ فلا صافرٌ / هفا بضلوعي ولا هادلُ
وبِيضُ الصوارم لي بارقٌ / وماءُ الجماجم لي وابلُ
ولَلجُبنُ خيرٌ لوَ انَّ الردى / عن المرء في عيشه غافلُ
نشَزتُ فمن شاء فيلجفُني / إذا مِتُّ والعزّ لي واصلُ
كم الضيمُ تحت رواق القنوع / أما يأنف الأدبَ الخاملُ
فلو أُدرِك المجدُ بين البيوتِ / لما أصحَر الأسدُ الباسلُ
إذا كان في الأرض رزق بلا / سؤال فلا أفلح السائلُ
أرى المالَ يحميه ذلُّ الطِّلا / ب كالدُّرِّ يشقى به العاملُ
تقدَّمْ ولا تتوقَّ الحِمامَ / فما أنت من يومه وائلُ
وقد دلَّ حائلُ لونِ الشباب / على أنّ عمرَ الفتى حائلُ
حبائلُ لا بدّ من جذبها / وإن هو راخى بها الحابلُ
أرجِّي غداً وقريباً رجو / تُ لو كان لي في غدٍ طائلُ
وكم سال دمعي لحال تزو / لُ وهو على فقدها سائلُ
يحبِّب مكروهَ يومي غدي / ويُنسِي أذَى عامِيَ القابلُ
وما الخطب في أدبٍ ناتج / ومن دونه أملٌ حائلُ
إلى كم يكفكف غربي العراقُ / خداعاً وتسحَرني بابلُ
وتُبرِزُ بغدادُ لي وجهَها / فيخدعني حسنُها الخائلُ
ويلوِي بأياميَ الصالحا / ت يومُ بَطالتها العاجلُ
وهل نافعي ظلُّ أفيائها / وظلّ علائي بها زائلُ
أقيم عليها بأمر الهوى / وأمرُ النُّهى أنني راحلُ
غدا ربعُ حالي بها مقفراً / ومن فِقَري ربعُها آهلُ
وفي كلّ نادي قبيلٍ بها / من الفخر بي مجلسٌ حافلُ
وفوق فَقاريَ من أهلها / وُسوقُ أذىً ما لها حاملُ
يفوتُ الطُّلاةَ مفاريقُها / إذا صرّ من تحتها الكاهلُ
إلام أدامجهم سابراً / لساني حشاً داؤها داخلُ
وأَحمِل قِلّة إنصافهم / كما يحملُ الجُلبة البازلُ
فمن جاهلٍ بيَ أو عارفٍ / بخيل فياليته جاهلُ
وليس سكوتيَ عنهم رضاً / ولكنه غضبٌ عاقلُ
كفى صاحبي غدرةً أن علت / به الحالُ وانحطّ بي نازلُ
أما تستحي حالياً بالغنى / ومولاك قبل الغنى عاطل
وان تركب النجم ظهراً إلى / مناك ولي أمل راجلُ
فأقسم لو دولة الدهر لي / لما مال عنك بها مائلُ
ولا اقتسمت بيننا صُوعَها / بأقسطَ ما قسمَ العادلُ
تذكَّرْ فكم قولةٍ أمس قل / تَ والفعلُ يضمنه القائلُ
وكُلْ إن أكلتَ وأطعمْ أخاك / فلا الزاد يبقى ولا الآكلُ
عجبت لمغترِسي بالوداد / وغصنِيَ من رفده ذابلُ
ومنتقِصي حظَّ إسعاده / ويشهدُ لي أنني فاضلُ
أسلّم للفقر كفّى وأن / ت دون فمي رامحٌ نابلُ
وهل عائدٌ بحياة القتي / ل أن يستقاد به القاتلُ
سل الماضغي بفم الإغتيابِ / أما يبشِمُ الدمُ يا ناهلُ
أفي كلّ يومٍ دبيب إلي / يَ بالشرّ عقربُه شائلُ
يقول العدوُّ ويصغى الصديقُ / وشرٌّ من القائل القابلُ
لئن ساء سمعِيَ ما قلتُمُ / ففضلي لما ساءكم فاعلُ
وما عابني ناقصٌ منكُمُ / بشيء سوى أنني فاضلُ
حمَى اللهُ لي منصفاً وحدَه / حمانِيَ وَالجورُ لي شاملُ
وحيَّا ابنَ أيوبَ من حافظٍ / وفَى وأخى خائنٌ خاذلُ
كريمٌ صفا ليَ من قلبه ال / ودادُ ومن يده النائلُ
ولم ترتجعه معالي الأمو / ر عني وحولُ الغنى الحائلُ
ولا قلّص الملكُ عاداتهِ / معي وهو في ثوبه رافلُ
تسحَّلَ لي كلُّ حبلٍ علق / تُ وهو بيمناه لي فاتلُ
مقيم على خلُقٍ واحدٍ / إذا ملك الشبمَ الناقلُ
زحمتُ صدورَ الليالي به / وظهريَ عن شَملتي ناكلُ
وضمَّ عليّ عزيبَ المنى / وقد شُلَّ سارحُها الهاملُ
فلا وأبي المجد ما ضرني / حياً قاطعٌ وهُوَ الواصلُ
فتىً جودُه أبداً مسبِلٌ / وفي الديمة الطلُّ والوابلُ
فكلُّ أنامله لُجّةٌ / ولا بحرَ إلا له ساحلُ
يمدّ إلى المجد باعاً تطول / إذا قصّر الأسمرُ العاسلُ
تُصافَح منه يدٌ لا يخيب / مع الإشتطاط لها آملُ
تَعرُّقُه شعبةٌ للعلا / ء والرمحُ منفتلٌ ذابلُ
إذا سمِنتْ همّةٌ في الضلوع / فآيتها البدَنُ الناحلُ
من القوم تُنجد أيمانُهم / إذا استصرخ البلدُ الماحلُ
رِحابُ المَقاري عماقُ الجفانِ / إذا خفَّض المضغةَ الآكلُ
وبات من القُرِّ ينفي الصبي / رَ عن رُسغه الفرسُ البائلُ
مطاعيمُ لا يُنهر المستضي / ف فيهم ولا يُخجَل الواغلُ
وِساعُ الحلوق رِطابُ الشِّفَاه / إذا اعصَوصَبَ الكلم الفاصلُ
سما بهم البيتُ سقفُ السما / ء لاطٍ لأطنابه نازلُ
منيعٌ ولكنه بالعفا / ة مستطرَق أبداً سائلُ
يُراح عليه عزيبُ العلا / إذا روّح الشاءُ والجاملُ
وكلّ غلامٍ وراء اللثا / م من وجهه القمرُ الكاملُ
حليم الصِّبا مطمئنّ الضلو / ع واليومُ منخرِقٌ ذاهلُ
طويل الحمائل يُعزى إلي / ه دون العُرى سيفُه القاصلُ
له اسمان في جاره مانعٌ / وما بين زوّاره باذلُ
كفى بأبي طالبٍ طلعة / إذا البخل بان به الباخلُ
وبالشاهد العدْل في مجده / إذا حرَّف الخبرَ الناقلُ
إذا عدَّهم درَجاً فاتَهُمْ / وأُخرى كعوبِ القنا العاملُ
حمى الله منجِبةً طرَّقت / بمثلك ما ولدت حامِلُ
وخلّد نفسك للمكرما / ت ما ناوب الطالعَ الآفلُ
فكم فغَر الدهرُ بالمعضلات / وجودُك منتقذٌ ناشلُ
وناهضتَ بالرأي أمَّ الخطو / ب والرأيُ في مثلها فائلُ
وأعرضتَ عن لذَّة أمكنتك / وعِرضُك من عارها ناصلُ
سَرى بك عَرفي وعزَّت يدي / وحالمني دهريَ الجاهلُ
وولَّت تَناكصُ عنّي الخطوب / بآيةِ أنك لي كافلُ
وكم مطلبٍ بك عاجلتُه / فنيلَ وميقاتُه آجلُ
وحالٍ تدرَّنَ عيشي بها / وماءُ نداك لها غاسلُ
فلا أقشعت عنك سُحْبُ الثنا / ء قاطرُها لك والهاطلُ
بكلّ مجنَّبةٍ في العدا / جوادٌ لها الكلم الباخلُ
سواء على جَوْبها في البلا / د عالٍ من الأرض أو سافلُ
خرائدُ فكري بها عن سواك / أبيُّ وفكري بها عاضلُ
غرائبُ كلُّ مُعانٍ لهن / نَ منتحِلٌ وأنا الناحلُ
يباهل فحلا تميم بها / وتوقرها لابنها وائلُ
بنَتْ شرفاً لكُمُ فخرُهُ / إلى فخركم زائدٌ فاضلُ
تَردَّى الجبالُ ويبقى لكم / بها علَمٌ قائمٌ ماثلُ
ويفنَى الثوابُ وما تذخَرو / ن من كنزها محرَزٌ حاصلُ
أُسودُ الكلام وما تسمعو / ن من غيرها نَعَمٌ جافل
إذا نطت منهن بالمهرجا / ن ما أنا منتخِبٌ ناخلُ
مشى فوق هامات أيامه / بها وهو مفتخرٌ خائلُ
بقيتم لها أنتُمُ سامعو / ن معجزَها وأنا قائلُ
مدى الدهر ما حُسِدتْ نعمةٌ / وما فضَلَ الحافِيَ الناعلُ
عسى معرضٌ وجهُهُ مقبلُ
عسى معرضٌ وجهُهُ مقبلُ / فيوهَب للآخِر الأوّلُ
أرى الدهرَ طامنَ من تيهه / وعُدّل جانبُه الأميلُ
وخودع عن خُلْقه في العقوق / وما خلتُها شيمةً تُنقَلُ
صفت جمّة الماء بعد الأجون / وقرَّ وكان نبا المنزلُ
حَمى السرحَ أغلبُ واري الزناد / أُسودُ الشرى عنده أشبلُ
بعينين لا يسألان السهاد / متى الصبحُ إن رقد المهمِلُ
له عطَنٌ لا تشُمُّ الدما / ءَ فيه ذئابُ الغضا العُسَّلُ
فأبلغْ حبائبنا بالنُّخَيل / رسولاً وما صِغَراً تُرسَلُ
صِلونا فقد نسخ الهجرَ أم / سِ أمرٌ له اليوم ما يوصَلُ
وقد قسمَ النَّصفَ حرُّ اليمي / ن في كلّ مَظلَمةٍ يعدِلُ
وطرّحْ لحاظَك هل بالشُّريفِ / ركائبُ يحفِزُها المُعمِلُ
عوائمُ في الآل عَوم السفي / ن يطردها عاصفٌ زلزلُ
وأين ببابلَ منك الحمو / لُ موعدها النَّعفُ أو حَوملُ
وقفنا وأتعبَ لَيَّ الرقاب / بسَقط اللِّوى طللٌ يمثُلُ
فلا حافظٌ عهد من بان عنك / فيبكي ولا ناطقٌ يسألُ
سُقيتَ مَحَلّاً وأحيت رباك / مدامعُ كلِّ فتى يقبلُ
ولا برحتْ تضَع المثقَلاتُ / من المزن فوقك ما تحمِلُ
وفي الركب من ثعَلٍ من يدُل / لُ إلا على سهمه المقتلُ
يطفن بلفَّاء منها القضيبُ / ومنها كثيبُ النقا الأهيلُ
محسّدة العين سهلُ اللحا / ظِ يصبغها مثلَه الأكحلُ
مَهاوي قلائِدها إن هوينَ / بِطاءٌ على غَررٍ تنزِلُ
تفوت النواسجَ أثوابُها / فليس لها مئزرٌ مسبَلُ
أحقّاً تقنَّصني بالحجا / ز في شِكَّتي رشأٌ أعزلُ
حبيبٌ رماحُ بغيضٍ تبي / تُ دون زيارته تعسِلُ
لقد أحزنتْ لك ذاتُ البُرِينَ / لواحظَ كانت بها تُسهلُ
رأت طالعاتٍ نعين الشبابَ / لها وهو أنفس ما تَثكَلُ
فما سرَّها تحت ذاك الظلا / م أنّ مصابيحَه تُشعَلُ
عددتُ سنِيَّ لها والبياضُ / لدعواي في عدِّها مبطلُ
وأقبلتُ أستشهدُ الأربعين / لوَ انّ شهادتهَا تُقبَلُ
وقالوا رداءٌ جميلٌ عليك / ألا ربّما كُرهَ الأجملُ
وويل امّها شارةً لو تكو / ن صِبغاً بغير الردى ينصُلُ
وما الشيْب أوّل مكروهة / بمحبوبة أنا مستبدلُ
تمرَّنَ جنبي بحمل الزمان / فكلّ ثقيلاته أحمِلُ
فردَّ يدي عن منالِ المنَى / وكفِّيَ من باعه أطولُ
وتعقِل ناشطَ عزمي الهمو / مُ والماءُ يحبسه الجدولُ
وما الحظّ في أدبٍ مفصِحٍ / ومن دونه نشبٌ محبَلُ
تُراضي الفتى رتبةٌ وهو حي / ث يجعله مالُه يُجعَلُ
وقد يُرزَق المالَ أعمى اليدي / ن فيما يجودُ وما يبخل
ويستثقل الناسُ ما يحمل ال / فقيرُ وحملُ الغنى أَثقلُ
حَمى اللهُ للمجد نفساً بغيرِ / سلامتها المجدُ لا يحفِلُ
وحيّا على ظُلُمات الخطو / ب وجهاً هو البدرُ أو أكملُ
يندّ القذى إن تَلاقت عليه / جفونٌ برؤيته تُكحلُ
وتُقبِلُ بالرزق قبل السؤال / أسرَّتُهُ حين تُستقبَلُ
إلى الروض تحت سماءِ الوزي / ر تَعترِض العيسُ أو ترحَلُ
مصاييف تشربُ جِرّاتِها / إذا عاقها عن سُرىً منهلُ
غواربُها بعضاضِ القُتو / د من بزّ أوبارها تُنسَلُ
يصيح بهنّ الرجاءُ العني / فُ هَبْ إن ونى السائقُ المهمِلُ
تضيع على المقَل الضابطا / ت أخفافُها فرطَ ما تُجفِلُ
فتحسبُ منهنّ تحت الرحال / كراكرَ ليست لها أرجلُ
إذا غوّثت باسمه في الهجير / وَفَى الظلُّ وانبجس الجندلُ
فحطّت وقد لفَّ هامَ الربى / من الليل مِطرَفُه المَخمَلُ
وقد سبقتنا إليه النجوم / فمثلَ مغاربها تنزِلُ
كأن الثريّا لسانٌ علي / ه يُثني معي أو يدٌ تسألُ
إلى خير مرعًى جميمٍ يُلَسُّ / وأعذبِ ماءِ حياً يُنهَلُ
ومن سبقَ الناسَ لا يغضبون / إذا أُخّروا وهُو الأوّلُ
من القوم تُنجد أيمانُهم / إذا استصرخ البلدُ الممحلُ
رحابُ الذَّرا وجفانِ القِرى / إذا بلّت الموْقدَ الشمألُ
بنى الملكَ فوقهُمُ عزُّه ال / قُدامى وغاربُه الأطولُ
وداسوا الزمانَ وليداً وشاب / وهم شعْرُ مَفرِقه الأشعلُ
لهم غررٌ أردشيريَّة / تضيءُ وسِتر الدجى مسبَلُ
ترى خرزَ الملك من فوقها / مياسهم والناسُ قد أُغفلوا
أولك قومك من يَعزُهم / فكعبُ مناقيره الأسفلُ
ولي تابعاً لك يوم الفخا / ر من باب مجدهِمُ مدخلُ
وترمي القبائل عن قوسهم / وأرمي ولكنك الأفضلُ
وما تلك تسوية بيننا / وفي الظبية العين والأيطلُ
ويومٍ تَواكلُ فيه العيونُ / عمائمُ فرسانه القسطلُ
تُعارِضُ فيه الكماةُ الكماةَ / فمتنٌ يحطَّمُ أو كَلكلُ
تورّطتَه خائضاً نقعَه / بما شاء أبطالُه تُجدَلُ
ترى عارَه دَرَناً لا يماط / بغير الدماء فلا يُغسلُ
بنيتَ حياضاً من الهام في / ه تُشرَعُ فيها القنا الذُّبَّلُ
وعُدتَ بأسلاب أملاكه / تُقَسَّم في الجود أو تُنقَلُ
وتحتك أحوى يطيش المِراح / به أن يقرَّ له مفِصلُ
كأنّ الأباريق طافت علَي / هِ أو مسَّ أعطافَه أَفكَلُ
شجاه غِناءُ الظُّبا في الطُّلى / فمن طربٍ كلّما يصَهلُ
إذا قيل في فرس هيكلٌ / تبلَّغ ينصِفُهُ الهيكَلُ
جرى المجهدون فلم يلتبس / بنقعك حافٍ ولا منعَلُ
إذا فات سعيُك شأوَ الرياح / فمن أين تلحقُكَ الأرجلُ
يعجُّ النديُّ خصاماً فإن / نطقتَ أرمَّ لك المحفِلُ
ويختلفُ الناسُ حتى إذا / قضيتَ قضَى القدرُ المنزَلُ
بسطتَ يدَينِ يدا تأخذُ ال / نفوسَ بها ويداً تبذُلُ
فيمناك صاعقةٌ تُتّقَى / ويسراك بارقةٌ تهطِلُ
وقد أصلح الناسَ في راحتيك / أخوك الندى وابنك المِقصَلُ
سَقيتَ فأطفأ لَهْبَ البلا / د ماءُ أناملك السلسلُ
ولم يُرَ أنوأَ من قبلها / مواطرُ أسماؤها أنملُ
فداك وتفعلُ ما لا تقولُ / مُمَنٍّ يقولُ ولا يفعلُ
يلومك في الجود لما عرف / تَ من شرف الجود ما يَجهلُ
وما غشّ سمعَك أشنا إلي / ك من ناصح في الندى يعذلُ
سللتَ على المال سيفَ العطاءِ / فلاحيك في الجود مستقتلُ
أُعيذك بالكلمات التي / بهنّ تعوَّذَ من يكملُ
فلا يسَع الجوُّ ما قد وسِعتَ / ولا تحمل الأرضُ ما تحمِلُ
إذا الخلفاء انتدَوا والملو / كُ عدّوك أشرفَ ما خُوّلوا
وقام أعزّهم مَن جلستَ / لنظم سياستِه تكفُلُ
رددتَ العمائم لما وزَرتَ / تخاطبُ تيجانَهم من علُ
ليَهنِ الوزارةَ أن زُوّجتْك / على طول ما لبِثتْ تُعضَلُ
غدت بك مُحصَنةً لا تحلُّ / لبعلٍ سواك ولا تُبذَلُ
وتعلمُ إنْ نازعت للرّجا / ل مُحصنةٌ أنّها تُقتَلُ
وكانت بما تعدم الكفءَ في / حبال بعولتها تزْمُلُ
لئن جئتها عانساً قد أبرّ / على سنّها العددُ الأطولُ
ففي معجزاتِك أن الشبابَ / لها عاد ماضيه مستقبَلُ
وإن كنتَ آخرَ خُطّابها / فإنك محبوبُها الأوّلُ
فلا عريتْ دولةٌ ألبستك / شفاءً وأدواؤها تُمطَلُ
ضفا فوقها رأيُك السمهريُّ / وقد صاح بالضارب المقتَلُ
وجلّلتها نافياً شَوْبَها / كما جلّل الجُمّةَ المِرجَلُ
وضاحك بغدادَ بعد القطو / ب من عدلك العارضُ المسبِلُ
تعرَّفَ مذ دستَها تُربُها / كما عرَّفَ الرّيطةَ المندلُ
طلعتَ عليها طلوعَ الصباح / وليلُ ضلالتها أليلُ
وكم طفِقتْ بك مصر تطول / عليها وتكثُرها الموصلُ
ولسنا هناك ولكنّه / يعزُّ بك الخاملُ المهمَلُ
أنا العبد كثّرتَ حسّاده / على ما تقولُ وما تفعلُ
ملأتَ عِيابَ المنى بالغنى / له واستزادك ما يفضلُ
سوى شُعبةٍ ظهرُها للزما / ن من حاله كاشفٌ أعزلُ
تروّعها حادثاتُ الخطوب / وتحذر منك فلا تُنبلُ
فهل أنت منتشلي من نيو / ب دهرٍ يدَمِّي ولا يَدْمُلُ
ومن عيشةٍ كلّ أعوامها / وإن أخصبَ الناسُ بي ممحلُ
يكالح سرحي ثراها القَطوبُ / ومسرح رُوّادها مبقلُ
أجرني بجودك من أن أذِل / لَ وانصرْ دعائي فلا أُخذَلُ
وصن بك وجهيَ عمّن سواك / فما مثل وجهِيَ يُستبذَلُ
فكم راش مثلُك مثلي فطار / وإن كان مثلك لا يفعلُ
وقِدْماً وَفَى لزهيرٍ وزا / د من هَرِمٍ واهب مجزِلُ
فسار به الشعرُ فيما سمع / تَ من مَثَلٍ باسمه يُرسَلُ
وحسّان أمست رُقاه الصعا / بَ من آل جفنةَ تستَنزِلُ
فأوقرَ منهم وُسوقا تنو / ء منها البكارُ بما تحمِلُ
تعرَّفَ ريحَ عطاياهُمُ / وقد جاء يحملها المرسَلُ
وأبصر نَعماءهم نازحين / وبابُ لواحظِهِ مقفَلُ
وشدَّ الحطيئةُ مِنْ آلِ لأيٍ / بعروةِ أملسَ لا تُسحَلُ
تنادَوه بين بيوت ابن بدر / فعلَّوه عنهنّ واستثقلوا
وجازَوه يغتنمون الثناءَ / فبقَّى لهم فوق ما أمَّلوا
وقام يزيدُ على جنبه / فدافع ما كرِهَ الأخطلُ
ملوك مضَوا بالذي استعجلوا / وطاب لهم ذخرُ ما أجَّلوا
وما فيهمُ جامعٌ ما جمعتَ / إذا أنتَ حصَّلت أوحصَّلوا
وإن أبطأ الحظُّ فالمهرجانُ / إلى حظّه ناهضٌ قُلقلُ
هو اليوم جاءك في الوافدي / ن معنىً وإن عَزَّه مِقولُ
تجلَّى بفضلِ قبولٍ حباه / به وجهُ دولتِك المقبلُ
وما زال قِدْماً عريقَ الجما / ل والعامَ منظره أجملُ
يميناً لَما بعدَ هذا المقا / م أصرمُ منّى ولا أنبلُ
يلجلَج عنك اللسانُ السليطُ / وتضحى حديدته تَنكُلُ
وقد ركب المادحون الصعابَ / ولكنِّيَ الفارسُ المرجِلُ
وما كُلّفوا عدَّ سرحِ النجوم / ومثقالَ ما تزن الأجبُلُ
أحلتَ القرائحَ تحت القلوب / سوى أنني القُلَّب الحُوَّلُ
رمى الشعراءُ عناني إليّ / ففتُّ وأرساغُهم تُشكلُ
وَسرَّهمُ أنهم يعملون / بزعمهُمُ وأنا أعملُ
ولو مُنعَ الجُبنُ بالسيفِ كان / أحقَّ بضرب الطُّلى الصيقلُ
ببسطك لي سال وادي فمي / ولاينني الكَلِم الأعضلُ
فسوّمتها مُهرةً لا يَعَضُّ / بغيرِ يدي شدقَها مِسحَلُ
محرّمةَ السرج إلا علي / ك تشرُفُ منك بمن تَبعُلُ
كأنّ عَبيداً تمطَّى بها / ومسّح أعطافَها جَرَولُ
سأَلتْ ظَبيةُ ما هذا النحولُ
سأَلتْ ظَبيةُ ما هذا النحولُ / أسَقامٌ باحَ أم همٌّ دخيلُ
أين ذاك الظاهرُ المالىء لل / عين والمختَرَطُ الرطبُ الصقيلُ
أهلالا بعد ما أقمر لي / أم قضيباً ومشى فيه الذبولُ
أنتِ والأيامُ ما أنكرتُه / وبلاءُ المرء يومٌ أو خليلُ
قتلَتني وانبرت تسأل بي / أيها الناسُ لمن هذا القتيلُ
أَشَرُ الحسنِ وجِنِّيُّ الصِّبا / شدَّ ما طاحت دماءٌ وعقولُ
أنا ذا لَحْمِيَ أطعمتُ الهوى / فهْيَ نفسي فوق أظفاري تسيلُ
حكمَ الله على والي دمي / ولعيني ولقلبي ما أقولُ
ووشى الواشي وفي تأميله / سفَهاً أنِّي مع الغدر أميلُ
لُمْ وقلْ إني عدوّ كاشحٌ / ذابَ غيظاً لا تقل إني عذولُ
لك ما رابك مني إنما / لمتَ في نفسي فهل منها بديلُ
وعلى الخَيفِ أخٌ غيرُك لي / يُثمرُ الخُلَّةَ حُلواً ويحيلُ
شأنُ قلبينا إذا جدَّ الهوى / شأن قلبٍ وسبيلانا سبيل
نمت عني ولديه لوعة / يَعرُض الليلُ عليها ويطولُ
وعسى الأيام أن تُبدلَهُ / صِبغةً تنصُلُ أو لوناً يحولُ
طِبْنَ والأزمانُ في إبَّانها / آيةً والناسُ والدهرُ شكولُ
رِدْ دنيء الورد أومت ظامئاً / غير شربيك الذي يرضى الغليل
واسأل الملِحة واراها القذى / أين ذاك البابليّ السلسبيلُ
طِيرَ بالودِّ كما طار السَّفا / وعفا المجدُ كما تعفو الطلولُ
كنتُ أبكي قِلَّة الناس فمن / لمناي اليومَ لو دام القليلُ
وأراني غدرُ من يألفني / أنه خيرُ خليليَّ المَلولُ
ليت بالمولى الذي يظلمني / عارفاً بي منصفي وهو جهولُ
أحمِلُ الطودَ وأعيا جَلَدي / اللسانُ السمحُ والكفُّ البخيلُ
قيل صبراً وانتظر إسفارها / يُقبِلُ المعرض أو يقضي المطول
قلتُ لم أجزَع ولكن خُطَّةٌ / قبُحَ الصبرُ لها وهو جميلُ
خوَّفَتْني أن تجشَّمتُ الردى / قلتُ عِيشي إنما الموتُ الخمولُ
يا بني دهري دهاني عندكم / هِممٌ تعلو وحاجاتٌ نُزُولُ
خفِّفوا عن مَنكِبِي حملَ العلا / إنّ ما بينكُمُ عِبءٌ ثقيلُ
قد غُبنتُ الفضلَ يوم ابتعتُه / فأقِيلونِيَ إني مُستقيلُ
هل على باب الأحاظي آذنٌ / أم إلى جاري المقاديرِ رسولُ
فيُرَى منّي ومنها ساعةً / ظالمٌ يُسمعُ أو شاكٍ يقولُ
يا بني أيّوبَ حسبي بكُمُ / أنتم الحاجةُ والناس الفُضولُ
علِّلوني ببقاءِ مجدِكمْ / إنما يلتمس البُرءَ العليلُ
أنكرتني عن تَقالٍ أُسْرتي / وتناءَى الأهلُ عنّي والقبيلُ
ورمَتْني بِيدِ الضيم على / ظهرِ تيهاءَ يصاديها الدليلُ
ولديكم مألفٌ معتلِقٌ / بي وبِشرٌ لا يغَطَّى وقَبولُ
وعهودٌ جُددٌ مَرعيَّةٌ / وعهودُ الناسِ أخلاقٌ سُمولُ
كلَّما أَسْحَلَ ودّاً قِدَمٌ / عادَ حَبلٌ مُبرمٌ منها فتيلُ
بأبي طالبَ طالتْ نَبْعةٌ / عقَّها الماءُ فقالوا لا تطولُ
ربَّها بالجود حتى ساقها / شَطَطُ الحاضن والفيء الظليلُ
الفتى كلُّ الفتى تخبُرُهُ / يوم يقسو البَرُّ أو يجفو الوصولُ
وتخون العينُ غدراً أختَها / ويَدِقُّ الرأيُ والخطبُ جليلُ
من رجالٍ صان أعراضَهُمُ / زَلِقٌ بالعارِ عنها وزليلُ
منعوها بالندى أن تُخْتَلَى / وهي إن طِيفَ بها مَرعىً وبيلُ
أبهمَ الناسُ ولاحت أنجماً / غُرَرُ السؤدد فيها والحجُولُ
كلُّ آباءٍ له ما احتكم ال / شرفُ الفارعُ والبيتُ الأصيلُ
بكَ قامتْ للنَدَى مُسكَتُه / وهو لولا الرمَقُ النِّضْوُ القتيلُ
ومشى الفضلُ الذي آويتَهُ / رافلاً في العزّ والفضلُ دليلُ
فابقَ للمجدِ الذي منك بدا / وإلى مغناك يُفضِي ويؤولُ
وارتبط ناتجَ ما ألقحتَهُ / كلَّ جرداءَ لها شوطٌ طويلُ
تطرَحُ الريحَ على أعقابها / وتردُّ البرقَ والبرقُ كليلُ
دارُها الأرضُ إذا ما اندفعتْ / بِعيابِ الشكرِ تَسرِي وتجولُ
كلما طامنَ منها كَفلٌ / مُرْدَفٌ أشرفَ هادٍ وتليلُ
فهي إمّا قُيِّدتْ أو أُطلِقَتْ / أطربَ السمعَ صليلٌ وصهيلُ
ولها إن لم تكن من لاحقٍ / أمّهاتٌ منجباتٌ وفحولُ
من بناتِ الفكر يغذوها الحجا / مرضَعاتٍ وتُربِّيها العقولُ
يُقسم الرُّوَّاضُ أن قد كَرُمَتْ / فارتبطها هكذا تُبلَى الخيولُ
يجنُبُ النَّيروزُ منها تحفةً / ما لها في تُحفِ الدنيا عديلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025