أَما آن أَن يزهَق الباطِلُ
أَما آن أَن يزهَق الباطِلُ / وأَنْ يُنْجِز العِدَةَ الماطلُ
إِلى كم يُغِبُّ ملوكَ الضلا / لِ سيفٌ بأَعناقها كافِلُ
فلا تَحْفَلَنَّ بصَوْلِ الذّئاب / وقد زأَر الأَسدُ الباسِلُ
كذا ما انثنتْ قطّ صُمُّ الرّما / حِ أَو يَتَثَنّى القنا الذابل
هو السيف إِلاّ تكنْ حامِلاً / لِبِزَّتِهِ بَزَّك الحامل
وهلْ يمنعُ الدينَ إِلاّ فتىً / يصولُ انتقاماً فسيتاصل
أَبا جعفر أَشرقتْ دولةٌ / أَضاء لها بدرُك الكامِل
فإِما نُصِبتَ لرفعِ اسمها / فإِنكما الفعلُ والفاعل
بكَ انقادَ جامِحُها المُصْعَبِيُّ / وأَخصب جانبُها الماحِلُ
لِيَهْنِك ما أَفرج النصر عنه / وما ناله الملكُ العادل
فُتوح الفتوحاتِ نظم القنا / ة أَعلى أَنابيبها العامِلُ
فقلْ للحِقاق الطريقَ الطريقَ / فقد دلَف المُقْرَم البازِل
وجاهد في الله حقَّ الجِها / د مُحْتَسِبٌ بالعُلى قافِل
بجيشٍ إِذا َمَّ وِرْدَ الثّغور / يروّى به الأَسلُ النّاهِلُ
إِذا شمَّرَ البأْس عن ساقه / مضى وهو في نَقْعه رافل
فيا نعمةً شَمَلَ الشاكر / ينَ فضلَكَ إِفْضالُها الشاملُ
تَمَخَّضَ عزمٌ لها مُنْجِبٌ / فيا سَعْدَ ما وَضَعَتْ حامِلُ
غداةَ ولا رُمْحَ دونَ الطِّعا / نِ إِلاّ وعَقْرَبُه شائلُ
ولا نَصْلَ إِلاّ له بارِقٌ / دِماء الطُّلى تحته وابل
وقد قلَّدوا السيْفَ تحصينَهم / ولكنّه الناصِر الخاذِلُ
وهل يُمْنَعُ السُّورُ مِنَ طالعٍ / يشايعُهُ القدرُ النّازِل
شققتم إِليها بحارَ الحديد / مُلْتَطِماً موْجُهُ الهاطِلُ
وخُضتُمْ غِمارَ الرَّدى بالرَّدى / وعن نَفْسِه يدفَعُ القاتل
فإِنْ يكُ فتحُ الرُّها لُجَّةً / فساحلُها القُدْسُ والساحل
فهل عَلِمَتْ عِلْمَ تلك الديا / ر أَنّ المُقيمَ بها راحل
أَرى القَسَّ يأْمُلُ فَوْتَ الرِّماح / ولا بدَّ أَنْ يُضْرَبَ السابل
يُقوّي مقاعِلَه جاهِداً / وهل عاقِلٌ بَعْدَها عاقِل
وكيف بِضبطِ بواقي الجِها / ت مَنْ فات حِسْبَتَه الحاصل
بِرأْيِك في الحرب أَمْ لف / ظك استفادَ إِصابَتُه النابل
وعن حَدِّ عزمِك في المُشْكِلاتِ / قضى فَمضى الصّارِم القاصِل
نشرتَ الفضائل بعدَ الخُمولِ / أَلاَ رُبّما نَبُه الخاملُ
وحُطْتَ البلاد على نأْيها / كأَنك في كُلّها نازِل
أَتَعْفو الممالكُ مِنْ حافِظٍ / وصدرُك من حِفْظِها آهل
وَلِمْ لا تُحيطُ بآفاقِها / وفي يَدِك الصّامِتً القاتلُ
إِذا ما عَلا الخَمْسَ في حَوْمَةٍ / ففارسُ بُهْمَتها راجِلُ
يُفيضُ على الطِّرس سحرَ البيان / كأَنَّ بَنانَتُهُ بابِل
متى تُرِكَ الحمدُ والمرْهَفاتِ / فأَحْمَدُها القاطِع الواصل
بسابقةِ العِلْم فُتَّ الأَنامَ / وهل يُدرِكُ العالمَ الجاهلُ
إِذا خطب الأَكرمون الثّناء / فأَكرم أَصهارِك الفاضِلُ
أَعِزَّ الكُفاةِ وتاجَ العراق / ومَنْ كَفُّهُ بالنَّدى حافِلُ
تأَمَّلْ مطالِعَ هذا الكلامِ / وإِلاّ فكوْكبُهُ آفِلُ
أَرى القومَ تَلْقَحُ آمالُهم / وحاليَ مِنْ دُونه حائل
فهل لي على البُعْد من قُرْبَةٍ / يُديل بها فَضْلُك الدائل
فإِنّ الغَمام بعيدُ المَنالِ / وفي كلّ فَجٍّ له نائلُ
وأَنتَ الزَّمانُ وأَنتَ الأما / نُ مِنْ كلّ ما يَفْرَقُ الذّاهِل
وأَنتَ الحُلِيُّ على المَكْرُمات / فلا وُصِفَتْ أَنها عاطل