المجموع : 3
أَعيذُكِ مِن لَوعَتي وَاِشتِياقي
أَعيذُكِ مِن لَوعَتي وَاِشتِياقي / وَداءِ هَوىً مالَهُ فيكِ راقي
وَلَيلٍ طَويلٍ أُقَضّيهِ فيكِ / بِنارِ الضُلوعِ وَماءِ المَآقي
بِجِسميَ ما في الجُفونِ المِراضِ / مِن سَقَمٍ وَالخُصورِ الدِقاقِ
وَحَمَّلتِني الهَجرَ غِبَّ الفِراقِ / فَهَلّا اِكتَفَيتِ بِيَومِ الفِراقِ
بِعَينيكِ ما أَشتَكي مِن جَوىً / مُعَذِّبَتي وَلَها ما أُلاقي
يُسَهِّلُ لي فيكَ صَعبَ المَلامِ / خَلِيُّ الحَشا لَم يَبِت في وِثاقِ
إِلَيكِ فَبَيني وَبَينَ السُلُوِّ / ما بَينَ أَردافِها وَالنِطاقِ
وَرُبَّ لَيالٍ نَصَحنا بِها / حَرَّ الفِراقِ بِبَردِ التَلاقي
بِصُفرِ التَرائِبِ حُمرِ الخُدودِ / بيضِ المَباسِمِ سودِ الحِداقِ
وَبِتُّ أُمازِحُ حَتّى الصَباحِ / نَشرَ العِتابِ بِلَفِّ العِناقِ
تَقَضَّت قِصاراً وَلَكِنَّها / أَطالَت عَلَيَّ اللَيالي البَواقي
وَوَلّى الصِبى وَلَيالي التَمامِ / يَعقُبُهُنَّ لَيالي المُحاقِ
وَآمِرَةٍ لي بِجَوبِ البِلادِ / وَإِنضاءِ كُلِّ أَمونٍ دِفاقِ
دَريني فَإِنَّ سُؤالَ الرِجالِ / مُستَكرَهُ الطَعمِ مُرُّ المَذاقِ
وَإِنَّ القَناعَةَ لَو تَعلَمينَ / عَلى المَرءِ دِرعٌ مِنَ الغارِ واقي
كَفاني أَبو الفَرَجِ الأَريَحِيُّ / سُرى اليَعمَلاتِ وَحَثَّ النِياقِ
أَأَطلُبُ وِرداً بِأَرضِ الشَآمِ / وَدونيَ بَحرٌ بِأَرضِ العِراقِ
غَزيرُ النَوالِ لَهُ راحَةٌ / إِذا نَضَبَ البَحرُ ذاتُ اِندِفاقِ
إِذا صَرَّدَ الباخِلونَ العَطاءَ / سَقَتكَ يَداهُ بِكَأسٍ دِهاقِ
أَروحُ وَأَغدو عَلى جودِهِ / فَمِنهُ اِصطِباحي وَمِنهُ اِغتِباقي
فَيَوماهُ يَومٌ لِنَحرِ العِشارِ / وَيَومٌ لِقَودِ المذاكي العِتاقِ
غَنيتُ بِجودِكَ فَخرَ المُلوكِ / عَن خَلَقٍ ما لَهُم مِن خَلاقِ
بِأَيدٍ خِفافٍ إِذا ما اِقتَرَيتَ / أَخلاقَها وَوُجوهٍ صِفاقِ
يَجودونَ لِلطارِقِ المُستَثيبِ / بِما شِئتَ مِن كَذِبٍ وَاِختِلاقِ
شَفَيتَ عَلى ظَمَإٍ غُلَّتي / وَنَفَّستَ مِن بَعدِ ضيقٍ خُناقي
وَأَحمَدتَّ عِندَكَ سوقَ المَديحِ / وَقَد كانَ قَبلُ قَليلَ النَفاقِ
كَأَنَّكَ في الدَستِ يَومَ السَلامِ / جَدُّكَ وَالتاجُ تَهتَ الرُواقِ
فِداؤُكَ كُلُّ مَشوبِ الوِدادِ / قَليلِ الحَياءِ كَثيرِ النِفاقِ
أَيُدرِكُ شَأوَكَ ذو كَبوَةٍ / قَصيرُ خُطى المَجدِ يَومَ السِباقِ
وَناوٍ رَآكَ تَفوتُ العُيونَ / فَمَنَّتهُ أَطماعُهُ بِاللِحاقِ
رُوَيداً لَقَد كَذَبَتكَ الظُنونُ / وَلَو كُنتَ عالي سَراةِ البُراقِ
كَلِفتَ بِحُبِّ المَعالي كَما / كَلِفتُ بِحُبِّ القُدودِ الرِشاقِ
فَما يَستَفيقُ كِلانا هَوىً / بِسُمرٍ دِقاقٍ وَبيضٍ رِقاقِ
رَفَعتُ إِلَيكَ رُؤوسَ الثَناءِ / عَذراءَ مِن حُسنِها في نِطاقِ
وَسَيَّرتُها فيكَ فَاِسأَل بِها / رِكابَ الفَلا وَحُداةَ الرِفاقِ
لِيَهنَ مَعاليكَ يا اِبنَ الكِرامِ / مَدحٌ إِذا نَفِدَ المالُ باقي
وَإِنَّكَ تَبقى بَقاءَ الزَمانِ / مَشيدَ البِناءِ رَفيعَ المَراقي
أَلا مُنصِفٌ لي مِن ظالِمٍ
أَلا مُنصِفٌ لي مِن ظالِمٍ / تَمَلَّكَني جورُهُ وَاِستَرَق
وَأَصبَحتُ مُرتَزِقاً راحَتَيهِ / وَبِئسَ المَعيشَةُ والمُرتَزَق
قَليلُ الصَوابِ إِذا ما اِرتَأى / بَذِيُّ اللِسانِ إِذا ما نَطَق
كَثيرُ التَحَيُّفِ في ظُلمِهِ / إِذا أَخَذَ اللَحمَ يَوماً عَرَق
يَضَنُّ عَلى الناسِ مِن بُخلِهِ / بِروحِ نَسيمِ الصَبا المُنتَشَق
وَلَو كانَ يَقدِرُ مِن لُؤمِهِ / حَمى الطَيرَ أَن يَستَظِلَّ الوَرَق
يُظاهِرُ لِلناسِ يَومَ السَلامِ / لِباساً جَديداً وَعَرِضاً خَلَق
وَيَنعَرُ في دَستِهِ مُجلِباً / فَتُقسِمُ أَنَّ حِماراً نَهَق
فَلا عِرضُهُ قابِلٌ لِلثَناءِ / وَلا عِطفُهُ بِالمَعالي عَبِق
وَلَيسَ لَهُ مِن سَجايا المُلوكِ / غَيرُ اللَجاجِ وَسوءِ الخُلُق
يُحاسِبُ ذَبّاحَهُ بِالكُبودِ / وَطَبّاخَهُ بِكِسارِ الطَبَق
وَإِن جِئتَ يَوماً إِلى بابِهِ / لِأَمرٍ عَرى أَو مُهِمٍّ طَرَق
يَقولونَ في شاغِلٍ / بِحِفظِ القُدورِ وَكَيلِ المَرَق
لَهُ مَنظَرٌ هائِلٌ شَخصُهُ / تُعَرُّ الوُجوهُ بِهِ وَالخِلَق
وَوَجهٌ إِذا أَنا عايَنتُهُ / تَعَوَّذتُ مِنهُ بِرَبِّ الفَلَق
تَجيشُ إِذا ذَكَرَتهُ النُفوسُ / وَتَنبو إِذا نَظَرَتهُ الحَدَق
وَيُكسِبُهُ ظُلمُهُ ظُلمَةً / تُعيرُ النَهارَ سَوادَ الغَسَق
فَلَيتَ دُجى وَجهِهِ المُدلَهِمِّ / مِن دَمِ أَوداجِهِ في شَفَق
يَمُدُّ يَداً قَطُّ ما أَسلَفَت / يَداً وَفَماً دَهرَهُ ما صَدَق
يَداً أَغلَقَت بابَ آمالِنا / بِوَدِّيَ لَو أَنَّها في غَلَق
كَتَبتُ إِلَيكَ وَظَنّي بِأَنَّ
كَتَبتُ إِلَيكَ وَظَنّي بِأَنَّ / مَسعايَ عِندَكَ لا يُخفِقُ
وَأَنَّ عُهودي إِذا أَخلَقَت / عُهودُ المُحِبّينَ لا تُخلِقُ
فَلَمّا جَعَلتَ جَوابي السُكوتَ / تَبَيَّنَ لي أَنَّني أَحمَقُ