ثَقيفُ انظري أين قَصْدُ الطريقْ
ثَقيفُ انظري أين قَصْدُ الطريقْ / وكيفَ يلقَّى النجاةَ الغريقْ
مَشَى البأسُ في هَوْلِهِ المستطير / له لَهَبٌ ساطِعٌ كالحريقْ
مَشَى ترجفُ الأرضُ من حولِهِ / فأين الفِرارُ وهل من مُطِيقْ
ثَقيفُ ادْخُلِي الحصن لا تهلكي / ويا عَبْدَ ليل لماذا النَّعيقْ
دَعا خالدٌ يَسْتَفِزُّ الرجال / فكان فَريقُكَ شَرَّ الفرِيقْ
وكنت عليهم شهيداً بما / يُعابُ العدوُّ به والصّديقْ
يَضيقُ على العاجزينَ الفضاء / وَيَرْحَبُ بالقادِرينَ المضيقْ
وليس الخليقُ بحرِّ الجلاد / غَداةَ التَّنادي كغيرِ الخَليقْ
رَمَوْا بالسّهامِ ولو أنصفوا / رَمَوْا بالطُّلَى كلَّ عَضْبٍ ذَلِيقْ
حِراصٌ على الأنفُسِ الهالكات / وذلك منهم خَبالٌ وَمُوقْ
ضِعافُ القلوبِ قُعودٌ جُمودُ / يخافون كلَّ سَفوحِ دَفُوقْ
وما يَسْتَوِي الهِبْرِزِيُّ الجَسُور / غَداةَ الوَغى والهَيُوبُ الفَروقْ
رَأَوْا عَجباً من عَتادِ الحروب / تَذوق الحصونُ به ما تَذُوقْ
رَماهُمْ فَتاهَا بدبّابَتَينْ / فيا لَك من فَارسِيٍّ لَبيقْ
رَميْتَ الأُلى حَبَسَ الفاتحون / بموتٍ حبيسٍ وبأسٍ طليق
وَزِدْتَ فقلت اضربوا الكافرين / وَعلّمتهم صنعةَ المنجنيقْ
تَظَلُّ الحجارةُ مقذوفةً / يُشيّعها من مكانٍ سَحِيقْ
ونُودُوا إلينا فمن جاءنا / مَنَنَّا عليه بِعَهْدٍ وَثيقْ
فأقبلَ منهم بُغاةُ الأمان / فكلٌّ مُخلَّى وكلٌّ عَتِيقْ
لهم مَنزلُ الضّيفِ في المسلمين / رُعاةِ العهودِ حُماةِ الحُقوقْ
عُيَيْنَةُ ما قلت للمشركين / وهل يَقتني الحمدَ إلا الصَّدُوقْ
كذبتَ النبيَّ فقلتَ المحال / وجئتَ من الأمرِ ما لا يليقْ
وأزلفْتَها توبةً تبتغي / بها الخيرَ والخيرُ نِعْمَ الرفيقْ
تبيَّنْ عيينةُ عُقْبَى الأمور / لعلَّكَ تعقلُ أو تَستفيقْ
سيأتي بهم رَبّهم مُسلمين / فما من ضلالٍ ولا من فُسوقْ
ولو شاءَ لاجْتثَّهم أجمعين / فبادت أصولٌ وجفّتْ عُروقْ
يقولُ الفوارسُ كيف الرحيل / وما شَرِقَتْ بالدِّماءِ الحُلوقْ
رُوَيداً رُوَيداً جُنودَ النبيِّ / فقد ينفعُ الناسَ ما لا يَروقْ
وللهِ ما شَاءَ فيما يسوق / من الحادثاتِ وفيما يَعوْقْ