كَذا هجمة الحادث المصمئل
كَذا هجمة الحادث المصمئل / يطالعنا من ثنايا الأَجل
أَيحجب منا بطي الصفيح / فتى بين برديه شهم مدل
رُزيناه يعقد عن فاضل / عرى العلم منه يباع فتل
لشالَت نعامة عليائنا / صباحاً ونجم هدانا أفل
رقى صهوة منه حيث الرَديف / على مزلق من ركوب الكفل
يضيف الى الحلم آراهه / كشعلة نار باعلى جبل
فقل للردى أَين فيه استقل / ركابك لا أَين فيه استقل
بلى سرت تحمله والصلاح / لقبر به هو والرشد حل
لَقَد حطمت منك صعب القياد / جموحاً لعبء الهدى محتمل
اخلاى نهضاً بذاك الصعيد / وان لم يبق لي الدهر خل
ندوس ثراه بشعث الخدود / وَنلثمه بجفون المقل
وَنستصغر اليوم قدر الدموع / فَقَد كبر الخطب عنها وجل
اذا ما عقرتم عشار الابل / فعقري عليه الفؤاد الوجل
لتزجى الرعود بتهدارها / اليك عشار الغمام الهطل
وَترزم مثقلة بالقطار / كَما ارزمت موقرات الابل
يعن لها مبرك في ثراك / فَتَشتاق في تربه أَن تحل
وَتسقيك درّ شآبيبها / بضرع لبون الحيا المحتفل
بضرع لبون الحيا المحتفل / حلبنا عليك ضروع المقل
فَيا عاقداً حبرة الفاضلين / عليك الحبا آذنت ان تحل
عشية اثقلت اعناقها / مساعي سريرك منها ثقل
فَما روضة بثرى الغوطتين / سقاها رذاذ الحيا المستهل
وحلَّت نحور ازاهيرها / عقود لئاليء برد وطل
اذا اِستَنشقوا ندها يحسبون / فيها لطيما من المسك ظل
باطيب للنفس من تربة / لجسمك والنسك اضحت نزل
الست اذا عب وادي الجدال / بخصم وقد جاش بعد الوشل
تلجلجهم بشبا مقول / ذليق تمضمض في ريق صل
وَترقى كعالية السمهري / متى طاولوك بفضل تطل
فَيابن الألى منهم يَلتَقي / تراث العلا رجل عن رجل
هم شرعوا دون ثغر الرشاد / اراقم سدت مسد الاسل
أَقول لعاثرة تَبتَغي / صعوداً بمزلق تلك القلل
وَراءَك عن معشر حلّقت / بهم قادمات العلا عن زحل