أَتى الدَهر مِن حَيث لا أَتَّقي
أَتى الدَهر مِن حَيث لا أَتَّقي / وَخانَ من السَبب الأَوثَقِ
مَضى بِأَبي الفَضلِ شَطرَ الحَياة / وَما مَرَّ أَنفَسُ مِمّا بَقي
فَقُل لِلحَوادِثِ من بَعدِهِ / أَسِفّي بمن شئت أَو حَلِّقي
أَمِنتُكِ لَم يبق لي مَن أَخاف / عليه الحِمامُ ولا أَتَّقي
وَقَد كُنتَ أَشفق مِمّا دَهاه / وَقَد سكنت لوعة المُشفِقِ
وَلَمّا قضى دون أَترابِهِ / تَيَقَّنتُ أَنَّ الرَدى يَنتَقي
مَضى حينَ وَدَّع دَرّ الرَضاعِ / لدَرِّ التَفصُّحِ في المَنطِقِ
وَهَزَّ اليَراع أَنابيبه / وَهُنّىءَ بِالكاتِبِ المُفلِقِ
وَقيلَ سَيشرف هَذا الغُلامُ / وَقالَت مخايله أَخلِقِ
كَأَنَّ اللِثامَ عَلى وَجهِهِ / هِلالٌ عَلى كَوكَبٍ مُشرِقِ
وَما النَومُ إِلّا التِقاء الجُفونِ / فَكَيفَ أَنامُ وَما نَلتَقي
يَعُزُّ عَلى حاسِدي أَنَّني / إِذا طرق الخطب لَم أُطرِقِ
وَإِنّي طود إِذا صادمته / رياحُ الحَوادِث لَم يَقلقِ