القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 2
سألتك يا صخرة الملتقى
سألتك يا صخرة الملتقى / متى يجمع الدهر ما فرَّقا
فيا صخرةً جمعت مهجتين / أفاءا إلى حسنها المنتقى
إذا الدهر لَجَّ بأقداره / أجَداً على ظهرها الموثقا
قرأنا عَلَيكِ كتاب الحياةِ / وفضَّ الهوى سرها المغلقا
نرى الشمس ذائبة في العباب / وننتظر البدر في المرتقى
إذا نشر الغرب أثوابه / وأطلق في النفس ما أطلقا
نقول هل الشمس قد خضبته / وخلَّت به دمها المهرقا
أم الغرب كالقلب دامي الجراح / له طلبةٌ عزّ أن تلحقا
فيا صورة في نواحي السحاب / رأينا بها همَّنا المغرِقا
لنا الله مِن صورَةٍ في الضمير / يرَاهَا الفتى كلما أطرقا
يرى صورة الجُرح طيَّ الفؤاد / ما زال ملتهباً محرقا
ويأبَى الوَفاء عَليه اندمالا / ويأبَى التَّذَكُّر أن يشفقا
ويا صَخرَةَ العهد أبتُ إليكِ / وقد مزّق الشَّمل ما مزقا
أريك مشيب الفؤاد الشهيد / والشيب ما كلَّل المفرِقا
شكا أسره في حبال الهوى / وود على الله أن يُعتقا
فلمّا قضى الحظ فك الأسير / حنَّ إلى أسره مطلقا
سألتُك يا صخرةَ الملتقى
سألتُك يا صخرةَ الملتقى / متى يجمع الدهرُ ما فرَّقا
فيا كعبةً شهدت هائمَين / أفاءا إلى حسنها المنتقَى
إذا الدهرُ لَجَّ بأقداره / أخذنا على ظهرِهَا الموثقَا
أرقّ الهوى عندها مجهداً / وأنَّ النسيمُ بها مرهقَا
رَمى البحرُ نحوكِ أمواجَه / فعاندتِ تيارَه الأزرقَا
وصدت نواحيكِ هدارةً / كما أغضبت أسداً موثقاً
قرأنا عليكِ كتابَ الحياة / وفض الهوى سرَّهَا المغلقَا
نرى الشمسَ ذائبةً في المحيط / وننتظر البدرَ في المرتقَى
إذا نشر الغربُ أثوابَه / فأطلقَ في النفس ما أطلقَا
نقول هل الشمسُ قد خضبته / وخلَّت به دمَهَا المهرقَا
أم الغربُ كالقلب دامي الجراح / له طلبةٌ عزَّ أن تلحقَا
فيا مهجةً خلف هذا الغمام / بكت نضرةً وصباً رَيِّقَا
ويا صورة في نواحي السحاب / رأينا بها همَّنَا المغرقَا
لنا الله من صورةٍ في الضميرِ / يراها الفتى كلَّما أطرقَا
يرى صورةَ الجرح طيَّ الفؤا / دِ ما زال ملتهباً محرقَا
فيأبى الوفاءُ عليه اندمالا / ويأبى التذكُر أن يشفقَا
ويا صخرةَ العهدِ جاشَ العباب / ولاقاك محتدماً محنقَا
وجاورك القفر يعي الظنونَ / إذا الفكر في كنهِه حقَّقَا
أرى في العبابِ كفاحَ الحياة / وتيارها الجارفَ الأحمقَا
وألمح فيها عراكَ الرجال / إذا لاحَقَ الزورقُ الزورقَا
وكيف على رُحبِ هذا المجا / ل ننزلُها منزلاً ضيِّقَا
وقفتُ على اليمِّ أسألُ نفسي / بعيدَ الهواجسِ مستغرقَا
هل الله من قبلِ خلقِ الحياة / أراد على الموج أن تخلقَا
ومثَّلَ في القفر لغزَ الحِمام / لم نكتشف سره الأعمقَا
أرى في ابيضاضِ الرمالِ ال / مشيب والكفن الشاحب المقلقَا
أرى في السرابِ غرورَ النفو / سِ والأملَ الخائبَ المخفقَا
وقد جعل الله ذا الصخرَ بي / ن الحياةِ وبين البلى موبقَا
ومثَّلَ فيه عتوَّ الدهور / لن تستباح ولن تخلقَا
تريد الحياةُ لقاءَ المماتِ / ولا يأذن اللهُ بالملتقَى
ويا صخرةَ العهد أُبتُ إليكِ / وقد مَزَّقَ الشملَ ما مزقَا
أريكِ مشيبَ الفؤادِ الشهيدِ / والشيبُ ما كلَّلَ المفرقَا
شكا أسره في حبالِ الهوى / وودَّ على الله أن يُعتقَا
فلما قضى الحظُّ فكَّ الإِسار / حنَّ إلى أسره مطلقَا
لمن زيَّنَ الله هذي السماء / أو جمَّلَ الكونَ أو نسَّقَا
لمن يطلعُ الفحرُ في أفقها / فيبدو بها ضاحياً مونقَا
لمن مسَّ هذا النسيمُ الغمامَ / فرقرقَ منه الذي رقرقَا
إذا ذكرتهُ الحمائمُ أنَّ / وإن ضاحكته الربى صفَّقَا
أللطائرِ المفردِ الروحِ يمضي / يرودُ المواردَ عن مستقَى
وربّكَ ليس لهذا ولكن / لروحينِ في أفقٍ حلَّقَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025