القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 3
سُحَيراً أَناخوا بِوادي العَقيقِ
سُحَيراً أَناخوا بِوادي العَقيقِ / وَقَد قَطَعوا كُلَّ فَجٍّ عَميقِ
فَما طَلَعَ الفَجرُ إِلّا وَقَد / رَأَوا عَلَماً لا يَخافونَ نيقِ
إِذا رامَهُ النِسرُ لَم يَستَطِع / فَمِن دونِهِ كانَ بَيضُ الأَنوقِ
عَلَيهِ زَخارِفُ مَنقوشَةٌ / رَفيعُ القَواعِدِ مِثلُ العَقوقِ
وَقَد كَتَبوا أَسطُراً أَودَعوها / أَلا مَن لَصَبَّ غَريبٍ مَشوقِ
لَهُ هِمَّةٌ فَوقَ هذا السَماكِ / وَيوطَأُ بِالخُفِّ وَطءَ الحَريقِ
وَمَسكِنُهُ عِندَ هذا العُقابِ / وَقَد ماتَ في الدَمعِ مَوتَ الغَريقِ
قَد اِسلَمَهُ الحُبُّ لِلحادِثاتِ / بِهذا المَكانِ بِغَيرِ شَفيقِ
فَيا وارِدينَ مِياهَ القَليبِ / وَيا ساكِنينَ بِوادي العَقيقِ
وَيا طالِباً طَيبَةً زائِراً / وَيا سالِكينَ بِهذا الطَريقِ
أَفيقوا عَلَينا فَإِنّا رُزِئنا / بُعَيدَ السُحَيرِ قُبَيلَ الشُروقِ
بِبَيضاءَ غَيداءَ بَهتانَةً / تُضَوَّعُ نَشراً كَمِسكٍ فَتيقِ
تَمايَلُ سَكرى كَمِثلِ الغُصونِ / ثَنَتها الرِياحُ كَمِثلِ الشَقيقِ
بِرِدفٍ مَهولٍ كَدِعصِ النَقا / تَرَجرَجَ مِثلَ سَنامِ الفَنيقِ
فَما لا مَني في هَواها عَذولٌ / وَلا لامَني في هَواها صَديقي
وَلَو لامَني في هَواها عَذولٌ / لَكانَ جَوابي إِلَيهِ شَهيقي
فَشَوقي رِكابي وَحُزني لِباسي / وَوَجدي صَبوحي وَدَمعي غَبوقي
أَضاءَ بِذاتِ الأَضا بارِقٌ
أَضاءَ بِذاتِ الأَضا بارِقٌ / مِنَ النورِ في جَوِّها خافِقُ
وَصَلصَلَ رَعدُ مُناجاتِهِ / فَأَرسَلَ مِدرارَهُ الوادِقُ
تَنادَوا أَنيخوا فَلَم يَسمَعوا / فَصِحتُ مِنَ الوَجدِ يا سائِقُ
أَلا فَاِنزِلوا ها هُنا وَاِرتَعوا / فَإِنّي بِمَن عِندَكُم وامِقُ
بِهَيفاءَ غَيداءَ رُعبَوبَةٍ / فُؤادُ الشَجِيِّ لَها تائِقُ
يَفوحُ النَدِيِّ لَدى ذِكرِها / فَكُلُّ لِسانٍ بِها ناطِقُ
فَلَو أَنَّ مَجلِسَها هَضمَةٌ / وَمَقعَدَها جَبَلٌ حالِقُ
لَكانَ القَرارُ بِها حالِقاً / وَلَن يُدرِكَ الحالِقَ الرامِقُ
فَكُلُّ خَرابٍ بِها عامرٌ / وَكُلُّ سَرابٍ بِها غادِقُ
وَكُلُّ رِياضٍ بِها زاهِرٌ / وَكُلُّ شَرابٍ بها رائِقُ
فَلَيلِيَ مِن وَجهِها مُشرِقٌ / وَيَومِيَ مِن شَعرِها غاسِقُ
لَقَد فَلَقَت حَبَّةَ القَلبِ إِذ / رَماها بِأَسهُمِها الفالِقُ
عُيونٌ تَعَوَّدنَ رَشقَ الحَشا / فَلَيسَ يَطيشُ لَها راشِقُ
فَما هامَةٌ في خَرابِ البِقاعِ / وَلا ساقُ حُرٍّ وَلا ناعِقُ
بِأَشأُمَ مِن باذِلٍ رَحَّلوا / لِيُحمَلَ مَن حُسنُهُ فائِقُ
وَيُترَكَ صَبّاً بِذاتِ الأَضا / قَتيلاً وَفي حُبِّهِم صادِقُ
هوى النجم من أوجه محرقاً
هوى النجم من أوجه محرقاً / لمن جاء يسترقُ المنطقا
وأظهر في الغرب أنواره / فصيّر مغربه مشرقا
وكلُّ وجودٍ له باطنٌ / إذا ما دجا ليله أشرقا
وكلُّ رياضٍ له ذابلٌ / إذا ما ذوى غصنه أورقا
وإن الفؤادَ إذا ما اهتدى / بأنوارِه وحيه صَدَقا
وقى الله حسادَه شرَّه / بما الله أمثاله قد وقى
إذا وجد البابَ قصادُه / لجهلهمُ دونهمُ مُغلقا
أقاموا حيارى على بابه / وما أحدٌ منهمُ حققا
وهل زي بابٍ كريم دعا / إلى بابه أحداً أطبقا
فكيف بباب الذي لم يزل / رفيقاً بنا راحماً مشفقا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025