المجموع : 5
أبعدك أصغى الى العاذل
أبعدك أصغى الى العاذل / وهل يبدل الحق بالباطل
لسوف يرى سعيه بيننا / ويجزى من الحكم العادل
أرى الحب فوضى وبي هاجس / يمثل لي غيلة القاتل
فيا ظبي رفقاً بقلب امرئ / كليم وجسم فتى ناحل
فؤادي عفَّى عليه الهوى / فزال وما كان بالزائل
لقد علمتك الجفا عذلي / وحسبك من عالم عامل
ومن عجب أن لي حسدا / أطالوا هجائي بلا طائل
ومن عينه ابيضَّ إنسانها / رأى الصبح كالغسق الحائل
يسير الكمال إلى مصطفى / وتسعى المعالي إلى كامل
خطيب المنابر منطيقها / اذا قام في محفل حافل
له قلم مثل حد الظبي / اذا رعفت في يد الصائل
ينبه للمجد قوماً سهوا / عن المجد سهو الفتى الغافل
وليس سواه بمصر امرؤ / مشوق إلى مجدها العاجل
يحرر مصرا ويبنى لها / صروح السعادة في القابل
فلا زال يرقى إلى سؤدد / يعز على الحاسد الجاهل
وما كل راج بلوغ العلى / إلى ذروة المجد بالواصل
دعيني من الأمل الباطل
دعيني من الأمل الباطل / يعز السماك على الآمل
ترومين أشياء لو رمتها / لخضت المعامع بالذابل
وفيم الصعور إلى هضبة / اذا أصبح الحظ في النازل
اذا نظر الطرف نحو السما / ء رد بنجم بها آفل
بعثت بحظي يرود المنى / فعاد بجسم له ناحل
وما كل راج بلوغا إلى / غدير المجرة بالواصل
فيا ليت أمي في عصرها / قد ابتليت بأب عاضل
ويا ليتها لم تزر بعلها / ولم تلف في القوم بالحامل
وليت أبي قبل عقد القران / رمته المنون إلى الغاسل
هما سببا للفتى ضجعة / بقبر على ضيقه آهل
فاما إلى جوهر صاعد / واما إلى عرض سافل
ولست بدار أأنحى على / أبي أم على أمي الهابل
ولست بناس لتلك يدا / ولا لأبي الحازم الفاضل
ولكنها النفس جاشت أسى / ففاضت من الكمد القاتل
أنوء بعبأ ولم أشكه
أنوء بعبأ ولم أشكه / ويا ثقل عبأي على الكاهل
عروس وطفلٌ على ثديها / يخلف للقدر العاجل
أخاف عليه اغتيال الردى / واحنو على أمه الثاكل
وقد كنت من قبل في غبطة / فادركت بؤس امرئ عائل
ومن كان مثلي في حاله / قضى العمر والدهرَ في شاغل
وحسب التي نظرت غيرها / فهاجت لجيد لها عاطل
وما عذرت بعلها مقترا / من العلم والجاه والنائل
انابتة النيل لا تقدموا / وصية من ليس بالهازل
ويا ثاقب الرأي عش أعزبا / اذا كنت للنصح بالقابل
مصابك يوم زفاف العروس / مصابك من حادث هائل
أرى كل يوم فتى شاعراً
أرى كل يوم فتى شاعراً / تلقى الفصاحة عن باقل
يحن إلى غزل بارد / ويمدح عصر أبي وائل
ويشتاق ليلى ومجنونها / وما هو في القوم بالعاقل
يذكرنا العيس في شعره / ويهفو إلى الناب والبازل
ويطرى خلائق لو خيروا / لمدوا اليه يد السائل
فيا شعراء الزمان افقهوا / وجولوا بطرف لكم جائل
خذوا الغرب في شعركم أسوة / ليحيى به الشرق في الآجل
هزبر وشمس وبدر الدجى / اباطيل تحلو لدى الجاهل
تعالوا فأنحوا على ظالم / ين ساسوا الشعوب بلا كافل
وشر ملوك الورى مالك / يحط من العالم العامل
يصول الظلوم على شعبه / ولم يلف في الحرب بالصائل
وممن يرجّى الحجى نصرةً / أمن ملك للحجى خاذل
اذا ولى الصيد او توجوا / فلا بد للصيد من عازل
غطاريف غالوا حقوق العباد / وما ارتدعوا بالردى الغائل
رعى اللَه من ساس شعبا له / بعدلٍ فسمىَ بالعادل
ولا بارك اللَه في ظالم / يصيخ الى كذب الناقل
حماة الرعايا وكل امرئ
حماة الرعايا وكل امرئ / حفيظ على عرشه خائل
اذا لم تهبوا الى نهضة / تقضى الزمان بلا طائل
هجدتم عن الدأب رأد الضحى / وبتم بطرف لكم غافل
فلا تحوجونا إلى نفرة / كما ينفر النحل من عاسل
خذوا عبرة من ملوك مضوا / وراحوا بذكر لهم خامل
لقد غصبوا الملك حيناً وكان / مقيمهم فيه كالراحل
وكم ثل ربك عرش امرئ / فخور بموكبه الحافل
وكم من ظلوم عفا ملكه / فتاق الى ملكه الزائل