المجموع : 10
ليُطمِعْكَ في رَجَعاتِ الملو
ليُطمِعْكَ في رَجَعاتِ الملو / ل أن الملولَ يَملُّ المَلالا
يملُّ القطيعةَ مُعتادُها / كما ملَّ من قبلِ ذاك الوصالا
ولكن ملُولُكَ من لا يُري / عُ فاصرمْه أو لا فرجِّ المُحالا
يُداوي الأطباءُ ذا علةٍ / وأنَّى يُداوون داءً عُضالا
أيا مَنْ له الشَّرَفُ المستقلُّ
أيا مَنْ له الشَّرَفُ المستقلُّ / ومَن جودُهُ العارضُ المستهِلُّ
ويا من أضاء كشمسِ الضُّحى / فأضحى عليه به نَستَدلُّ
بوجهِك ذاك الجميلِ امتثِلْ / هُ في الفعل بي واسْتمع ما يُملُّ
فمن مِثله تسْتمِلُّ الفعا / لَ كفُّ كريمٍ عدتْ تستملُّ
أتهتزُّ في ورقٍ ناضرٍ / وليس لعبدِكَ في ذاك ظِلُّ
ولم يأتِ ذنباً ترى شخصه / عِياناً ولا مثلهُ من يزلُّ
فإن قلْتَ قصّر فيما علَي / هِ فهْو المُقَصِّرُ وهو المُخِلُّ
ولكنّ عفوكَ عفوٌ يحلُّ / إذا كان قدرُك قدراً يجلُّ
وإنّي أُريبُك يا مَنْ به / دِفاعي الرُّيُوبَ التي قد تظلُّ
ولكنّ ظنّك بي لا يزا / لُ أسوأَ ظنّك أو أستقلُّ
وحتى نقدِّم ما لا تَشُك / كُ في أنني معهُ لا أضلُّ
هنالِك تُوقنُ أنّي الوليُّ / وأنّي المحبُّ وأني المُجِلُّ
إذا أنْتَ أوليتني صالحاً / فأنت على غيْبِ شكري مُطِلُّ
وهل يلتقي في سليمي الصدو / رِ ذكْرى صنيع جميلٍ وغِلُّ
بحالي ضنىً من توانيكُمُ / فحتَّى متى سادتي لا تُبلُّ
وتعتدُّ شُكري الذي يُسْتقلْ / لُ فوق جداكَ الذي لا يَقِلُّ
بصرْتُ بفحلٍ على خالدٍ
بصرْتُ بفحلٍ على خالدٍ / فقالَ وكم حكمةٍ قالَها
أخالُكَ مستنكراً فعلتِي / فقلتُ لعمْرِي وفعَّالها
فقال ولكنني عارفٌ / أُصيبُ وأركبُ أمثالها
وماذا على طالبٍ لذةً / بأيَّةِ جارحةٍ نالَها
أتنقمُ إن سفلَتْ كِفَّتي / لرجحانها ذاكَ أعلى لها
أمِ العيبُ حملي رِماحَ الكُما / ةِ لا زلتُ ما عشتُ حمَّالَها
وهل عائبُ الأرض أن حُمّلتْ / من الجن والإنس أثقالها
كذا فليعدّ رجالُ العلا / أقاويلَ تُشبهُ أفعالَها
ولا يلحَ لاحٍ أبا غانمٍ / فعولَ الكرائمِ قوَّالها
وذِكرُكَ في الشعرِ مثلُ السنا
وذِكرُكَ في الشعرِ مثلُ السنا / دِ والخرمِ والخزم أو كالمحالِ
وإيطاءِ شعرٍ وإكفائهِ / وإقوائهِ دون ذِكرِ الرُّذالِ
وما عِيبَ شعرٌ بعيبٍ له / كأن يُبتَلى برجال السّفالِ
يُتاحُ الهجاءُ لهاجي الهِجا / ء داءٌ عُضال لداءٍ عُضالِ
إذا كان صبريَ للعاجلِ
إذا كان صبريَ للعاجلِ / مُلاوةَ صبريَ للآجلِ
فما ليَ أتركُ ما لا يزولُ / وأعملُ للعَرضِ الزائلِ
أأصبرُ هذا المدى كُلَّه / لغير رغيبٍ ولا طائلِ
ويعجُزني صبرُ أضعافِه / لما دونَه أمَلُ الآملِ
شهدْتُ إذاً أنني مائقٌ / وأنْ لستُ بالرجلِ العاقلِ
يُباعُ النفيسُ بما دونَهُ / لإيثار مستسلفٍ عاجلِ
فما عُذرُ مَنْ باع أسنى الحظو / ظِ بالوَكْسِ من مُوكِس ماطل
أأتركُ آخرتي ضَلّةً / وأخدُم دنيايَ بالباطل
وأُسخطُ ربّي وأُرضي العبا / دَ بغيرِ ثوابٍ ولا نائلِ
شهدتُ إذاً أنني جاهلٌ / بحظّي وزدتُ على الجاهِل
أبا أحمدٍ طال هذا المطا / لُ وَحَسْبُك بالدهر من غائل
فأنجِزْ عِداتك أو أعطني / أماناً من الحَدَثِ النازل
تذكَّر فكم ليَ من مِدحةٍ / تركَّضتُ في ذَيْلها الذائل
وكائنْ كسوتُكَ من حُلَّةٍ / مشيتَ بها مِشيةَ الرافل
وكم لك من بارقٍ خُلَّبٍ / كذوبٍ ومن عِدةٍ حائل
يُحصَّلُ في الزّق نفخُ اليراعِ / وما لِعداتِك من حاصل
ولو لم تكنْ عُقُماً عُقَّراً / لقد جاوزتْ مدّةَ الحاملِ
منحتُك مدحي فلم تجزهِ / ألا ضلّ سعْيِيَ من عاملِ
كأنِّيَ في كلّ ما قُلتُهُ / زَرَعتُ حصىً في صفاً صامل
رجعتُ إلى فضلِ مَنْ فَضْلُهُ / على الإنس والجنّ والخابل
دفعْتُ لساني إلى صيْقلٍ / وأسلمتُ عِرضي إلى غاسل
وكم كنتُ نبَّهتُ من خاملٍ / وكم كنتُ حلَّيتُ من عاطل
فلو كنتُ أعشقُ جدوى يديك / لحان ذهولي مع الذَّاهلِ
إذا مدحَ المادحُ الناقصي / نَ ذكَّرهُم فوزَةَ الفاضلِ
فأهدى لهم مِدحةً حسْرةً / لتقصيرهِم عن مَدى الكاملِ
بناتِ ثوابةَ ما في الأنا
بناتِ ثوابةَ ما في الأنا / مِ أخْلقُ منكم ولا أثقلُ
جمعتُم لشِقْوتكم أُبنةً / إلى ثِقلٍ ماله مَحْملُ
ثقُلتُم فلو كنتُمُ تُنكَحو / ن باتت نساؤكم تُطحَلُ
ولكن خُلقتم بلطفِ اللطيفِ / لأن تَحْمِلوا لا لأن تُحمَلوا
وكان البِغاء دواءَ الثقي / ل كيما يكونَ هو الأسفلُ
ألم تروا الأرضَ إذ ثُقّلتْ / كتثقيلكم خُلقتْ تحمِلُ
أطاقتْ براذينُكُم حِملكُم / لأنّ البهائمَ لا تعقلُ
وللَّه في خَلقه حكمةٌ / بها خُوِّل الناسُ ما خُوّلوا
وأخرقَ تُضرِمُهُ نفحةٌ
وأخرقَ تُضرِمُهُ نفحةٌ / سفاهاً وتطفئه تَفْلَهْ
فأخلاقُه تارةً وَعْرةٌ / وأخلاقُه تارة سهْلَهْ
رأيتُ الأخِلّاء في دهرنا
رأيتُ الأخِلّاء في دهرنا / بظهرِ المودّةِ إلا قليلا
بطاءً عن المبتغِي نصرَهم / إلى أن يغادَر شلواً أَكيلا
فإن حشدوا لأخ مرةً / أدلُّوا عليه دلالاً ثقيلا
فلا تفزعنّ إلى نصرِهمْ / وكن للمظالم ظهراً ذليلا
أبدرَ السماءِ وغيثَ السما
أبدرَ السماءِ وغيثَ السما / ءِ لا زلتَ حيّاً مُدالاً مُديلا
أتانيَ أنك راعيتني / وساءلتَ عني سؤالاً طويلا
فأكبرتُ ذاك وأعظمْتُه / وإنْ كان فيما تسدّي قليلا
ورفَّعتُ رأساً به خشعةٌ / وأثقبتُ للدهرِ طرْفاً كليلا
وأصبحتُ أخطِرُ ذا نخوةٍ / عزيزاً وأضحى عدوّي ذليلا
وأقسمتُ باللَّه أن لا يزا / ل مقدارُ نفسيَ عندي جليلا
ولمْ لا يُجلُّ امرؤٌ نفسه / وأنت ترى فيه رأياً جميلا
ويا لهفَ نفسيَ لمَّا طُلِبْ / تُ أن كان بختيَ بختاً عليلا
أيطلبني سيدٌ لا أزا / ل أبغي بجهدي إليه سبيلا
فأخْفى عليه ويخفى عليْ / يَ أن قد بغاني مُغيماً مُخيلا
ليُمطرني مطرةً لا يزا / ل عُودي منها وريقاً ظليلا
أقولُ لنفسي وقد أثْخنت / فأبدتْ عويلاً وأخفت غليلا
عزاؤكِ يا نفسُ لا تهلكي / فإن لأمرك أمراً أصيلا
وإن أمامك مندوحةً / ومولىً كريماً ورفداً جزيلا
ومنْ شأنه أن إذا همَّ ثَم / مَ مستكثراً أن يُرى مستحيلا
وإن سبق الرأيَ وعدٌ له / بمُنفسِه جلَّ أن يستقيلا
أراه بحقٍّ مليكاً عليْ / يَ مقتدراً ويراني خليلا
سيطلبني فضلُهُ عائداً / كما يتتبَّعُ سيلٌ مسيلا
جعلتُ بذاك سنا وجهِه / بشيراً وجودَ يديه كفيلا
ولن أتقاضاه حسبي به / على نفسهِ للمعالي وكيلا
ولست أرى شاعراً عادلاً / يكون لسيماه عندي عديلا
جعلت الصباحَ على نفسه / دليلاً لعيني وحسبي دليلا
لتعطِ الولاية من فضلها
لتعطِ الولاية من فضلها / فتى سلَّفَ المدحَ في العُطْلَهْ
فلم يؤتَ في المدحِ من جوده / ولم يؤتَ من سعة المهلَهْ
أتجعل شغلك غير امرئٍ / جعلتَ مدى عمره شغلَهْ
ومهما فعلتَ فأنكرته / فأنت أبا الصقر في الجملَهْ