المجموع : 8
أَراضِيَةٌ أَنتِ إِن شَفَّهُ
أَراضِيَةٌ أَنتِ إِن شَفَّهُ / هَواكِ وساخِطَةٌ إِن سَلا
وَأنتِ بَعَثتِ لَهُ سَلوَةً / تَسُلُّ الهَوى أَوَّلاً أَوَّلا
غَداةَ صدَدتِ فعلَّمتِه / وما كانَ ظَنُّكِ أَن يَفعَلا
فَدومي يَدُم أَو فَعودي يَعُد / فَقَد عَزَم الحبُّ أَن يَعدِلا
إِذا ما ظَمئتُ إلى ريقِه
إِذا ما ظَمئتُ إلى ريقِه / جعلتُ المُدامةَ منه بَديلا
وأَين المُدامَةُ مِن ريقِه / ولكِن أعلِّلُ قلباً عَليلا
هي الشمسُ مسكنُها في السَّماء
هي الشمسُ مسكنُها في السَّماء / فعزِّ الفؤادَ عَزاء جَميلا
فلَن تَستطيعَ إليها طُلوعاً / ولن تستطيعَ إليكَ النُّزولا
ولمَّا ألمَّ بِعَيني الكَرى
ولمَّا ألمَّ بِعَيني الكَرى / بَعثتُ السُّهادَ عَليهِ وَكيلا
بَخِلتَ عليَّ بطيفِ الخَيا / لِ فَألا أَكونَ بِقَلبي بَخيلا
فلا زلتُ يا مُستطيلَ الجَفا / عليكَ بجيشِ العَزا مُستَطيلا
ولا عدتُ أحفظُ من بَعدِها / حَبيباً ولا عُدتُ أَرعى خَليلا
فرأيكَ في مُهجَةٍ لم تَدَع / لغَيرِ الحِمامِ إِليها سَبيلا
أما أنتِ هيَّجتِ بِلبالَهُ
أما أنتِ هيَّجتِ بِلبالَهُ / فَما لَكِ قائِلَةً مالَهُ
عَساكِ تَخوَّفتِ مِن أَهلِه / فأظهَرتِ جَهلاً بِما نالَهُ
فكيفَ اعتِذارُكِ إن ساءَلو / هُ وقالَ وأصغَوا لِما قالَهُ
وفي الناسِ مُستَصغرٌ ما بِه / ولَو قَد تبيَّنَهُ هالَهُ
ودَمعٌ تَضمَّن كشفَ الهَوى / إذا أنا سارَعتُ إِرسالَهُ
فخَفّفَ عنِّي وحتَّى مَتى / يُحمِّلني السرُّ أثقالَهُ
سِوى أنَّه زادَني عاجِلاً / ومَن باحَ كثرَ عُذالَهُ
أَرى الناسَ كلَّهُمُ عاذِلي
أَرى الناسَ كلَّهُمُ عاذِلي / وحبُّكمُ عَنهمُ شاغِلي
ويَدفَع فِعلي أقاوِيلَهم / وهل يُدفَعُ الحقُّ بِالباطِلِ
ومَن ذا الَّذي جَعلَ القائِلي / نَ يَوماً يُقاسونَ بالفاعِلِ
ويا باعِثَ السُّقم حَسبي فقَد / شُكرتَ على بِرِّكَ الواصِلِ
تكلفُ طرفَك حملَ الهَوى / إليَّ فيُجحِفُ بالحامِلِ
فإن كُنتَ عن مُدنفٍ مُغرَمٍ / غَفلتَ فَما اللَّهُ بالغافِلِ
وسَوفَ يُتيحُ له عارِضاً / يُعارضُ بالهاطِلِ الوابِلِ
يعلِّلهُ عن هواكُم بِه / أبو الحسن ابن أبي كامِلِ
تَيَقَّنَ أنَّ العُلى بِالنَّدى / فليسَت تُنالُ بِلا نائِلِ
فأَصبَحَ في مالِه حاكِماً / ولكنَّه ليسَ بالعادِلِ
يُحبُّ العَطايا كحبِّ العُلى / وكلٌّ بَغيضٌ إِلى الباخِلِ
ويَبدأ بالجُودِ قبلَ السُّؤالِ / لكَي لا يَرى صَفحَةَ السائِلِ
ويخملُ ذِكر عَطِيَّاتِهِ / وكيفَ وما ذاكَ بالخامِلِ
وليسَ بجَمَّاعةٍ للحُطامِ / يحبُّ الزيادَةَ في الحاصِلِ
إذا حَملَ الأدبَ الجاهِلو / نَ إِلى مُستَخفٍّ به جاهِلِ
رأى لَهم الفَضلَ في قَصدِهم / وما الفَضلُ إلا معَ الباذِلِ
أبا حَسنٍ ناصِحٌ في العُلى / تحمَّلَ نُصحاً إِلى قابِلِ
أرَى المالَ عن أهلِه زائِلاً / ولستُ أرى المجدَ بالزائِلِ
وهَذا مُقيمٌ وذا راحِلٌ / فخُذ للمُقيمِ من الراحِلِ
هجَوتُكَ لا حاجَةً لي إِلَي
هجَوتُكَ لا حاجَةً لي إِلَي / كَ شهرتُ لَها قَدرَكَ المُهمَلا
ولَكِن تغرَّبَ شِعري عَليَّ / وَتاهَ فأحبَبتُ أَن يَخجَلا
فَتِه يا ابنَ نَصرٍ عَلى سالِفَيكَ / فقَد صارَ آخرُكُم أوَّلا
ويَعجنُ للعِيدِ في مُسعُطٍ
ويَعجنُ للعِيدِ في مُسعُطٍ / دَقيقَ الشَّعيرِ ولا يَنخلُ
وأنظفُ من وَجهِهِ صَحنُه / وأطهرُ مِن خَلقِه المِرجَلُ
ويُنبتُ في أرضِ تَنُّورِه / حَشِيشاً لِبرذَونِه يَقصِلُ
ويَستقبلُ الضَّيفَ من فَرسَخٍ / أيا ضيفُ قُل لي مَتى تَرحَلُ