دَع الوَجدَ يُصبِح أَو يَغبق
دَع الوَجدَ يُصبِح أَو يَغبق / ويشئم بالكَلَف المُعرِقُ
وَخلّ الحَشا تتلظّى جوى / وَجَفني في مائهِ يُشرقُ
وَلا تَزجر الطير عند الأَرا / كِ يَنعب بالبين أَو يَنعَقُ
فَقِف بي عَلى الدارِ حَيثُ الكثي / بُ يبرق في سربه الأَبرقُ
وَذرني أُسائلُ عجماءها / عَساها تَكلّمُ أَو تَنطقُ
أَلا خبرٌ من ثَنايا العِرا / ق يَطلع أَو زورة تطرقُ
هَل الدار بعدى كعهدى بِها / يُباكِرُها العارِض المُغدِقُ
أَمِ البين أَسلمها لِلبلى / وَعاثَ بها الذِئبُ وَالخرنقُ
رَعى اللَه أَهل الحِفاظ الأولى / كَما لَقي القلب فيهم لَقوا
أَحبّاي هَل كَلِف شيّق / يُناشده الكلِف الشيّقُ
وَإِن خفق البدر يَنحو الحمى / نَزَت كبدى نحوكُم تخفقُ
عَلى حرقٍ أَضلُعي تَلتَوي / وَمِن علقٍ أَدمعي تدفقُ
مَتى تنجَلي طَبَقات الكروب / وَيَنجاب سدف العَنا المطبقُ
وَمِمّا رَماني بكسر الجُفون / وَلَم يخطني سهمه الأَفوقُ
فَتاةٌ ترجرجُ في زَورَقٍ / جَرى بدموعي بها الزَورقُ
وَحارقة وسط حرّاقة / تناهبني وجدها المحرقُ
تعشّقتها غرّة تشرئب / وَما كلّ مكحولة تعشقُ
وَمُذ أَرهقتني جوى مثقلا / تَيقّنت أَنّي الفَتى المرهقُ
لكَ البشرُ يا قلب إِنّ العيون / أَصابَتكَ أَزلامها الرشّقُ
فَما أَنا مِمّن ثَناه العذول / وَزَحزَحه الكاشح المحنقُ
وَإِنّي غنيّ ولكنَّ لي / فؤاداً إِلى وَصلها يملقُ
وَبي شمم ينشق الطيّبات / وَمَن كان أجدعَ لا ينشقُ
أَقول وَقَلبي يشبّ لظى / وَإِنسانُ عينيَ مُغرورقُ
رَفيقي لا ترج رفق الظَلوم / فَمن دأبه الظلم لا يرفقُ
وَمَن طلبَ العزّ أَنّى يَبيت / خَليّ الفُؤاد ولا يقلقُ